الحج في السنه

اشارة

عنوان و نام پديدآور : الحج في السنه/ تحقيق معاونيه لشوون التعليم و البحوث الاسلاميه في الحج، السابقه لمثليه الولي الفقيه لشوون الحج و الزياره

مشخصات نشر : [طهران]: نشر مشعر، 1417ق. = 1375.

مشخصات ظاهري : ص 412

يادداشت : عربي

يادداشت : كتابنامه: ص. [408] - 412؛ همچنين به صورت زيرنويس

موضوع : حج -- احاديث

شناسه افزوده : بعثه مقام معظم رهبري در امور حج و زيارت. معاون آموزش و تحقيقات

رده بندي كنگره : BP188/8/ح34 1375

رده بندي ديويي : 297/357

شماره كتابشناسي ملي : م 77-14739

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص:4

ص:5

المقدمة

بِسْمِ اللّ?هِ الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ

الحجُّ المرآةُ الصادقةُ للدين كلّه، و المظهرُ الكامل لجميع أبعاد الثقافة الإسلاميّة.

الحجّ مَجلي الرسالة المحمدية، و التجسيد العملي للإسلام و المظهر العيني للحقائق الإلهيّة.

الحجُّ مُلتقي الامَّة الإسلاميّة حيث يجتمع أبناؤُها من جميع نقاط العالم في معبد الحبّ، و ميقات العرفان من أجل أن يحصلوا علي الهويّة الإنسانية و الإلهيّة الواقعيّة.

الحجُّ تحرّرٌ من الذات، و اتّصالٌ بالحق، و دوسٌ علي الأهواء، للصعود إلي قمّة المعرفة و تخليص للرّوح من الأدران المختلفة، و تَحَلّ بكل ما هو جمال.

الحجُّ مسرحٌ لظهور قوّة الأمّة المسلمة، و معرضٌ لاجتماع أصحاب الهدفِ الواحدِ، الصحاب الذين تلافَوا التباين في الصورة بالتوافق في السّيرة، ليتحقّق شعارُ الوحدةِ فيما وراء الصوَر و الألوان، و المقاييس الجغرافية و العِرقيّة، و يضفوا علي

ص:6

تعاليم الدين الإسلامي الوَحدويّة، لباسَ التحقّق و ثوبَ الواقع.

الحجّ ذلك الاجتماع الكبير، و حسب تعبير قائد الركب العظيم، و المنادي الفذّ بظلامة الأمة الإمام الخميني- رضوان اللّ?ه تعالي عليه-: «ذلك المؤتمر ذو الصبغة السياسيّة الكاملة الذي يقام بدعوة إبراهيم و محمّد صلي الله عليه و آله و سلم، و يجتمع فيه الناس من جميع أقطار الأرض، من كلّ فجّ عميق من أجل منافع الناس، و للقيام بالقسط، و استمراراً لمكافحة الأوثان و الأصنام، و تكسيرها علي يدي إبراهيم و محمّد، و تحطيم الطواغيت و الفراعنة علي يدي موسي عليهم السلام» (1).

يذهبُ الحجيجُ فيه إلي «بيت اللّ?ه الحرام» من المدن و القُري، و البلاد المختلفة، البعيدة منها و القريبة، ليفرغوا قلوبهم من الاشتغال بالغير بالطواف حول «الحرم الإلهي» الذي هو- أي الطواف- آية الحبّ للحقّ، و ليبايعوا اللّ?ه بلمس «الحجر الأسود» و يسعوا بصدق في طلب المحبوب في «الصفا و المروة»، و يضيفوا إلي طمأنينة قلوبهم و ثقتها بوعود الحق حالة الشعور و العرفان في «المشعر الحرام» و «عرفات»، و يتوسّلوا إلي أمانيّهم الحقّة في «مني».

يمرّ المؤمنون في هذه الرحلة العظيمة علي أرضٍ كلُّ جبالها و سهولها، و كلُّ فيافيها و صحاريها، و كلُّ أزقّتها و دروبها خواطر و ذكريات؛ خواطر ثبات و استقامة، و شهامة و شجاعةٍ، و ذكريات عزّةٍ و إباءٍ، و تطلّعٍ و صلابةٍ سطَّرَها رجل عظيم من سلالة آدم، و من سلسلة الأحرار من فوق قمّة النبوّة، و من أعالي طود الرسالة:

المصطفي? محمّد صلي الله عليه و آله و سلم، و شخصيات أُخري? من الطراز الأوّل ممّن عكسوا بوجودهم الجمال الإلهي و الإنساني الرفيع نظير خديجة، و عليّ، و فاطمة عليهم السلام و غيرهم، و غيرهم.


1- صحيفه نور 20: 18.

ص:7

و رجالٌ عظامٌ في الذروة من الإيثار ممّن حَذَوْا حذوهم، نظير حمزة سيّد الشهداء، و أبي ذر، و المقداد، و سلمان، و بلال، و عمّار و …

هناك يمكن رؤية كلا وجهي العُملة من صورة هذا الإنسان في تلك الأرض، أرض الوحي، و أرض سطوع أنوار الحق، و تحت تلك السّماء التي كان يهبط منها ذات يومٍ الأمينُ علي الرسالة الإلهيّة: جبرئيل عليه السلام علي خيرة البشرية، و عصارة الإنسانية في جميع العصور و الأجيال: النبي الأكرم صلي الله عليه و آله.

هناك نري وجوهاً طاهرة لا تعرف الّا الشرف و المروءة، و إلّا الثبات في طريق الحقّ، و وجوهاً اخري وضيعة لا تعرف سوي الظلم و مجابهة الحق، و الّا اللجاج و العناد في مقابل إشراق الإيمان.

أ ليس في هذا العَجَبُ العُجابُ؟ و أ ليس في هذا ذكري لكلّ متذكّر؟

إنّ الحديث عن الحجّ لا يمكن أن تستوعبه هذه الصفحات أو تلخّصه هذه الأسطر، ما دامت هذه الفريضة تُبَلوِرُ كلّ الإسلام.

هذا و لقد كثُرَت الأحاديث التي تتناول الحجّ و مسائله، و هذه الأحاديث متناثرة في كتب عديدة من مصادر الفريقين- الشيعة و السنّة- التي تحتاج الحصول عليها إلي فرصة كبيرة، و لا يتيسّر ذلك للجميع.

و المجموعة (الحاضرة) التي تمّ إعدادها و إخراجها بهذه الصورة، هي حصيلة خيّرة لما قام به صاحبا الفضيلة: حججا الإسلام و المسلمين الشيخ محمد رضا نعمتي، و الشيخ عباد اللّ?ه سرشار الطهراني الميانجي، في «معاونيّة شئون التعليم و البحوث الإسلامية في الحج» تسهيلًا للحصول علي هذا النبع الغزير، و الكنز الغني، علي أمل أن تحظي باهتمام العلماء و المفكّرين في العالم الإسلامي.

ص:8

و في الخاتمة نشكر الفاضلين المذكورين و نسأل اللّ?ه لهما دوام التوفيق و السداد إنّه سميع مجيب.

معاونية شئون التعليم

و البحوث الإسلامية في الحج

ص:9

الفصل الأول آداب السفر

السّور و الأدعية لطلب الحج

1/ (1) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن يحيي قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن إسماعيل بن مهران قال:

حدّثني الحسن بن عليّ، عن سورة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من قرأ «سورة الحج» في كلّ ثلاثة أيّام لم تخرج سنته حتّي يخرج إلي بيت اللّ?ه الحرام، و إن مات في سفره دخل الجنّة.

(الحديث)

2/ (2) - أبي رحمه الله قال: حدّثني أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن عليّ، عن الحسين بن عمرو الرّماني، عن أبيه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من قرأ سورة «عمّ يتساءلون» لم تخرج سنته إذا كان يدمنها كلّ يوم حتّي يزور

-


1- ثواب الأعمال: 135/ 1، الوسائل 11: 161/ 14527.
2- ثواب الأعمال: 149/ 1، الوسائل 11: 161/ 14529.

ص:10

بيت اللّ?ه الحرام، إن شاء اللّ?ه.

3/ (1) - حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّ?ه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد اللّ?ه بن الفضل الهاشميّ قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّ عليَّ ديناً كثيراً ولي عيال و لا أقدر علي الحجّ فعلّمني دعاءً أدعو به. فقال: قل في دُبر كلّ صلاة مكتوبة: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اقْضِ عَنِّي دَيْنَ الدُّنْيَا وَ دَيْنَ الْآخِرَةِ». فقلت له: أمّا دين الدُّنيا فقد عرفته، فما دين الآخرة؟ فقال: دين الآخرة الحجّ.

4/ (2) - و في رواية، قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

من قال «مَا شَاءَ اللّ?هُ» ألف مرّة في دفعة واحدة رزق الحجّ من عامه، فإن لم يرزق أخّره اللّ?ه حتّي يرزقه.

5/ (3) - عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من قال ألف مرّة: «لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ الَّا بِاللّ?هِ» رزقه اللّ?ه تعالي الحجَّ، فان كان قد قرب أجله أخّر اللّ?ه في أجله حتّي رزقه الحج.

إعلام الإخوان عند إرادة السّفر

6/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال النبيّ صلي الله عليه و آله:


1- معاني الأخبار: 175/ 1، الوسائل 11: 73/ 14276، البحار 95: 301/ 2 و 99: 27/ 1.
2- المحاسن 1: 113/ 112، الوسائل 7: 92/ 8822 و 11: 161/ 14529، البحار 93: 190/ 26 و 99: 27/ 2.
3- جامع الأخبار: 55، البحار 93: 191 ذ 33 و 99: 27/ 3، مستدرك الوسائل 5: 372/ 6119.
4- الكافي 2: 174/ 16، الوسائل 11: 448/ 15227.

ص:11

حقّ علي المسلم إذا أراد سفراً أن يعلم إخوانه، و حقّ علي إخوانه إذا قدم أن يأتوه.

استحباب توفير الشعر

7/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أعف شعرك للحجّ إذا رأيت هلال ذي القعدة و للعمرة شهراً.

8/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن بعض أصحابنا، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لا يأخذ الرّجل إذا رأي هلال ذي القعدة و أراد الخروج، من رأسه و لا من لحيته.

9/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لا تأخذ من شعرك و أنت تريد الحجّ في ذي القعدة و لا في الشهر الذي تريد فيه الخروج إلي العمرة.

الدعاء عند توديع المسافر

10/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عليّ بن


1- الكافي 4: 318/ 5، الوسائل 12: 316/ 16394.
2- الكافي 4: 318/ 4، التهذيب 5: 47/ 144، الإستبصار 2: 160/ 521، الوسائل 12: 317/ 16395.
3- الكافي 4: 318/ 3، الوسائل 12: 317/ 16396.
4- المحاسن 2: 95/ 1248، الفقيه 2: 180/ 805، الوسائل 11: 406/ 15116، البحار 76: 280/ 4.

ص:12

النعمان، عن ابن مسكان و غيره، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، قال:

كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إذا ودّع المؤمن قال: رحمكم اللّ?ه، و زوّدكم التقوي، و وجّهكم إلي كلّ خير، و قضي لكم كلّ حاجة، و سلّم لكم دينكم و دنياكم، و ردّكم سالمين إلي سالمين.

11/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن عبد اللّ?ه بن مسكان و غيره، عن عبد الرحيم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إذا ودّع مسافراً أخذ بيده، ثمّ قال: «أَحْسَنَ اللّ?هُ لَكَ الصَّحَابَةَ، وَ أَكْمَلَ لَكَ الْمَعُونَةَ، وَ سَهَّلَ لَكَ الْحُزونَة، وَ قَرَّبَ لَكَ الْبَعِيدَ، وَ كَفَاكَ الْمُهِمَّ، وَ حَفظَ لَكَ دِينَكَ، وَ أَمَانَتَكَ، وَ خَوَاتِيمَ عَمَلِكَ، وَ وَجَّهَكَ لِكُلِّ خَيْرٍ، عَلَيْكَ بِتَقْوَي اللّ?ه، أَسْتَوْدِعُكَ اللّ?هُ، سِرْ عَلي بَرَكَةِ اللّ?هِ».

ما يستحب من الصلوات عند إرادة السفر

12/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما استخلف رجل علي أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما، إذا أراد الخروج إلي سفر يقول: «اللَّهُمَّ انِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ ذُرِّيَّتِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ أَمَانَتِي وَ خَاتِمَةَ عَمَلِي الَّا أَعْطَاهُ اللّ?هُ مَا سَأَلَ».

13/ (3) - علي بن موسي بن طاوس في كتاب (أمان الأخطار) قال: قد ذكرنا


1- المحاسن 2: 95/ 1249، الفقيه 2: 180/ 806، الوسائل 11: 406/ 15117، البحار 76: 281/ 5.
2- الكافي 4: 283/ 1، المحاسن 2: 87/ 1231، الفقيه 2: 177/ 789 روى مرسلًا، التهذيب 5: 49/ 152، الوسائل 11: 379/ 15064.
3- أمان الأخطار: 44، الوسائل 11: 381/ 15066.

ص:13

هذه الرواية في كتاب (التراحم) عن النبيّ صلي الله عليه و آله قال:

ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شدّ ثياب سفره خير من أربع ركعات يصلّيهن في بيته، يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» و «قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ» و يقول: «اللَّهُمَّ انِّي أَتَقَرَّبُ الَيْكَ بِهِنَّ فَاجْعَلْهُنَّ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَ مَالِي».

الدعاء عند الخروج من المنزل

14/ (1) - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا خرجت من منزلك فقل: «بِسْمِ اللّ?هِ، تَوَكَّلْتُ عَلَي اللّ?هِ، لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ الَّا بِاللّ?هِ، اللَّهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا خَرَجْتُ لَهُ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَرَجْتُ لَهُ، اللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَ أَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ، وَ اجْعَلْ رَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ، وَ تَوَفَّنِي عَلَي مِلَّتِكَ وَ مِلَّةِ رَسُولِكَ، صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ».

15/ (2) - عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي جميعاً، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا خرجت من بيتك تريد الحجّ و العمرة- إن شاء اللّ?ه- فادع دعاء الفرج و هو:

«لَا ال?هَ الَّا اللّ?هُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِل?هَ الَّا اللّ?هُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللّ?هِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَ رَبِّ الْأَرَضِينِ السَّبْعِ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَ الْحَمْدُ للّ?هِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (ثمّ قل:) اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَاراً مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (ثمّ قل:) «بِسْمِ اللّ?هِ دَخَلْتُ، وَ بِسْمِ اللّ?هِ خَرَجْتُ، وَ فِي سَبِيلِ اللّ?هِ، اللَّهُمَّ انِّي أُقدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نِسْيَانِي وَ عَجَلَتِي بِسْمِ اللّ?هِ مَا شَاءَ اللّ?هُ فِي


1- الكافي 2: 542/ 5، المحاسن 2: 90/ 1240 بتفاوت يسير، أمالي الطوسي 1: 381، البحار 76: 170/ 16.
2- الكافي 4: 284- 285/ 2، التهذيب 5: 50/ 154، الوسائل 11: 383/ 15071 و 387/ 15080.

ص:14

سَفَرِي ه?ذَا ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسَيْتُهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ عَلَي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا، وَ اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَ سَيِّرْنَا فِيهَا بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا ظَهْرَنَا، وَ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ انِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَ كَآبَةِ الْمُنقَلَبِ، وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَ نَاصِرِي، بِكَ أَحِلُّ وَ بِكَ أَسِيرُ، اللَّهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي ه?ذَا السُّرُورَ وَ الْعَمَلَ لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ اقْطَعْ عَنِّي بُعْدَهُ وَ مَشَقَّتَهُ، وَ اصْحبْنِي فِيهِ وَ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ الَّا بِاللّ?هِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ انِّي عَبْدُكَ وَ ه?ذَا حمْلَانُكَ، وَ الْوَجْهُ وَجْهُكَ، وَ السَّفَرُ الَيْكَ، وَ قَدِ اطَّلَعْتَ عَلَي مَا لَمْ يَطّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَاجْعَلْ سَفَرِي ه?ذَا كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبِي، وَ كُنْ عَوْناً لِي عَلَيْهِ، وَ اكْفِنِي وَعْثَهُ وَ مَشَقَّتَهُ، وَ لَقِّنِي مِنَ الْقَوْلِ وَ الْعَمَلِ رِضَاكَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَ بِكَ وَ لَكَ».

فإذا جعلت رجلك في الرّكاب فقل: «بِسْمِ اللّ?هِ الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللّ?هِ وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ» فإذا استويت علي راحلتك و استوي بك محملك فقل: «الْحَمْدُ للّ?هِ الَّذِي هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صلي الله عليه و آله، سُبْحَانَ اللّ?هِ سُبْحَانَ اللّ?هِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا ه?ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (1) وَ انَّا الي? رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ للّ?هِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَامِلُ عَلَي الظَّهْرِ وَ الْمُسْتَعَانُ عَلَي الْأَمْرِ، اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا بَلَاغاً يَبْلُغُ الي? خَيْرٍ، بَلَاغاً يَبْلُغُ الي? مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ، اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ الَّا طَيْرُكَ وَ لَا خَيْرَ الَّا خَيْرُكَ وَ لَا حَافِظَ غَيْرُكَ».

16/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

من قال حين يخرج من باب داره: «أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللّ?هِ مِنْ شَرِّ ه?ذَا الْيَوْمِ الْجَدِيدِ الَّذِي اذَا غَابَتْ شَمْسُهُ لَمْ تَعُدْ، وَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَ مِنْ شَرِّ غَيْرِي وَ مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ،


1- أي مطيقين لها قادرين عليها.
2- الكافي 2: 541/ 4، الفقيه 2: 178/ 793 بتفاوت، الوسائل 11: 385/ 15073.

ص:15

وَ مِنْ شَرِّ مَنْ نَصَبَ لِأَوْلِيَاءِ اللّ?هِ، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، وَ مِنْ شَرِّ السِّبَاعِ وَ الْهَوَامِّ، وَ مِنْ شَرِّ رُكُوبِ الْمَحَارِمِ كُلِّهَا، أُجِيرُ نَفْسِي بِاللّ?هِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ» غفر اللّ?ه له و تاب عليه و كفاه الهمّ و حجزه عن السوء و عصمه من الشرّ.

17/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد؛ و سهل بن زياد جميعاً، عن موسي بن القاسم، عن صباح الحذاء، عن أبي الحسن عليه السلام قال:

لو كان الرجل منكم إذا أراد سفراً قام علي باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجّه له فقرأ «الحمد» أمامه و عن يمينه و عن شماله، و «المعوّذتين» أمامه و عن يمينه و عن شماله، و «قل هو اللّ?ه أحد» أمامه و عن يمينه و عن شماله، و «آية الكرسي» أمامه و عن يمينه و عن شماله، ثمّ قال: «اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَ احْفَظْ مَا مَعِي، وَ سَلِّمْنِي وَ سَلِّمْ مَا مَعِي، وَ بَلِّغْنِي وَ بَلِّغْ مَا مَعِيَ بِبَلَاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ» لحفظه اللّ?ه و حفظ ما معه و بلّغه و بلّغ ما معه، و سلّمه و سلّم ما معه، أما رأيت الرجل يحفظ و لا يحفظ ما معه، و يسلم و لا يسلم ما معه، و يبلغ و لا يبلغ ما معه، قلت: بلي جعلت فداك.

18/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن الحارث بن محمّد، عن أبي جعفر الأحول، عن بريد بن معاوية العجلي قال:

كان أبو جعفر عليه السلام إذا أراد سفراً، جمع عياله في بيت، ثمّ قال: «اللَّهُمَّ انِّي أَسْتَوْدِعُكَ الغَدَاةَ نَفْسِي وَ مَالِي وَ أَهْلِيَ وَ وُلْدِي وَ الشَّاهِدَ مِنَّا وَ الْغَائِبَ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا وَ احْفَظْ عَلَيْنَا (3)، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي جِوَارِكَ، اللَّهُمَّ لَا تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ، وَ لَا تُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ وَ فَضْلِكَ».


1- الكافي 2: 543/ 11 و 4: 283/ 1، المحاسن 2: 88/ 1233، الفقيه 2: 177/ 290 ليس فيه: «وقل هو اللَّه أحد» أمامه وعن يمينه وعن شماله، التهذيب 5: 49/ 153 كما في الفقيه.
2- الكافي 4: 283/ 2، المحاسن 2: 87/ 1232، الوسائل 11: 380/ 15065، البحار 76: 244/ 28.
3- أي احفظ لنا ما يهمّنا من أمورنا.

ص:16

19/ (1) - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أبي أيّوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث- قال:

إنّ الإنسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج: «اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ»، ثلاثاً «بِاللّ?هِ أَخْرُجُ، وَ بِاللّ?هِ أَدْخُلُ، وَ عَلَي اللّ?هِ أَتَوَكَّلُ» - ثلاث مرّات- «اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِي وَجْهِي ه?ذَا بِخَيْرٍ، وَ اخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ، وَ قِنِي شَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا انَّ رَبِّي عَلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» لم يزل في ضمان اللّ?ه عزّ و جلّ حتّي يردّه إلي المكان الذي كان فيه.

20/ (2) - محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام- في حديث- قال:

إنّ العبد إذا خرج من منزله عرض له الشّيطان، فإذا قال: «بِسْمِ اللّ?هِ» قال له الملكان: كفيت، فإذا قال: «آمَنْتُ بِاللّ?هِ»، قالا: هديت فإذا قال: «تَوَكَّلْتُ عَلَي اللّ?هِ»، قالا:

وقيت، فتتنحي الشياطين فيقول بعضهم لبعض: كيف لنا بمن هدي و كفي و وقي.

(الحديث)

21/ (3) - حدّثني زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن عاصم الأحول، عن عبد اللّ?ه بن سرجس قال:

كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم إذا سافر يتعوّذ من وعثاء السفر، و كآبة المنقلب، و الحور بعد الكون «4»، و دعوة المظلوم «5»، و سوء المنظر في الأهل و المال.


1- الكافي 2: 540/ 1، الوسائل 11: 382/ 15068.
2- الكافي 2: 541/ 2، الوسائل 11: 383/ 15069.
3- مسند أحمد 5: 82- 83 رواه بأربعة طرق، صحيح مسلم 3: 153/ 426، سنن ابن ماجة 2: 1279/ 3888 و فيه «كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله يقول إذا سافر: اللّهمّ انّي أعوذ بك مِن وعثاء» الخ، سنن الترمذي 5: 46/ 3439، سنن النسائي 8: 272/ 5498 و 5499، مصابيح السنّة 2: 198/ 1739. 4 و الحور بعد الكون: هو الرجوع من شي ء إلي شي ء من الشر أو الرجوع من الاستقامة مأخوذ من تكوير العمامة و قيل معناها أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنّا فيه. 5 و دعوة المظلوم: يريد الاستعاذة من الظلم فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم و دعوة المظلوم ليس بينه و بين اللّ?ه حجاب ففيه التحذير من الظلم و من التعرّض لأسبابه.

ص:17

الدعاء في الطريق

22/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله في سفره إذا هبط سبّح و إذا صعد كبّر.

23/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن يعقوب بن يزيد، رفعه إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

و الذي نفس أبي القاسم بيده، ما أهلّ مهلّل و لا كبّر مكبّر عند شُرُف من الأشراف، الّا أهلّ ما بين يديه، و كبّر ما بين يديه بتهليله و تكبيره، حتّي يقطع مقطع التراب.

24/ (3) - روي العلا، عن أبي عبيدة، عن أحدهما عليهما السلام قال:

إذا كنت في سفر فقل: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَسِيرِي عبراً وَ صَمْتِي تَفَكُّراً وَ كَلَامِي ذِكْراً».

افتتاح السفر بالصدقة

25/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، قال:

قلت: لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام أ يكره السفر في شي ء من الأيام المكروهة الأربعاء و غيره؟ فقال: افتتح سفرك بالصدقة، و اقرأ «آية الكرسيّ» إذا بدا لك.

26/ (5) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد


1- الكافي 4: 287/ 2، الفقيه 2: 179/ 796، الوسائل 11: 391/ 15088.
2- المحاسن 2: 94/ 1246، الفقيه 2: 179/ 798 باختلاف يسير، الوسائل 11: 392/ 15090.
3- الفقيه 2: 179/ 797، الوسائل 11: 392/ 15089.
4- الكافي 4: 283/ 3، المحاسن 2: 85/ 1223، الفقيه 2: 175/ 782، التهذيب 5: 49/ 150 وفيه: عن الحلبي بعد حمّاد، الوسائل 11: 375/ 15052، البحار 76: 231/ 6.
5- الكافي 4: 283/ 4، المحاسن 2: 85/ 1224، الفقيه 2: 175/ 781، التهذيب 5: 49/ 151، الوسائل 11: 375/ 15051، البحار 76: 231/ 7.

ص:18

الرحمن بن الحجّاج قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

تصدّق و اخرج أيّ يوم شئت.

استحباب مصاحبة المثل

27/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و عليّ بن الحكم، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

أنّه كان يكره للرجل أن يصحب من يتفضّل عليه، و قال: اصحب مثلك.

28/ (2) - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الرفيق ثمّ الطريق، و قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تصحبنّ في سفر من لا يري لك من الفضل عليه كما تري له عليك (3).

29/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن الحسن بن الحسين اللّؤلؤي، عن محمّد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن شهاب بن عبد ربّه قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: قد عرفت حالي وسعة يدي و توسّعي علي إخواني فأصحب [ا] لنفر منهم في طريق مكّة فأتوسّع عليهم، قال: لا تفعل يا شهاب، إن بسطت و بسطوا أجحفت بهم، و إن أمسكوا أذللتهم، فأصحب نظراءك.


1- المحاسن 2: 105/ 1281، الوسائل 11: 415/ 15141، البحار 76: 269/ 18.
2- الكافي 4: 286/ 5، المحاسن 2: 100/ 1264 و 1265، الفقيه 2: 184/ 814 روي ذيله، الوسائل 11: 412/ 15135، البحار 76: 267 ذ 8.
3- قال المجلسي رحمه الله: قال الوالد العلامة: أي اصحب من يعتقد أنّك أفضل منه كما تعتقد أنّه أفضل منك و هذا من صفات المؤمنين، و أقول: يحتمل أن يكون الفضل بمعني الإحسان و التفضّل و ما ذكره أظهر.
4- الكافي 4: 287/ 7، المحاسن 2: 101/ 1268، الفقيه 2: 182/ 817، الوسائل 11: 413/ 15137، البحار 76: 268/ 11.

ص:19

30/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن ابن سنان، عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

كان يقول: اصحب من تتزيّن به، و لا تصحب من يتزيّن بك.

31/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: يخرج الرجل مع قوم مياسير و هو أقلّهم شيئاً، فيخرج القوم النفقة و لا يقدر هو أن يخرج مثل ما أخرجوا؟ فقال: ما أحبّ أن يذلّ نفسه ليخرج مع من هو مثله.

32/ (3) - علي، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عمّن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إذا صحبت فاصحب نحوك، و لا تصحب من يكفيك، فإنّ ذلك مذلّة للمؤمن.

33/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن محمّد بن علي، عن موسي بن سعدان، عن حسين بن أبي العلاء قال:

خرجنا إلي مكّة نيّف و عشرون رجلًا، فكنت أذبح لهم في كلّ منزل شاة، فلمّا أردت أن أدخل علي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: هي يا حسين و تذلّ المؤمنين؟ قلت:

أعوذ باللّ?ه من ذلك فقال: بلغني أنّك تذبح لهم في كلّ منزل شاة؟ قلت: ما أردت الّا اللّ?ه فقال: أما كنت تري? أنّ فيهم من يحبّ أن يفعل فعالك، فلا تبلغ مقدرته ذلك،


1- المحاسن 2: 100/ 1266، الفقيه 2: 184/ 816، الوسائل 11: 412/ 15133.
2- الكافي 4: 287/ 8، المحاسن 2: 105/ 1282، الوسائل 11: 414/ 15138، البحار 76: 269/ 19.
3- الكافي 4: 286/ 6، المحاسن 2: 101/ 1267، الفقيه 2: 182/ 818، الوسائل 11: 414/ 15139، البحار 76: 267/ 10.
4- المحاسن 2: 105/ 1283، مستطرفات السرائر: 61/ 34، الوسائل 11: 415/ 15142، البحار 76: 269/ 20.

ص:20

فتقاصر إليه نفسه؟ فقلت: أستغفر اللّ?ه و لا أعود.

حسن الصحابة في السفر

34/ (1) - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان أبي يقول: ما يعبأ من يؤمّ هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه، أو حلم يملك به من غضبه، أو ورع يحجزه عن محارم اللّ?ه.

35/ (2) - قال النبيّ صلي الله عليه و آله في سفر خرج فيه حاجّاً: من كان سيّئ الخلق و الجوار فلا يصحبنا.

36/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

ما يعبأ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي اللّ?ه، و حلم يملك به غضبه، و حسن الصحبة لمن صحبه.

37/ (4) - حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكل قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي قتادة القمّي قال: حدّثنا عبد اللّ?ه بن يحيي، عن أبان الأحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد صلي الله عليه و آله- قال في حديث:

المروءة مروءتان: مروءة في الحضر و مروءة في السفر- إلي أن قال: - و أمّا التي في السفر فكثرة الزاد و طيبه و بذله لمن كان معك، و كتمانك علي القوم سرّهم بعد


1- الكافي 4: 285/ 1، الفقيه 2: 179/ 800، التهذيب 5: 445/ 1549، الوسائل 12: 11/ 15509.
2- مكارم الأخلاق: 287، البحار 76: 273.
3- الكافي 4: 286/ 2، الخصال: 148/ 180، الوسائل 12: 10/ 15508، البحار 99: 121/ 2.
4- أمالي الصدوق: 443/ 3، الفقيه 2: 192/ 877، أمالي الطوسي 1: 307، الوسائل 11: 432/ 15184، البحار 76: 266/ 3.

ص:21

مفارقتك إيّاهم، و كثرة المزاح في غير ما يسخط اللّ?ه عزّ و جلّ.

38/ (1) - عليّ، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حمّاد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال لقمان لابنه:

إذا سافرت مع قوم، فأكثر استشارتهم في أمرك و أُمورهم، و أكثر التبسّم في وجوههم، و كن كريماً علي زادك، و إذا دعوك فأجبهم، و إذا استعانوا بك فأعنهم، و أغلبهم بثلاث: طول الصمت، و كثرة الصلاة، و سخاء النفس بما معك من دابّة، أو مال، أو زاد.

و إذا استشهدوك علي الحقّ، فاشهد لهم، و أجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثمّ لا تعزم حتّي تثبّت و تنظر، و لا تجب في مشورة حتّي تقوم فيها و تقعد و تنام و تأكل تصلّي، و أنت مستعمل فكرك و حكمتك في مشورته، فإنّ من لم يمحّض النصيحة لمن استشاره سلبه اللّ?ه رأيه و نزع عنه الأمانة.

و إذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، و إذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، و إذا تصدّقوا و أعطوا قرضاً فأعط معهم، و اسمع لمن هو أكبر منك سنّاً. و إذا أمروك بأمر و سألوك، فقل: نعم، و لا تقل: لا، فانّ «لا» عيّ و لؤم- إلي أن قال: - يا بنيّ و إذا جاء وقت الصلاة، فلا تؤخّرها لشي ءٍ و صلّها و استرح منها، فإنّها دين، و صلّ في جماعة و لو علي رأس زجّ (2) - إلي أن قال: - و عليك بقراءة كتاب اللّ?ه عزّ و جلّ ما دمت راكباً، و عليك بالتسبيح ما دمت عاملًا، و عليك بالدّعاء ما دمت خالياً.

(الحديث)


1- الكافي 8: 348/ 125/ 547، المحاسن 2: 125/ 1348، الفقيه 12: 194/ 884، أمان الأخطار: 99- 100، الوسائل 11: 440/ 15208 و 15209، البحار 76: 270/ 28.
2- الزّج بالضّم: الحديدة التي في أسفل الرمح.

ص:22

كراهة أن يحدّث الرجل بما يلقي في سفره

39/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن حفص بن غياث قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: ليس من المروءة أن يحدّث الرجل بما يلقي? في سفره، من خير أو شرّ.

أدب الحجّ

40/ (2) - قال الصادق عليه السلام: إذا أردت الحجّ فجرّد قلبك للّ?ه عزّ و جلّ من قبل عزمك من كلّ شاغل و حجاب كلّ حاجب، و فوّض أمورك كلّها إلي خالقك، و توكّل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكناتك، و سلّم لقضائه و حُكمه و قدره، و ودّع الدّنيا و الراحة و الخلق، و اخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، و لا تعتمد علي زادك و راحلتك و أصحابك و قوّتك و شبابك و مالك، مخافة أن يصيروا لك عدوّاً و وبالًا فإنّ من ادّعي? رضي اللّ?ه و اعتمد علي شي ءٍ صيّره له عدوّاً و وبالًا، ليعلم أنّه ليس له قوّة و لا حيلة و لا لأحد الّا بعصمة اللّ?ه و توفيقه، و استعدّ استعداد من لا يرجو الرّجوع.

و أحسن الصحبة، و راع أوقات فرائض اللّ?ه و سنن نبيّه صلي الله عليه و آله، و ما يجب عليك من الأدب و الاحتمال و الصبر و الشكر و الشفقة و السخاء و إيثار الزّاد علي دوام الأوقات، ثمّ اغسل بماء التوبة الخالصة من ذنوبك، و البس كسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع، و أحرم عن كلّ شي ء يمنعك عن ذكر اللّ?ه و يحجبك عن طاعته.


1- المحاسن 2: 103/ 1273، الفقيه 2: 180/ 801، الوسائل 11: 437/ 15199، البحار 76: 267/ 7.
2- مصباح الشريعة: 47- 50، البحار 99: 124/ 1، مستدرك الوسائل 10: 172/ 11771، و تمام الحديث في الحجّ في القرآن: 285/ 724.

ص:23

و لبِّ بمعني إجابة صافية خالصة زاكية للّ?ه عزّ و جلّ في دعوتك له، متمسّكاً بالعروة الوثقي?، وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، و هرول هرولةً من هواك و تبريّاً من جميع حولك و قوّتك، فاخرج من غفلتك و زلّاتك بخروجك إلي مني، و لا تتمنّ ما لا يحلّ لك و لا تستحقّه.

و اعترف بالخطايا بالعرفات، و جدّد عهدك عند اللّ?ه بوحدانيّته، و تقرّب إلي اللّ?ه ذا ثقة بمزدلفة، و اصعد بروحك إلي الملأ الأعلي بصعودك إلي الجبل، واذبح حنجرتي الهواء و الطمع عند الذبيحة، وارم الشهوات و الخساسة و الدناءة الذّميمة عند رمي الجمرات.

و احلق العيوب الظاهرة و الباطنة بحلق شعرك، و ادخل في أمان اللّ?ه و كنفه و ستره و كلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم، وزر البيت متحقّقاً لتعظيم صاحبه و معرفته و جلاله و سلطانه، و استلم الحجر رضاً بقسمته و خضوعاً لعزّته، و ودّع ما سواه بطواف الوداع، و صفّ روحك و سرّك للقاء اللّ?ه يوم تلقاه بوقوفك علي الصّفا، و كن ذا مروّة من اللّ?ه نقيّاً أوصافك عند المروة، و استقم علي شروط حجّك و وفاء عهدك الذي عاهدت به ربّك و أوجبته له إلي يوم القيامة.

(الحديث)

ص:24

الفصل الثاني: الحاجّ إذا خرج من منزله

من خرج لزيارة البيت

41/ (1) - موسي بن القاسم، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، عن النبيّ صلي الله عليه و آله- في حديث قال:

إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً و لم يضعه إلّا كتب اللّ?ه له عشر حسنات، و محا عنه عشر سيّئات، و رفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً و لم يضعه إلّا كتب اللّ?ه له مثل ذلك، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعي بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فإذا رمي الجمار خرج من ذنوبه.

قال: فعدّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كذا و كذا موقفاً إذا وقفها الحاجّ خرج من ذنوبه، ثمّ قال: أنّي لك أن تبلغ ما يبلغ الحاجّ، قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: و لا تكتب عليه الذنوب


1- التهذيب 5: 19/ 56، المقنعة 386 روي صدره، الوسائل 11: 113/ 14385.

ص:25

أربعة أشهر و تكتب له الحسنات إلّا أن يأتي بكبيرة.

42/ (1) - أبي رحمه الله قال: حدّثني سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد اللّ?ه الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه (2) لم يرفع شيئاً و لم يضعه إلّا كتب اللّ?ه له عشر حسنات، و محا عنه عشر سيّئات، و رفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً و لم يضعه إلّا كتب اللّ?ه له مثل ذلك و إذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، و إذا سعي بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه، و إذا وقف بالعرفات خرج من ذنوبه، و إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه، و إذا رمي الجمار خرج من ذنوبه، فعدَّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كذا و كذا موطناً كلّها تخرجه من ذنوبه، ثمّ قال: فأنّي? لك أن تبلغ ما بلغ الحاجّ.

43/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن يحيي بن إبراهيم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام:

إنّ العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدماً و لم يضع قدماً إلّا كتب اللّ?ه له بها حسنة، حتّي إذا استقلّ لم يرفع بعيره خفّاً و لم يضع خفّاً إلّا كتب اللّ?ه له بها حسنة، حتّي إذا قضي حجّه مكث ذا الحجة و محرّماً و صفراً يكتب له الحسنات، و لا يكتب عليه السيّئات إلّا أن يأتي بكبيرة.

44/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي أيّوب، عن سعد الإسكاف قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:


1- ثواب الأعمال: 70/ 5، الوسائل 11: 233/ 14671، البحار 99: 25/ 108.
2- الجهاز بالفتح و الكسر: ما يحتاج إليه المسافر. القاموس
3- المحاسن 1: 137/ 177، المقنعة: 387، الوسائل 11: 105/ 14364، البحار 99: 8/ 19.
4- الكافي 4: 254/ 9، التهذيب 5: 19/ 55، الوسائل 11: 96/ 14334.

ص:26

إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يخطُ خطوة في شي ء من جهازه إلّا كتب اللّ?ه عزّ و جلّ له عشر حسنات، و محا عنه عشر سيّئات، و رفع له عشر درجات حتّي يفرغ من جهازه متي ما فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفّاً و لم ترفعه إلّا كتب اللّ?ه عزّ و جلّ له مثل ذلك حتّي يقضي نسكه، فإذا قضي نسكه غفر اللّ?ه له ذنوبه، و كان ذا الحجّة و المحرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل أربعة أشهر تكتب له الحسنات و لا تكتب عليه السيّئات إلّا أن يأتي بموجبة، فإذا مضت الأربعة الأشهر خلط بالناس.

45/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن المثنّي بن راشد الحنّاط، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ المسلم إذا خرج إلي هذا الوجه يحفظ اللّ?ه عليه نفسه و أهله، حتّي إذا انتهي إلي المكان الذي يُحرم فيه و كلّ ملكان يكتبان له أثره، و يضربان علي منكبه و يقولان له: «أمّا ما مضي فقد غفر لك فاستأنف العمل».

46/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عبد الأعلي قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: كان أبي يقول:

من أمّ هذا البيت حاجّاً أو معتمراً مُبرّأً من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه.

(الحديث)

47/ (3) - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه قال:

إنّ العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجّاً لا يخطو خطوة و لا يخطو به راحلته إلّا كتب اللّ?ه له بها حسنة، و محا عنه سيّئة، و رفع له بها درجة.

(الحديث)


1- المحاسن 1: 138/ 179، الوسائل 11: 105/ 14365، البحار 99: 8/ 21.
2- الكافي 4: 252/ 2، التهذيب 5: 23/ 69، الوسائل 8: 64/ 14331، تفسير البرهان 1: 204/ 7، نور الثقلين 1: 202/ 743.
3- تفسير العيّاشي 1: 100/ 283 و 284، تفسير البرهان 1: 205/ 18، البحار 99: 315/ 6، نور الثقلين 1: 203/ 746.

ص:27

48/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن زياد القندي قال:

قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنّي أكون في المسجد الحرام و أنظر إلي الناس يطوفون بالبيت و أنا قاعد، فأغتمّ لذلك فقال: يا زياد لا عليك، فإنّ المؤمن إذا خرج من بيته يؤمُّ الحجّ لا يزال في طواف وسعي حتّي يرجع.

49/ (2) - يروي أنّ الحاجّ من حيث يخرج من منزله حتّي يرجع بمنزلة الطائف في الكعبة.

50/ (3) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام: أنّه نظر إلي قطار جمال للحجيج فقال: لا ترفع خفّاً إلّا كُتبت لهم حسنة، و لا تضع خفّاً إلّا مُحيت عنهم سيّئة، و إذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بناءً فلا تهدموه، و كفيتم ما مضي فأحسنوا فيما تستقبلون.

51/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد، نا إبراهيم بن الحسين، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسحاق بن صالح، عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن تسعة أو ثمانية نفر، أخبروه عن أبي ذرّ أنّه قال: عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إذا خرج الحاجّ من أهله فسار ثلاثة أيّام أو ثلاث ليال خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه و كان سائر أيّامه درجات.

(الحديث)

52/ (5) - أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا الأسفاطي، نا عقبة بن مكرم، نا يونس، أخبرني أبو سليمان، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن


1- الكافي 4: 428/ 8، الوسائل 11: 100/ 14344.
2- الفقيه 2: 139/ 602، خطّ الشهيد: 140 بتفاوت يسير، البحار 99: 15/ 48، مستدرك الوسائل 8: 43/ 9028 و 14: 231/ 19066.
3- دعائم الاسلام 1: 294، البحار 99: 50/ 47، مستدرك الوسائل 8: 37/ 9011.
4- شعب الإيمان 3: 478/ 4114، الدرّ المنثور 1: 347، كنز العمال 5: 11/ 11825.
5- شعب الإيمان 3: 479/ 4116، الترغيب و الترهيب 2: 166/ 16، الدرّ المنثور 1: 510.

ص:28

ابن عمر قال: سمعت النبيّ صلي الله عليه و سلم يقول:

ما ترفع إبل الحاجّ رجلًا، و لا تضعُ يداً إلّا كتب اللّ?ه لها بها حسنة، أو محا عنه سيّئة، أو رفع بها درجةً.

53/ (1) - روي عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم صلي الله عليه و سلم يقول:

من جاء يؤمُّ البيت الحرام فركب بعيره، فما يرفع البعير خفّاً و لا يضع خفّاً إلّا كتب اللّ?ه له بها حسنةً، و حطَّ عنه بها خطيئة و رفع له بها درجة حتّي إذا انتهي إلي البيت فطاف و طاف بين الصّفا و المروة ثمّ حلق أو قصّر إلّا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، فهلمَّ نستأنف العمل.

54/ (2) - أخبر أبو الخير محمّد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن كامل بن خلف، حدثنا عبد اللّ?ه بن روح المدائني، حدثنا سلام بن سليمان المدائني، حدثنا سلام بن مسلم الطويل، عن زياد، عن أنس بن مالك قال:

جاء رجل من الأنصار يسأل النبيّ صلي الله عليه و سلم و جاء رجل من ثقيف، فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: يا أخا ثقيف إنّ أخا الأنصار قد سبقك بالمسألة فاجلس نبدأ بحاجة الأنصاري قبل حاجتك، فتغيّر وجه الثقفي، فقام الأنصاري فقال: يا رسول اللّ?ه ابدأ بحاجة الثقفي قبل حاجتي، فإنّي رأيته آنفاً أخاف أن يكون وجد عليك و أنّ لي كذا و كذا، فدعا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم للأنصاري بخير، ثمّ قال: يا أخا ثقيف سلني عمّا بدا لك و إن شئت أنبأتك بالذي جئت تسأل عنه، فقال: يا رسول اللّ?ه فأخبرني فهو أعجب إليّ.

قال: جئت تسأل أيّ الشهر تصوم و أيّ الليل تقوم؟ جئت تسألني كيف تصنع في ركوعك؟ و كيف تصنع في سجودك؟ قال: و الذي بعثك بالحقّ للذي أردت أن


1- الترغيب و الترهيب 2: 166/ 17، الدرّ المنثور 1: 507، كنز العمّال 5: 13/ 11837.
2- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 5/ 1036.

ص:29

أسألك عنه.

قال: فصُم ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة، و قم أوّل الليل و قم أوسط الليل و قم آخر الليل، فإن قمت من وسطه إلي آخره فأنت أنت إذاً، فإذا ركعت فضع يديك علي ركبتيك و فرّق بين أصابعك، فإذا سجدت فلتمكّن جبهتك من الأرض، و لا تنقر نقراً.

ثمّ قال: يا أخا الأنصار سلني عمّا بدا لك، و إن شئت أنبأتك بالذي جئت تسألني عنه، فقال: يا رسول اللّ?ه حدّثني كما حدّثت صاحبي فهو أعجب إليّ، قال:

جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام ما لك فيه؟ و جئت تسألني عن حلقك رأسك ما لك فيه؟ و جئت تسألني عن طوافك بالبيت ما لك فيه؟

أ جئت تسألني عن شي ء غيره؟ قال: و الذي بعثك بالحقّ إنّه للذي أردت أن أسألك عنه.

قال: فإنّ خروجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام يكتب اللّ?ه لك بكلّ خطوة تخطوها حسنة و يحطّ عنك بها خطيئة، و يرفع لك بها درجة.

(الحديث)

55/ (1) - أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن غالب، حدّثني محمّد بن مخلد الحضرمي، نا إبراهيم بن صالح بن درهم الباهلي قال: سمعت أبي يقول:

سافرنا إلي مكّة فلمّا انتهينا إلي البطحاء إذا رجل يستقبل الحاجّ، فقال لنا: من أنتم؟ قال: قلت له: نحن من أهل العراق، قال: من أيّ العراق أنتم؟ قلنا: من أهل البصرة، قال: ما جاء بكم؟ قال: قلنا جئنا نؤمّ البيت العتيق قال: فما جاء بكم حاجة غيرها أو تجارة؟ قال: قلنا: لا. قال: فابشروا فإنّي سمعت أبا القاسم صلي الله عليه و سلم يقول:


1- شعب الإيمان 3: 478/ 4115، الترغيب و الترهيب 2: 166/ 17، الدرّ المنثور 1: 507.

ص:30

من جاء يؤمُّ البيت الحرام و ركب بعيره فما يرفع البعير خُفّاً و لا يضع خُفّاً إلّا كتب اللّ?ه له بها حسنة، و حطّ عنه بها خطيئة، و رفع له بها درجة، حتّي إذا انتهي إلي البيت فطاف به و طاف بين الصفا و المروة، ثمّ حلق أو قصّر إلّا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، فهلمّ نستأنف العمل.

ص:31

الفصل الثالث: فضل الحجّ ماشياً

ثواب من حجّ ماشياً

56/ (1) - الحسين بن سعيد، عن صفوان؛ و فضالة، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

ما عُبد اللّ?ه بشي ء أشدّ من المشي و لا أفضل.

57/ (2) - موسي بن القاسم، عن فضل بن عمرو، عن محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

ما عُبد اللّ?ه بشي ء أفضل من المشي.

58/ (3) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن


1- التهذيب 5: 11/ 28، الاستبصار 2: 141/ 460، الوسائل 11: 78/ 14284.
2- التهذيب 5: 12/ 30، الاستبصار 2: 142/ 462، كتاب الغايات: 187، الوسائل 11: 79/ 14287، مستدرك الوسائل 8: 29 ذ 8987.
3- الخصال: 35/ 8، ثواب الأعمال: 212/ 1 باختلاف يسير، كتاب الغايات: 187، الوسائل 5: 200/ 6327 و 11: 79/ 14289 و 14290 و 12: 185/ 16034، البحار 71: 278/ 5 و 99: 103/ 4 و 105/ 12، مستدرك الوسائل 8: 29/ 8987.

ص:32

الحسن الصفّار، عن أيّوب بن نوح، عن الرّبيع بن محمّد المسليّ، عن أبي الرّبيع الشاميّ، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

ما عُبد اللّ?ه بشي ء أفضل من الصمت و المشي إلي بيته.

59/ (1) - روي أنّه ما تقرّب عبد إلي اللّ?ه عزّ و جلّ بشي ء أحبّ إليه من المشي إلي بيته الحرام علي القدمين، و إنّ الحجّة الواحدة تعدل سبعين حجّة، و من مشي عن جمله كتب اللّ?ه له ثواب ما بين مشيه و ركوبه، و الحاجّ إذا انقطع شسع نعله كتب اللّ?ه له ثواب ما بين مشيه حافياً إلي متنعل.

60/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير؛ و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث أربعمائة- قال:

ما عُبد اللّ?ه بشي ء أشدّ من المشي إلي بيته.

61/ (3) - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد اللّ?ه، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الجلّاب بهمدان، حدثنا أحمد بن إسماعيل البياسي، حدثنا عبد اللّ?ه بن محمّد بن ربيعة، حدثنا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّ?ه بن عباس رضي الله عنه أنّه قال:

ما آسي علي شي ء إلّا أنّي لم أحجّ ماشياً، لأني سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول: إنّ الحاجّ الراكب له بكلّ خفّ يضعه بعيره حسنة، و الماشي له بكلّ خطوة يخطوها


1- الفقيه 2: 140/ 609، الوسائل 11: 79/ 14288.
2- الخصال 2: 630، البحار 10: 108 و 99: 104/ 5، مستدرك الوسائل 8: 29/ 8986.
3- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 7/ 1038.

ص:33

سبعون حسنة من حسنات الحرم.

من حجّ من مكّة ماشياً حتّي يرجع إليها

62/ (1) - حدثنا عليّ بن سعيد بن مسروق الكندي، حدثنا عيسي بن سوادة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زاذان قال:

مرض ابن عباس مرضاً شديداً، فدعا ولده، فجمعهم فقال: سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول: من حجّ من مكّة ماشياً حتّي يرجع إلي مكّة كتب اللّ?ه له بكلّ خطوةٍ سبعمائة حسنة، كلّ حسنة مثل حسنات الحرم. قيل له: و ما حسنات الحرم؟ قال:

بكلّ حسنةٍ مائة ألف حسنة.

63/ (2) - حدّث عبد العزيز بن محمّد الخفاف، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الحمّال، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا يحيي بن سُليم، عن محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنّه قال لبنيه:

اخرجوا من مكّة مشاةً حتّي ترجعوا إلي مكّة مُشاةً فإنّي سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

إنّ للحاجّ الراكب بكلّ خطوةٍ تخطوها راحلته سبعين حسنة، و الماشي بكلّ خطوةٍ سبعمائة حسنة، قيل: يا رسول اللّ?ه و ما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة بمائة ألف حسنة.


1- صحيح ابن خزيمة 4: 244/ 2791، السنن الكبري للبيهقي 4: 331 باختلاف يسير و 10: 78، المستدرك علي الصحيحين 1: 460- 461، المعجم الكبير للطبراني 12: 82/ 12606، اتحاف السادة المتّقين 4: 188، كنز العمال 5: 25/ 11894، الترغيب و الترهيب 2: 166/ 18، شعب الايمان 3: 431/ 3981.
2- ذكر أخبار أصبهان 2: 354، المعجم الكبير للطبراني 12: 12522 إلي قوله: «سبعمائة حسنة»، علل الحديث 1: 279/ 826، المطالب العالية 1: 317/ 1061، الدرّ المنثور 6: 36، كنز العمال 5: 5/ 11793.

ص:34

قراءة سورة القدر لمن حجّ ماشياً

64/ (1) - عن زين العابدين عليه السلام قال:

لو حجّ ماشياً فقرأ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» ما وجد ألم المشي.

اختيار الركوب علي المشي

65/ (2) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن سيف التمّار قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه:

إنّا كنّا نحجّ مشاةً فبلغنا عنك شي ء فما تري؟ قال: إنّ الناس ليحجّون مشاة و يركبون، قلت: ليس عن ذلك أسألك، قال: فعن أيّ شي ء سألت؟ قلت: أيّهما أحبُّ اليك أنْ نصنع؟ قال: تركبون أحبّ إليّ، فإنّ ذلك أقوي لكم علي الدُّعاء و العبادة.

66/ (3) - أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي، عن هشام بن سالم قال:

دخلنا علي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنا و عنبسة بن مصعب و بضعة عشر رجلًا من أصحابنا، فقلنا: جعلنا اللّ?ه فداك أيّهما أفضل؛ المشي أو الركوب؟ فقال: ما عُبد اللّ?ه بشي ء أفضل من المشي، فقلنا: أيّما أفضل تركب إلي مكّة فنعجّل فنقيم بها إلي أنْ يقدم الماشي أو نمشي؟ فقال: الرّكوب أفضل.

67/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن


1- مكارم الأخلاق: 242، الوسائل 11: 396/ 15099.
2- الكافي 4: 456/ 2، علل الشرائع: 447/ 4، التهذيب 5: 12/ 32 و 478/ 1690، الوسائل 11: 83/ 14299، البحار 99: 104/ 9.
3- التهذيب 5: 13/ 34، الاستبصار 2: 143/ 466، الوسائل 11: 78/ 14285.
4- الكافي 4: 456/ 3، الفقيه 2: 141/ 610، علل الشرائع: 447/ 5، الوسائل 11: 85/ 14304، البحار 99: 104/ 10.

ص:35

أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن المشي أفضل أو الركوب؟ فقال: إذا كان الرّجل موسراً فمشي ليكون أقلّ لنفقته فالرّكوب أفضل.

ص:36

الفصل الرابع: النّفقة في الحجّ

استحباب حفظ النفقة في السفر

68/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمّال، قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّ معي أهلي و أنا اريد الحجّ، أشدّ نفقتي في حقوي (2)؟

قال: نعم، إنّ أبي كان يقول: من قوّة المسافر حفظ نفقته.

ثواب ما ينفق الحاج في سفره

69/ (3) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: كلّ نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو


1- المحاسن 2: 104/ 1277، الكافي 4: 343/ 1، الفقيه 2: 183/ 824، الوسائل 11: 419/ 15152، البحار 76: 270/ 25 و 99: 122/ 3.
2- الحقو: الخصر، و هو وسط الإنسان الذي يشدّ عليه حزامه. الصحاح
3- الفقيه 2: 142/ 621، خط الشهيد قدس سره: 140، الوسائل 11: 102/ 14352، البحار 99: 15/ 49، مستدرك الوسائل 8: 43/ 9029.

ص:37

حجّ.

70/ (1) - محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن عبد المؤمن، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

درهم تنفقه في الحجّ أفضل من عشرين ألف درهم تنفقها في حقّ.

71/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن عمرو، عن أبيه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لو كان لأحدكم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل اللّ?ه ما عدل الحجّ، و لدرهم ينفقه الحاجّ يعدل ألفي درهم في سبيل اللّ?ه.

72/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جدِّه الحسين بن راشد، عن أبي بصير؛ و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث أربعمائة- قال:

نفقة درهم في الحجّ تعدل ألف درهم.

73/ (4) - روي أنّ درهماً في الحجّ خير من ألف ألف درهم في غيره، و درهم يصل إلي الإمام مثل ألف ألف درهم في الحجّ.

74/ (5) - موسي بن القاسم، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير، عن نصير بن كثير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام و هو يقول:


1- الكافي 4: 255/ 15، الوسائل 11: 115/ 14389.
2- المحاسن 1: 138/ 178، الوسائل 11: 118/ 14400، البحار 99: 8/ 20.
3- الخصال 2: 628، البحار 99: 8/ 16.
4- الفقيه 2: 145/ 638، الوسائل 11: 117/ 14395.
5- التهذيب 5: 22/ 62، الفقيه 2: 145/ 639، الوسائل 11: 114/ 14387، و: 117/ 14397، البحار 99: 15/ 47 كما في الفقيه.

ص:38

درهم في الحجّ أفضل من ألفي ألف فيما سوي ذلك من سبيل اللّ?ه.

75/ (1) - قال الصادق عليه السلام:

من أنفق درهماً في الحجّ كان خيراً له من مائة ألف درهم ينفقها في حقّ.

76/ (2) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو العباس المحبوبي بمرو، نا محمّد بن اللّيث، نا عبد اللّ?ه بن عثمان، عن أبي جمرة، عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير، عن عبد اللّ?ه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

النفقة في الحجّ كالنفقة في سبيل اللّ?ه مائة ضعف.

77/ (3) - أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد، نا الدينوري محمّد بن عبيد اللّ?ه بن مهران، نا سعيد بن سليمان، نا منصور، عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير الضبي فذكره غير أنّه قال:

مثل النفقة في سبيل اللّ?ه الدرهم سبعمائة.

78/ (4) - روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

النفقة في الحجّ كالنفقة في سبيل اللّ?ه، الدرهم بسبعمائة.

79/ (5) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا بكر بن عيسي، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عطاء بن السّائب، عن أبي زهير، عن عبد اللّ?ه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:


1- الفقيه 2: 145/ 637، خطّ الشهيد: 140، الوسائل 11: 117/ 14394، البحار 99: 15/ 46.
2- شعب الإيمان 3: 481/ 4124.
3- المصدر 3: 481/ 4125 و 4126.
4- الترغيب و الترهيب 2: 180/ 3، الدرّ المنثور 2: 39، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 122/ 12660 رواه بطريق آخر.
5- مسند أحمد 5: 354- 355، السنن الكبري للبيهقي 4: 332 و فيه: «سبعين ضعفاً»، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 9/ 1049 كما في البيهقي، الترغيب و الترهيب 2: 180/ 2، مجمع الزوائد 3: 219، الدرّ المنثور 2: 39، كنز العمال 5: 10/ 11424، اتحاف السادة المتّقين 4: 434.

ص:39

النفقة في الحجّ كالنفقة في سبيل اللّ?ه بسبعمائة ضعف.

طيب الزاد في السفر

80/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر.

الإسراف في الحجّ و العمرة

81/ (2) - عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما من نفقة أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من نفقة قصد، و يبغض الإسراف إلّا في الحجّ و العمرة، فرحم اللّ?ه مؤمناً اكتسب طيّباً، و أنفق من قصد، أو قدّم فضلًا.

تقليل الإنفاق

82/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن شيخ رفع الحديث إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال له:

يا فلان أقلل النّفقة في الحجّ تنشط (4) للحجّ و لا تكثر النفقة في الحجّ (5) فتملّ الحجّ.


1- الكافي 8: 303/ 467، المحاسن 2: 106/ 1284، الفقيه 2: 184/ 830، الوسائل 11: 423/ 15160، البحار 76: 269/ 21.
2- الكافي 8: 303/ 467، المحاسن 2: 106/ 1284، الفقيه 2: 184/ 830، الوسائل 11: 423/ 15160، البحار 76: 269/ 21.
3- الكافي 4: 280/ 2، التهذيب 5: 442/ 1538، الوسائل 11: 148/ 14489.
4- نشط في عمله من باب تعب: خف و أسرع. مجمع البحرين
5- يمكن حمله علي ما إذا كان مُقلًّا كما هو ظاهر الخبر.

ص:40

83/ (1) - محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن خاله عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن، عن سعيد السّمان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

ما يمنع أحدكم من أن يحجّ و يتصدّق؟ قلت: ما يبلغ ماله ذلك، قال: إذا أراد أن ينفق عشرة دراهم في شي ء من الحجّ أنفق خمسة، و صدّق بخمسة، أو قصّر في شي ء من نفقة الحجّ فيجعل ما يحبس في الصدقة.

استحباب عزل التاجر شيئاً من الربح

84/ (2) - أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

لو أنّ أحدكم إذا ربح الربح أخذ منه الشي ء فعزله فقال: هذا للحجّ، و إذا ربح أخذ منه و قال: هذا للحجّ جاء إبّان الحجّ و قد اجتمعت له نفقة عزم اللّ?ه له فخرج، و لكن أحدكم يربح الربح فينفقه فإذا جاء إبّان الحجّ أراد أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشقّ عليه.

هديّة الحاج من نفقة الحجّ

85/ (3) - عدّةٌ من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الهديّة من نفقة الحجّ.


1- الكافي 4: 257/ 23، الوسائل 11: 148/ 14490.
2- الكافي 4: 280/ 1، الوسائل 11: 143/ 14477.
3- الكافي 4: 280/ 4، الوسائل 11: 148/ 14492.

ص:41

86/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيي بن المبارك، عن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال:

هديّة الحجّ من الحجّ.

87/ (2) - روي أنّ هديّة الحاجّ من نفقة الحاجّ.

من حجّ بنفقةٍ حرام

88/ (3) - روي عن الأئمة عليهم السلام أنّهم قالوا:

من حجّ بمالٍ حرام نودي عند التّلبية لا لبّيك عبدي و لا سعديك.

89/ (4) - عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن الحسين بن موسي الحنّاط، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام:

أنّه ذكر عنده رجل فقال: إنّ الرّجل إذا أصاب مالًا من حرام لم يقبل منه حجّ و لا عمرة و لا صلة رحم حتّي أنّه يفسد فيه الفرج.

90/ (5) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه عليهما السلام:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله حمل جهازه علي راحلته و قال: هذه حجّة لا رياء فيها و لا سمعة، ثمّ قال: من تجهّز و في جهازه علم حرام لم يقبل اللّ?ه منه الحجّ.


1- الكافي 4: 280/ 5، الوسائل 11: 148/ 14491.
2- الفقيه 2: 145/ 639، الوسائل 11: 149/ 1493.
3- الفقيه 2: 206/ 938، الوسائل 11: 144/ 14478.
4- مجالس الشيخ 2: 293، الوسائل 17: 91/ 22056، البحار 99: 125: 2 و 103: 11/ 48 و 353/ 32.
5- المحاسن 1: 170/ 259، الوسائل 11: 146/ 14485، البحار 99: 120/ 6.

ص:42

91/ (1) - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم؛ و منهال القصّاب جميعاً، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:

من أصاب مالًا من أربع لم يقبل منه في أربع، من أصاب مالًا من غلول أو رباً أو خيانة أو سرقة لم يقبل منه في زكاة و لا في صدقة و لا في حجّ و لا في عمرة.

و قال أبو جعفر عليه السلام: لا يقبل اللّ?ه عزّ و جلّ حجّاً و لا عمرةً من مالٍ حرام.

92/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عيسي الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أربعة لا يجزن في أربعة، الخيانة و الغلول و السرقة و الربا، لا يجزن في حج و لا عمرة و لا جهاد و لا صدقة.

93/ (3) - رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إذا خرج الحاجّ حاجّاً بنفقةٍ طيّبة، و وضع رجله في الغرز (4) فنادي: لبّيك اللّهمّ لبيك، ناداه منادٍ من السّماء لبيك و سعديك، زادُك حلال، و راحلتك حلال، و حجّك مبرور غير مأزور، و إذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز، فنادي: لبّيك، ناداه منادٍ من السماء: لا لبّيك و لا سعديك زادُك حرام، و نفقتك حرام، و حجّك مأزور غير مبرور.

94/ (5) - أنبأ محمّد بن عبد الواحد المصري، حدثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمّد بن


1- أمالي الصدوق: 358/ 4، الوسائل 11: 145/ 14482، البحار 96: 163/ 1 و 99: 120/ 4.
2- الكافي 5: 124/ 2، الفقيه 3: 98/ 377، الخصال: 216/ 38، التهذيب 6: 368/ 1063، الوسائل 11: 145/ 14481 و 17: 90/ 22054 و 25: 389/ 32197، البحار 96: 166/ 5 و 99: 120/ 5 و 100: 21/ 7.
3- الترغيب و الترهيب 2: 180/ 7، مجمع الزوائد 10: 292، الدرّ المنثور 2: 63.
4- الغرز: بفتح الغين المعجمة، و سكون الراء بعدها زا: هو ركاب من جلد.
5- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 24/ 1076.

ص:43

أحمد بن يزيد بن سنان البصري، حدثنا محمّد بن عمر بن حفص عباد المصري بمصر، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الدجين بن ثابت اليربوعي، حدثنا أسلم مولي عمر بن الخطاب، قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من حجّ بمالٍ حرام، فقال: لبّيك اللّهمّ لبّيك، قال اللّ?ه تعالي له: لا لبّيك و لا سعديك، حجّك مردود عليك.

ص:44

الفصل الخامس: فضل من خدم الحاج

ثواب من جهّز حاجّاً أو خلّف في أهله

95/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن عبد اللّ?ه، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السلام:

من خلّف حاجّاً في أهله و ماله كان له كأجره حتّي كأنّه يستلم الأحجار.

96/ (2) - قال الباقر أبو جعفر عليه السلام- في حديث:

و من خلّف حاجّاً في أهله بخير كان له كأجره حتّي كأنّه يستلم الأحجار.

97/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، و محمّد بن أبي حمزة؛ و غيرهما، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:


1- المحاسن 1: 147/ 206، الوسائل 11: 430/ 15178، البحار 99: 387/ 1.
2- الفقيه 2: 146/ 646، الوسائل 13: 231/ 17621.
3- المحاسن 1: 148/ 211، الكافي 4: 281/ 2، الوسائل 11: 150/ 14495، البحار 99: 9/ 26.

ص:45

من اتّخذ محملًا للحجّ، كان كمن ارتبط فرساً في سبيل اللّ?ه.

98/ (1) - أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، نا محمّد بن أيوب الرازي، نا محمّد بن كثير العبدي، نا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلي، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من جهّز (2) حاجّاً أو جهّز غازياً أو خلفه في أهله أو فطّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً.

99/ (3) - أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا عثمان بن عمر، نا مسدد، نا أبو عوانة، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من فطّر صائماً أو أحجّ رجلًا أو جهّز غازياً أو خلّفه في أهله فله مثل أجره.

ثواب من خدم الحاج

100/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل الخثعمي قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّا إذا قدمنا مكّة ذهب أصحابي يطوفون و يتركوني أحفظ متاعهم، قال: أنت أعظمهم أجراً.

101/ (5) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم قال:

زاملت محمّد بن مصادف، فلمّا دخلنا المدينة اعتللت، و كان يمضي إلي المسجد


1- شعب الإيمان 3: 480/ 4121.
2- جهّز حاجّاً: أي اتّخذ وتهيّأ لوازمه.
3- شعب الإيمان 3: 480/ 4122.
4- الكافي 4: 545/ 26، الوسائل 13: 313/ 17824.
5- الكافي 4: 545/ 27، الوسائل 13: 313/ 17825.

ص:46

و يدعني وحدي فشكوت ذلك إلي مصادف فأخبر به أبا عبد اللّ?ه عليه السلام، فأرسل إليّ:

قعودك عنده أفضل من صلاتك في المسجد.

ثواب إماطة الأذي عن طريق مكّة

102/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من أماط أذي عن طريق مكّة (2) كتب اللّ?ه له حسنة، و من كتب له حسنة لم يعذِّبه.


1- الكافي 4: 547/ 34، الفقيه 2: 147 ذ 649 و 650، الوسائل 13: 292/ 17776.
2- أي أن ينحّي عن طريق مكّة ما يتأذّي منه الحاج.

ص:47

الفصل السادس: فضل الحج و العمرة

لم سمّي الحجّ حجّاً؟

103/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن حمّاد بن عيسي، عن أبان بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له:

لم سمّي الحجّ حجّاً؟ قال: حجّ فلان أي أفلح فلان.

الحج في نهج البلاغة

104/ (2) - من خطبة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام:

أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللّ?هَ، سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَواتُ اللّ?هِ عَلَيْهِ، إلَي? الآخِرِينَ مِنْ ه?ذَا الْعَالَمِ؛ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ، وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ، فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ «الَّذِي


1- علل الشرائع: 411/ 1، معاني الأخبار: 170/ 1، الوسائل 11: 103/ 14356، البحار 99: 2/ 1 و 2.
2- نهج البلاغة: خطبة 234، البحار 99: 45/ 35.

ص:48

جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً». ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً، وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ (1) الدُّنْيَا مَدَراً (2)، وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً. بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ، وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ (3)، وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ (4)، وَ قُرًي مُنْقَطِعَةٍ؛ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ، وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ (5). ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ (6) نَحْوَهُ، فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ (7) أَسْفَارِهِمْ؛ وَ غَايَةً لِمُلْقَي (8) رِحَالِهِمْ. تَهْوِي (9) إلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ (10) قِفَارٍ سَحِيقَةٍ (11) وَ مَهَاوِي (12) فِجَاجٍ (13) عَمِيقَةٍ، وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ، حَتَّي? يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ (14) ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ للّ?هِ حَوْلَهُ، وَ يَرْمُلُونَ (15) عَلَي أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً (16) غُبْراً (17) لَهُ. قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ (18) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ (19) مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ، ابْتِلَاءً عَظِيماً، وَ امْتِحَاناً شَدِيداً، وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً، وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً، جَعَلَهُ اللّ?هُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَ وُصْلَةً إِلَي? جَنَّتِهِ.

وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ، وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ، بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ، وَ سَهْلٍ


1- النتائق: جمع نتيقة: البقاع المرتفعة، و مكّة مرتفعة بالنسبة لما انحطّ عنها من البلدان.
2- المدر: قطع الطين اليابس، و أقل الأرض مدراً لا ينبت إلّا قليلًا.
3- دمثة: ليّنة يصعب السير فيها و الاستنبات منها.
4- وشلة- كفرحة-: قليلة الماء.
5- لا يزكو: لا ينمو. و الحفّ عبارة عن الجمال. و الحافر عبارة عن الخيل و ما شاكلها. و الظلْف عبارة عن البقر و الغنم، تعبير عن الحيوان بما رُكّبت عليه قوائمه.
6- ثني عطفه إليه: مال و توجه إليه.
7- منتجع الأسفار: محل الفائدة منها.
8- ملقي: مصدر ميمي من ألقي أي نهاية حصر حالهم عن ظهور إبلهم.
9- تهوي: تسرع سيراً إليه. و المراد بالثمار هنا الأرواح.
10- المفاوز- جمع مفازة-: الفلاة لا ماء بها.
11- السحيقة: البعيدة.
12- المهاوي- كالهُوات-: مُنْخفضات الأراضي.
13- الفجاج: الطرق الواسعة بين الجبال.
14- مناكبهم: رءوس أكتافهم.
15- الرمل: ضرب من السير فوق المشي و دون الجرْي.
16- الأشعث: المنتشر الشعر مع تلبّد فيه.
17- الأغبر: من علا بدنه الغبار.
18- السرابيل: الثياب.
19- إعفاء الشعور: تركها بلا حلق و لا قص.

ص:49

وَ قَرَارٍ (1)، جَمَّ (2) الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ، مُلْتَفَّ الْبُنَي? (3)، مُتَّصِلَ الْقُرَي?، بَيْنَ بُرَّةٍ (4) سَمْرَاءَ، وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَ أَرْيَافٍ (5) مُحْدِقَةٍ، وَ عِرَاصٍ (6) مُغْدِقَةٍ (7)، وَ رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ، وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَي حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ. وَ لَوْ كَانَ الْاسَاس (8) الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا، وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا، بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ، لَخَفَّفَ ذ?لِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ، وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ، وَ لَنَفَي? مُعْتَلَجَ (9) الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ، وَ ل?كِنَّ اللّ?هَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ، وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ، وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ، إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ، وَ لِيَجْعَلْ ذ?لِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً (10) إِلَي? فَضْلِهِ، وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ.

105/ (11) - عن عليّ عليه السلام أنّه قال- في خطبة له:

وَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ يَرْدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ، وَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وَلوه الْحَمَامِ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَامَةً لِتُواضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ، وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَ اخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، و صَدَّقُوا كَلِمَتَهُ، وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَ تَشَبَّهُوا بِمَلَائِكَتِهِ الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَ يَتَبَادَرُونَ عِنْدَ مَوْعِدِ مَغْفِرَتِهِ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالي? لِلْإِسْلَامِ عَلَماً، وَ لِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَ أَوْجَبَ حَقَّهُ وَ كَتَبَ عَلَيْكُمْ


1- القرار: المطمئن من الأرض.
2- جمّ الأشجار: كثيرها.
3- البني- جمع بُنية بضم الباء و كسرها-: ما ابتنيته. و ملتفّ البني: كثير العمران.
4- البرّة: الحِنطة، و السمراء: أجودُها.
5- الأرياف: الأراضي الخصبة.
6- العراص- جمع عرصة-: الساحة ليس بها بناء.
7- المغدقة: من «أغدقَ المطرُ» كثر ماؤه.
8- الإساس- بكسر الهمزة-: جمع أُسّ مثلثها، أو أساس.
9- معتلج: مصدر ميمي من الاعتلاج: الالتطام. اعتلجت الأمواج: التطمت، أي زال تلاطم الريب و الشك من صدور الناس.
10- فتحاً- بضمتين-: أي مفتوحة واسعة.
11- نهج البلاغة: 45 آخر خطبة 1، الوسائل 11: 15/ 14127، البحار 99: 15/ 53.

ص:50

وِفَادَتَهُ.

106/ (1) - خطب أمير المؤمنين عليه السلام يوم الفطر فقال:

الْحَمْدُ للّ?هِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ- إلي أن قال: - وَ أَطِيعُوا اللّ?هَ فِيم?ا فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَ أَمَرَكُمْ بِهِ، مِنْ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ حَجِّ الْبَيْتِ، وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانِ، وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.

الحج في خطبة فاطمة الزهراء سيدة النساء عليها السلام

107/ (2) - محمّد بن موسي بن المتوكّل، عن عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد بن جابر، عن زينب بنت عليّ عليه السلام قالت: قالت فاطمة عليها السلام في خطبتها:

فرض اللّ?ه الإيمان تطهيراً من الشرك، و الصلاة تنزيهاً عن الكبر، و الزكاة زيادةً في الرزق، و الصيام تثبيتاً للإخلاص، و الحجّ تسنية (3) للدين، و الجهاد عزّاً للإسلام، و الأمر بالمعروف مصلحة للعامّة.

(الحديث)

الحجّ من شريعة الحنفيّة

108/ (4) - عن الصادق عليه السلام قال:

كان شريعة إبراهيم عليه السلام التوحيد و الإخلاص- إلي أن قال: - و زاده في الحنيفيّة (5) 1 الختان، و قصّ الشارب، و نتف الإبط، و تقليم الأظفار، و حلق العانة،


1- الفقيه 1: 325/ 1486، الوسائل 1: 20/ 19.
2- علل الشرائع: 248/ 2، الفقيه 3: 372/ 1754، الإحتجاج: 99 باختلاف يسير، الوسائل 1: 22/ 22.
3- التسنية من السناء: المجد والشّرف وارتفاع القدرة. لسان العرب
4- مكارم الأخلاق: 60، الوسائل 2: 115/ 1656، البحار 76: 68/ 6.
5- 1 الشريعة الحنيفية: أي شريعة مستقيمة لا عِوَجَ فيها.

ص:51

و أمره ببناء البيت، و الحجّ، و المناسك، فهذه كلّها شريعته.

في كثرة أحكام الحج

109/ (1) - روي عن بكير بن أعين، عن أخيه زرارة قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: جعلني اللّ?ه فداك، أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني، فقال: يا زرارة، بيت حُجَّ إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تفني مسائله في أربعين عاماً.

الحجّ ممّا بُني عليه الإسلام

110/ (2) - عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ و عبد اللّ?ه بن الصلت جميعاً، عن حمّاد بن عيسي، عن حريز بن عبد اللّ?ه، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

بُني الإسلام علي خمسة أشياء: علي الصلاة، و الزكاة، و الحجّ، و الصوم، و الولاية.

(الحديث)

111/ (3) - أبو عليّ الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

بني الإسلام علي خمس: علي الصلاة، و الزكاة، و الحجّ، و الصوم، و الولاية، و لم يناد بشي ء مثل ما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه- يعني الولاية-.

112/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد


1- الفقيه 2: 306/ 1519، الوسائل 11: 12/ 14118.
2- الكافي 2: 18/ 5، المحاسن 1: 446/ 1034، تفسير العياشي 1: 191/ 109، الوسائل 1: 13/ 2، تفسير البرهان 1: 303/ 11، البحار 68: 332/ 10 و 82: 234/ 59.
3- الكافي 2: 18/ 3، الوسائل 1: 13/ 1، البحار 68: 329/ 2.
4- الكافي 2: 23/ 14، الوسائل 1: 15/ 4، البحار 69: 5/ 7.

ص:52

الجبّار جميعاً، عن صفوان، عن عمرو بن حريث أنّه قال لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

أ لا أقصّ عليك ديني؟ فقال: بلي، قلت: أدين اللّ?ه بشهادة أن لا إله إلّا اللّ?ه وحده لا شريك له، و أنّ محمّداً عبده و رسوله صلي الله عليه و آله- إلي أن قال: - و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان و حجّ البيت و الولاية و ذكر الأئمة عليه السلام.

فقال: يا عمرو هذا دين اللّ?ه و دين آبائي الذي أدين اللّ?ه به في السرّ و العلانية.

(الحديث)

113/ (1) - أخبرنا أبو زكريا بن [أبي] إسحاق، نا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن يعقوب بن يوسف الحافظ، نا يحيي بن محمّد بن يحيي، نا أحمد بن يونس، نا عاصم بن محمّد يعني ابن زيد قال: سمعت أبي يحدّث، عن ابن عمر، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

بني الإسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلّا اللّ?ه، و أنّ محمّداً رسول اللّ?ه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، وصوم رمضان.

الحجّ إقامة لذكر اللّ?ه و تسكين للقلوب

114/ (2) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّما فُرضت الصلاة، و أُمر بالحجّ و الطواف، و أُشعِرَتِ المناسك لإقامة ذكر اللّ?ه، فإذا لم يكن في قلبك للمذكور الذي هو المقصود و المبتغي عظمةً و لاهيةً فما قيمة ذكرك.

115/ (3) - أخبرنا الشيخ الأجلّ الإمام المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد الطوسي رضي الله عنه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّ?ه عليه و آله


1- شعب الإيمان 3: 427/ 3972، صحيح ابن خزيمة 4: 128/ 2505.
2- إحياء علوم الدين 1: 150، جامع السعادات 2: 327، إتّحاف السّادة المتقين 3: 22 و 114.
3- أمالي الطوسي 1: 302، البحار 75: 182/ 8.

ص:53

قال: حدّثنا الشيخ الإمام السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي رضوان اللّ?ه عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّ?ه عليه و آله في جمادي الاولي في سنة ستّ و خمسين و أربعمائة قال: أخبرنا أبو محمّد الفحام قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن المثنّي، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:

خدمت سيد الأنام أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام ثمانية عشرة سنة فلما أردت الخروج ودَّعته و قلت: أفدني، فقال: بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟ قلت: نعم إنّكم بحر لا ينزف (1) و لا يبلغ قعره فقال: يا جابر بلّغ شيعتي عنّي السلام و أعلمهم أنّه لا قرابة بيننا و بين اللّ?ه عزّ و جلّ، و لا يتقرَّب إليه إلّا بالطاعة له، يا جابر من أطاع اللّ?ه و أحبّنا فهو وليّنا، و من عصي اللّ?ه لم ينفعه حبّنا.

يا جابر من هذا الذي يسأل اللّ?ه فلم يعطه؟ أو توكّل عليه فلم يكفه؟ أو وثق به فلم ينجه؟

يا جابر أنزل الدّنيا منك كمنزل نزلته تريد التحوّل عنه، و هل الدّنيا إلّا دابّة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت علي فراشك غير راكب، و لا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته، أو كجارية وطئتها، يا جابر الدّنيا عند ذوي الألباب كفي ء الظلال:

لا إله إلّا اللّ?ه إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت الإخلاص و تنزيه عن الكبر، و الزكاة تزيد في الرزق، و الصيام و الحج تسكين القلوب، القصاص و الحدود حقن الدّماء، و حبّنا أهل البيت نظام الدّين، و جعلنا اللّ?ه و إيّاكم من الذين يخشون ربّهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون.


1- لا ينزف: أي لا يفني.

ص:54

الحجّ استنقاذ من الظلمة

116/ (1) - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد اللّ?ه، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد اللّ?ه البصري، حدثنا أحمد بن معاذ السلمي، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا عمر بن زرارة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن قال:

خرج النبيّ صلي الله عليه و سلم علي أصحابه فقال: رأيت الليلة عجباً، رأيت رجلًا من امّتي يعذّب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه، و رأيت رجلًا من امّتي قد احتوشته ملائكة العذاب فاستنقذته صلاته، و رأيت رجلًا من امّتي يلهث عطشاً كلّما ورد حوضاً منع فاستنقذه صيامه، و رأيت رجلًا بين يديه ظلمة فاستنقذه حجّه و عمرته.

أدني ما يرجع به الحاج

117/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن العلاء، عن رجل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ أدني ما يرجع به الحاجّ الذي لا يقبل منه أن يحفظ في أهله و ماله، قال:

فقلت: بأيّ شي ء يحفظ فيهم؟ قال: لا يحدث فيهم إلّا ما كان يحدث فيهم و هو مقيم معهم.

ما يتمنّي الموتي? في القبور

118/ (3) - عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم،


1- كتاب الترغيب والترهيب 2: 12/ 1049 و 3: 241/ 2440.
2- الكافي 4: 258/ 27، الوسائل 11: 97/ 14336.
3- التهذيب 5: 23/ 67، الفقيه 2: 145/ 638، الوسائل 11: 110/ 14378 و 117/ 14396.

ص:55

عن أحدهما عليهما السلام قال:

ودّ من في القبور لو أنّ له حجّة واحدة بالدنيا و ما فيها.

إنّ اللّ?ه يغفر للحاجّ و لمن استغفر له الحاج

119/ (1) - روي أنّ اللّ?ه لمّا أمر آدم عليه السلام ببناء الكعبة فبناها ثمّ قال: يا ربّ إنّ لكلّ أجير أجراً فأعطني أجر عملي قال: يا آدم إذا طفت حوله أغفر لك برحمتي- إلي أن قال عليه السلام: - زدني قال: كلّ أحد يستغفر له الطائفون أغفر له ببركة دعائهم (2).

120/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ ليغفر للحاجّ، و لأهل بيت الحاج، و لعشيرة الحاج، و لمن يستغفر له الحاجّ بقيّة ذي الحجّة و المحرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل و عشر من ربيع الآخر.

121/ (4) - حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين بن محمّد، حدثنا شريك، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يغفر للحاجّ و لمن استغفر له الحاج.

دعاء النبيّ صلي الله عليه و آله للحاج

122/ (5) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا شريك، عن جابر، عن مجاهد: أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم


1- مستدرك الوسائل 9: 375/ 11110 عن كتاب لبّ اللباب.
2- 1 تمام الحديث في كتابنا «حج الأنبياء والأئمة عليهم السلام» 24: 14.
3- ثواب الأعمال 70: 1، الوسائل 11: 103/ 14357، البحار 99: 21/ 81.
4- كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 40/ 1155، الترغيب والترهيب 2: 167/ 23، الدرّ المنثور 1: 507.
5- المصنّف في الأحاديث والآثار 3: 122/ 12658، المعجم الصغير للطبراني 2: 114، شعب الإيمان 3: 477، صحيح ابن خزيمة 4: 132/ 2516، إحياء علوم الدين 1: 241، نصب الراية لأحاديث الهداية 3: 84، تاريخ بغداد 13: 269، كتاب الترغيب والترهيب 2: 19/ 1065، الدرّ المنثور 1: 507، كنز العمال 5: 139/ 12383، الترغيب والترهيب 2: 167 ذ 23.

ص:56

قال:

اللّهمّ اغفر للحاجّ و لمن استغفر له الحاجّ.

في أنّ اللّ?ه لا يردّ دعاء الحاج

123/ (1) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثني موسي بن عمران قال: حدّثني عمّي الحسين بن يزيد، عن حمّاد بن عمرو النصيبيّ، عن أبي الحسن الخراسانيّ، عن ميسرة بن عبد اللّ?ه، عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ و عبد اللّ?ه بن عباس قالا:

خطبنا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قبل وفاته و هي آخر خطبة خطبها بالمدينة حتّي لحق باللّ?ه عزّ و جلّ، فوعظ بمواعظ ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب، و اقشعرَّت منها الجلود، و تقلقلت منها الأحشاء، أمر بلالًا فنادي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، و خرج رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حتّي ارتقي المنبر فقال:

أيّها الناس ادنوا و وسّعوا لمن خلفكم- قالها ثلاث مرّات- فدنا الناس و انضمّ بعضهم إلي بعض فالتفتوا، فلم يروا خلفهم أحداً- إلي أن قال-: و من خرج حاجّاً أو معتمراً فله بكلّ خطوة حتّي يرجع ألف ألف حسنة، و يُمحي عنه ألف ألف سيّئة، و ترفع له ألف ألف درجة، و كان له عند ربّه بكلّ درهم يحملها ألف ألف درهم، و بكلّ دينار ألف ألف دينار، و بكلّ حسنة عملها في وجهه ذلك ألف ألف حسنة حتّي يرجع، و كان في ضمان اللّ?ه تعالي، فإن توفّاه أدخله الجنّة و إن رجع رجع مغفوراً


1- عقاب الأعمال: 345، الوسائل 11: 104/ 14136، البحار 76: 372.

ص:57

له، مستجاباً له، فاغتنموا دعوته، فإنّ اللّ?ه لا يردّ دعاءه إذا قدم فإنّه يشفع في مائة ألف رجل يوم القيامة، و من خلّف حاجّاً أو معتمراً في أهله بخير بعده كان له أجر كامل مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شي ء.

124/ (1) - أخبرنا شيخنا أبو سعد قال: حدّثنا أبو الحسين الحسن بن عليّ بن محمّد بن جعفر الديري العدلي الشاهد بقراءتي عليه في خان القرّائين قال: حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البراء بن سبرة الجعابي الحافظ قال: حدّثنا حفص بن عمر الواسطي قال: حدّثنا حبيب أبو محمّد، عن إبراهيم بن ميسرة، عن الإمام (2) الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليهم السلام قال:

وقف رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و الناس مقبلون و هو يقول: مرحباً مرحباً بوفد اللّ?ه، الذين إذا سألوا أعطوا و يستجاب دعاؤهم، و يضاعف للرجل الواحد من نفقة الدرهم ألف ألف درهم.

125/ (3) - أخبر أبو بكر محمّد بن يوسف بن الفضل القاضي الجرجاني قدم علينا نيسابور، نا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّ?ه بن سليمان الحضرمي، نا محمّد بن سلمة الباهلي البصري، نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

الحجّاج و العمّار وفد اللّ?ه عزّ و جلّ يعطيهم ما سألوا، و يستجيب لهم ما دعوا، و يخلف عليهم ما أنفقوا، الدرهم ألف ألف.


1- كتاب الأمالي للشجري 2: 58- 59.
2- 1 إنّ صاحب الأمالي كان زيدياً يعتقد بإمامة زيد بعد أبيه عليّ بن الحسين عليهما السلام.
3- شعب الإيمان 3: 476/ 4105، الترغيب و الترهيب 2: 180/ 5، الدرّ المنثور 1: 509، كنز العمال 5: 8/ 11816.

ص:58

126/ (1) - حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا صالح بن عبد اللّ?ه بن صالح مولي بني عامر، حدّثني يعقوب بن يحيي بن عبّاد بن عبد اللّ?ه بن الزبير، عن أبي صالح السّمّان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

الحجّاج و العمّار وفد اللّ?ه، إنّ دعوه أجابهم، و إن استغفروه غفر لهم.

ضمان الحاج و المعتمر علي اللّ?ه

127/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

ضمان الحاجّ و المعتمر علي اللّ?ه، إن أبقاه بلّغه أهله و إن أماته أدخله الجنّة.

128/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا عبد اللّ?ه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن كليب بن معاوية الأسدي قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: شيعتك تقول: الحاجّ أهله و ماله في ضمان اللّ?ه (4) و قد يخلف في أهله، و قد أراه يخرج فيحدث علي أهله الأحداث، فقال عليه السلام: إنّما يخلفه فيهم بما كان يقوم به، فأمّا ما كان حاضراً لم يستطع دفعه فلا.

129/ (5) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن يحيي بن إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحاجّ حملانه (6) 1 و ضمانه علي اللّ?ه، فإذا دخل المسجد الحرام وكّل به ملكان


1- سنن ابن ماجة 2: 966/ 2892، السنن الكبري للبيهقي 5: 262، شعب الإيمان 3: 476/ 4106، الترغيب و الترهيب 2: 167/ 22، الدرّ المنثور 1: 507.
2- الكافي 4: 253/ 3، التهذيب 5: 23/ 70، الوسائل 11: 95/ 14331.
3- معاني الأخبار: 407/ 85، الوسائل 11: 105/ 14363، البحار 99: 17/ 62.
4- 1 في كفالة اللّ?ه.
5- المحاسن 1: 137/ 176، التهذيب 5: 21/ 58، المقنعة: 388، الوسائل 11: 103 ذ 14358 و: 106/ 14368، البحار 99: 8/ 18.
6- 1 الحُملان: المتاع و أسباب السفر.

ص:59

يحفظان عليه طوافه و سعيه، فإذا كانت عشيّة عرفة ضربا علي منكبه الأيمن، ثمّ يقولان: يا هذا أمّا ما مضي? فقد كفيته، فانظر كيف تكون فيما تستقبل.

130/ (1) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

الحاجّ إذا دخل مكّة وكّل اللّ?ه عزّ و جلّ به ملكين يحفظان عليه طوافه و صلاته و سعيه، فإذا وقف بعرفة ضربا علي منكبه الأيمن ثمّ قالا: أمّا ما مضي? فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل.

131/ (2) - حدّثنا أبو الوليد، حدّثني جدّي، عن الزنجي، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّ?ه، أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

هذا البيت دعامة (3) الإسلام، من خرج يؤمّ هذا البيت من حاجّ أو معتمر كان مضموناً علي اللّ?ه إن قبضه أن يدخله الجنّة، و إن ردّه أن يردّه بأجر أو غنيمة.

132/ (4) - روي عن جابر رضي الله عنه أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

إنّ هذا البيت دعامة من دعائم الإسلام، فمن حجّ البيت أو اعتمر فهو ضامنٌ علي اللّ?ه، فإن مات أدخله الجنّة، و إن ردّه إلي أهله ردّه بأجرٍ و غنيمة.

علّة الحج

133/ (5) - حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّ?ه، عن محمّد بن


1- ثواب الأعمال 71: 6، الوسائل 11: 103/ 14358، البحار 99: 254/ 21.
2- المطالب العالية 1: 325/ 1091، الدرّ المنثور 2: 267.
3- 1 الدّعامة بالكسر: عماد البيت الذي يقوم عليه واستعير لغير ذلك. مجمع البحرين
4- الترغيب والترهيب 2: 178/ 36، مجمع الزوائد 3: 209.
5- علل الشرائع: 404/ 5، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 90، الوسائل 11: 13/ 14123، البحار 6: 96 و 99: 32/ 8، نور الثقلين 3: 489/ 80.

ص:60

إسماعيل، عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القاسم بن ربيع الصحاف، عن محمّد بن سنان، أنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

إنّ علّة الحجّ الوفادة (1) إلي اللّ?ه تعالي، و طلب الزيادة، و الخروج من كلّ ما اقترف، و ليكون تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، و ما فيه من استخراج الأموال، و تعب الأبدان، و حظرها عن الشهوات و اللّذات، و التقرّب في العبادة إلي اللّ?ه عزّ و جلّ، و الخضوع و الاستكانة و الذلّ، شاخصاً في الحرّ و البرد و الأمن و الخوف، دائباً في ذلك دائماً، و ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرّغبة و الرّهبة إلي اللّ?ه سبحانه و تعالي.

و منه ترك قساوة القلب و خساسة الأنفس، و نسيان الذكر، و انقطاع الرجاء و الأمل، و تجديد الحقوق، و حظر الأنفس عن الفساد، و منفعة من في المشرق و المغرب و من في البرّ و البحر ممّن يحجّ و ممّن لا يحجّ من تاجر و جالب و بائع و مشتري و كاسب و مسكين، و قضاء حوائج أهل الأطراف و المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك لِيَشْهَدُوا مَن?افِعَ لَهُمْ (2).

الحاج و المعتمر وفد اللّ?ه و ضيفه

134/ (3) - محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:


1- الوفادة: القدوم للاسترفاد، و لفظه يستعار للحجّ لأنّه قدوم إلي بيت اللّ?ه طلباً لفضله و ثوابه. مجمع البحرين
2- الحج 22: 28.
3- الكافي 4: 255/ 14، التهذيب 5: 24/ 71، عدّة الداعي: 117، الوسائل 11: 99/ 14340، البحار 99: 16/ 55.

ص:61

الحاجّ و المعتمر (1) وفد اللّ?ه، إن سألوه أعطاهم، و إن دعوه أجابهم، و إن شفعوا شفّعهم، و إن سكتوا ابتدأهم، و يعوّضون بالدرهم ألف درهم.

135/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير؛ و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث أربعمائة- قال:

الحاجّ و المعتمر وفد اللّ?ه، و حقّ علي اللّ?ه تعالي أن يكرم وفده و يحبوه (3) 1 بالمغفرة.

136/ (4) - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن الحسن بن محبوب، عن عباد بن صهيب قال:

سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام يحدّث قال:

إنّ ضيف اللّ?ه عزّ و جلّ رجل حجَّ و اعتمر فهو ضيف اللّ?ه حتّي يرجع إلي منزله، و رجل كان في صلاته فهو في كنف اللّ?ه حتّي ينصرف، و رجل زار أخاه المؤمن في اللّ?ه عزّ و جلّ فهو زائر اللّ?ه في عاجل ثوابه و خزائن رحمته.

137/ (5) - حدّثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلي:

أنّ الحسين بن عليّ لقي قوماً حجّاجاً، فقالوا: إنّا نريد مكّة فقال: إنّكم من وفد اللّ?ه، فإذا قدمتم مكّة فاجمعوا حاجاتكم، فسلوها اللّ?ه.

138/ (6) - حدّثنا أبو بكر قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة،


1- المعتمر: الزائر، و من هنا سمّيت العمرة عمرة لأنّها زيارة البيت. مجمع البحرين
2- الخصال 2: 635، الوسائل 4: 116/ 4666، البحار 10: 113 و 99: 8/ 17.
3- 1 الحباء: العطاء.
4- الخصال: 127/ 127، الوسائل 14: 586/ 19870، البحار 77: 352/ 23 و 99: 7/ 12.
5- المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 121/ 12653.
6- المصدر نفسه 3: 122/ 12659.

ص:62

عن أيّوب، عن أبي قلابة أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

الحاجّ وفد اللّ?ه و الحاجّ وفد أهله.

139/ (1) - حدّثنا محمّد بن طريف، حدثنا عمران بن عُيينة، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

الغازي في سبيل اللّ?ه و الحاج و المعتمر وفد اللّ?ه، دعاهم فأجابوه و سألوه فأعطاهم.

140/ (2) - أخبرنا عبد اللّ?ه بن يحيي بن عبد الجبّار السكري، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن الحجّاج، عن الحكم قال: قال ابن عباس:

لو يعلم المقيمون ما للحجّاج عليهم من الحقّ لأتوهم حين يقدمون حتّي يقبّلوا رواحلهم لأنّهم وفد اللّ?ه من جميع الناس.

141/ (3) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ؛ و محمّد بن موسي قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيي بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا طلحة بن عمرو، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه قال:

وفد اللّ?ه ثلاثة: الحاجّ و المعتمر و الغازي، اولئك الذين يسألون اللّ?ه فيعطيهم سؤالهم.

142/ (4) - حدّثنا الوليد بن عمرو، حدثنا أبو عاصم، حدثنا محمّد بن أبي حميد، عن


1- سنن ابن ماجة 2: 966/ 2893، المعجم الكبير للطبراني 12: 323/ 13556 باختلاف يسير، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 10: 474/ 4613، شعب الإيمان 3: 476/ 4108 و: 477/ 4109 باختلاف يسير، الترغيب و الترهيب 2: 167/ 21.
2- شعب الإيمان 3: 477/ 4110 و 4111، الدرّ المنثور 1: 507.
3- شعب الأيمان 3: 476/ 4107.
4- كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 39/ 1153، الترغيب و الترهيب 2: 167/ 20، مجمع الزوائد 3: 253، الدرّ المنثور 1: 507.

ص:63

محمّد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

الحجّاج و العمّار وفد اللّ?ه دعاهم فأجابوه، و سألوه فأعطاهم.

143/ (1) - أخبرنا عيسي بن إبراهيم بن مثرود قال: حدّثنا ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه قال: سمعت سهيل، عن أبي صالح يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

وفد اللّ?ه ثلاثة: الغازي و الحاجّ و المعتمر.

أفضل الأعمال

144/ (2) - سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن عبد اللّ?ه الكرخي، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

حجة أفضل من الدنيا و ما فيها، و صلاة فريضة أفضل من ألف حجّة.

145/ (3) - حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزي بمرورود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّ?ه النيسابوري قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّ?ه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستين و مائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا عليه السلام سنة أربع و تسعين و مائة. و حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوري قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه


1- سنن النسائي 5: 113/ 2625 و 6: 16/ 3121، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 5/ 1034، السنن الكبري للبيهقي 5: 2620، صحيح ابن خزيمة 4: 130/ 2511، المستدرك علي الصحيحين 1: 441، حلية الأولياء 8: 327، المطالب العالية 1: 324/ 1088، الدرّ المنثور 1: 507، كنز العمال 4: 282/ 10497، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 5/ 3692، شعب الإيمان 3: 475/ 4103.
2- التهذيب 2: 240/ 953، الوسائل 4: 40/ 4460.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28، البحار 72: 126/ 8 و 99: 16/ 56 و 100: 11/ 21.

ص:64

الخوري بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّ?ه الهروي الشيباني، عن الرضا عليّ بن موسي عليهما السلام. و حدّثني أبو عبد اللّ?ه الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفرّا، عن عليّ بن موسي الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

أفضل الأعمال عند اللّ?ه عزّ و جلّ إيمان لا شكّ فيه، و غزو لا غلول فيه، و حجّ مبرور.

146/ (1) - حمّاد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، رفع الحديث إلي عليّ عليه السلام أنّه كان يقول:

إنّ أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون إلي اللّ?ه: الإيمان باللّ?ه و رسوله، و الجهاد في سبيل اللّ?ه، و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، و إقام الصلاة فإنّها الملّة، و إيتاء الزكاة فإنّها من فرائض اللّ?ه، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من عذابه، و حجّ البيت فإنّه منفاة للفقر و مدحضة (2) للذّنب.

(الحديث)

147/ (3) - عن أبي عبد اللّ?ه جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال:

ما سبيل من سُبُل اللّ?ه أفضل من الحجّ إلّا رجلٌ يخرج بسيفه فيجاهد في سبيل اللّ?ه حتّي يستشهد.

148/ (4) - أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، عن عبد اللّ?ه بن يحيي الكاهلي قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:


1- الزهد: 13/ 27، المحاسن 2: 289/ 346، الفقيه 1: 131/ 613، علل الشرائع: 247/ 1، أمالي ابن الشيخ 1: 220، الوسائل 1: 25/ 30، البحار 77: 400/ 21 و 99: 16/ 57.
2- 1 الدحض: الدفع. لسان العرب
3- دعائم الإسلام 1: 293، البحار 99: 49/ 39، مستدرك الوسائل 8: 10/ 8926.
4- الكافي 4: 253/ 7، علل الشرائع: 457/ 2، تفسير العياشي 2: 254/ 2، الوسائل 4: 39/ 4455 و 11: 110/ 14379، تفسير البرهان 2: 361/ 1 و 2، البحار 99: 12/ 36 و: 19/ 68، تمام الحديث في الحجّ في القرآن: 461/ 1132.

ص:65

أما إنّه ليس شي ء أفضل من الحجّ إلّا الصلاة (1).

(الحديث)

149/ (2) - حدّثنا يحيي بن عثمان بن صالح، حدثنا يحيي بن بكير، حدثنا يحيي بن صالح الأيلي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

الحجّ المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة.

150/ (3) - أخبرنا أبو سهل الرشتي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، أنبأ أبو عبد اللّ?ه الصفار، عن أحمد بن حنبل، حدثنا حسين، عن فضيل بن عياض، عن هشام، عن أبي العوام، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من عمل بين السماء و الأرض بعد الجهاد في سبيل اللّ?ه أفضل من حجّة مبرورة لا رفث فيها و لا فسوق و لا جدال.

151/ (4) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد اللّ?ه- و كانت امرأة من المهاجرات- قالت:

انّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم سئل عن أفضل الأعمال فقال: الإيمان باللّ?ه و جهاد في سبيل اللّ?ه عزّ و جلّ و حجّ مبرور.

152/ (5) - أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم، عن حجاج، عن ابن جريج قال:

أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد اللّ?ه بن حبشي الخثعمي:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم سئل أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شكّ فيه و جهادٌ لا غلول


1- أي صلاة الفريضة.
2- المعجم الكبير للطبراني 11: 146/ 11429، مجمع الزوائد 3: 207.
3- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 14/ 1051، الدرّ المنثور 1: 530.
4- مسند أحمد 6: 372.
5- سنن النسائي 5: 58/ 2526 و 8: 94/ 4986 روي صدره، مسند أحمد 3: 411- 412.

ص:66

فيه و حجّة مبرورة، قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: جهدُ المقلِّ، قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرّم اللّ?ه عزّ و جلّ، قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله و نفسه، قيل:

فأيّ القتل أشرف؟ قال: من أُهريق دمه و عُقر جواده.

153/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول اللّ?ه، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك للّ?ه عزّ و جلّ و أن يسلم المسلمون من لسانك و يدك، قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان، قال: و ما الإيمان؟ قال: مؤمن باللّ?ه و ملائكته و كتبه و رسله و البعث بعد الموت، قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة، قال: فما الهجرة؟ قال: تهجر السوء، قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: و ما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم، قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده و أُهريق دمه، قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: ثمّ عملان هما أفضل الأعمال إلّا من عمل بمثلهما حجّة مبرورة أو عمرة.

فضل الحج علي الصلاة المندوب

154/ (2) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن سيف التمار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان أبي يقول: الحجّ أفضل من الصلاة و الصيام، إنّما المصلّي يشتغل عن أهله ساعة، و إنّ الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، و إنّ الحاجّ يتعب بدنه و يضجر


1- مسند أحمد 4: 114، الترغيب و الترهيب 2: 164/ 10، الدرّ المنثور 1: 506.
2- علل الشرائع: 456/ 1، الفقيه 2: 143/ 626 روي صدره، الوسائل 11: 112/ 14382 و 14384، البحار 99: 18/ 67.

ص:67

نفسه و ينفق ماله و يطيل الغيبة عن أهله، لا في مال يرجوه و لا إلي تجارة، و كان أبي يقول: و ما أفضل من رجل يجي ء يقود بأهله و النّاس وقوف بعرفات يميناً و شمالًا، يأتي بهم الحجّ فيسأل بهم اللّ?ه تعالي.

فضل الحج علي الجهاد مع غير الإمام

155/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و أحمد بن محمّد جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبد اللّ?ه قال:

قلت للرّضا عليه السلام: جعلت فداك إنّ أبي حدّثني عن آبائك عليهم السلام أنّه قيل لبعضهم:

إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين و عدوّاً يقال له: الدّيلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجّوه ثمّ قال في الثالثة: أما يرضي أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله بدراً و إن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا و هكذا- و جمع بين سبّابتيه- فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق هو علي ما ذكر.

فضل الحج علي الجهاد لمن لا يجد أعواناً

156/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جندب، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الحجّ جهاد الضعيف ثمّ وضع أبو عبد اللّ?ه عليه السلام يده في صدر نفسه و قال: نحن الضعفاء و نحن الضعفاء.


1- الكافي 4: 260/ 34 و 5: 22/ 2 باختلاف يسير، الوسائل 11: 122/ 14411 و 15: 47/ 19958.
2- الكافي 4: 259/ 28، الوسائل 11: 100/ 14343.

ص:68

157/ (1) - أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن عبد اللّ?ه بن يحيي الكاهلي قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: و يذكر الحجّ فقال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء و نحن الضعفاء، أما إنّه ليس شي ء أفضل من الحجّ إلّا الصلاة، و في الحجّ هاهنا صلاة، و ليس في الصلاة قبلكم حجّ، لا تدع الحجّ و أنت تقدر عليه، أما تري أنّه يشعث فيه رأسك و يقشف (2) فيه جلدك، و تمتنع فيه من النظر إلي النساء، و إنّا نحن هاهنا و نحن قريب و لنا مياه متّصلة ما نبلغ الحجّ حتّي يشق علينا، فكيف أنتم في بعد البلاد؟ و ما من ملك و لا سوقة يصل إلي الحج إلّا بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب، أو ريح أو شمس لا يستطيع ردّها، و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ تَحْمِلُ أَثْق?الَكُمْ إِلي? بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا ب?الِغِيهِ إِلّ?ا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (3).

158/ (4) - الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيي، و القاسم بن محمّد؛ و فضالة بن أيّوب، جميعاً عن الكناني قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يذكر الحجّ فقال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: هو أحد الجهادين، و هو جهاد الضعفاء، و نحن الضعفاء.

159/ (5) - قال الصادق عليه السلام: الحجّ جهاد الضعفاء، و نحن الضعفاء.

160/ (6) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدّثني موسي بن


1- الكافي 4: 253/ 7، علل الشرائع: 457/ 2، الوسائل 11: 110/ 14379، البحار 99: 19/ 68.
2- 1 القشف: قذر الجلد و رثاثة الهيئة و سوء الحال. القاموس المحيط
3- 2 النحل 16: 7.
4- التهذيب 5: 22/ 64، تفسير العياشي 2: 254/ 5 و فيه: الكاهلي بدل الكناني، البحار 99: 12/ 36، تفسير البرهان 2: 361/ 2، الوسائل 11: 107/ 14370.
5- الفقيه 2: 146/ 643، الوسائل 11: 102/ 14354.
6- ثواب الأعمال: 73/ 14، الوسائل 11: 104/ 14359، البحار 99: 25/ 105.

ص:69

عمران، عن الحسين بن يزيد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام قال:

الحجّ جهاد الضعفاء، و هم شيعتنا.

فضل الحج علي الإنفاق

161/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لمّا أفاض رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله تلقّاه أعرابيٌّ في الأبطح فقال: يا رسول اللّ?ه إنّي خرجت اريد الحجّ فعاقني عائق و أنا رجلٌ ميّل (2) - يعني كثير المال- فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ الحاج قال: فالتفت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إلي أبي قبيس فقال: لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّ?ه ما بلغت ما بلغ الحاجُّ.

162/ (3) - موسي بن القاسم، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله لقيه أعرابيّ فقال له: يا رسول اللّ?ه، إنّي خرجت اريد الحجّ ففاتني و أنا رجل مميل، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاجّ، فالتفت إليه رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فقال: انظر إليّ أبي قبيس فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّ?ه ما بلغت ما يبلغ الحاجّ.

(الحديث)

163/ (4) - موسي بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن عبد اللّ?ه بن مسكان، عن


1- الكافي 4: 258/ 25، ثواب الأعمال: 72/ 8، الفقيه 2: 145/ 636، الوسائل 11: 116/ 14391، البحار 99: 26/ 110.
2- 1 الموّل و الميّل- بالتشديد-: كثير المال.
3- التهذيب 5: 19/ 56، المقنعة: 386 روي صدره، الوسائل 11: 113/ 14385.
4- التهذيب 5: 21/ 61، الوسائل 4: 40/ 4461 و 11: 114/ 14386.

ص:70

إسماعيل بن جابر، عن أبي بصير، و عن إسحاق بن عمّار، عن أبي بصير، و عثمان بن عيسي، عن يونس بن ظبيان كلّهم عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

صلاة فريضة أفضل من عشرين حجّة، و حجّة خير من بيت من ذهب يتصدّق به حتّي لا يبقي منه شي ء.

164/ (1) - محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن خاله عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن، عن سعيد السمّان، أنّه قال لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث:

أيّهما أفضل، الحجّ أو الصدقة؟ فقال: ما أحسن الصدقة ثلاث مرّات قال:

قلت: أجل، فأيّهما أفضل؟ قال: ما يمنع أحدكم من أن يحجّ و يتصدّق؟ قال: قلت: ما يبلغ ماله ذلك و لا يتّسع قال: إذا أراد أن ينفق عشرة دراهم في شي ء من سبب الحجّ أنفق خمسة و تصدّق بخمسة، أو قصّر في شي ء من نفقته في الحجّ فيجعل ما يحبس في الصدقة فإنّ له في ذلك أجراً.

قال: قلت: هذا لو فعلناه لاستقام قال: ثمّ قال: و أنّي له مثل الحجّ؟ فقالها ثلاث مرّات، إنّ العبد ليخرج من بيته فيعطي قسماً (2) حتّي إذا أتي المسجد الحرام طاف طواف الفريضة، ثمّ عدل إلي مقام إبراهيم عليه السلام فصلّي ركعتين، فيأتيه ملك فيقف عن يساره، فإذا انصرف ضرب بيده علي كتفه فيقول: يا هذا أمّا ما مضي? فقد غفر لك، و أمّا ما تستقبل فجدّ (3).

165/ (4) - أبو داود، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيي، عن ابن


1- الكافي 4: 257/ 23، الوسائل 11: 115/ 14390 و: 148/ 14490.
2- 1 القسم بالكسر: النصيب، و بالفتح: العطاء.
3- 2 الجدّ: الاجتهاد في الامور.
4- الكافي 3: 265/ 7 و 4: 260/ 32 روي قطعة منه، التهذيب 2: 236/ 935، الفقيه 1: 134/ 630 و 3: 143/ 627، الوسائل 4: 39/ 4456 و 11: 112/ 14383 و 117/ 14393، البحار 82: 227/ 55.

ص:71

مسكان، عن إسماعيل بن عمّار، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

صلاة فريضة خير من عشرين حجّة، و حجّة خير من بيت مملوٍّ ذهباً يُتصدّق منه حتّي يُفني.

166/ (1) - حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن الأصم، عن جدّه قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: جعلت فداك أيّما أفضل الحجّ أو الصدقة؟ قال: هذه مسألة فيها مسألتان قال: كم المال يكون ما يحمِل صاحبَه إلي الحجّ؟ قال: قلت: لا، قال: إذا كان مالًا يحمل إلي الحجّ فالصّدقة لا تعدل الحجّ، الحجُّ أفضل و إن كانت لا تكون إلّا القليل، فالصدقة، قلت: فالجهاد؟ قال: الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض في وقت الجهاد، و لا جهاد إلّا مع الإمام.

(الحديث)

167/ (2) - عدّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن إبراهيم بن ميمون قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّي أحجُّ سنة و شريكي سنة، قال: ما يمنعك من الحجّ يا إبراهيم؟ قلت: لا أتفرّغ لذلك جعلت فداك أتصدّق بخمسمائة مكان ذلك؟ قال:

الحجّ أفضل، قلت: ألف؟ قال: الحجُّ أفضل، قلت: فألف و خمسمائة؟ قال: الحجُّ أفضل، قلت: ألفين؟ قال: أ في ألفيك طواف البيت؟ قلت: لا، قال: أ في ألفيك سعي بين الصفا و المروة؟ قلت: لا، قال: أ في ألفيك وقوف بعرفة؟ قلت: لا، قال: أ في ألفيك رمي الجمار؟ قلت: لا، قال: أ في ألفيك المناسك؟ قلت: لا، قال: الحجُّ أفضل.

168/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن


1- كامل الزيارات: 335/ 12، الوسائل 11: 118/ 14401، البحار 99: 10/ 28.
2- الكافي 4: 259/ 29، الوسائل 11: 116/ 14392.
3- علل الشرائع: 452/ 1، الوسائل 11: 22/ 14145 و: 117/ 14398، البحار 99: 18/ 66.

ص:72

الحسين بن سعيد، عن حمّاد، عن ربعي، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّ?ه قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّ ناساً من هؤلاء القصّاص يقولون: إذا حجّ رجل حجّة ثمّ تصدّق و وصل كان خيراً لهم فقال: كذبوا، لو فعل هذا الناس لعطّل هذا البيت، إنّ اللّ?ه تعالي جعل هذا البيت قياماً للناس.

169/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام:

أنّ رجلًا سأله فقال: يا ابن رسول اللّ?ه أنا رجل موسر و قد حججت حجّة الإسلام و قد سمعت ما في التطوّع بالحجّ من الرغائب، فهل لي إن تصدّقت بمثل نفقة الحجّ أو أكثر منها ثواب الحجّ؟ فنظر أبو عبد اللّ?ه عليه السلام إلي أبي قبيس و قال: لو تصدَّقت بمثل هذا ذهباً و فضّةً ما أدركت ثواب الحجّ.

فضل الحج علي العتق

170/ (2) - موسي بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

قلت له: حجّة أفضل أو عتق رقبة؟ قال: حجّة أفضل، قلت: فثنتين؟ قال:

فحجّة أفضل، قال معاوية: فلم أزل أزيد و يقول: حجّة أفضل حتّي بلغت ثلاثين رقبة، فقال: حجّة أفضل.

171/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

حجّة أفضل من سبعين رقبة، قلت: ما يعدل الحجّ شي ء؟ قال: ما يعدله شي ء،


1- دعائم الإسلام 1: 293، البحار 99: 49/ 40، مستدرك الوسائل 8: 46/ 9037.
2- التهذيب 5: 21/ 60، المقنعة: 388 باختلاف يسير، الوسائل 11: 121/ 14408 و: 122/ 14410.
3- الكافي 4: 260/ 31، الوسائل 11: 111/ 14380 و: 120/ 14404 روي صدره.

ص:73

و الدرهم في الحجّ أفضل من ألفي ألف فيما سواه في سبيل اللّ?ه.

(الحديث)

172/ (1) - عدّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن إسماعيل الجوهريّ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لأنّ أحجّ حجّة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة و رقبة حتّي انتهي إلي عشرة و مثلها و مثلها حتّي انتهي إلي سبعين، و لأن أعول أهل بيت من المسلمين أشبع جوعتهم و أكسو عورتهم و أكفّ وجوههم عن الناس أحبّ إليّ من أن أحجّ حجّة و حجّة و حجّة حتّي انتهي إلي عشر و عشر و عشر و مثلها و مثلها حتّي انتهي إلي سبعين.

173/ (2) - موسي بن القاسم، عن معاوية بن وهب، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

حجّة أفضل عن عتق سبعين رقبة.

174/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثني عبد اللّ?ه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن الحسن، عن عبد اللّ?ه بن عمرو بن الأشعث، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

الحجّ أفضل من عتق عشر رقبات حتّي عدّ سبعين رقبة، و الطواف و ركعتان أفضل من عتق رقبة.

الحج و العمرة من أسواق الآخرة

175/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن غالب، عمّن


1- الكافي 4: 2/ 3، ثواب الأعمال: 170/ 13، الوسائل 9: 373/ 12273 و 11: 120/ 14403.
2- التهذيب 5: 22/ 63، الفقيه 2: 145/ 635 باختلاف يسير، الوسائل 11: 120/ 14405 و: 121/ 14409.
3- ثواب الأعمال: 72/ 10، الوسائل 11: 120/ 14406 وفيه: «الحسن بن عبد اللَّه بن عمرو بن الأشعث»، البحار 99: 3/ 2.
4- الكافي 4: 260/ 35، الوسائل 11: 100/ 14347.

ص:74

ذكره، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحجّ و العمرة سوقان من أسواق الآخرة، العامل بهما في جوار اللّ?ه، إن أدرك ما يأمل غفر اللّ?ه له، و إن قصر به أجله وقع أجره علي اللّ?ه عزّ و جلّ.

176/ (1) - قال أبو جعفر الباقر عليه السلام:

الحجّ و العمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللّازم لهما من أضياف اللّ?ه عزّ و جلّ، إن أبقاه أبقاه و لا ذنب له، و إن أماته أدخله الجنّة.

الحج و العمرة تتّسعان الأرزاق

177/ (2) - عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن عليّ بن عبد اللّ?ه البجليّ، عن خالد القلانسيّ، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال عليُّ بن الحسين عليهما السلام:

حجّوا و اعتمروا تصحُّ أبدانكم و تتّسع أرزاقكم و تكفون مئونات عيالكم؛ و قال: الحاجُّ مغفورٌ له، و موجوبٌ له الجنّة، و مستأنف له العمل، و محفوظ في أهله و ماله.

178/ (3) - حدّثني محمّد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط رفعه إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان عليُّ بن الحسين عليهما السلام يقول: حجّوا و اعتمروا تصحُّ أجسامكم و تتّسع أرزاقكم، و يصلح إيمانكم و تكفوا مئونة الناس و مئونة عيالاتكم.


1- الفقيه 2: 142/ 622، الوسائل 11: 101 ذ 14347 و فيه: «العامل لهما من أضياف اللّ?ه عزّ و جلّ».
2- الكافي 4: 252/ 1، الوسائل 11: 9/ 14113.
3- ثواب الأعمال: 70/ 3، الوسائل 11: 15/ 14126، البحار 99: 25/ 106.

ص:75

179/ (1) - موسي بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الحجّ و العمرة ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكِيْر (2) خبث الحديد.

180/ (3) - موسي بن القاسم، عن ابن بنت إلياس، عن الرضا عليه السلام قال:

إنّ الحجّ و العمرة ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير الخبث من الحديد.

181/ (4) - قال أبو جعفر عليه السلام: ثلاثة مع ثوابهنّ في الآخرة: الحجُّ ينفي الفقر و الصدقة تدفع البليّة، و البرّ يزيد في العمر.

182/ (5) - إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحاجّ لا يملق أبداً، قال: قلت: و ما الإملاق؟ قال: الإفلاس، ثمّ قال: وَ ل?ا تَقْتُلُوا أَوْل?ادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْل?اقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيّ?اكُمْ (6).

183/ (7) - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال:

لا يملق حاجّ أبداً، قلت: و ما الإملاق؟ قال: قول اللّ?ه: وَ ل?ا تَقْتُلُوا أَوْل?ادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْل?اقٍ.

184/ (8) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد


1- التهذيب 5: 21/ 60، نوادر ابن عيسي: 139/ 359، الفقيه 2: 143/ 628، الوسائل 11: 106/ 14369، البحار 99: 13/ 41.
2- 1 الكِيْر: هو الزّق الذي ينفخ فيه الحداد.
3- التهذيب 5: 22/ 65، الوسائل 11: 107/ 14371.
4- دعوات الراوندي: 127/ 314، البحار 74: 85 ذ 96 و 99: 15/ 51، مستدرك الوسائل 8: 43/ 9031.
5- تفسير العيّاشي 2: 289/ 63، تفسير الصافي 3: 190، الوسائل 11: 108/ 14374، تفسير البرهان 2: 417/ 2، البحار 99: 12/ 37.
6- 1 الإسراء 17: 31.
7- تفسير العيّاشي 2: 289/ 62، الوسائل 11: 107/ 14373، تفسير البرهان 2: 417/ 1.
8- المحاسن 2: 79/ 1202، الفقيه 2: 173/ 764، الوسائل 11: 12/ 14119 و: 345/ 14976، البحار 99: 10/ 30.

ص:76

اللّ?ه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

سافروا تصحّوا، و جاهدوا تغنموا، و حجّوا تستغنوا.

185/ (1) - عبد الرزاق، عن الأسلمي، عن صفوان بن سليم قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

حُجّوا تستغنوا، و اغزوا تصِحُّوا.

186/ (2) - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد السماك، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل، نا سعيد بن سليمان، نا شريك، عن محمّد بن أبي حميد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه يرفعه قال:

ما أمعر الحاجّ قطّ، فقيل لجابر: ما الإمعار؟ قال: ما افتقر.

الحاج في عون اللّ?ه سبحانه

187/ (3) - أخبرنا أبو عمرو، أنبأنا والدي، أنبأ أحمد بن سلمة بن الضحاك المصري، حدثنا محمّد بن ميمون بن كامل، أنبأ محمّد بن إسحاق الأسدي، عن الأوزاعي، عن مكحول، سمع أبا أمامة؛ و واثلة بن الأسقع يقولان:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: أربعة حقّ علي اللّ?ه تعالي عونُهم: الغازي و المتزوِّج و المكاتب و الحاجّ.


1- المصنّف لعبد الرزاق 5: 11/ 8819.
2- شعب الإيمان 3: 483/ 4134، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 436/ 15749، كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 7/ 1080 باختلاف يسير، الترغيب و الترهيب 2: 180/ 6، مجمع الزوائد 3: 208، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 5: 168، كنز العمال 5: 6/ 11800، الدرّ المنثور 1: 509.
3- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 5/ 1035.

ص:77

الفصل السابع: فرض الحج

وجوب الحج مرّة واحدة

188/ (1) - أحمد بن الحسن القطّان، عن أحمد بن يحيي بن زكريّا، عن بكر بن عبد اللّ?ه بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

و اللّ?ه ما كلّف العباد إلّا دون ما يطيقون، إنّما كلّفهم في اليوم و اللّيلة خمس صلوات، و كلّفهم في كلّ ألف درهم خمسة و عشرين درهماً، و كلّفهم في السنة صيام ثلاثين يوماً، و كلّفهم حجّة واحدة و هم يطيقون أكثر من ذلك.

189/ (2) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

ما كلّف اللّ?ه العباد إلّا ما يطيقون، إنّما كلّفهم في اليوم و اللّيلة خمس صلوات،


1- الخصال: 531/ 9، الوسائل 1: 24/ 27، البحار 96: 38/ 4 و 297/ 6.
2- المحاسن 1: 461/ 1069، الوسائل 1: 28/ 37 و 11: 19/ 14135، البحار 5: 41/ 66.

ص:78

و كلّفهم من كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، و كلّفهم صيام شهر في السنة، و كلّفهم حجّة واحدة و هم يطيقون أكثر من ذلك.

(الحديث)

190/ (1) - أخبرنا محمّد بن يحيي بن عبد اللّ?ه النيسابوري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: أنبأنا موسي بن سلمة قال: حدّثني عبد الجليل بن حُميد، عن ابن شهاب، عن أبي سنان الدؤلي، عن ابن عباس:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قام فقال: إنّ اللّ?ه تعالي كتب عليكم الحجّ، فقال الأقرع بن حابس التميمي: كلّ عام يا رسول اللّ?ه؟ فسكت فقال: لو قلتُ نعم لوجبت ثمّ اذاً لا تسمعون و لا تطيعون، و لكنّه حجّة واحدة.

191/ (2) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي قال: سمعت ابن شهاب يحدّث عن أبي سنان، عن ابن عباس قال:

خطبنا يعني رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم فقال: يا أيّها الناس كتب عليكم الحجّ، قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: في كلّ عام يا رسول اللّ?ه؟ قال: لو قلتها لوجب و لو وجبت لم تعملوا بها أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها، فمن زاد فهو تطوّع.

علّة فرض الحجّ مرّة واحدة

192/ (3) - حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّ?ه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القاسم بن ربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان، أنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله


1- سنن النسائي 5: 111/ 2620.
2- مسند أحمد 1: 255، المستدرك على الصحيحين 2: 293، السنن الكبرى للبيهقي 4: 326، نصب الراية لأحاديث الهداية 3: 2، مشكاة المصابيح 3: 10/ 252، الدرّ المنثور 2: 273، إتحاف السادة المتّقين 4: 268.
3- علل الشرائع: 405 ذ 5، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 90، الوسائل 11: 20/ 14137، البحار 99: 33 ذ 8.

ص:79

قال:

علّة فرض الحجّ مرّة واحدة لأنّ اللّ?ه تعالي وضع الفرائض علي أدني القوم قوّة، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحدة، ثمّ رغّب أهل القوّة علي قدر طاقتهم.

أنواع الحجّ

193/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير؛ و زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

الحاجّ علي ثلاثة وجوه: رجل أفرد الحجّ بسياق الهَدي، و رجل أفرد الحجّ و لم يسق الهدي، و رجل تمتّع بالعمرة إلي الحجّ.

194/ (2) - أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن إسحاق بن عمّار، عن منصور الصيقل قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

الحجّ عندنا علي ثلاثة أوجه: حاجّ متمتّع، و حاجّ مفرد سائق للهدي، و حاجّ مفرد للحجّ.

195/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

الحجّ ثلاثة أصناف: حجّ مفرد، و قران، و تمتّع بالعمرة إلي الحجّ، و بها أمر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و الفضل فيها، و لا نأمر الناس إلّا بها.


1- الخصال: 147/ 176، الوسائل 11: 212/ 14643.
2- الكافي 4: 24/ 73، التهذيب 5: 24/ 73 بتفاوت يسير، الاستبصار 2: 153/ 505، الفقيه 2: 203/ 926، الوسائل 11: 211/ 14642.
3- الكافي 4: 291/ 1، التهذيب 5: 24/ 72، الاستبصار 2: 153/ 504، الوسائل 11: 211/ 14641.

ص:80

فضل التمتّع

196/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم؛ و ابن أبي نجران جميعاً، عن صفوان الجمال قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّ بعض الناس يقول: جرّد الحجّ، و بعض الناس يقول:

أقرن و سُق، و بعض الناس يقول: تمتّع بالعمرة إلي الحجّ، و قال: لو حججت ألف عام لم أقربها إلّا متمتّعاً (2).

197/ (3) - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

المتعة و اللّ?ه أفضل، و بها نزل القرآن و جرت السنّة.

198/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزّاز قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام أيُّ أنواع الحجّ أفضل؟ فقال: التمتّع و كيف يكون شي ء أفضل منه و رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت مثل ما فعل الناس.

199/ (5) - سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد- يعني: ابن محمّد بن أبي نصر-، عن صفوان قال:


1- الكافي 4: 292/ 7، الوسائل 11: 246/ 14702.
2- يحمل هذا الحديث و أمثاله علي ما إذا لم يجب علي المكلّف حجّ معيّن.
3- الكافي 4: 292/ 10، الفقيه 2: 204/ 933، التهذيب 5: 29/ 88 باسناده عن ابن البختري و الحسن بن عبد الملك، عن زرارة جميعاً، الاستبصار 2: 154 506 كما في التهذيب، الوسائل 11: 248/ 14708 و 250/ 14715.
4- الكافي 4: 291/ 3، الفقيه 2: 204/ 935، التهذيب 5: 29/ 89 و 91، الاستبصار 2: 154/ 507 و 155/ 509، الوسائل 11: 250/ 14716.
5- التهذيب 5: 29/ 87، الوسائل 11: 250/ 14714.

ص:81

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: بأبي أنت و أُمّي إنّ بعض الناس يقول: أقرن وسق، و بعض يقول: تمتّع بالعمرة إلي الحجّ، فقال: لو حججت ألفي عام ما قدمتها إلّا متمتّعاً.

200/ (1) - أحمد بن محمّد، عن الحسين- يعني: ابن سعيد-، عن القاسم بن محمّد، عن عبد الصمد بن بشير قال: قال لي عطيّة:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: أفرد الحجّ جعلت فداك سنة؟ فقال لي: لو حججت ألفاً و ألفاً لتمتّعت فلا تفرد.

لو أجمع الناس علي ترك الحجّ

201/ (2) - عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أنّه قال:

إذا تركتْ أُمّتي هذا البيت أنْ تؤمّه لم تناظر.

202/ (3) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال:

حدّثنا أبو عبد اللّ?ه عليه السلام، قال المجاشعي: و حدّثنا الرضا عليّ بن موسي عليهما السلام، عن أبيه، عن أبي عبد اللّ?ه جعفر بن محمّد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول:

لا تتركوا حجّ بيت ربّكم، لا يخلو منكم ما بقيتم، فإنّكم إن تركتموه لم تنظروا، و إنّ أدني ما يرجع به من أتاه أن يُغفر له ما سلف.


1- التهذيب 5: 29/ 86، الوسائل 11: 252/ 14721.
2- دعائم الإسلام 1: 289، البحار 99: 22/ 88، مستدرك الوسائل 8: 16/ 8944.
3- أمالي الطوسي 2: 136، البحار 99: 17/ 59.

ص:82

203/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن حمّاد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان عليّ صلوات اللّ?ه عليه يقول لولده: يا بنيّ! انظروا بيت ربّكم، فلا يخلونّ منكم فلا تُناظروا.

204/ (2) - قال علي عليه السلام في وصيّته عند وفاته:

اللّ?ه اللّ?ه في بيت ربّكم، لا تخلوه ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا.

205/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال:

ذكرت لأبي جعفر عليه السلام البيت فقال: لو عطّلوه سنة واحدة لم يناظروا.

206/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن عبد اللّ?ه بن القاسم، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- قال في حديث:

إنّ اللّ?ه ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ منهم، و لو أجمعوا علي ترك الحجّ لهلكوا.

207/ (5) - حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّ اللّ?ه يدفع بمن يصلّي من شيعتنا عمّن لا يصلّي من شيعتنا، و لو أجمعوا علي ترك الصلاة لهلكوا، و إنّ اللّ?ه يدفع بمن يزكّي من شيعتنا عمّن لا يزكّي من شيعتنا، و لو أجمعوا علي ترك الزكاة لهلكوا، و إنّ اللّ?ه ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ


1- الكافي 4: 270/ 3، الوسائل 11: 21/ 14139.
2- نهج البلاغة: 422 رسالة 47، البحار 99: 16/ 54.
3- الكافي 4: 271/ 2، الفقيه 2: 259/ 1257، الوسائل 11: 21/ 14140.
4- الكافي 2: 451/ 1، تفسير العيّاشي 1: 135/ 446، تفسير الصافي 1: 279، تفسير البرهان 1: 238/ 2 و 3، البحار 73: 383/ 6، مستدرك الوسائل 8: 15/ 8943.
5- تفسير القمّي 1: 83، الوسائل 1: 28/ 36.

ص:83

من شيعتنا، و لو أجمعوا علي ترك الحجّ لهلكوا، و هو قوله: وَ لَوْ ل?ا دَفْعُ اللّ?هِ النّ?اسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ (1).

208/ (2) - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الهمداني، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

أما إنّ الناس لو تركوا حجّ هذا البيت لنزل بهم العذاب و ما نوظروا.

209/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لو ترك الناس الحجّ لما نوظروا العذاب، أو قال: لنزل عليهم العذاب.

وجوب إجبار الإمام النّاس علي الحجّ

210/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لو عطّل الناس الحجّ لوجب علي الامام أن يجبرهم علي الحجّ إن شاءوا و إنْ أبوا، فإنّ هذا البيت إنّما وضع للحجّ.

211/ (5) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال لي إبراهيم بن


1- البقرة 2: 251.
2- علل الشرائع: 522/ 4، الوسائل 11: 22/ 14144، البحار 99: 19/ 69.
3- الكافي 4: 271/ 1، الفقيه 2: 259/ 1258، الوسائل 11: 20/ 14138 و 21/ 14141.
4- الكافي 4: 272/ 2، علل الشرائع 396/ 1، التهذيب 5: 22/ 66، الوسائل 11: 23/ 14148، البحار 99: 18/ 65.
5- الكافي 4: 259/ 30، التهذيب 5: 22/ 66، الوسائل 11: 119/ 14402.

ص:84

ميمون:

كنت جالساً عند أبي حنيفة فجاءه رجل فسأله فقال: ما تري? في رجل قد حجّ حجّة الإسلام، الحجّ أفضل أم يعتق رقبة؟ قال: لا، بل يعتق رقبة، فقال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: … لحجّة أفضل من عتق رقبة و رقبة و رقبة حتّي عدّ عشراً، ثمّ قال: ويحه في أيّ رقبة طواف بالبيت، وسعي بين الصفا و المروة، و الوقوف بعرفة، و حلق الرأس، و رمي الجمار؟ و لو كان كما قال لعطّل الناس الحجّ، و لو فعلوا كان ينبغي للإمام أن يجبرهم علي الحجّ إن شاءوا و إن أبوا، فإنّ هذا البيت إنّما وضع للحجّ.

ما ورد في التعجيل إلي الحجّ

212/ (1) - حدّثني عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنا الثوري، عن إسماعيل- قال أبي: هو أبو اسرائيل الملائي-، عن فضيل- يعني ابن عمرو-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

تعجّلوا إلي الحجّ، يعني الفريضة، فإنّ أحدكم لا يدري ما يعرض له.

213/ (2) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا أبو أحمد الزبيري محمّد بن عبد اللّ?ه، حدثنا أبو اسرائيل، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أو عن الفضل بن عباس أو أحدهما، عن صاحبه قال: قال النبي صلي الله عليه و سلم:

من أراد أن يحجّ فليتعجّل، فإنّه قد تضلّ الضالّة و يمرض المريض و تكون الحاجة.


1- مسند أحمد 1: 313 و 314، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 10/ 1046، الدرّ المنثور 1: 509، تفسير القرآن العظيم 1: 524، كنز العمال 5: 24/ 11888.
2- مسند أحمد 1: 214 و 323 و 355، سنن ابن ماجة 2: 962/ 2883، الدرّ المنثور 1: 508- 509.

ص:85

214/ (1) - حدّثنا مسدّد، حدّثنا أبو معاوية محمّد بن خازم، عن الأعمش، عن الحسن بن عمرو، عن مهران أبي صفوان، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: من أراد الحجّ فليتعجّل.

من سوّف الحجّ حتّي يموت

215/ (2) - قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: وَ مَنْ ك?انَ فِي ه?ذِهِ أَعْمي? فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمي? وَ أَضَلُّ سَبِيلًا (3) قال: نزلت فيمن يسوِّف الحجّ حتّي مات و لم يحجّ فهو أعمي?، فعمي عن فريضة من فرائض اللّ?ه.

216/ (4) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن قول اللّ?ه عزّ و جلّ: وَ مَنْ ك?انَ فِي ه?ذِهِ أَعْمي? فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمي? وَ أَضَلُّ سَبِيلًا قال: ذاك الذي يسوِّف الحجّ- يعني حجّة الاسلام- حتّي يأتيه الموت.

217/ (5) - عن كليب، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سأله أبو بصير و أنا أسمع فقال له: رجل له مائة ألف، فقال: العام أحجّ، العام


1- سنن أبي داود 2: 350/ 1732، مسند أحمد 1: 225، المستدرك علي الصحيحين 1: 448، السنن الكبري? للبيهقي 4: 340، سنن الدارقطني 2: 51، سنن الدارمي 2: 28، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 227/ 13961، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 10/ 1044، تفسير القرآن العظيم 1: 394، مشكاة المصابيح 2: 775/ 2523، كنز العمال 5: 24/ 11886.
2- تفسير القمّي 2: 24، البحار 99: 5/ 5، مستدرك الوسائل 8: 17/ 8948.
3- الإسراء 17: 72.
4- الكافي 4: 268/ 2، تفسير العيّاشي 2: 305/ 127 و فيه: «يعني حجّة الاسلام يقول: العامّ أحجّ، العام أحجّ، حتّي»، الوسائل 11: 26/ 14154، البحار 99: 12/ 38.
5- تفسير العيّاشي 2: 306/ 130، الوسائل 11: 29/ 14161، البحار 99: 12/ 40.

ص:86

أحجّ، فأدركه الموت و لم يحجّ حجّ الاسلام؟ فقال: يا أبا بصير أو ما سمعت قول اللّ?ه وَ مَنْ ك?انَ فِي ه?ذِهِ أَعْمي? فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمي? وَ أَضَلُّ سَبِيلًا عمي عن فريضة من فرائض اللّ?ه.

218/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي جميلة، عن زيد الشحّام قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: التاجر يسوّف نفسه الحجّ؟ قال: ليس له عذر، و إن مات فقد ترك شريعة من شرائع الاسلام.

219/ (2) - عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنه سئل عن الرّجل يسوِّف الحجّ لا تمنعه إلّا تجارة تشغله أو دين له؟ قال: لا عذر له، ليس ينبغي له أن يسوِّف الحجّ، و إن مات فقد ترك شريعة من شرائع الاسلام.

220/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قلت له:

أ رأيت الرجل التاجر ذا المال حين يسوّف الحجّ كلّ عام و ليس يشغله عنه إلّا التجارة أو الدين؟ فقال: لا عذر له يسوّف الحجّ، إن مات و قد ترك الحجّ فقد ترك شريعة من شرائع الاسلام.

221/ (4) - عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنه قال:

من قدر علي ما يحجّ به و جعل يدفع ذلك، و ليس له عنه شغل يعذره اللّ?ه فيه حتّي جاءه الموت، فقد ضيّع شريعة من شرائع الاسلام.


1- الكافي 4: 269/ 3، التهذيب 5: 17/ 50، المقنعة: 385، الوسائل 11: 27/ 14155.
2- دعائم الاسلام 1: 288، البحار 99: 22/ 85، مستدرك الوسائل 8: 16/ 8945.
3- الكافي 4: 269/ 4، الوسائل 11: 26/ 14153.
4- الفقيه 2: 273/ 1334، الوسائل 11: 28/ 14158.

ص:87

من لم يحجّ حجّة الإسلام

222/ (1) - حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن الشاه قال: حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميميّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أنس بن محمّد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن النبيّ صلي الله عليه و آله أنّه قال في وصيّته له:

يا عليُّ كفر باللّ?ه العظيم من هذه الأُمّة عشرة: - إلي أن قال: - و من وجد سعة فمات و لم يحجّ.

223/ (2) - أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي?، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من مات و لم يحجّ حجّة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحجّ أو سلطان يمنعه فليمت يهودياً أو نصرانياً.

224/ (3) - أخبرنا أحمد بن يحيي بن زهير، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن القطامي، حدثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من مات و لم يحجّ حجّة الاسلام في غير وجع حابس أو حجّة ظاهرة أو سلطان جائر فليمت أيّ الميتتين، إمّا يهودياً أو نصرانياً.

225/ (4) - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن حفص التاجر، نا


1- الخصال: 451/ 56، الفقيه 2: 257 قطعة من 821، الوسائل 11: 31 صدر 14164، البحار 72: 121/ 18 و 79: 78/ 2 و 96: 13/ 20 و 99: 7/ 14 و 103: 61/ 2 و 104: 372/ 14.
2- الكافي 4: 268/ 1 و 269/ 5، التهذيب 5: 17/ 49، و 462/ 1610، الفقيه 2: 273/ 1333، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال 281/ 2، المحاسن 1: 170/ 257، المقنعة: 386، دعائم الإسلام: 188، البحار 99: 20/ 72 و 22/ 86، العوالي 3: 150/ 2 بتفاوت يسير، الوسائل 11: 29- 31/ 14162، المعتبر 2: 746.
3- الكامل لابن عدي 4: 1620، نصب الرّاية لأحاديث الهداية 4: 412.
4- شعب الإيمان 3: 430/ 3979، السنن الكبري? للبيهقي 4: 334، اللآلي المصنوعة 2: 118، تلخيص الحبير 2: 222/ 975، الترغيب و الترهيب 2: 211/ 2، إتحاف السادة المتّقين 4: 267، سنن الدارمي 2: 28 بتفاوت يسير.

ص:88

سهل بن عمّار، نا يزيد بن هارون، نا شريك، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

من لم تحبسه حاجة ظاهرية، أو مرض حابس، أو سلطان جائر، و لم يحجّ فليمت إن شاء يهودياً، و إن شاء نصرانياً.

226/ (1) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من مات و لم يحجّ حجّة الإسلام لم يمنعه مرض حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر، فليمت علي أيّ حال شاء يهوديّاً أو نصرانيّاً.

227/ (2) - أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عليّ الطهماني، نا أحمد بن عبدوس الطرائفي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا مسلم بن إبراهيم، نا هلال بن عبد اللّ?ه، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من ملك زاداً و راحلة يبلغ به إلي بيت اللّ?ه فلم يحجّ فلا عليه أن يموت يهوديّاً أو نصرانيّاً.

من ترك الحجّ لحاجة دنيويّة

228/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّ?ه بن ميمون، عن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه عليهما السلام قال:


1- المصنّف في الأحاديث والآثار 3: 305/ 14450، سنن الدارمي 2: 28- 29، سنن البيهقي 4: 334 باختلاف يسير، نصب الراية لأحاديث الهداية 4: 411، الدرّ المنثور 2: 275.
2- شعب الإيمان 3: 430/ 3978.
3- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 281/ 1، المحاسن 1: 170/ 258، الوسائل 11: 23/ 14146، البحار 99: 19/ 70.

ص:89

كان في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام: لا تتركوا حجّ بيت ربّكم فتهلكوا و قال: من ترك الحجّ ماشياً لحاجة من حوائج الدُّنيا لم يقض حتّي ينظر إلي المحلّقين.

229/ (1) - روي أبو حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول:

ما من عبدٍ يؤثر علي الحجّ حاجة من حوائج الدنيا إلّا نظر إلي المحلّقين قد انصرفوا قبل أن تقضي? له تلك الحاجة.

230/ (2) - أخبرنا محمّد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسي الحافظ، أنبأ محمّد بن عليّ، حدثنا أحمد بن حازم، أنبأ الحكم بن سليمان، حدثنا ابن يزيد الهمذاني، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من عبدٍ و لا أمة يضنّ (3) بنفقة ينفقها فيما يرضي اللّ?ه، إلّا أنفق أضعافها فيما يسخط اللّ?ه، و ما من عبدٍ يدع الحجّ لحاجة عرضت له من حوائج الدنيا إلّا رأي المحلّقين قبل أن يقضي اللّ?ه له تلك الحاجة- يعني حجّة الاسلام- و ما من عبدٍ يدع المشي في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض إلّا ابتلي بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر فيه.

231/ (4) - حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو القاسم عليّ بن حبش قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا صفوان بن يحيي?، عن الحسين بن أبي


1- الفقيه 2: 260/ 1261 و 142/ 616، الوسائل 11: 136/ 14456.
2- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 26/ 1079، الترغيب و الترهيب 2: 169/ 28، كنز العمال 11: 448/ 16484، الدرّ المنثور 1: 509.
3- يَضِنَّ: بالضاد المعجمة: أي يبخل و يشحّ.
4- أمالي الشيخ 2: 280، مستدرك الوسائل 8: 49/ 9045، البحار 74: 167/ 33 و 99: 14/ 43.

ص:90

غندر، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

عليكم بحجّ هذا البيت فأدمنوه، فإنّ في إدمانكم الحجّ دفع مكاره الدُّنيا عنكم و أهوال يوم القيامة.

في أنّ تارك الحجّ يحشر أعمي?

232/ (1) - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثميّ، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

من مات و هو صحيح موسر لم يحجّ فهو ممّن قال اللّ?ه عزّ و جلّ: وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِي?امَةِ أَعْمي? (2) قال: قلت: سبحان اللّ?ه أعمي?؟ قال: نعم إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ أعماه عن طريق الحقّ.

233/ (3) - حدّثنا أبي، عن ابن أبي عمير؛ و فضالة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن رجل لم يحجّ قطّ و له مال؟ قال: هو ممّن قال اللّ?ه: وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِي?امَةِ أَعْمي?، قلت: سبحان اللّ?ه أعمي?؟ قال: أعماه اللّ?ه عن طريق الجنّة.

لما ذا يحرم بعض الناس عن الحجّ؟

234/ (4) - روي أبو بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:


1- الكافي 4: 269/ 6، التهذيب 5: 18/ 51، عوإلي اللئالي 3: 151/ 4 بتفاوت يسير، الوسائل 11: 27/ 14156.
2- طه 20: 124.
3- تفسير القمّي 2: 66، التهذيب 5: 18/ 53، الفقيه 2: 273/ 1332، دعائم الإسلام 1: 288 باختلاف يسير، الوسائل 11: 25/ 14151، البحار 99: 6/ 6 و 22/ 78، مستدرك الوسائل 8: 16/ 8946.
4- الفقيه 2: 259/ 1260 و 142/ 617، الوسائل 11: 136/ 14457.

ص:91

ما تخلّف رجل عن الحجّ إلّا بذنب و ما يعفو اللّ?ه أكثر.

235/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن يونس بن عمران بن ميثم، عن سماعة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال لي:

ما لك لا تحجّ في العام؟ فقلت: معاملة كانت بيني و بين قوم و اشتغال، و عسي أن يكون ذلك خيرة فقال: لا و اللّ?ه، ما فعل اللّ?ه لك في ذلك من خيرة، ثمّ قال: ما حبس عبد عن هذا البيت إلّا بذنب و ما يعفو أكثر.

236/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن الحجّال، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من أراد الحجّ فتهيّأ له فحرمه، فبذنب حرمه.

عقوبة من عوّق أخاه عن الحجّ

237/ (3) - قال الصادق عليه السلام:

ليحذر أحدكم أن يعوّق أخاه عن الحجّ فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يُدّخر له في الآخرة.

238/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن إسحاق بن عمّار قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّ رجلًا استشارني في الحجّ و كان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحجّ، فقال: ما أخلقك أن تمرض سنة، قال: فمرضت سنة.


1- الكافي 4: 270/ 1، الوسائل 11: 136/ 14458.
2- المحاسن 1: 148/ 210، الوسائل 11: 137/ 14460، البحار 99: 9/ 25.
3- الفقيه 2: 143/ 625، خط الشهيد قدس سره: 140، الوسائل 11: 138/ 14462، البحار 99: 15/ 45.
4- الكافي 4: 271/ 1، الفقيه 2: 143/ 624، التهذيب 5: 450/ 1569، الوسائل 11: 137/ 14461.

ص:92

الاستخفاف بالحجّ

239/ (1) - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضي الله عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال:

سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا عليهما السلام أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز و الاختصار، فكتب عليه السلام له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّ?ه وحده لا شريك له- إلي أن قال: - و اجتناب الكبائر و هي: قتل النفس التي حرّم اللّ?ه، و الزّنا، و السرقة و شرب الخمر، و عقوق الوالدين و الفرار من الزحف، و أكل مال اليتيم ظلماً، و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أُهلّ لغير اللّ?ه به من غير ضرورة، و أكل الربا بعد البيّنة، و السحت و الميسر و القمار، و البخس في المكيال و الميزان، و قذف المحصنات و اللواط، و شهادة الزور و اليأس من روح اللّ?ه، و الأمن من مكر اللّ?ه و القنوط من رحمة اللّ?ه، و معونة الظالمين و الركون إليهم، و اليمين الغَموس (2) و حبس الحقوق من غير العسرة؛ و الكذب و الكبر، و الإسراف و التبذير، و الخيانة، و الاستخفاف بالحجّ، و المحاربة لأولياء اللّ?ه تعالي و الاشتغال بالملاهي، و الإصرار علي الذنوب.


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 127 ذ 1، الخصال: 610 باختلاف يسير، الوسائل 15: 331/ 20663، البحار 10: 359 ذ 1 و 76: 9/ 11 و 12/ 12.
2- اليمين الغَموس: بفتح الغين: اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقطع بها الحالف ما لغيره، مع علمه أنّ الأمر بخلافه، سمّيت بذلك لأنّها تغمس صاحبها في الإثم في النار، فهي فعول للمبالغة. مجمع البحرين

ص:93

الفصل الثامن: في الحجّ المندوب

الترغيب في إدمان الحجّ و العمرة

240/ (1) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن محمّد بن الحسن بن علّان، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة، عن حمّاد بن طلحة، عن عيسي بن أبي منصور قال:

قال لي جعفر بن محمّد عليهما السلام: يا عيسي?، إن استطعت أن تأكل الخبز و الملح و تحجّ في كلّ سنة فافعل.

241/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي?، عن عبد المؤمن، عن داود بن أبي سليمان الجصّاص، عن عذافر قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

ما يمنعك من الحجّ في كلّ سنة؟ قلت: جعلت فداك العيال قال: فقال: إذا متّ فمن لعيالك؟ أطعم عيالك الخلّ و الزيت و حجّ بهم كلّ سنة.


1- التهذيب 5: 442/ 1537، الوسائل 11: 135/ 14452.
2- الكافي 4: 256/ 16، الوسائل 11: 134/ 14449.

ص:94

242/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن علان، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة، عن حمّاد بن طلحة، عن عيسي بن أبي منصور قال:

قال لي جعفر بن محمّد عليه السلام: يا عيسي? إنّي أحبّ أن يراك اللّ?ه فيما بين الحجّ إلي الحجّ و أنت تتهيّأ للحجّ.

المراد بإدمان الحجّ

243/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن أحمد، عن السنديّ بن الربيع، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل، عن فضيل بن يسار، عن أحدهما عليهما السلام قال:

من حجّ ثلاث سنين متوالية ثمّ حجّ أو لم يحجّ فهو بمنزلة مدمن (3) الحجّ؛ و روي أنّ مدمن الحجّ الذي إذا وجد الحجّ حجّ كما أنّ مدمن الخمر الذي إذا وجده شربه.

244/ (4) - قال الصادق عليه السلام:

من يحجّ سنة، و سنة لا، فهو ممّن أدمن الحجّ.

فوائد تكرار الحجّ و العمرة

245/ (5) - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسي?، عن ربعي بن عبد اللّ?ه، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

لا يحالف (6) 1 الفقر و الحُمّي مدمن الحجّ و العمرة.


1- الكافي 4: 281/ 1، الوسائل 11: 150/ 14496.
2- الكافي 4: 542/ 9، الوسائل 11: 125- 126/ 14421 و 14422.
3- أدمن الشي ء: أدامه.
4- الفقيه 2: 140/ 607، الوسائل 11: 128/ 14429.
5- الكافي 4: 254/ 8، الوسائل 11: 133/ 14448.
6- 1 لا يحالف: أي لا يلازمه فقر و حالفه: عاهده و لازمه. و في بعض النسخ بالخاء المعجمة أي لا يأتيه.

ص:95

246/ (1) - الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس، و بإسناده عن رزيق، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قلت له:

أيّ الأعمال أفضل بعد المعرفة؟ فقال: ما من شي ء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، و لا بعد المعرفة شي ء يعدل الحجّ، و فاتحة ذلك كلّه معرفتنا و خاتمه معرفتنا، و لا شي ء بعد ذلك كبرِّ الإخوان، و المواساة ببذل الدينار و الدرهم- إلي أن قال:

و ما رأيت شيئاً أسرع غنيً و لا أنفي? للفقر من إدمان حجّ هذا البيت، و صلاة فريضة تعدل عند اللّ?ه ألف حجّة و ألف عمرة مبرورات متقبّلات، و لحجّة عنده خير من بيت مملوّ ذهباً، لا بل خير من مل ء الدنيا ذهباً و فضّةً ينفقه في سبيل اللّ?ه، و الذي بعث محمّداً صلي الله عليه و آله بالحقّ بشيراً و نذيراً لقضاء حاجة امرئ مسلم و تنفيس كربته أفضل من حجّة و طواف و حجّة و طواف حتّي عقد عشرة.

(الحديث)

247/ (2) - حدّثني محمّد بن الحسن رضي الله عنه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسي?، عن يحيي بن عمرو (3)، عن إسحاق بن عمّار قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: إنّي قد وطّنت نفسي علي لزوم الحجّ كلّ عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي، فقال: و قد عزمت علي ذلك؟ قلت: نعم، قال: فإن فعلت ذلك فأيقن بكثرة المال و أبشر بكثرة المال.

248/ (4) - عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ربعي بن عبد اللّ?ه، عن الفضيل


1- أمالي الطوسي 2: 305، الوسائل 1: 27/ 34، البحار 27: 202/ 71 و 69: 405/ 113 و 74: 318/ 79 و 99: 14/ 44.
2- ثواب الأعمال: 70/ 4، الكافي 4: 253/ 5 و فيه: «ابشر بكثرة المال و البنين»، الفقيه: 2/ 140/ 608، الوسائل 11: 133/ 14447، البحار 99: 25/ 107.
3- في الكافي: يحيي بن عمر بن كليع.
4- الكافي 4: 260/ 33، الوسائل 11: 134/ 14450.

ص:96

قال:

سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا و ربّ هذه البنيّة (1) لا يحالف مدمن الحجّ هذا البيت حميً و لا فقر أبداً.

249/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمّد الفرّاء قال:

سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنّهما ينفيان الفقر و الذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.

250/ (3) - عن عليّ صلوات اللّ?ه عليه أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال:

من أراد دنيا و آخرة فليؤمّ هذا البيت، ما أتاه عبد فسأل اللّ?ه دنيا إلّا أعطاه منها، أو سأله آخرة إلّا ادّخر له منها، أيّها الناس عليكم بالحجّ و العمرة، فتابعوا بينهما فإنّهما يغسلان الذّنوب كما يغسل الماء الدّرن، و ينفيان الفقر كما ينفي النار خبث الحديد.

251/ (4) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن زعلان، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة، عن ابن الطيّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

حجج تتري? و عُمر (5) 1 تسعي? يدفعن عيلة الفقر و ميتة السوء.

252/ (6) - عبد الرزاق، عن الأسلمي، عن أبي الحويرث، عن عامر بن عبد اللّ?ه بن الزبير قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:


1- البنيّة علي فعيلة بفتح الباء: الكعبة و كانت تدعي? بنيّة إبراهيم عليه السلام. مجمع البحرين
2- الكافي 4: 255/ 12، الوسائل 11: 123/ 14413.
3- دعائم الإسلام 1: 294، البحار 99: 50/ 49، مستدرك الوسائل 8: 37/ 9012.
4- الكافي 4: 261/ 36، الوسائل 11: 124/ 14415.
5- 1 عُمَر: جمع عُمرة مثل غُرف و غرفات.
6- المصنّف لعبد الرزاق 5: 10/ 8815.

ص:97

حجج تتري? (1)، و عُمر نَسَقا (2) تدفع ميتة السوء و عيلة الفقر.

253/ (3) - أخبرنا أبو داود قال: حدّثنا أبو عتّاب قال: حدّثنا عزرة بن ثابت، عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنّهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكِيْرُ خبث الحديد.

254/ (4) - أخبرنا محمّد بن يحيي بن أيوب قال: حدّثنا سليمان بن حبّان أبو خالد، عن عمرو بن قيس، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنّهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكِيْرُ خبث الحديد و الذّهب و الفضّة، و ليس للحجّ المبرور ثواب دون الجنّة.

255/ (5) - عبد الرزاق، أنا ابن جريج، عن عاصم بن عبيد اللّ?ه بن عاصم، عن عبد اللّ?ه بن عامر، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.


1- أي متتابعات.
2- من نسق الكلام إذا عطف بعضه علي بعض و رتبه، يعني عمرات بعضه علي إثر بعض.
3- سنن النسائي 5: 115/ 2630، المطالب العالية 1: 317/ 1062، المعجم الكبير للطبراني 11: 88/ 11196 و 146/ 11428.
4- سنن النسائي 5: 115/ 2631، مسند أحمد 1: 387، حلية الأولياء 4: 110، المعجم الكبير للطبراني 10: 168/ 10406، سنن الترمذي 3: 175/ 810، صحيح ابن خزيمة 4: 130/ 2512، موارد الظمآن: 241/ 967، مشكاة المصابيح 2: 775/ 2524، اتحاف السادة المتّقين 4: 406، جامع البيان 2: 180، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 9: 6/ 3693، الترغيب و الترهيب 2: 165/ 13 و 188/ 1، الدرّ المنثور 1: 509، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 120/ 12638 روي قطعة منه.
5- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 3/ 7896 و 7897، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 122/ 12661، مسند أحمد 1: 25 و 3: 447، جامع البيان 2: 180، سنن ابن ماجة 2: 964/ 2887، شعب الايمان 3: 472/ 4095، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 7: 128، الترغيب و الترهيب 2: 166 ذ 13، مجمع الزوائد 3: 277، الدرّ المنثور 1: 509- 510.

ص:98

دعاء الملائكة لمدمن الحجّ

256/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عبد اللّ?ه بن جندب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا كان الرجل من شأنه الحجّ في كلّ سنة، ثمّ تخلّف سنة فلم يخرج، قالت الملائكة الذين هم علي الأرض للذين هم علي الجبال: لقد فقدنا صوت فلان، فيقولون: اطلبوه، فيطلبونه فلا يصيبونه، فيقولون: اللّهمّ إن كان حبسه دين فأدّه عنه، أو مرض فاشفه، أو فقر فأغنهم، أو حبس ففرّج عنهم، أو فُعِل بهم فافعل بهم، و الناس يدعون لأنفسهم، و هم يدعون لمن تخلّف.

ثواب من حجّ حجّتين

257/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحجّال، عن صفوان بن يحيي?، عن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من حجّ حجّتين لم يزل في خير حتّي يموت.

ثواب من حجّ ثلاث سنين

258/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن أحمد، عن سندي بن الربيع، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل، عن فضيل بن يسار، عن أحدهما عليهما السلام قال:


1- المحاسن 1: 148/ 209، الكافي 4: 264/ 47، الوسائل 11: 134/ 14451، البحار 99: 9/ 24.
2- الخصال: 60/ 81، الفقيه 2: 139 قطعة من 603، الوسائل 11: 127 قطعة من 14425 و 129/ 14433، البحار 99: 6/ 11.
3- الكافي 4: 542/ 9، الفقيه 2: 139 ذ 603، الخصال: 117/ 100، روضة الواعظين: 359، الوسائل 11: 125/ 14421 و 127 ذ 14425، البحار 99: 18/ 64.

ص:99

من حجّ ثلاث سنين متوالية ثمّ حجّ أو لم يحجّ فهو بمنزلة مدمن الحجّ.

259/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحجّال، عن صفوان بن يحيي?، عن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من حجّ ثلاث حجج لم يصبه فقر أبداً.

ثواب من حجّ أربع حجج

260/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيي?، عن منصور بن حازم قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عمّن حجّ أربع حجج ما له من الثواب؟ قال: يا منصور مَن حجّ أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبداً، و إذا مات صوّر اللّ?ه الحجّ الذي حجّ في صورة حسنة من أحسن ما يكون من الصور بين عينيه، تصلّي في جوب قبره حتّي يبعثه اللّ?ه من قبره و يكون ثواب تلك الصلاة له، و اعلم أنّ صلاة من تلك الصلاة تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميّين.

ثواب من حجّ خمس حجج

261/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري قال: حدّثنا محمّد بن يحيي المعاذيّ، عن محمّد


1- الخصال: 117/ 101، الفقيه 2: 139 صدر 604، روضة الواعظين: 359، الوسائل 11: 127 صدر 14426 و 129/ 14434، البحار 99: 18/ 63.
2- الخصال: 215/ 37، الغايات: 229- 230، روضة الواعظين: 359، الوسائل 11: 129/ 14437، البحار 99: 20/ 74، مستدرك الوسائل 8: 48/ 9042.
3- الخصال: 282/ 30، الوسائل 11: 130/ 14438، البحار 99: 20/ 76.

ص:100

بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: ما لمن حجّ خمس حجج؟ قال: من حجّ خمس حجج لم يعذّبه اللّ?ه أبداً.

ثواب من حجّ عشر حجج

262/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن يحيي بن عمران الأشعري قال: حدّثنا محمّد بن يحيي المعاذيّ، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

من حجّ عشر حجج لم يحاسبه اللّ?ه أبداً.

ثواب من حجّ عشرين حجّة

263/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي المعاذي، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

من حجّ عشرين حجّة لم ير جهنّم و لم يسمع شهيقها و لا زفيرها.

ثواب من حجّ أربعين حجّة

264/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين بن


1- الخصال: 445/ 43، روضة الواعظين: 359، الوسائل 11: 130/ 14439، البحار 99: 20/ 77.
2- الخصال: 516/ 3، الوسائل 11: 130/ 14440، البحار 99: 21/ 78.
3- الخصال: 548/ 29، الوسائل 11: 130/ 14441.

ص:101

أبي الخطّاب، عن أبي جعفر الأحول، عن زكريّا الموصلي كوكب الدم قال:

سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: من حجّ أربعين حجّة قيل له: اشفع فيمن أحببت، و يفتح له باب من أبواب الجنّة، يدخل منه هو و من يشفع له.

ثواب من حجّ خمسين حجّة

265/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن سيف، عن عبد المؤمن، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سمعته يقول: من حجّ خمسين حجّة بني اللّ?ه له مدينة في جنّة عدن فيها مائة ألف قصر، في كلّ قصر حور من حور العين، و ألف زوجة، و يجعل من رفقاء محمّد صلي الله عليه و آله في الجنّة.

استحباب تكرار الحجّ للموسر

266/ (2) - أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن الوليد، عن أبان، عن ذريح، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من مضت له خمس سنين فلم يفد إلي ربّه و هو موسر إنّه لمحروم.

267/ (3) - عليّ بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّ?ه بن حمّاد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّ للّ?ه منادياً ينادي: أيّ عبد أحسن اللّ?ه إليه و أوسع عليه في رزقه، فلم يفد إليه


1- الخصال: 571/ 3، الوسائل 11: 130/ 14442، البحار 99: 21/ 79.
2- الكافي 4: 278/ 1، التهذيب 5: 450/ 1570 و 462/ 1610، الوسائل 11: 138/ 14463.
3- الكافي 4: 278/ 2، الوسائل 11: 139/ 14464.

ص:102

في كلّ خمسة أعوام مرّة ليطلب نوافله إنّ ذلك لمحروم.

268/ (1) - روي أنّ الجبّار جلّ جلاله يقول: إنّ عبداً أحسنت إليه و أجملت إليه فلم يزرني في هذا المكان في كلّ خمس سنين لمحروم.

269/ (2) - حدّثنا أبو بكر، حدّثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدريّ، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

إنّ اللّ?ه يقول: و إنّ عبداً أصححت له جسمه و أوسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفِد إليّ إلّا محروم.

270/ (3) - حدثنا محمّد بن صالح بن أبي عصمة- جار هشام بن عمّار-، حدثنا هشام بن عمّار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صدقة بن يزيد، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

قال اللّ?ه تعالي: إنّ من أصححته و وسّعت عليه لم يزرني في كلّ خمسة أعوام لمحروم.

271/ (4) - خباب بن الأرت رفعه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إنّ اللّ?ه يقول: إنّ عبداً أصححت له جسمه، و أوسعت عليه في الرزق، يأتي عليه خمس حِجَج لم يأت إليّ فيهنّ لمحروم.


1- الفقيه 2: 136/ 581، الوسائل 11: 139/ 14465.
2- مسند أبي يعلى 2: 304/ 1031، تاريخ بغداد 8: 318 باختلاف يسير، شعب الإيمان 3: 483/ 4133 باختلاف يسير، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 16/ 3703، السنن الكبرى للبيهقي 5: 262 باختلاف يسير، موارد الظمآن: 239/ 960، العلل المتناهية 2: 565- 566/ 928 و 929، المعجم الأوسط 1: 300/ 490 وفيه: «أربعة أعوام»، المطالب العالية 1: 318/ 1066، الترغيب والترهيب 2: 212/ 4، مجمع الزوائد 3: 206 كما في المعجم الأوسط، علل الحديث لابن أبي حاتم 1: 268/ 788، الدرّ المنثور 1: 511، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 6: 451.
3- علل الحديث لابن أبي حاتم 1: 268/ 788، السنن الكبرى للبيهقي 5: 262، مجمع الزوائد 3: 206، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 6: 415، شعب الإيمان 3: 483 ذ 4133.
4- المطالب العالية 1: 318/ 1066، الدرّ المنثور 1: 511.

ص:103

272/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا محمّد بن صالح بن هاني، نا محمّد بن نعيم قال: سمعت عليّ بن المنذر يقول: نا محمّد بن فضيل، نا العلاء بن السائب، عن يونس بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

يقول ربّي تبارك و تعالي: إنّ عبداً أصححت له جسمه و أوسعت عليه في رزقه، يأتي عليه خمس سنين لا يفد إليّ لمحروم.

استحباب إكثار الحجّ

273/ (2) - قال الرضا عليه السلام- في حديث: - من حجّ أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبداً، و إذا مات صوّر اللّ?ه عزّ و جلّ الحجج التي حجّ في صورة حسنة أحسن ما يكون من الصور بين عينيه، تصلّي في جوف قبره حتّي يبعثه اللّ?ه عزّ و جلّ من قبره و يكون ثواب تلك الصلاة له، و اعلم أنّ الركعة من تلك الصلاة تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميين، و من حجّ خمس حجج لم يعذّبه اللّ?ه أبداً، و من حجّ عشر حجج لم يحاسبه اللّ?ه أبداً، و من حجّ عشرين حجّة لم ير جهنّم و لم يسمع شهيقها و لا زفيرها، و من حجّ أربعين حجّة قيل له: اشفع فيمن أحببت و تفتح له باب من أبواب الجنّة يدخل منه هو و من يشفع له، و من حجّ خمسين حجّة بني له مدينة في جنّة عدنٍ فيها ألف قصر، في كلّ قصر ألف حور من حور العين و ألف زوجة، و يجعل من رفقاء محمّد صلي الله عليه و آله في الجنّة، و من حجّ أكثر من خمسين حجّة كان كمن حجّ خمسين حجّة مع محمّد و الأوصياء صلوات اللّ?ه عليهم، و كان ممّن يزوره اللّ?ه عزّ و جلّ كلّ جمعة، و هو ممّن يدخل جنّة عدن التي خلقها اللّ?ه عزّ و جلّ بيده، و لم ترها عين و لم يطّلع عليها مخلوق.


1- شعب الإيمان 3: 482/ 4132، الدرّ المنثور 1: 511، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 6: 416.
2- الفقيه 2: 139/ 604، الوسائل 11: 127/ 14428، البحار 99: 112/ 1.

ص:104

و ما من أحدٍ يكثر الحجّ إلّا بني اللّ?ه له عزّ و جلّ بكلّ حجّة مدينة في الجنّة فيها غرف في كلّ غرفة منها حوراء من حور العين، مع كلّ حوراء ثلاثمائة جارية، لم ينظر الناس إلي مثلهنّ حسناً و جمالًا.

من لبّ واحداً أو أكثر

274/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لمّا أمر إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام ببناء البيت و تمّ بناؤه قعد إبراهيم علي ركن ثمّ نادي? هلمّ الحجّ هلمّ الحجّ، فلو نادي?: هلمّوا إلي الحجّ لم يحجّ إلّا من كان يومئذٍ إنسيّاً مخلوقاً، و لكنّه نادي?: هلمّ الحجّ، فلبّي الناس في أصلاب الرجال: لبّيك داعي اللّ?ه، لبّيك داعي اللّ?ه عزّ و جلّ، فمن لبّي? عشراً يحجُّ عشراً، و من لبّي? خمساً يحجّ خمساً، و من لبّي? أكثر من ذلك فبعدد ذلك، و من لبّي? واحداً حجّ واحداً، و من لم يلبّ لم يحجّ.

275/ (2) - أخبرنا محمّد، حدّثني موسي?، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:

خبّرنا عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال:

لمّا نادي? إبراهيم عليه السلام بالحجّ لبّي الخلق، فمن لبّي? تلبية واحدة حجّ حجّة واحدة، و من لبّي? مرّتين حجّ حجّتين، و من زاد فبحساب ذلك.


1- الكافي 4: 206/ 6، الفقيه 2: 150/ 658 و 129/ 548، علل الشرائع: 419/ 1، الوسائل 11: 10/ 14115 و 13: 213/ 17585، البحار 12: 105/ 17 و 99: 187/ 1، جامع الأحاديث 10: 214/ 620.
2- الجعفريّات: 63، مستدرك الوسائل 8: 7/ 8918، جامع الأحاديث 10: 215/ 621.

ص:105

استحباب الحجّ بالمؤمنين

276/ (1) - قال الرضا عليه السلام: من حجّ بثلاثة من المؤمنين فقد اشتري? نفسه من اللّ?ه عزّ و جلّ بالثمن، و لم يسأله من أين اكتسب ماله من حلال أو حرام.

من حجّ عارفاً بحقّ أهل البيت عليهم السلام

277/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن يوسف، عن زكريّا، عن عليّ بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

من أتي الكعبة فعرف من حقّنا و حرمتنا ما عرف من حقّها و حرمتها لم يخرج من مكّة إلّا و قد غفر له ذنوبه، و كفاه اللّ?ه ما أهمّه من أمر الدنيا و آخرته.


1- الفقيه 2: 139 ذ 606، الخصال: 118/ 103، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 257/ 12، الوسائل 11: 108/ 14375.
2- المحاسن 1: 145/ 202، الوسائل 13: 242/ 17652، البحار 99: 62/ 35 و فيه: «ما يهمّه».

ص:106

الفصل التاسع: ثواب من حجّ أو اعتمر عن غيره

الحجّ عن النبيّ و الأئمة صلوات اللّ?ه عليهم

278/ (1) - وجدت بخطّ أبي عبد اللّ?ه الشاذاني في كتابه، سمعت الفضل بن هشام الهروي يقول:

ذكر لي كثرة ما يحجّ المحمودي، فسألته عن مبلغ حجّاته، فلم يخبرني بمبلغها و قال: رزقت خيراً كثيراً و الحمد للّ?ه، فقلت له: فتحجّ عن نفسك أو عن غيرك؟

فقال: عن غيري بعد حجّة الإسلام، أحجّ عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و أجعل ما أجازني اللّ?ه عليه لأوليائه، و أهب ما أثاب علي ذلك للمؤمنين و المؤمنات، قلت: فما تقول في حجّك؟ فقال: أقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَهْلَلْتُ لِرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه و آله وَ جَعَلْتُ جَزَايَ مِنْكَ وَ مِنْهُ لِأَوْلِيَائِكَ الطَّاهِرِينَ، وَ وَهَبْتُ ثَوَابِي عَنْهُمْ لِعِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِكِتَابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ» إلي آخر الدعاء.


1- رجال الكشي: 511/ 987، البحار 99: 117/ 12، مستدرك الوسائل 8: 71/ 9100.

ص:107

279/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن موسي بن القاسم البجليّ قال:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا سيّدي إنّي أرجو أن أصوم في المدينة شهر رمضان، فقال: تصوم بها إن شاء اللّ?ه، قلت: و أرجو أن يكون خروجنا في عشر من شوّال، و قد عوّد اللّ?ه زيارة رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و أهل بيته و زيارتك، فربّما حججت عن أبيك و ربّما حججت عن أبي و ربّما حججت عن الرجل من إخواني و ربّما حججت عن نفسي فكيف أصنع؟ فقال: تمتّع.

(الحديث)

استحباب الطواف عن المؤمنين

280/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن محمّد الأشعث، عن عليّ بن إبراهيم الحضرمي، عن أبيه قال:

رجعت من مكّة فلقيت أبا الحسن موسي? عليه السلام في المسجد و هو قاعد فيما بين القبر و المنبر، فقلت: يا ابن رسول اللّ?ه إنّي إذا خرجت إلي مكّة ربما قال لي الرّجل:

طف عنّي أُسبوعاً و صلّ ركعتين، فأشتغل عن ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له.

قال: إذا أتيت مكّة فقضيت نسكك فطف أُسبوعاً و صلّ ركعتين ثمّ قل: «اللَّهُمَّ إِنَّ ه?ذَا الطَّوَافَ وَ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عَنْ أَبِي وَ أُمِّي وَ عَنْ زَوْجَتِي وَ عَنْ وُلْدِي وَ عَنْ حَامَّتِي (3) وَ عَنْ جَمِيعِ أَهْلَ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَ عَبْدِهِمْ وَ أَبْيَضِهِمْ وَ أَسْوَدِهِمْ» فلا تشاء أن قلت للرّجل:

إنّي قد طفت عنك و صلّيت عنك ركعتين إلّا كنت صادقاً، فإذا أتيت قبر النبي صلي الله عليه و آله


1- الكافي 4: 314/ 1، الوسائل 11: 196/ 14609.
2- الكافي 4: 316/ 8، التهذيب 6: 109/ 193 بتفاوت يسير، الوسائل 11: 205/ 14633 و 14: 286/ 19217 و فيه: «فلا بأس أن تقول للرجل» بدل: «فلا تشاء أن تقول للرجل».
3- حامّة الرجل: أقرباؤه و خاصّته.

ص:108

فقضيت ما يجب عليك فصلّ ركعتين، ثمّ قف عند رأس النبيّ صلي الله عليه و آله ثمّ قل: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّ?هِ مِنْ أَبِي وَ أُمِّي وَ زَوْجَتِي وَ وُلْدِي وَ جَمِيعِ حَامَّتِي، وَ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَ عَبْدِهِمْ وَ أَبْيَضِهِمْ وَ أَسْوَدِهِمْ» فلا تشاء أن تقول للرّجل: إنّي أقرأت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله عنك السلام، إلّا كنت صادقاً.

ثواب من وصل قريباً بحجّة أو عمرة

281/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

قلت له: أشرك أبويَّ في حجّتي؟ قال: نعم، قلت: أشرك إخوتي في حجّتي؟

قال: نعم إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ جاعلٌ لك حجّاً و لهم حجّاً و لك أجر لصلتك إيّاهم، قلت:

فأطوف عن الرّجل و المرأة و هم بالكوفة؟ فقال: نعم تقول حين تفتتح الطواف:

«اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ فُلَانٍ» الذي تطوف عنه.

282/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من وصل قريباً بحجّة أو عمرة كتب اللّ?ه له حجّتين و عمرتين، و كذلك من حمل عن حميم يضاعف اللّ?ه له الأجر ضعفين.

283/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر (4)، عن صفوان الجمّال قال:


1- الكافي 4: 315/ 1، الوسائل 11: 190/ 14594 و: 202/ 14623.
2- الكافي 4: 10/ 1، الوسائل 9: 412/ 12356 و 11: 198/ 14614.
3- الكافي 4: 315/ 3، الوسائل 11: 197/ 14611.
4- في الوسائل: ابن أبي عمير.

ص:109

دخلت علي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام فدخل عليه الحارث بن المغيرة فقال: بأبي أنت و أُمّي لي ابنة قيّمة لي علي كلّ شي ء و هي عاتق (1)، فأجعل لها حجّتي؟ قال: أمّا إنّه يكون لها أجر و يكون لك مثل ذلك، و لا ينقص من أجرها شي ء.

284/ (2) - أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال:

سألته عن الرجل يحجّ فيجعل حجّته و عمرته أو بعض طوافه لبعض أهله و هو عنه غائب ببلدٍ آخر، قال: فقلت: فينقص ذلك من أجره؟ قال: لا، هي له و لصاحبه، و له أجر سوي ذلك بما وصل، قلت: و هو ميّت، هل يدخل ذلك عليه؟

قال: نعم، حتّي يكون مسخوطاً عليه فيغفر له، أو يكون مضيّقاً عليه فيوسّع عليه، فقلت: فيعلم هو في مكانه أن عمل ذلك لحقه؟ قال: نعم، قلت: و إن كان ناصبياً ينفعه ذلك؟ قال: نعم، يخفّف عنه.

285/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

في الرجل يشرك أباه و أخاه و قرابته في حجّه، فقال: إذاً يكتب لك حجّاً مثل حجّهم، و تزداد أجراً بما وصلت.

286/ (4) - روي معاوية بن عمّار قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّ أبي قد حجّ و والدتي قد حجّت، و إنّ أخويّ قد حجّا، و قد أردت أن أدخلهم في حجّتي كأنّي قد أحببت أن يكونوا معي، فقال: اجعلهم معك، فإنّ اللّ?ه


1- العاتق: الجارية أوّل ما أدركت.
2- الكافي 4: 315/ 4، الوسائل 11: 197/ 14613.
3- الكافي 4: 316/ 6، الوسائل 11: 202/ 14624.
4- الفقيه 2: 279/ 1369، الوسائل 11: 203/ 14627.

ص:110

جاعل لهم حجّاً، و لك حجّاً، و لك أجراً بصلتك إيّاهم.

287/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

من وصل أباه أو ذا قرابة له فطاف عنه كان له أجره كاملًا، و الّذي طاف عنه مثل أجره، و يفضل هو بصلته إيّاه بطواف آخر. و قال: من حجّ فجعل حجّته عن ذي قرابته يصله بها كانت حجّته كاملة، و كان للذي حجّ عنه مثل أجره، إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ واسع لذلك.

من أشرك في حجّه جماعة

288/ (2) - موسي بن القاسم، عن عليّ بن أبي حمزة قال:

سألت أبا الحسن موسي? عليه السلام عن الرجل يشرك في حجّته الأربعة و الخمسة من مواليه؟ فقال: إن كانوا صرورة جميعاً فلهم أجر، و لا يجزي عنهم الذي حجّ عنهم من حجّة الإسلام، و الحجّة للّذي حجّ (3).

289/ (4) - أحمد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبي عمران الأرمني، عن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن الحسن، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

لو أشركت ألفاً في حجّتك لكان لكلّ واحد حجّة من غير أن تنقص حجّتك شيئاً.


1- الكافي 4: 316/ 7، الوسائل 11: 190/ 14595 و 197/ 14612 و 13: 397/ 18055.
2- التهذيب 5: 413/ 1435، الاستبصار 2: 322/ 1139، الوسائل 11: 175/ 14559 و 203/ 14626.
3- المراد إهداء الثواب إليهم لا النيابة.
4- الكافي 4: 317/ 10، الفقيه 2: 144/ 132 و 133 باختلاف يسير و قال في ذيله: «و روي أنّ اللّ?ه جاعل لهم حجّاً و له أجراً لصلته إيّاهم»، الوسائل 11: 202/ 14625 و 204/ 14629.

ص:111

ثواب من حجّ بالنيابة

290/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسن، عن عليّ بن يوسف، عن أبي عبد اللّ?ه المؤمن، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

قلت له: الرجل يحجُّ عن آخر ما له من الأجر و الثواب؟ قال: للّذي يحجُّ عن رجل أجر و ثواب عشر حجج.

291/ (2) - سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يحجّ عن آخر أله من الأجر و الثواب شي ء؟ فقال: للّذي يحجّ عن الرجل أجر و ثواب عشر حجج، و يغفر له و لأبيه و لأُمّه و لابنه و لابنته و لأُخته و لعمّه و لعمّته و لخاله و لخالته، إنّ اللّ?ه واسع كريم.

292/ (3) - روي أبان بن عثمان، عن يحيي الأزرق، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من حجّ عن إنسان اشتركا، حتّي إذا قضي طواف الفريضة انقطعت الشركة، فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاجّ.

293/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس، عن عليّ بن أسباط، عن رجل من أصحابنا يقال له: عبد الرحمن بن سنان (5) قال:

كنت عند أبي عبد اللّ?ه عليه السلام إذ دخل عليه رجل فأعطاه ثلاثين ديناراً يحجّ بها عن إسماعيل، و لم يترك شيئاً من العمرة إلي الحجّ إلّا اشترط عليه، حتّي اشترط عليه أن يسعي? في وادي محسّر، ثمّ قال: يا هذا إذا أنت فعلت هذا كان لإسماعيل حجّة بما أنفق من ماله و كان لك تسع حجج بما أتعبت من بدنك.


1- الكافي 4: 312/ 2، الوسائل 11: 164/ 14532.
2- الفقيه 2: 144/ 629، الوسائل 11: 165/ 14535.
3- الفقيه 2: 262/ 1275 و 144: 630، الوسائل 11: 165/ 14536 و 193/ 14602.
4- الكافي 4: 312/ 1، التهذيب 5: 451/ 1573، الفقيه 2: 262/ 1274 روي مختصراً، الوسائل 11: 163/ 14530 و 165/ 14537.
5- كذا في الكافي، و في التهذيب: عبد الرحمن، عن عبد اللّ?ه بن سنان، و في الوسائل: عبد الرحمن بن سنان، عن عبد اللّ?ه بن سنان.

ص:112

من دفع إلي غير واحد حجّة واحدة

294/ (1) - سأل عليّ بن يقطين أبا الحسن عليه السلام عن رجل دفع إلي خمسة نفر حجّة واحدة، فقال: يحجّ بها بعضهم، و كلّهم شركاء في الأجر، فقال له: لمن الحجّ؟ فقال:

لمن صلّي بالحرّ و البرد.

295/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عمّن ذكره، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام:

رجل دفع إلي خمس نفر حجّة واحدة فقال: يحجّ بها بعضهم فسوغها رجل واحد منهم، فقال لي: كلّهم شركاء في الأجر، فقلت: لمن الحجّ؟ فقال: لمن صلّي بالحرّ و البرد.

296/ (3) - روي عن عليّ بن يقطين قال:

سألت أبا الحسن الأوّل عليه السلام عن رجل يعطي خمسة نفر حجّة واحدة فيخرج فيها واحد منهم ألهم أجر؟ قال: نعم لكلّ واحد منهم أجر حاجّ، قال: فقلت: فأيّهم أعظم أجراً؟ فقال: الذي عليه يأتيه الحرّ و البرد، و إن كانوا صرورة لم يجز ذلك عنهم، و الحجّ لمن حجّ.

ثواب من حجّ عمّن أوصي? بحجّة

297/ (4) - روي عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّ ابنتي أوصت بحجّة و لم تحجّ، قال: فحجّ عنها فإنّها لك و لها، قلت: إنّ امرأتي ماتت و لم تحجّ، قال: فحجّ عنها فإنّها لك و لها.


1- الفقيه 2: 144/ 631، الوسائل 11: 203/ 14628.
2- الكافي 4: 312/ 1، الوسائل 11: 163/ 14531.
3- الفقيه 2: 310/ 1540، الوسائل 11: 174/ 14558 و 203 ذ 14628.
4- الفقيه 2: 270/ 1317، الوسائل 11: 164/ 14533.

ص:113

298/ (1) - كتب عمرو بن سعيد الساباطي إلي أبي جعفر عليه السلام يسأله عن رجل أوصي? إليه رجل أن يحجّ عنه ثلاثة رجال فيحلّ له أن يأخذ لنفسه حجّة منها؟

فوقّع بخطّه و قرأته: حجّ عنه إن شاء اللّ?ه، فإنّ لك مثل أجره، و لا ينقص من أجره شي ء إن شاء اللّ?ه تعالي.

299/ (2) - أخبرنا المفضّل بن محمّد الجندلي، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، عن أبي معشر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ ليدخل بالحجّة الواحدة ثلاثة نفر الجنّة: الميّت، و الحاجّ عنه، و المنفِّذ ذلك يعني الوصيّ.

الحجّ عن الميّت يلحق به

300/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن أبان بن عثمان الأحمر التميمي، عن معاوية بن عمّار الدهني، قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: أيّ شي ء يلحق الرجل بعد موته؟ قال: يلحقه الحجّ عنه و الصدقة عنه و الصوم عنه.

أصناف الحاجّ

301/ (4) - عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:


1- الفقيه 2: 271/ 1323، الوسائل 11: 164/ 14534 و: 210/ 14640.
2- شعب الإيمان 3: 480/ 4123، الدرّ المنثور 1: 511، كنز العمال 5: 5/ 11791.
3- المحاسن 1: 150/ 217، الوسائل 2: 445/ 2605، البحار 6: 294/ 5 و 82: 63/ 6 و 88: 304/ 1.
4- الكافي 4: 253/ 6، و 262/ 40 بإسناده عن هشام بن الحكم، عنه عليه السلام، ثواب الأعمال: 72/ 9، التهذيب 5: 21/ 59، الوسائل 11: 93/ 14328 و 118/ 14399، البحار 99: 26/ 111.

ص:114

الحجّاج يصدرون علي ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النّار، و صنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أُمّه، و صنف يحفظ في أهله و ماله، فذاك أدني? ما يرجع به الحاجّ.

302/ (1) - عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام أنّه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الحاجّ ثلاثة: أفضلُهم نصيباً: رجلٌ غُفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و الذي يليه رجلٌ غُفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و يستأنف العمل، و الثالث- و هو أقلّهم حظّاً-: رجلٌ حُفظ في أهله و ماله.

303/ (2) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

الحاجّ ثلاثة أثلاث: فثلث يعتقون من النّار لا يرجع اللّ?ه في عتقهم، و ثلث يستأنفون العمل و قد غفرت لهم ذنوبهم الماضية، و ثلث تخلف عليهم نفقاتهم و يعافون في أنفسهم و أهاليهم.

304/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الحاجّ ثلاثة: فأفضلهم نصيباً رجلٌ غفر له ذنبه ما تقدّم منه و ما تأخّر و وقاه اللّ?ه عذاب القبر، و أمّا الذي يليه فرجلٌ غفر له ذنبه ما تقدّم منه، و يستأنف العمل فيما بقي من عمره، و أمّا الذي يليه فرجل حفظ في أهله و ماله.

من حجّ للّ?ه و من حجّ لغيره

305/ (4) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني موسي بن


1- دعائم الإسلام 1: 294، البحار 99: 49/ 44، مستدرك الوسائل 8: 36/ 9008.
2- دعائم الإسلام 1: 294، البحار 99: 50/ 45، مستدرك الوسائل 8: 37/ 9009.
3- الكافي 4: 262/ 39، الفقيه 2: 142/ 641، الخصال 1: 147/ 177 بتفاوت يسير، دعائم الإسلام 1: 494، الوسائل 11: 101/ 14348، البحار 99: 7/ 13 و 49/ 44.
4- ثواب الأعمال: 74/ 16، الوسائل 11: 109/ 14376، البحار 99: 24/ 103.

ص:115

عمران، عن الحسين بن يزيد، عن مندل الخادم، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحجّ حجّان: حجٌّ للّ?ه و حجٌّ للناس، فمن حجّ للّ?ه كان ثوابه علي اللّ?ه الجنّة، و من حجّ للناس كان ثوابه علي الناس يوم القيامة.

306/ (1) - إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد اللّ?ه بن حمّاد الأنصاري، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يأتي علي الناس زمان يكون فيه حجّ الملوك نزهة، و حجّ الأغنياء تجارة، و حجّ المساكين مسألة.


1- التهذيب 5: 462/ 1613، الوسائل 11: 60/ 14240.

ص:116

الفصل العاشر: في العمرة

استحباب العمرة بعد الحجّ

307/ (1) - روي معاوية بن عمّار قال:

سئل أبو عبد اللّ?ه عليه السلام عن رجل أفرد الحجّ، هل له أن يعتمر بعد الحجّ؟ قال:

نعم، إذا أمكن الموسي? من رأسه فحسن له.

308/ (2) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

قلت له: العمرة بعد الحجّ؟ قال: إذا أمكن الموسي? من الرأس.

309/ (3) - موسي بن القاسم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّ?ه قال:


1- الفقيه 2: 274/ 1338، الوسائل 14: 315/ 19298.
2- الكافي 4: 536/ 7، الوسائل 14: 315/ 19300.
3- التهذيب 5: 438/ 1521، الوسائل 14: 315/ 19299.

ص:117

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن المعتمر بعد الحجّ؟ قال: إذا أمكن الموسي? من رأسه فحسن.

310/ (1) - روي أبان، عن أبي الجارود، عن أحدهما عليهما السلام قال:

سألته عن العمرة بعد الحجّ في ذي الحجّة؟ قال: حسن.

لكلّ شهر عمرة

311/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

إنّ علياً عليه السلام كان يقول: في كلّ شهر عمرة.

312/ (3) - موسي بن القاسم، عن صفوان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان عليّ عليه السلام يقول: لكلّ شهر عمرة.

313/ (4) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

في كتاب علي عليه السلام: في كلّ شهر عمرة.

314/ (5) - روي عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسي? عليه السلام قال:


1- الفقيه 2: 278/ 1364، الوسائل 14: 313/ 19295.
2- الكافي 4: 534/ 1، التهذيب 5: 434/ 1507، الوسائل 14: 307/ 19274.
3- التهذيب 5: 435/ 1509 و 1510، الاستبصار 2: 326/ 1154 و 1155، الوسائل 14: 308/ 19276 و 19277.
4- الكافي 4: 534/ 2، الوسائل 14: 307/ 19273.
5- الفقيه 2: 278/ 1363، الوسائل 14: 309/ 19281.

ص:118

لكلّ شهر عمرة، قال: فقلت له: أ يكون أقلّ من ذلك؟ قال: لكلّ عشرة أيّام عمرة (1).

315/ (2) - أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال:

لكلّ شهر عمرة.

316/ (3) - روي إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

السّنة اثنا عشر شهراً يعتمر لكلّ شهر عمرة.

317/ (4) - حسين بن عثمان قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

في السنة اثنا عشر عمرة، في كلّ شهر عمرة.

318/ (5) - عليّ بن جعفر في كتابه، عن أخيه قال:

سألته عن العمرة متي? هي؟ قال: يعتمر فيما أحبّ من الشهور.

319/ (6) - أخبرنا سفيانُ بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:

أنّ علياً رضي الله عنه قال: في كلّ شهر عمرة.

فضل العمرة في رجب

320/ (7) - روي عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال: الحجّة ثوابها الجنّة، و العمرة كفّارة لكلّ ذنب، و أفضل العمرة عمرة رجب.


1- اختلفوا في مقدار الفصل بين العمرتين، والأحوط فيما دون الشهر الإتيان بها رجاء. تحرير الوسيلة 1: 369
2- قرب الإسناد: 369/ 1320، الوسائل 14: 309/ 19283، البحار 99: 331/ 1.
3- الفقيه 2: 278/ 1362، الوسائل 14: 309/ 19280.
4- الأُصول الستّة عشر: 111، مستدرك الوسائل 10: 178/ 11788.
5- مسائل عليّ بن جعفر: 169/ 286، الوسائل 14: 309/ 19282.
6- مسند الإمام الشافعي: 367.
7- الفقيه 2: 142/ 620، الوسائل 14: 302/ 19252.

ص:119

321/ (1) - محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما أفضل من حجّ الناس؟ فقال: عمرة في رجب، و حجّة مفردة في عامها.

(الحديث)

322/ (2) - موسي بن القاسم، عن حمّاد بن عيسي?، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة بن أعين قال:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: الذي يلي الحجّ في الفضل، قال: العمرة المفردة ثمّ يذهب حيث شاء- إلي أن قال: - و إنّما نزلت العمرة بالمدينة، فأفضل العمرة عمرة رجب (3).

323/ (4) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

اعتمر في أيّ الشهور شئت، و أفضل العمرة عمرة رجب.

324/ (5) - روي معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

أنّه سئل أيّ العمرة أفضل عمرة في رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: لا بل عمرة في شهر رجب أفضل.

325/ (6) - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

المعتمر يعتمر في أيّ شهور السنة شاء، و أفضل العمرة عمرة رجب.


1- التهذيب 5: 31/ 93، الاستبصار 2: 156/ 511، الوسائل 11: 253/ 14723 و 14: 300/ 19246.
2- التهذيب 5: 433/ 1502، الوسائل 14: 298/ 19240 و 301/ 19247، تفسير البرهان 1: 193/ 5، نور الثقلين 1: 182/ 649.
3- تمام الحديث في الحجّ في القرآن 109/ 169.
4- دعائم الإسلام 1: 334، البحار 99: 33/ 13، مستدرك الوسائل 10: 176/ 11782.
5- الفقيه 2: 276/ 1347، الوسائل 14: 301/ 19248.
6- الكافي 4: 536/ 6، الوسائل 14: 303/ 19258.

ص:120

326/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير؛ و حماد و صفوان بن يحيي? و فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و أفضل العمرة عمرة رجب.

327/ (2) - روي عنهم عليهم السلام: أنّ العمرة في رجب تلي الحجّ في الفضل.

من أحرم في رجب و أحلّ في غيره

328/ (3) - عبد اللّ?ه بن الحسن العلوي، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال:

سألته عن عمرة رجب ما هي؟ قال: إذا أحرمت في رجب و إن كان في يوم واحد منه فقد أدركت عمرة رجب، و إن قدمت في شعبان فإنّها عمرة رجب أن تحرم في رجب.

329/ (4) - في رواية عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أحرمت و عليك من رجب يوم و ليلة فعمرتك رجبيّة.

330/ (5) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن عيسي الفرّاء، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أهلّ بالعمرة في رجب و أحلّ في غيره كانت عمرته لرجب، و إذا أهلّ في


1- التهذيب 5: 31/ 93، الإستبصار 2: 156/ 511، الوسائل 11: 253/ 14723 و 14: 300/ 19246.
2- التهذيب 5: 433/ 1502، الوسائل 14: 298/ 19240 و 301/ 19247، تفسير البرهان 1: 193/ 5، نور الثقلين 1: 182/ 649.
3- قرب الإسناد: 241/ 951، الوسائل 14: 303/ 19259، البحار 99: 331/ 4.
4- الفقيه 2: 276/ 1349، الوسائل 14: 301/ 19249.
5- الكافي 4: 536/ 3، الوسائل 14: 302/ 19256.

ص:121

غير رجب و طاف في رجب فعمرته لرجب.

331/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

في رجل أحرم في شهر و أحلّ في آخر فقال: يكتب له في الذي قد نوي? أو يكتب له في أفضلهما.

فضل العمرة في شهر رمضان

332/ (2) - أخبرنا عبد اللّ?ه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي? قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله لأُمّ معقل- و قد كانت قد فاتها الحجّ:

اعتمري في شهر رمضان، فإنّ عمرة فيه تعدل حجّة.

333/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و أحمد بن محمّد جميعاً، عن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن حديد قال:

كنت مقيماً بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و مائتين، فلمّا قرب الفطر كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل أو أُقيم حتّي ينقضي الشهر و أُتمُّ صومي؟ فكتب إليّ كتاباً قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّ?ه عن أيّ العمرة أفضل؟ عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك اللّ?ه.


1- الكافي 4: 536/ 5، الفقيه 2: 276/ 1348، الوسائل 14: 301/ 19250 و 303/ 19257.
2- الجعفريات: 67، مستدرك الوسائل 10: 177/ 11785.
3- الكافي 4: 536/ 2، الوسائل 14: 304/ 19263.

ص:122

334/ (1) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن حمّاد بن عثمان قال:

كان أبو عبد اللّ?ه عليه السلام إذا أراد العمرة انتظر إلي صبيحة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، ثمّ يخرج مهلًّا في ذلك اليوم.

335/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: بلغنا أنّ عمرة في شهر رمضان تعدل حجّة، فقال: إنّما كان ذلك في امرأة وعدها رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فقال لها: اعتمري في شهر رمضان فهي لك حجّة.

336/ (3) - حدّثنا محمّد بن عوف الطائي، حدّثنا أحمد بن خالد الوهبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عيسي بن معقل بن أُمّ معقل الأسدي أسد خُزيمة، حدّثني يوسف بن عبد اللّ?ه بن سلام، عن جدّته أُمّ معقل قالت:

لمّا حجّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم حجّة الوداع، و كان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سبيل اللّ?ه، و أصابنا مرض، و هلك أبو معقل، و خرج النبيُّ صلي الله عليه و سلم، فلمّا فرغ من حجّه جئته فقال: يا أُمّ معقل، ما منعك أن تخرجي معنا؟ قالت: لقد تهيّأنا فهلك أبو معقل، و كان لنا جمل هو الذي نحجّ عليه، فأوصي? به أبو معقل في سبيل اللّ?ه.

قال: فهلّا خرجتِ عليه؟ فإنّ الحجّ في سبيل اللّ?ه، فأمّا إذ فاتتك هذه الحجّة معنا فاعتمري في رمضان فإنّها كحجّة، فكانت تقول: الحجُّ حجّة، و العمرة عمرة، و قد قال هذا لي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم ما أدري أ لي خاصّة؟


1- الكافي 4: 536/ 4، الوسائل 14: 304/ 19264.
2- الكافي 4: 535/ 1، الوسائل 14: 304/ 19262.
3- سنن أبي داود 2: 504/ 1989، نصب الراية لأحاديث الهداية 2: 396، الترغيب و الترهيب 2: 182/ 4.

ص:123

337/ (1) - حدّثنا يحيي بن حكيم، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا حرب بن سُريج، حدثنا حرب بن عليّ، عن محمّد بن علي، عن عليّ قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

عمرة في رمضان تعدل حجّة.

338/ (2) - حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، حدثنا عبيد اللّ?ه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم قال: عمرة في رمضان تعدل حجّة.

339/ (3) - حدّثنا أبو كامل، حدّثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلي أُمّ معقل قالت:

كان أبو معقل حاجّاً مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم، فلمّا قدم قالت أُمّ معقل: قد علمت أنّ عليّ حجّة، فانطلقا يمشيان حتّي دخلا عليه، فقالت: يا رسول اللّ?ه إنّ عليَّ حجّة و إنّ لأبي معقل بكراً، قال أبو معقل: صدقت جعلته في سبيل اللّ?ه، فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

أعطها فلتحُجَّ عليه فإنّه في سبيل اللّ?ه، فأعطاها البَكْر، فقالت: يا رسول اللّ?ه إنّي امرأة قد كبرت و سقمت فهل من عمل يجزئ عنّي من حجّتي؟ قال: عمرة في رمضان تجزئ حجّة.

340/ (4) - حدّثنا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيي بن محمّد بن يحيي?، حدثنا مسدّد، حدثنا عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد اللّ?ه المزني، عن ابن عباس رضي اللّ?ه عنهما قال:

أراد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و سلم الحجّ، فقالت امرأة لزوجها: حجّ بي مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و سلم،


1- كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 38/ 1150، مجمع الزوائد 3: 280.
2- سنن ابن ماجة 2: 996/ 2995، مسند أحمد 3: 352 و 361 و 397، كنز العمال 5: 114/ 12290.
3- سنن أبي داود 2: 503/ 1988، الترغيب و الترهيب 2: 182/ 5.
4- المستدرك علي الصحيحين 1: 484، الدرّ المنثور 1: 508، كنز العمال 5: 120/ 12317.

ص:124

فقال: ما عندي ما أحجّك عليه، قالت: فحجّ بي علي ناضحك، فقال: ذاك نعتقبه أنا و ولدك، قالت: فحجّ بي علي جملك فلان، قال: ذلك حبيس في سبيل اللّ?ه، قالت: فبع تمر رقك قال: ذاك قوتي و قوتك، قال: فلمّا رجع النبي صلي الله عليه و آله و سلم من مكّة أرسلت إليه زوجها، فقالت: اقرأ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و سلم منّي السلام و سله ما يعدل حجّة معك، فأتي? زوجها النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا رسول اللّ?ه إنّ امرأتي تقرئك السلام و رحمة اللّ?ه و أنّها قالت: أن أحجّ بها معك، فقلت لها: ليس عندي، قالت: فحجّ بي علي جملي فلان، قلت لها: ذلك حبيس في سبيل اللّ?ه.

قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أما إنّك لو كنت حججت بها كان في سبيل اللّ?ه؟ فقال: فضحك النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم تعجّباً من حرصها علي الحجّ، قال: و إنّها أمرتني أن أسألك ما تعدل حجّة معك، قال: اقرأها منّي السلام و رحمة اللّ?ه و أخبرها أنّها تعدل حجّة معي عمرة في رمضان.

341/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا روح و محمّد بن مصعب قالا: حدثنا الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أُمّ معقل الأسديّة أنّها قالت:

يا رسول اللّ?ه إنّي أريد الحجّ و جملي أعجف فما تأمرني؟ قال: اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة في رمضان تعدل حجّة.

342/ (2) - حدّثنا أحمد بن عبدة الضبيّ، حدّثنا يزيد- يعني ابن زُريع-، حدّثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن ابن عباس:

أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال لامرأة من الأنصار- يقال لها أُمّ سنان-: ما منعك أن تكوني حججتِ معنا؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان- زوجها- حجّ هو و ابنه علي


1- مسند أحمد 6: 405 و 406.
2- صحيح مسلم 3: 90/ 222.

ص:125

أحدهما، و كان الآخر يَسقي غلامنا، قال: فعُمرة في رمضان تقضي حجّة أو حجّة معي.

343/ (1) - حدّثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن المختار بن فلفل، عن طلق بن حبيب، عن أبي طليق:

أنّ امرأته قالت له و له جمل و ناقة: أعطني جملك أحجّ عليه، فقال: هو حبيس في سبيل اللّ?ه، فقالت: إنّه في سبيل اللّ?ه أن أحجّ عليه، قالت: فأعطني الناقة و حجّ علي جملك، قال: لا أؤثر علي نفسي أحداً، قالت: فأعطني من نفقتك، فقال: ما عندي فضل عمّا أخرج به و أدع لكم، و لو كان معي لأعطيتك، قالت: فإذا فعلت ما فعلت فاقرئ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم إذا لقيته و قل له الذي قلت لك، فلمّا لقي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم أقرأه منها السلام و أخبره بالذي قالت له، قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: صدقت أُمّ طليق لو أعطيتها جملك كان في سبيل اللّ?ه، و لو أعطيتها ناقتها كانت في سبيل اللّ?ه، و لو أعطيتها من نفقتك أخلفها اللّ?ه لك، قال: قلت: يا رسول اللّ?ه فما يعدل بحجّ؟ قال: عمرة في رمضان.

العمرة إلي العمرة

344/ (2) - روينا عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: العمرة إلي العمرة يكفّران ما بينهما.

345/ (3) - قال الرضا عليه السلام: العمرة إلي العمرة كفّارة لما بينهما.


1- المعجم الكبير للطبراني 22: 324/ 816، كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 38/ 1151 روى مختصراً، مجمع الزوائد 3: 280، كتاب الكنى والأسماء للدولابي 1: 41، التاريخ الكبير 9: 46، الترغيب والترهيب 2: 183/ 7.
2- دعائم الإسلام 1: 333.
3- الفقيه 2: 142/ 619، الوسائل 14: 301/ 19251.

ص:126

346/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي قال: حدثنا يونس بن محمّد و سريج بن النعمان قالا: حدثنا فليج، عن عاصم بن عبيد اللّ?ه، عن عبد اللّ?ه بن عامر، عن أبيه، قال سريج بن ربيعة: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

العمرة إلي العمرة كفّارة لما بينهما من الذنوب و الخطايا، و الحجّ المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة.

347/ (2) - أخبر أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو مروان عبد الملك بن محمّد القاضي بمدينة الرسول، نا عبد اللّ?ه بن زيدان البجلي، نا الحسن بن علي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيّوب السختياني، عن عبيد اللّ?ه بن عمر قال: ثمّ لقيت عبيد اللّ?ه بن عمر، فحدّثني عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

العُمرتان تكفّران ما بينهما، و الحجُّ المبرور ليس له ثواب أو قال جزاء إلّا الجنّة.

و زاد أيّوب في حديثه: و ما سبّح الحاجُّ من تسبيحة و لا هلّل من تهليلة و لا كبّر من تكبيرة إلّا يبشّر بها تبشيرة.

348/ (3) - حدّثنا يحيي بن يحيي? قال: قرأتُ علي مالك، عن سُمي مولي? أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمّان، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

العمرة إلي العمرة كفّارة لما بينهما، و الحجّ المبرور، ليس له جزاء إلّا الجنّة.


1- مسند أحمد 3: 447، الجامع الصغير 2: 195/ 5734.
2- شعب الإيمان 3: 472/ 4093، الجامع الصغير 2: 195/ 5735، فيض القدير 4: 394/ 5735، كنز العمال 5: 114/ 12295، جامع الأحاديث للسيوطي 4: 588/ 1454 القسم الأوّل، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 15/ 1054.
3- موطّأ مالك 2: 346/ 65، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 120/ 12639، مسند أحمد 2: 246 و 461 و في 462 روي باختلاف يسير، صحيح البخاري 3: 15/ 350، صحيح مسلم 3: 156/ 437، سنن ابن ماجة 2: 964/ 2888، سنن الترمذي 3: 272/ 933، سنن النسائي 5: 112/ 2622 و 2623 و 155/ 2629، صحيح ابن خزيمة 4: 121/ 2513 و 359/ 3072 و 3073، السنن الكبري? للبيهقي 4: 343 و 5: 261، شعب الإيمان 3: 471- 472/ 4091 و 4092، تاريخ بغداد 9: 62، الترغيب و الترهيب 2: 163/ 3، الجامع الصغير 2: 195/ 5733.

ص:127

الفصل الحادي عشر: الأغسال المستحبّة في الحجّ

الأغسال المندوبة

349/ (1) - أخبرني الشيخ أيّده اللّ?ه تعالي، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

الغسل من الجنابة، و غسل الجمعة، و العيدين، و يوم عرفة، و ثلاث ليال في شهر رمضان، و حين تدخل الحرم، و إذا أردت دخول مسجد الرسول صلي الله عليه و آله، و من غسّل الميّت.

350/ (2) - أخبرني الشيخ أيّده اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد، عن حريز، عن محمّد بن مسلم،


1- التهذيب 1: 105/ 272، الوسائل 3: 307/ 3719 و فيه: «إذا أردت دخول البيت الحرام».
2- التهيب 1: 114/ 303، الفقيه 1: 44/ 172، الخصال 3: 508/ 10 روي عن أبي جعفر عليه السلام بتفاوت يسير، الوسائل 3: 304- 305/ 3711 و 3713 عن أبي جعفر عليه السلام بتفاوت يسير، البحار 99: 133/ 2 روي? قطعة منه.

ص:128

عن أحدهما عليهما السلام قال:

الغسل في سبعة عشر موطناً- إلي أن قال: - و يومي العيدين، و إذا دخلت الحرمين، و يوم تحرم، و يوم الزيارة، و يوم تدخل البيت، و يوم التروية، و يوم عرفة، و إذا غسّلت ميّتاً أو كفّنته أو مسسته بعد ما يبرد، و يوم الجمعة، و غسل الجنابة فريضة، و غسل الكسوف إذا احترق القرص كلّه فاغتسل.

351/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ الغُسل في أربعة عشر موطناً: غسل الميّت، و غسل الجنب، و غسل من غسّل الميّت، و غسل الجمعة و العيدين، و يوم عرفة، و غسل الإحرام، و دخول الكعبة، و دخول المدينة، و دخول الحرم، و الزيارة.

(الحديث)

352/ (2) - أخبرني الشيخ أيّده اللّ?ه تعالي، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الغسل من الجنابة، و يوم الجمعة، و يوم الفطر، و يوم الأضحي?، و يوم عرفة عند زوال الشمس، و من غسّل ميّتاً، و حين يحرم، و عند دخول مكّة و المدينة، و دخول الكعبة، و غسل الزيارة، و الثلاث الليالي في شهر رمضان.

353/ (3) - حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي، و أحمد بن الحسن القطّان، و محمّد بن أحمد السناني، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب، و عبد اللّ?ه


1- الخصال 2: 498، الوسائل 3: 305/ 3714، البحار 81: 5/ 5 و 99: 133/ 1.
2- التهذيب 1: 110/ 290، الوسائل 3: 306/ 3717.
3- الخصال 2: 603، الوسائل 3: 306/ 3715، البحار 10: 223 و 99: 134/ 3.

ص:129

بن محمّد الصائغ، و عليّ بن عبد اللّ?ه الورّاق رضي اللّ?ه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّ?ه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام- في حديث شرائع الدين قال:

و الأغسال منها غسل الجنابة، و الحيض، و غسل الميّت، و غسل من مسّ الميّت بعد ما يبرد، و غسل من غسّل الميّت، و غسل يوم الجمعة، و غسل العيدين، و غسل دخول مكّة، و غسل دخول المدينة، و غسل الزّيارة و غسل الإحرام، و غسل يوم عرفة.

(الحديث)

354/ (1) - عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام، في كتاب كتبه إلي المأمون:

و غسل يوم الجمعة سنّة، و غسل العيدين، و غسل دخول مكّة و المدينة، و غسل الزيارة، و غسل الإحرام.

(الحديث)

تقديم الغسل

355/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال:

أرسلنا إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام و نحن جماعة و نحن بالمدينة: إنّا نريد أن نودّعك، فأرسل إلينا: أن اغتسلوا بالمدينة، فإنّي أخاف أن يعزّ الماء عليكم بذي الحليفة فاغتسلوا بالمدينة و البسوا ثيابكم التي تحرمون فيها ثمّ تعالوا فرادي? أو مثاني.


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 123، الوسائل 3: 305/ 3713، البحار 81: 9/ 10.
2- الكافي 4: 328/ 7، الفقيه 2: 201/ 918، التهذيب 5: 63/ 202 و 303/ 1034، الوسائل 12: 326/ 16418 و 16419.

ص:130

356/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

سألته عن الرجل يغتسل بالمدينة لإحرامه، أ يجزيه ذلك عن غسل ذي الحليفة؟ قال: نعم.

(الحديث)

357/ (2) - موسي بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الرجل يغتسل بالمدينة للإحرام، أ يجزيه عن غسل ذي الحليفة؟ قال: نعم.

358/ (3) - عن محمّد الحلبي: أنّه سأل أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الرجل يغتسل بالمدينة لإحرامه؟ فقال: يجزيه ذلك من الغسل بذي الحليفة.

إعادة الغسل

359/ (4) - الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:

سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الرجل يغتسل للزيارة ثمّ ينام، أ يتوضّأ قبل أن يزور؟ قال: يعيد غسله لأنّه إنّما دخل بوضوء.

360/ (5) - أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار قال:

سألت أبا الحسن عليه السلام عن غسل الزيارة، يغتسل الرجل بالليل و يزور بالليل بغسل واحد، أ يجزئه ذلك؟ قال: يجزئه ما لم يحدث ما يوجب وضوءاً، فإن أحدث


1- الكافي 4: 328/ 2، الوسائل 12: 326/ 16420.
2- التهذيب 5: 63/ 201، الوسائل 12: 327/ 16422.
3- الفقيه 2: 201 ذ 919، الوسائل 12: 327/ 16423.
4- التهذيب 5: 251/ 851، الوسائل 14: 249/ 19116.
5- الكافي 4: 511/ 2، الوسائل 14: 248/ 19115.

ص:131

فليعد غسله بالليل.

361/ (1) - موسي بن القاسم، عن عبد اللّ?ه، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام قال:

سألته عن غسل الزيارة يغتسل بالنهار، و يزور بالليل بغسل واحد؟ قال:

يجزيه إن لم يحدث، فإن أحدث ما يوجب وضوءاً فليعد غسله بالليل.


1- التهذيب 5: 251/ 850، الوسائل 14: 248/ 19114.

ص:132

الفصل الثاني عشر: في الإحرام و التلبية

علّة الإحرام

362/ (1) - حدّثني عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار قال:

حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري، عن الرضا عليه السلام- قال في حديث طويل:

فإن قيل: فلم أُمروا بالإحرام؟ قيل: لأن يخشعوا قبل دخولهم حرم اللّ?ه و أمنه، و لئلّا يلهوا و يشتغلوا بشي ء من أُمور الدنيا و زينتها و لذّاتها، و يكونوا صابرين فيما هم فيه، قاصدين نحوه مقبلين عليهم بكليتهم، مع ما فيه من التعظيم للّ?ه عزّ و جلّ و لبيته، و التذلّل لأنفسهم عند قصدهم إلي اللّ?ه تعالي و وفادتهم إليه، راجين ثوابه، راهبين من عقابه، ماضين نحوه مقبلين إليه بالذلّ و الاستكانة و الخضوع، و صلّي اللّ?ه علي محمّد و آله أجمعين.


1- علل الشرائع: 274، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 120، الوسائل 12: 314/ 16388، البحار 6: 84 ذ 1 و 99: 42 ذ 24.

ص:133

363/ (1) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن العباس بن معروف، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و وجب الإحرام لعلّة الحرم.

364/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسي?، عن أبي المغراء، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كانت بنو إسرائيل إذا قرّبت القربان تخرج نارٌ تأكل قربان مَنْ قُبل منه، و إنّ اللّ?ه جعل الإحرام مكان القربان.

التهيّؤ للإحرام

365/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير جميعاً، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا انتهيت إلي العقيق من قبل العراق أو إلي الوقت من هذه المواقيت و أنت تريد الإحرام إن شاء اللّ?ه فانتف إبطك (4)، و قلّم أظفارك، و اطلِ عانتك، و خُذ من شاربك، و لا يضرّك بأيّ ذلك بدأت، ثمّ استك و اغتسل و البس ثوبيك، و ليكن فراغك من ذلك، إن شاء اللّ?ه عند زوال الشمس، و إن لم يكن عند زوال الشمس فلا يضرّك ذلك، غير إنّي أحبّ أن يكون ذلك عند زوال الشمس.


1- علل الشرائع: 415/ 1، المحاسن 2: 55/ 1162، الوسائل 12: 314/ 16389، البحار 99: 43/ 28 و 134/ 5.
2- الكافي 4: 335/ 16، الفقيه 2: 132/ 552، علل الشرائع: 415/ 3، الوسائل 12: 313/ 16385، البحار 99: 134/ 6.
3- الكافي 4: 326/ 1، الفقيه 2: 200/ 914، الوسائل 3: 336/ 3897 و 12: 323/ 16410 و 339/ 16460.
4- الإبط: كحِمْل: باطن الكتف.

ص:134

علّة التلبية

366/ (1) - حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضي الله عنه قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، عن سهل بن زياد الآدمي، عن جعفر بن عثمان الدارمي، عن سليمان بن جعفر قال:

سألت أبا الحسن عليه السلام عن التلبية و علّتها؟ فقال: إنّ الناس إذا أحرموا ناداهم اللّ?ه تعالي ذكره فقال: عبادي و إمائي لأُحرّمنّكم علي النّار كما أحرمتم لي، فيقولون:

«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ» إجابةً للّ?ه عزّ و جلّ علي ندائه إيّاهم.

367/ (2) - روي محمّد بن القاسم الاسترآبادي، عن يوسف بن محمّد بن زياد، و عليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكري، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله في حديث موسي? عليه السلام:

فنادي? ربّنا عزّ و جلّ: يا أُمّة محمّد، فأجابوه كلّهم و هم في أصلاب آبائهم و في أرحام أُمّهاتهم: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ» قال: فجعل اللّ?ه عزّ و جلّ تلك الإجابة شعار الحجّ.

فضل التلبية

368/ (3) - حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان،


1- علل الشرائع: 416/ 2، الفقيه 2: 127/ 546، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 83/ 21، الوسائل 12: 375/ 16552، البحار 99: 184/ 10.
2- الفقيه 2: 212/ 967، علل الشرائع: 416/ 3، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 282/ 30، تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 32- 33، بشارة المصطفى: 213- 214، تأويل الآيات 1: 419 قطعة من 12، الوسائل 12: 384/ 16572، تفسير البرهان 1: 49- 50 قطعة من 18، البحار 13: 341 قطعة من 18 و 26/ 276 قطعة من 17 و 92: 225 قطعة من 2 و 247 قطعة من 48 و 99: 185/ 16.
3- علل الشرائع: 452/ 1، الفقيه 2: 225/ 1059، التهذيب 5: 313/ 1075، الإستبصار 2: 187/ 627، الوسائل 12: 516/ 16955، البحار 99: 178/ 7.

ص:135

عن الحسن بن سعيد، عن حمّاد، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة قال:

قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام أُظلّل و أنا محرم؟ قال: لا، قلت: فأُظلّل و أُكفّر؟

قال: لا، قلت: فإن مرضت؟ قال: ظلّل و كفِّر، ثمّ قال: أما علمت أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال: ما من حاجّ يضحي? ملبياً حتّي تغيب الشمس إلّا غابت ذنوبه معها.

369/ (1) - قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما من مهلّ يهلّ بالتلبية إلّا أهلّ مَن عن يمينه مِن شي ءٍ إلي مقطع التراب، و مَن عن يساره إلي مقطع التراب، و قال له الملكان:

أبشر يا عبد اللّ?ه، و ما يبشّر اللّ?ه عبداً إلّا بالجنّة.

370/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن عبد اللّ?ه، عن ابن فضّال، عن رجال شتّي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من لبّي? في إحرامه سبعين مرّة إيماناً و احتساباً أشهد اللّ?ه له ألف ألف ملك ببراة من النّار و براة من النفاق.

371/ (3) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: ما من حاجّ يَضحي? ملبياً حتّي تزول الشمس إلّا غابت ذنوبه معها.

(الحديث)

372/ (4) - روي عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما راح مسلم في سبيل اللّ?ه مجاهداً، أو حاجّاً مهلًّا، أو ملبياً إلّا غربت الشمس بذنوبه، و خرج منها.

373/ (5) - أخبرنا أبو منصور أحمد بن عليّ الدامغاني نزيل بيهق، أنا أبو بكر


1- الفقيه 2: 132/ 553، الوسائل 12: 378/ 16559.
2- الكافي 4: 337/ 8، المحاسن 1: 138/ 180 بتفاوت يسير، الوسائل 12: 386/ 16577، البحار 99: 188/ 20 و 189/ 24 عن خطّ الشهيد.
3- الفقيه 2: 143/ 628، الوسائل 12: 387/ 16578.
4- الترغيب و الترهيب 2: 170/ 31 و 269/ 4، مجمع الزوائد 3: 209، الدرّ المنثور 1: 509.
5- شعب الإيمان 3: 449/ 4029، الترغيب و الترهيب 2: 189 ذ 5، الدرّ المنثور 1: 510.

ص:136

الإسماعيلي، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد المجدر، نا محمّد بن أبان البلخي، نا عبد الرزاق، نا سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن محرر، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما أهلّ مهلّ قط إلّا آبت الشمس بذنوبه.

374/ (1) - حدّثنا أبو محمّد عبد اللّ?ه بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري بمكّة، حدثنا الحسن بن محمّد الزعفراني، حدثنا مطرف بن عبد اللّ?ه المدني، حدّثني عبد اللّ?ه بن عمر، عن عاصم بن عمر، عن عاصم بن عبيد اللّ?ه، عن عبد اللّ?ه بن عامر بن ربيعة، عن جابر بن عبد اللّ?ه، أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

من من محرم يَضحي? للشمس حتّي تغرب إلّا غربت بذنوبه حتّي يعود كما ولدته أُمّه.

375/ (2) - أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المعدّل، حدّثنا عبيد اللّ?ه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّ?ه الهروي، حدّثنا عبد اللّ?ه بن عمر بن القاسم العمري، حدّثنا عاصم بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عبيد اللّ?ه، عن عبد اللّ?ه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه عامر بن ربيعة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما أضحي? مؤمنٌ يُلبّي حتّي تغربَ الشمسُ إلّا غربت حين تغرب بذنوبه حتّي يعود كما بدأ.

376/ (3) - حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد اللّ?ه بن نافع و عبد اللّ?ه بن


1- السنن الكبري? للبيهقي 5: 70، كنز العمال 5: 18/ 11860.
2- موضّح أوهام الجمع و التفريق 1: 158- 159، شعب الإيمان 3: 448/ 4028 باختلاف يسير.
3- سنن ابن ماجة 2: 976/ 2925، الترغيب و الترهيب 2: 189/ 7، الدرّ المنثور 1: 527، كنز العمال 5: 11/ 11828، موضّح أوهام الجمع و التفريق 1: 157 بتفاوت يسير.

ص:137

وهب و محمّد بن فُليح قالوا: حدثنا عاصم بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عبيد اللّ?ه، عن عبد اللّ?ه بن عامر بن ربيعة، عن جابر بن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما مِن مُحرم يضحي? للّ?ه يومه، يلبّي حتّي تغيب الشمس، إلّا غابت بذنوبه، فعاد كما ولدته أُمّه.

377/ (1) - حدّثنا هشام بن عمّار، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، حدثنا عمارة بن غزيّة الأنصاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

ما من ملبٍّ يلبّي إلّا لبّي? ما عن يمينه و شماله من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتّي تنقطع الأرض من هاهنا و هاهنا.

378/ (2) - روي عن أبي هريرة، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:

ما أهلّ مهلّ قطّ، و لا كبّر مكبّر قطّ إلّا بشر، قيل: يا رسول اللّ?ه بالجنّة؟ قال:

نعم.

الصلاة و الدعاء عند الإحرام

379/ (3) - عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن ابن أبي عمير جميعاً، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال:

لا يكون إحرام إلّا في دبر صلاة مكتوبة أحرمت في دبرها بعد التسليم، و إن


1- سنن ابن ماجة 2: 974/ 2921، سنن الترمذي 3: 189/ 828، حلية الأولياء 3: 251 و 8: 329 روى صدره، صحيح ابن خزيمة 2: 176/ 2634 وفي آخره: «يعني عن يمينه وعن شماله»، المعجم الكبير 6: 130/ 5741 روى صدره، السنن الكبرى للبيهقي 5: 43، الدرّ المنثور 1: 527، الترغيب والترهيب 2: 188/ 2 كما في ابن خزيمة.
2- الترغيب والترهيب 2: 189/ 5، مجمع الزوائد 3: 224، الدرّ المنثور 1: 510.
3- الكافي 4: 331/ 2، الفقيه 2: 206/ 939، التهذيب 5: 77/ 253، الإستبصار 2: 166/ 548، الوسائل 12: 340/ 16462.

ص:138

كانت نافلة (1) صلّيت ركعتين و أحرمت في دبرهما، فإذا انفتلت من صلاتك فأحمد اللّ?ه و اثن عليه و صلّ علي النبيّ صلي الله عليه و آله و قل: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَكَ وَ آمَنَ بِوَعْدِكَ وَ اتَّبَعَ أَمْرَكَ، فَإِنِّي عَبْدُكَ وَ فِي قَبْضَتِكَ، لَا أُوقِي إِلَّا مَا وَقَيْتَ، وَ لَا آخذ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَ، وَ قَدْ ذَكَرْتَ الْحَجَّ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْزِمَ لِي عَلَيْهِ عَلَي كِتَابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ وَ تُقَوِّيَنِي عَلَي مَا ضَعُفْتُ عَنْهُ، وَ تُسَلِّمَ (2) مِنِّي مَنَاسِكِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِكَ الَّذِينَ رَضِيتَ وَ ارْتَضَيْتَ وَ سَمَّيْتَ وَ كَتَبْتَ (3).

اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لِي حَجِّي وَ عُمْرَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ عَلَي كِتَابِكَ وُ سُنَّةِ نَبِيِّكَ صلي الله عليه و آله، فَإِنْ عَرَضَ لِي شَيْ ءٌ يَحْبِسُنِي فَخَلِّنِي حَيْثُ حَبَسْتَنِي لِقَدَرِكَ الَّذِي قَدَّرْتَ عَلَيَّ (4)، اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ حِجَّةً (5) فَعُمْرَةً أَحْرَمَ لَكَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ عِظ?امِي وَ مُخِّي وَ عَصَبِي مِنَ النِّسَاءِ وَ الثِّيَابِ وَ الّطِيْبِ، أَبْتَغِي بِذ?لِكَ وَجْهَكَ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ».

قال: و يجزئك أن تقول هذا مرّة واحدة حين تحرم، ثمّ قم فامش هنيئة، فاذا استوت بك الأرض (6) ماشياً كنت أو راكباً فلبِّ.

380/ (7) - الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، و حمّاد، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أردت الإحرام و التمتّع فقل: «اللّ?هُمَّ إِنِّي أُرِيدُ مَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ فَيَسِّرْ ذ?لِكَ لِي، وَ تَقَبَّلْهُ مِنِّي وَ أَعِنِّي عَلَيْهِ، وَ حلِّنِي حَيْثُ حَبَسْتَنِي لِقَدَرِكَ الَّذِي قَدَّرْتَ عَلَيَّ، أَحْرَمَ لَكَ شَعْرِي وَ بَشَرِي مِنَ النِّسَاءِ وَ الّطِيْبِ وَ الثِّيَابِ».


1- يعني و إن لم يكن وقت صلاة مكتوبة و تكون صلاتك للإحرام نافلة صلّيت ركعتين.
2- تسلم- بالتشديد و حذف إحدي التاءين-: تتقبّل.
3- و ارتضيت: أي اخترتهم. و سمّيت: أي من الذين سمّيتهم و كتبتهم لتقدير الحجّ في ليلة القدر.
4- يحبسني: يعني من إتمام الحجّ. لقدرك متعلّق ب «يحبسني».
5- أي إن لم يتيسّر لي إتمام الحجّ فيكون هذا الإحرام للعمرة فأتمّها عمرة.
6- أي سلكت فيها.
7- التهذيب 5: 79/ 263، الاستبصار 2: 167/ 553، الوسائل 12: 341/ 16463.

ص:139

و إن شئت قلت حين تنهض و إن شئت فأخّره حتّي تركب بعيرك و تستقبل القبلة فافعل.

رفع الصوت بالتلبية

381/ (1) - سئل النبيّ صلي الله عليه و آله فقيل: أيّ الحجّ أفضل؟ قال: العجّ و الثجّ، قيل: ما العجّ و الثجّ؟ قال: العجّ ضجيج الصّياح و رفع الصوت بالتلبية، و الثجّ النحر؛ و النساء يخفضن أصواتهنّ بالتلبية تسمع المرأة مثلها، و إن أسمعت أنينها أجزأها.

382/ (2) - حدّثنا أبو بكر قال: نا وكيع، عن إبراهيم بن زيد، عن محمّد بن عباد بن جعفر، عن ابن عمر قال:

قام رجل إلي النبيّ صلي الله عليه و سلم فقال: يا رسول اللّ?ه ما يوجب الحجّ؟ قال: زاد و راحلة، قال: يا رسول اللّ?ه فما الحاجّ؟ قال: الشعث التفل (3)، قال: فقال: يا رسول اللّ?ه فما أفضل الحجّ؟ قال: العجّ و الثجّ؟ قال:

العجّ (4): العجيج بالتلبية، و الثجّ: نحر البُدن.

383/ (5) - أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ غانم بن العلاء، أنبأ عليّ بن الفضل بن شهريار، حدثنا محمّد بن أيّوب الرازي، أخبرنا ابن الجماني، حدثنا إسماعيل بن عيّاش،


1- البحار 99: 339/ 14 روي صدره و 365/ 54 عن بعض نسخ فقه الرضوي عليه السلام، مستدرك الوسائل 9: 177 ذ 10605 و 178/ 10610.
2- المصنّف في الأحاديث و الآثار 4: 432/ 15703، سنن الترمذي 5: 209/ 2998 باختلاف يسير، سنن ابن ماجة 2: 967/ 2896، السنن الكبري? للبيهقي 4: 330 و 5: 58، سنن الدارقطني 2: 217 باختلاف يسير، مسند الشافعي: 109، التمهيد لما في الموطّأ 9: 126، الترغيب و الترهيب 2: 186/ 11، الدرّ المنثور 2: 273، تفسير القرآن العظيم 2: 79، الجامع لأحكام القرآن 4: 147.
3- التفل بفتح التاء المثناة فوق، و كسر الفاء: هو الذي ترك الطيب و التنظيف حتّي تغيّرت رائحته.
4- و العَجّ بفتح العين المهملة، و تشديد الجيم: هو رفع الصوت بالتلبية.
5- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 14/ 1052، السنن الكبري? للبيهقي 5: 262 روي باختصار، الترغيب و الترهيب 2: 162 كما في البيهقي.

ص:140

عن إسحاق بن عبد اللّ?ه بن أبي فروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

الحجّ المبرور ليس له ثواب عند اللّ?ه إلّا الجنّة، قيل: يا رسول اللّ?ه ما برّه؟ قال:

العجّ و الثجّ، قيل: فإن لم يكن، قال: فطيب الكلام و إطعام الطعام.

ص:141

الفصل الثالث عشر: ما ورد في الحرم و مكّة المكرّمة

حرمة الحرم

384/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

حرّم اللّ?ه حرمه أن يُختلي? خلاه (2) أو يعضد شجره إلّا الإذخر (3) أو يصاد طيره.

385/ (4) - سعد بن عبد اللّ?ه، عن أبي جعفر، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيي?، عن عبد اللّ?ه بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

حرّم اللّ?ه حرمه بريداً في بريد أن يختلي خلاه أو يعضد شجره إلّا شجرة الإذخر أو يصاد طيره، و حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله المدينة ما بين لابتيها صيدها و حرّم ما حولها بريداً في بريد أن يختلي? خلاها، أو يعضد شجرها إلّا عودي محالة الناضح.


1- الكافي 4: 225/ 2، الوسائل 12: 556/ 17073 و 13: 223/ 17604.
2- الاختلاء: قطع الخلا و هو نبات رقيق.
3- الإذخر: نبت عريض الأوراق، طيّب الرائحة.
4- التهذيب 5: 381/ 1332، الوسائل 12: 555/ 17070.

ص:142

386/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، و هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قيل له:

أيّما أفضل الحرم أو عرفة؟ فقال: الحرم، فقيل: و كيف لم تكن عرفات في الحرم؟ فقال: هكذا جعلها اللّ?ه عزّ و جلّ.

387/ (2) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن العباس بن معروف، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و حرّم الحرم لعلّة المسجد.

388/ (3) - روي عن النبيّ و الأئمّة عليهم السلام أنّه حرّم الحرم لعلّة المسجد.

حكم من لم يرَ للحرم حرمة

389/ (4) - روي أنّ من جني? جناية ثمّ لجأ إلي الحرم لم يقم عليه الحدّ و لا يطعم و لا يشرب و لا يسقي? و لا يؤذي? حتّي يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ، فإن أتي? ما يوجب الحدّ في الحرم، أُخذ به في الحرم لأنّه لم يرَ للحرم حرمة.

390/ (5) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البُختري قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الرجل يجني الجناية في غير الحرم ثمّ يلجأ إلي الحرم أ يقام عليه الحدّ؟ قال: لا و لا يطعم و لا يسقي? و لا يكلّم و لا يبايع، فإنّه إذا فعل ذلك


1- الكافي 4: 462/ 5، التهذيب 5: 478/ 1694، الوسائل 13: 288/ 17764.
2- علل الشرائع: 415/ 1، المحاسن 2: 55/ 1162، الوسائل 12: 314/ 16389، البحار 99: 43/ 28 و 134/ 5.
3- الفقيه 2: 126/ 545، الوسائل 13: 224/ 17605.
4- الفقيه 2: 133/ 561، الوسائل 13: 227/ 17610.
5- علل الشرائع: 444/ 1، تفسير القمّي 1: 108 روي نحوه، الوسائل 13: 227/ 17611.

ص:143

به يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد، و إذا جني? في الحرم جناية أُقيم عليه الحد في الحرم، لأنّه لم يرَ للحرم حرمة.

391/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن رجل قتل رجلًا في الحلّ ثمّ دخل الحرم؟ فقال: لا يقتل و لا يطعم و لا يسقي? و لا يبايع و لا يؤوي?، حتّي يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ.

فضل مكّة المكرّمة

392/ (2) - روي سعيد بن عبد اللّ?ه الأعرج، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أحبّ الأرض إلي اللّ?ه تعالي مكّة، و ما تربة أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من تربتها، و لا حجر أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من حجرها، و لا شجر أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من شجرها، و لا جبال أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من جبالها، و لا ماء أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من مائها.

393/ (3) - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدّثني أبي قال: حدّثني محمّد بن أحمد قال: حدّثني أبو عبد اللّ?ه الرازي، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسي بن بكر، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي اختار من كلّ شي ء أربعة: - إلي أن قال: - و اختار من البلدان أربعة، فقال عزّ و جلّ: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ ه?ذَا الْبَلَدِ


1- الكافي 4: 227/ 4، التهذيب 5: 419/ 456 و 463/ 1614 باختلاف يسير، الوسائل 13: 225/ 17607.
2- الفقيه 2: 157/ 677، الوسائل 13: 243/ 17653.
3- الخصال: 225/ 58، البحار 99: 77/ 2.

ص:144

الْأَمِينِ (1) فالتّين المدينة، و الزّيتون بيت المقدّس، و طور سينين الكوفة، و هذا البلد الأمين مكّة.

(الحديث)

394/ (2) - حدّثنا أبي رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن يحيي? العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد قال: حدّثني أبو عبد اللّ?ه الرازي، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسي بن بكر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي اختار من البلدان أربعة فقال عزّ و جلّ: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ ه?ذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ التّين: المدينة، و الزّيتون: بيت المقدس، و طور سينين: الكوفة، و هذا البلد الأمين: مكّة.

395/ (3) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله في مكّة: ما أطيبك من بلد، و أحبّك إليّ، و لو لا أنّ قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك.

396/ (4) - عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة قال:

وقف النبيّ صلي الله عليه و سلم بالحزوَرَة (5) 1 فقال: قد علمت أنّك خير أرض اللّ?ه و أحبّ الأرض إلي اللّ?ه، و لو لا أنّ أهلك أخرجوني ما خرجت.

397/ (6) - حدّثنا عيسي بن حمّاد المصري، أنبأنا الليث بن سعد، أخبرني عقيل بن محمّد بن مسلم، أنّه قال: إنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره، أنّ عبد اللّ?ه بن عدي بن الحمراء قال له:


1- التين 95: 1- 3.
2- معاني الأخبار: 364/ 1، الوسائل 14: 361/ 19389، البحار 60: 204/ 2، و 100: 392/ 20- 21.
3- عوالي اللئالي 1: 186/ 260، مستدرك الوسائل 9: 334/ 11029.
4- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 27/ 8868.
5- 1 الحزورة، بوزن قسورة: الرابية الصغيرة، و هو موضع بمكّة عند باب الحنّاطين.
6- سنن ابن ماجة 2: 1037/ 3108.

ص:145

رأيت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم و هو علي ناقته، واقف بالحزورة يقول: و اللّ?ه إنّك لخير أرض اللّ?ه، و أحبّ أرض اللّ?ه إليّ و اللّ?ه لو لا أنّي أُخرجتُ منكِ ما خرجت.

حرمة مكّة المكرّمة

398/ (1) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ حرّم مكّة يوم خلق السماوات و الأرض و لا يُختلي خلاها، و لا يُعضد شجرها، و لا يُنفر صيدها، و لا يلتقط لقطتها إلّا المنشد، فقام إليه العباس بن عبد المطّلب فقال: يا رسول اللّ?ه إلّا الإذخر فإنّه للقبر و لسقوف بيوتنا؟ فسكت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله ساعة، و ندم العبّاس علي ما قال، ثمّ قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: إلّا الإذخر.

399/ (2) - روينا عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله نهي? أن ينفر صيد مكّة، و أن يقطع شجرها، و أن يختلي? خلاها، و رخّص في الإذخر و عصي الراعي، و قال: من أصبتموه اختلي الخلا، أو عضد الشجر، أو نفر الصّيد يعني في الحرم فقد حلّ لكم سلبه، و أوجعوا ظهره بما استحلّ في الحرم.

400/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

ألا إنّ اللّ?ه قد حرّم مكّة يوم خلق السماوات و الأرض، فهي حرام بحرام اللّ?ه إلي يوم القيامة، لا يُنفر صيدها، و لا يُعضد شجرها، و لا يُختلي? خلاها، و لا تحلُّ لقطتها إلّا لمنشد (4)، فقال العبّاس: يا رسول اللّ?ه إلّا الإذخر فإنّه للقبر و البيوت، فقال رسول


1- الفقيه 2: 159/ 689، الوسائل 12: 558/ 17079.
2- دعائم الإسلام 1: 310، البحار 99: 165/ 95.
3- الكافي 4: 225/ 3، الوسائل 12: 557/ 17076، البحار 21: 325/ 26.
4- إنشاد الضالة: تعريفها. مجمع البحرين

ص:146

اللّ?ه صلي الله عليه و آله: إلّا الإذخر.

401/ (1) - روي كليب الأسدي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله استأذن اللّ?ه عزّ و جلّ في مكّة ثلاث مرّات من الدّهر، فأذن اللّ?ه له فيها ساعة من النهار، ثمّ جعلها حراماً ما دامت السماوات و الأرض.

402/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله يوم فتح مكّة:

إنّ اللّ?ه حرّم مكّة يوم خلق السماوات و الأرض، و هي حرام إلي أن تقوم الساعة، لم تحلّ لأحد قبلي (3) و لا تحلُّ لأحد بعدي، و لم تحلّ لي إلّا ساعة من نهار.

403/ (4) - حدّثنا عليّ بن عبد اللّ?ه قال: حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم- في حديث- يوم فتح مكّة:

إنّ هذا البلد حرّمه اللّ?ه يوم خلق السماوات و الأرض، فهو حرام بحرمة اللّ?ه إلي يوم القيامة، و إنّه لم يحلّ القتال فيه لأحدٍ قبلي، و لم يحلّ لي إلّا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة اللّ?ه إلي يوم القيامة، لا يعضد شوكه، و لا ينفر صيده، و لا يلتقط لقطته إلّا من عرّفها، و لا يُختلي? خلاه.

فقال العبّاس: يا رسول اللّ?ه إلّا الإذخر فإنّه لقينهِم (5) و لبيوتهم (6)، قال: إلّا الإذخر.


1- الفقيه 2: 159/ 688، الوسائل 12: 405/ 16631.
2- الكافي 4: 226/ 4، الفقيه 2: 159/ 687، الوسائل 12: 404/ 16629، البحار 21: 135/ 27.
3- أي الدخول فيه للقتال بغير إحرام.
4- صحيح البخاري 4: 221/ 29، صحيح مسلم 3: 160/ 445، سنن النسائي 5: 203/ 2874، مسند أحمد 1: 259 و 315- 316 و في 348 روي مختصراً.
5- 1 القين: الحدّاد، لقينهم: أي ليحرقه الحدّاد بدل الفحم.
6- 2 أي لتسقيف بيوتهم.

ص:147

404/ (1) - حدّثنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن نمير، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا محمّد بن إسحاق، حدثنا أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن ينّاق، عن صفيّة بنت شيبة قالت: سمعت النبي صلي الله عليه و سلم يخطب عام الفتح فقال:

يا أيّها الناس إنّ اللّ?ه حرّم مكّة يوم خلق السماوات و الأرض، فهي حرامٌ إلي يوم القيامة، لا يعضد شجرها و لا ينفر صيدها و لا يأخذ لقطتها إلّا مُنشد.

فقال العباس: إلّا الإذخر، فإنّه للبيوت و القبور، فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: إلّا الإذخر.

405/ (2) - عبد الرزاق قال: قلت: لمعمر قال: قلت للزهري: أبلغك أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال:

إنّ إبراهيم حرّم مكّة، و إنّي أُحرّم المدينة قال: قد سمعت من ذلك، و لكن بلغني أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: إنّ الناس لم يحرّموا مكّة، و لكن اللّ?ه حرّمها فهي حرام إلي يوم القيامة، و إنّ من أعتي (3) الناس علي اللّ?ه يوم القيامة رجل قَتل في الحرم، و رجل قتل غير قاتله، و رجل أخذ بذحول (4) أهل الجاهليّة.

في أسماء مكّة و علّة تسميتها

406/ (5) - روي في أسماء مكّة أنّها مكّة، و بكّة، و أُمّ القري?، و أُمّ رحم، و البُسّاسة، كانوا إذ ظلموا بها بسّتهم أي أهلكتهم، و كانوا إذ ظُلموا رحموا.

407/ (6) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: حدّثنا أيمن بن محرز،


1- سنن ابن ماجة 2: 1038/ 3109.
2- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 139/ 9188.
3- عتى: أي عصى ولم يُطع.
4- أي أخذ بثأره.
5- الفقيه 2: 166/ 725، الوسائل 13: 243/ 17656.
6- الخصال: 278/ 22، البحار 99: 77/ 5.

ص:148

عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أسماء مكّة خمسة: أُمّ القري?، و مكّة، و بكّة، و البسّاسة كانوا إذ ظلموا بهم بسّتهم أي أخرجتهم و أهلكتهم، و أُمُّ رُحم كانوا إذا لزموها رُحموا.

408/ (1) - حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عليّ بن عبد اللّ?ه البصري قال:

حدّثنا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن عبد اللّ?ه بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّ?ه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا عليه السلام قال:

حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثنا أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال:

كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع، إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي أسألك عن أشياء، فقال: سل تفقّهاً و لا تسأل تعنّتاً، فأحدق الناس بأبصارهم،- إلي أن قال الرجل: - فلم سمّيت مكّة أُمّ القري?؟ قال عليه السلام: لأنّ الأرض دُحيت من تحتها.

409/ (2) - روي أنّ معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم فوضع أنصابه، و كان أوّل من وضعها، ثمّ غلبت جرهم علي ولاية البيت فكان يلي منهم كابر عن كابر حتّي بغت جرهم بمكّة و استحلّوا حرمتها، و أكلوا مال الكعبة و ظلموا من دخل مكّة، و عتوا و بغوا، و كانت مكّة في الجاهلية لا يظلم و لا يبغي? فيها، و لا يستحلّ حرمتها ملك إلّا هلك مكانه، و كانت تسمّي? بكّة لأنّها تبكّ أعناق الباغين إذا بغوا فيها.

و تسمّي بسّاسة، كانوا إذا ظَلموا فيها بسّتهم و أهلكتهم، و تسمّي أُمّ رحم، كانوا إذا لزموها رحموا، فلمّا بغت جرهم و استحلّوا فيها بعث اللّ?ه عليهم الرعاف


1- علل الشرائع: 593 قطعة من 44، البحار 57: 64/ 36 و 99: 79/ 17.
2- الكافي 4: 211/ 18، الوسائل 13: 244/ 17657 و 248/ 17669، البحار 15: 170- 171 ذ 79.

ص:149

و النمل و أفناهم، و غلبت خزاعة و اجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم- إلي أن قال: - فهزمت خزاعة جرهم و خرج من بقي من جرهم إلي أرض من أرض جهينة، فجاءهم سيل أتيّ (1)، فذهب بهم و وليت خزاعة البيت.

(الحديث)

410/ (2) - حدّثنا محمّد بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّما سمّيت مكّة بكّة لأنّه يبكّ بها الرجال و النساء، و المرأة تصلّي بين يديك و عن يمينك و عن شمالك (و عن يسارك) و معك و لا بأس بذلك، إنّما يكره في سائر البلدان.

411/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن العزرمي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّما سمّيت مكّة بكّة لأنّ الناس يتباكون فيها.

412/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام لم سمّيت مكّة بكّة؟ قال: لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً فيها بالأيدي.

413/ (5) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال:


1- سيل أتيّ: إذا جاءك و لم يصبك مطره. الصحاح- أتا
2- علل الشرائع: 397/ 4، البحار 83: 334/ 2 و 99: 78/ 13.
3- علل الشرائع: 397/ 1، الوسائل 13: 280/ 17747، البحار 99: 78/ 7.
4- المحاسن 2: 66/ 1184، تفسير العياشي 1: 187/ 95، علل الشرائع: 398/ 5، البحار 99: 79/ 14.
5- الكافي 4: 526/ 7، المحاسن 2: 66/ 1187، التهذيب 5: 451/ 1574، الوسائل 5: 133/ 6133، البحار 83: 298/ 6 و 334/ 3 و 99: 83/ 40.

ص:150

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: أقوم أُصلّي بمكّة و المرأة بين يديّ جالسة أو مارّة؟

فقال: لا بأس، إنّما سمّيت بكّة لأنّها تبكّ فيها الرّجال و النساء.

414/ (1) - عبد اللّ?ه بن الحسن العلوي، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام- في حديث قال:

و سألته عن مكّة لم سمّيت بكّة؟ قال: لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً بالأيدي (2) و لا يكون إلّا في المسجد حول الكعبة.

415/ (3) - سئل أمير المؤمنين عليه السلام فيما سئل- في حديث طويل: - أين بكّة من مكّة؟ فقال: مكّة أكناف الحرم و بكّة مكان البيت، قال السائل: و لم سمّيت مكّة؟

قال: لأنّ اللّ?ه مكّ الأرض من تحتها أي دحاها قال: فلم سمّيت بكّة؟ قال: لأنّها بكّت عيون الجبّارين و المذنبين، قال: صدقت.

المراد ببكّة

416/ (4) - عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّ بكّة موضع البيت، و إنّ مكّة جميع ما اكتنفه الحرم.

417/ (5) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن النعمان، عن سعيد بن عبد اللّ?ه الأعرج، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

موضع البيت بكّة، و القرية مكّة.


1- قرب الإسناد: 237/ 929، تفسير العياشي 1: 187/ 98، تفسير البرهان 1: 301/ 25، البحار 99: 77/ 3 و 4.
2- أي يدفع بعضهم بعضاً.
3- إرشاد القلوب: 377، البحار 10: 127 قطعة من 6 و 57: 64/ 37 و 99: 85/ 45.
4- تفسير العيّاشي 1: 187/ 96، تفسير البرهان 1: 300/ 23، البحار 99: 78/ 10.
5- علل الشرائع: 397/ 3، البحار 99: 78/ 9.

ص:151

418/ (1) - عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

مكّة جملة القرية، و بكّة موضع الحجر الذي تبكّ الناس (2) بعضهم بعضاً.

من دخل مكّة بسكينة

419/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

من دخل مكّة بسكينة غفر اللّ?ه له ذنوبه.

420/ (4) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن أبان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

لا يدخل مكّة رجل بسكينة إلّا غُفر له، قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع.

421/ (5) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال:

من دخلها بسكينة غفر له ذنبه، قلت: كيف يدخلها بسكينة؟ قال: يدخلها غير متكبّر و لا متجبّر.

422/ (6) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

انظروا إذا هبط الرجل منكم وادي مكّة، فالبسوا خلقان ثيابكم، أو سمل (7)


1- تفسير العياشي 1: 187/ 93، تفسير البرهان 1: 300/ 20، البحار 99: 78/ 12.
2- أي تزاحم وتدافع.
3- المحاسن 1: 142/ 192، الوسائل 13: 203/ 17571، البحار 99: 192/ 2.
4- الكافي 4: 401/ 10، الوسائل 13: 203/ 17569.
5- الكافي 4: 400/ 9، الفقيه 2: 133/ 563، الوسائل 13: 202/ 17568.
6- المحاسن 1: 43/ 194، الوسائل 13: 203/ 17570، البحار 99: 192/ 4.
7- 1 سمل الثوب: بلي.

ص:152

ثيابكم، فإنّه لم يهبط وادي مكّة أحد ليس في قلبه من الكبر إلّا غفر له.

فضل الصّلاة و الإنفاق بمكّة

423/ (1) - عليّ بن إبراهيم، و غيره، عن أبيه، عن خلّاد القلانسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

مكّة حرم اللّ?ه و حرم رسوله و حرم أمير المؤمنين عليهما السلام، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، و الدّرهم فيها بمائة ألف درهم، و المدينة حرم اللّ?ه و حرم رسوله و حرم أمير المؤمنين صلوات اللّ?ه عليهما، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، و الدّرهم فيها بعشرة آلاف درهم، و الكوفة حرم اللّ?ه و حرم رسوله و حرم أمير المؤمنين عليهما السلام، الصلاة فيها بألف صلاة، و الدّرهم فيها بألف درهم.

ثواب من صلّي بمكّة

424/ (2) - قال عليّ بن الحسين عليه السلام: من صلّي بمكّة سبعين ركعة فقرأ في كلّ ركعة ب قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ، و إِنّ?ا أَنْزَلْن?اهُ*، و آية السخرة (3)، و آية الكرسي، لم يمت إلّا شهيداً.

(الحديث)

ثواب من صام يوماً بمكّة

425/ (4) - قال عليّ بن الحسين عليه السلام: الطاعم بمكّة كالصائم فيما سواها، و صيام يوم


1- الكافي 4: 586/ 1، كامل الزيارات: 29/ 8، الفقيه 1: 147/ 679، التهذيب 6: 31/ 58، الوسائل 5: 256/ 6478 و 6479، البحار 99: 242/ 10.
2- الفقيه 2: 146/ 645، الوسائل 13: 289/ 17767.
3- أي آية 54 من سورة الأعراف.
4- الفقيه 2: 146/ 645، الوسائل 13: 230/ 17620 و 289 ذ 17767.

ص:153

بمكّة يعدل صيام سنة فيما سواها، و الماشي بمكّة في عبادة اللّ?ه عزّ و جلّ.

ثواب من أدرك شهر رمضان بمكّة

426/ (1) - أخبرنا أبو محمّد بن يوسف إملاءً، أنا أبو سعيد الأعرابي، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا يحيي بن عبد الحميد، أنا أبو الحسن محمّد بن أبي المعروف الأسفرايني بها، أنا عبد اللّ?ه بن إبراهيم بن أيّوب بن ماس، نا أبو برزة المفضّل بن محمّد الحاسب، نا يحيي الحماني، نا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من أدرك شهر رمضان بمكّة من أوّله إلي آخره صيامه و قيامه كتب اللّ?ه له مائة ألف شهر رمضان في غيرها، و كان له بكلّ يوم مغفرة و شفاعة، و بكلّ ليلة مغفرة و شفاعة، و بكلّ يوم حُملان فرس في سبيل اللّ?ه، و له بكلّ يوم دعوة مستجابة.

427/ (2) - حدّثنا محمّد بن أبي عمر العدني، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من أدرك رمضان بمكّة فصام و قام منه ما تيسّر له كتب اللّ?ه له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها و كتب اللّ?ه له بكلّ يوم عتق رقبة، و كلّ ليلة عتق رقبة، و كلّ يوم حُملان فرسٍ في سبيل اللّ?ه، و في كلّ يوم حسنة، و في كلّ ليلة حسنة.

ثواب من ختم القرآن بمكّة

428/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن عبد اللّ?ه،


1- شعب الإيمان 3: 347/ 3729 و 487/ 4149، الدرّ المنثور 2: 268 بتفاوت، الترغيب والترهيب 2: 91/ 5، كنز العمال 12: 211/ 34709.
2- سنن ابن ماجة 2: 1041/ 3117.
3- المحاسن 1: 144/ 197، التهذيب 5: 468 ذ 1640، الوسائل 13: 288/ 17766 و 290/ 17771، البحار 92: 205/ 5 و 99: 82/ 26.

ص:154

عن عليّ بن خالد، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّي يري? رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، و يري منزله من الجنّة.

429/ (1) - حدّثني محمّد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسيّ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلي جمعة و أقلّ من ذلك و أكثر و ختمه في يوم الجمعة كتب اللّ?ه له من الأجر و الحسنات من أوّل جمعة كانت في الدنيا إلي آخر جمعة تكون فيها، و إن ختمه في سائر الأيّام فكذلك.

430/ (2) - بعض نسخ الرضوي عليه السلام: و انظر أين أنت فإنّما أنت في حرم اللّ?ه، وساحة بلاد اللّ?ه، و هي دار العبادة، فوطّن نفسك علي العبادة، فإنّ الصلاة و الصيام و الصدقة و أفعال البرّ مضاعفة، و الإثم و المعصية أشدّ عذاباً مضاعفة في غيرها، فمن همّ لمعصيةٍ و لم يعملها كتب عليه سيّئة لقوله تعالي: وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْح?ادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذ?ابٍ أَلِيمٍ (3) و ليس ذلك في بلد غيره، و إنّما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة، فعاقبهم اللّ?ه بإرادتهم قبل فعلهم، فوطّن نفسك علي الورع، و احرز لسانك، فلا تنطق إلّا بما لك لا عليك، و أكثر من التسبيح و التهليل و الصلاة علي محمّد صلي الله عليه و آله، و أْمُر بالمعروف وَ انْهَ عن المنكر و افعل الخير، و عليك بصلاة الليل و طول القنوت، و كثرة الطواف- إلي أن قال: - فإن قدرت أن لا تخرج من مكّة حتّي تختم القرآن فافعل.


1- ثواب الأعمال: 125/ 1، الكافي 2: 612/ 4، الفقيه 2: 146/ 644، عدّة الداعي: 270، الوسائل 6: 202/ 7732 و 13: 289/ 17768، البحار 99: 83/ 37 و 86/ 48 و 371/ 4.
2- البحار 99: 346/ 18 و 19، مستدرك الوسائل 9: 363/ 11086.
3- الحجّ 22: 25.

ص:155

فضل التسبيح بمكّة

431/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، و أبي علي الكندي، عن عليّ بن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن رجاله، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

تسبيح بمكّة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل اللّ?ه.

432/ (2) - عمرو بن عثمان، عن عليّ بن عبد اللّ?ه البجلّي، عن خالد بن ماد القلانسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال عليّ بن الحسين عليه السلام:

تسبيحة بمكّة أفضل من خراج العراقين ينفق في سبيل اللّ?ه.

أجر الساجد بمكّة

433/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن خالد، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

الساجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّ?ه (4).

أجر من مرض بمكّة أو صبر علي حرّها

434/ (5) - قال النبي صلي الله عليه و آله: من مرض يوماً بمكّة كتب اللّ?ه له من العمل الصالح الذي كان يعمله عبادة ستّين سنة، و من صبر علي حرّ مكّة ساعة تباعدت عنه النار مسيرة مائة عام، و تقرّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام.


1- المحاسن 1: 143/ 195، الوسائل 13: 289/ 17769، البحار 99: 82/ 33.
2- التهذيب 5: 468 صدر 1640، الوسائل 13: 288/ 17765.
3- المحاسن 1: 144/ 196، الفقيه 2: 146/ 646، الوسائل 13: 289/ 17770 و 231 ذ 17621، البحار 99: 82/ 34.
4- أي المقتول المضطرب المتمرّغ بدمه في سبيل اللَّه.
5- دعوات الراوندي: 173/ 487، البحار 99: 85/ 47، مستدرك الوسائل 9: 364/ 11088.

ص:156

ثواب النائم بمكّة

435/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن عبد اللّ?ه، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: النائم بمكّة كالمتشحّط في البلدان.

فضل المقام بمكّة قبل الحجّ

436/ (2) - روي? أبو بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

مقام يوم قبل الحجّ أفضل من مقام يومين بعد الحجّ.

أوّل من جعل لدور مكّة أبواب

437/ (3) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبان بن عثمان، عن يحيي بن أبي العلاء، عن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه عليهما السلام قال:

لم يكن لدور مكّة أبواب، و كان أهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فيضربون بها، و كان أوّل من بوّبها معاوية.

فضل الرجوع علي المجاورة

438/ (4) - قال الباقر أبو جعفر عليه السلام:

من جاور سنة بمكّة غفر اللّ?ه له ذنبه و لأهل بيته و لكلّ من استغفر له و لعشيرته


1- المحاسن 1: 144/ 197، الوسائل 9: 383/ 17772 ط الإسلاميّة، البحار 99: 82/ 35.
2- الفقيه 2: 311/ 1544، الوسائل 13: 309/ 17815.
3- الكافي 4: 244/ 2، الوسائل 13: 268/ 17717، البحار 33: 171/ 449.
4- الفقيه 2: 146/ 646، الوسائل 13: 231/ 17621.

ص:157

و لجيرانه ذنوب تسع سنين قد مضت، و عصموا من كلّ سوء أربعين و مائة سنة، و الانصراف و الرجوع أفضل من المجاورة.

(الحديث)

439/ (1) - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن محمّد، عن أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد بن جمهور، رفعه إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا قضي أحدكم نسكه فليركب راحلته و ليلحق بأهله فإنّ المقام بمكّة يقسي القلب.

440/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن ذريح، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا فرغت من نسكك فارجع فإنّه أشوق لك إلي الرجوع.

441/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن الحكم و صفوان جميعاً، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكّة سنة، قلت: كيف يصنع؟ قال: يتحوّل عنها، و لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة.

442/ (4) - قال الصادق عليه السلام: لا أُحبّ للرجل أن يقيم بمكّة سنة، و كره المجاورة بها، و قال: ذلك يقسي القلب.

443/ (5) - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري قال: روي جماعة من أصحابنا، رفعوه


1- علل الشرائع: 446/ 3، الوسائل 13: 235/ 17630، البحار 99: 81/ 26.
2- الكافي 4: 230/ 2، الفقيه 2: 165/ 716، الوسائل 13: 234/ 17628.
3- الكافي 4: 230/ 1، الفقيه 2: 165/ 714، علل الشرائع: 446/ 4، التهذيب 5: 448/ 1563 و 463/ 1616، الوسائل 13: 233/ 17626، البحار 99: 60/ 26 و 81/ 27.
4- المقنعة: 444، الوسائل 13: 235/ 17632.
5- علل الشرائع: 446/ 2، الفقيه 2: 126/ 545، الوسائل 13: 234/ 17629، البحار 99: 80/ 25.

ص:158

إلي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

أنّه كره المقام بمكّة، و ذلك أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أُخرج عنها، و المقيم بها يقسو قلبه حتّي يأتي في غيرها.

ص:159

الفصل الرابع عشر: فضل الأعمال الصالحة في أيام العشر

فضل أيّام العشر

444/ (1) - عن أبي صالح، عن كعب قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي اختار الساعات فاختار منها ساعات الصلوات، و اختار الأيّام فاختار منها يوم الجمعة، و اختار الشهور فاختار شهر رمضان، و اختار الليالي فاختار ليلة القدر، فالصلاة تكفّر ما بينها و بين الصلاة، و شهر رمضان يكفّر ما بينه و بين رمضان، و الجمعة تكفّر ما بينها و بين الجمعة، و أيّام الحجّ مثل ذلك، و ما من أيّام الدنيا أحبّ إلي اللّ?ه من العمل في أيّام العشر من ذي الحجّة، و لا ليالي أفضل منهنّ، فيموت المؤمن و هو بين حسنتين حسنة ينتظرها، و حسنة قد قضاها.

445/ (2) - عن النبي صلي الله عليه و آله قال:


1- درر اللآلي 1: 19، مستدرك الوسائل 10: 156/ 11742.
2- مستدرك الوسائل 10: 156/ 11741.

ص:160

ما من عمل في أيّام الدهر أزكي? عند اللّ?ه من العمل في أيّام العشر.

و قال صلي الله عليه و آله: إنّ اللّ?ه تعالي ليس بتارك صبيحة أوّل ليلة من ذي الحجّة أحداً ممّن يصلّي إلي هذه القبلة إلّا غفر له.

و قال صلي الله عليه و آله: ثلاثة ينزلون من الجنّة حيث يشاءون، رجل قرأ قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ مائتي مرّة في أيّام العشر.

446/ (1) - عبد اللّ?ه بن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما من عمل أفضل من عمل في هذه الأيّام العشر من ذي الحجّة، قالوا: و لا الجهاد؟ قال: و لا الجهاد إلّا رجل خرج بماله و نفسه فلم يرجع منهما بشي ء.

447/ (2) - كتاب عمل ذي الحجّة للحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس من نسخة عتيقة بخطّه تاريخها سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة و هو من مصنّفي أصحابنا رحمهم الله بإسناده إلي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إنّه قال:

ما من أيّام العمل الصالح فيها أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من أيّام العشر، يعني عشر ذي الحجّة، قالوا: يا رسول اللّ?ه و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشي ء.

448/ (3) - عن كعب: إنّ اللّ?ه اختار من الشهور شهر رمضان، فشهر رمضان يكفّر ما بينه و بين شهر رمضان، و الحجّ مثل ذلك، فيموت العبد و هو بين حسنتين حسنة ينتظرها و حسنة قد قضاها، و ما من أيّام أحبّ إلي اللّ?ه من عشر ذي الحجّة و لا ليالي أفضل منها.


1- درر اللآلي 2: 20، مستدرك الوسائل 10: 156/ 11743.
2- إقبال الأعمال: 317، الوسائل 14: 273/ 19177.
3- دعوات الراوندي: 38/ 92، البحار 89: 273 ذ 17 و 99: 15/ 50، مستدرك الوسائل 8: 43/ 9030.

ص:161

449/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ و محمّد بن موسي? قالا: نا أبو العبّاس الأصمّ، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي قال:

بلغني أنّ العمل في اليوم من أيّام العشر كقدر غزوةٍ في سبيل اللّ?ه، يُصام نهارها و يحرس ليلها إلّا أن يختصّ امرؤ بشهادة.

قال الأوزاعي: حدّثني بهذا الحديث رجل من بني مخزوم، عن النبي صلي الله عليه و سلم.

450/ (2) - حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس- رضي اللّ?ه عنهما- قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّام العمل الصالح فيها أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من هذه الأيّام: يعني أيّام العشر، قالوا: يا رسول اللّ?ه و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل خرج بنفسه و ماله، فلم يرجع من ذلك بشي ء.

451/ (3) - أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن البختري، نا أحمد بن الوليد الفحام، نا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

ما من أيّام فيهنّ العمل أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ و أفضل من أيّام العشر، قيل: يا رسول اللّ?ه و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل جاهد في


1- شعب الإيمان 3: 355/ 3753، الترغيب و الترهيب 2: 200/ 8.
2- سنن ابن ماجة 1: 550/ 1727، مسند أحمد 1: 224، المصنّف في الأحاديث و الآثار 4: 228/ 19540، شرح السنّة 4: 345/ 1125، مسند أبي داود الطيالسي: 342/ 2631 باختلاف يسير، نصب الراية لأحاديث الهداية 2: 156، صحيح ابن خزيمة 4: 273/ 2865، سنن أبي داود 2: 815/ 2438، صحيح البخاري 2: 61/ 18 باختلاف يسير، سنن الترمذي 3: 130/ 757، الترغيب و الترهيب 2: 198/ 1، كنز العمال 12: 316- 317/ 35186 و 35188، مشكاة المصابيح 1: 458/ 1460، حلية الأبرار و شعار الأخيار المعروف بالأذكار النواويّة: 290/ 498.
3- شعب الإيمان 3: 353/ 3749، الدر المنثور 7: 501.

ص:162

سبيل اللّ?ه بماله و نفسه فلم يرجع من ذلك بشي ء.

452/ (1) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن يزيد، عن مجاهد، عن عبد اللّ?ه بن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّام أحبّ إلي اللّ?ه فيهنّ العمل من هذه الأيّام أيّام العشر، فأكثروا فيهنّ التكبير و التهليل و التحميد.

453/ (2) - حدّثنا محمّد بن المظفّر، حدثنا عبد اللّ?ه بن محمّد بن جعفر، حدثنا أسد بن محمّد المصيصي، حدثنا سعيد بن المغيرة، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن عبدة، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّ?ه بن مسعود قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّام العمل فيها أحبّ إلي اللّ?ه من أيّام العشر، قالوا: يا رسول اللّ?ه و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل خرج بنفسه و ماله ثمّ لم يرجع حتّي تخرج مهجة نفسه.

454/ (3) - حدّثنا محمّد بن سليمان الأزدي قال: حدثنا أبو غسّان قال: أنا مسعود بن سعد، عن زيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلي الله عليه و آله قال:

ما من أيّام أفضل عند اللّ?ه تعالي و لا أحبّ إليه فيهنّ العمل من هذه الأيّام: أيّام العشر، فأكثروا فيهنّ من التحميد و التهليل و التكبير.

455/ (4) - حدّثنا محمّد بن سليمان قال: حدثنا أبو غسّان قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا إبراهيم بن مهاجر، عن عبد اللّ?ه بن باباه، عن عبد اللّ?ه بن عمرو قال:

كنت عند النبي صلي الله عليه و آله، فذكرت الأعمال فقال: ما من أيّام أفضل فيهنَّ العمل من


1- المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 250/ 13919.
2- حلية الأولياء 6: 116.
3- مشكل الآثار 4: 114، شعب الإيمان 3: 353/ 3750، كتاب الأمالي للشجري 2: 62.
4- مشكل الآثار 4: 114، كنز العمال 12: 317/ 35189 و 14: 180/ 38300.

ص:163

هذه العشر، قالوا: يا رسول اللّ?ه و لا الجهاد؟ قال: و لا الجهاد، إلّا أن يخرج الرجل بنفسه و ماله في سبيل اللّ?ه ثمّ يكون مهجة نفسه فيه.

456/ (1) - حدّثنا معاذ بن المثني?، حدثنا مسدّد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّام أعظم عند اللّ?ه، و لا أحبّ إليه العمل فيهنّ من أيّام العشر، فأكثروا فيهنّ من التسبيح و التكبير و التهليل.

457/ (2) - أخبرنا يزيد بن هارون، أنا أصبغ، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:

ما من عملٍ أزكي? عند اللّ?ه، و لا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحي، قيل: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشي ء، فقال: فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيّام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتّي ما يكاد يُقدر عليه.

458/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسي الطبّاع، عن أبي إسحاق الفزاري (ح).

و حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي موسي الأنطاكي، حدثنا محمّد بن عبد الرحمن بن سهم، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:


1- المعجم الكبير للطبراني 11: 68/ 11116، مسند أحمد 2: 75، شعب الإيمان 3: 354/ 3751، الترغيب و الترهيب 2: 198 ذ 1، مجمع الزوائد 4: 17.
2- سنن الدارمي 2: 25- 26، شعب الإيمان 3: 354/ 3752، الترغيب و الترهيب 2: 198/ 2، كنز العمال 12: 316/ 35187.
3- المعجم الكبير للطبراني 10: 199/ 10455، حلية الأولياء 8: 259 باختلاف يسير و في آخره: «إلّا من عثر جواده و أُهريق دمه»، الترغيب و الترهيب 2: 198/ 3، مجمع الزوائد 4: 16.

ص:164

ما من أيّام العمل فيهنّ أفضل من أيّام العشر، قيل: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه؟

قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه.

459/ (1) - حدّثنا أبو كامل، حدثنا أبو النضر يعني عاصم بن هلال، عن أيّوب، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: أفضل أيّام الدنيا العشر: يعني عشر ذي الحجّة، قيل:

و لا مثلهنّ في سبيل اللّ?ه؟ قال: و لا مثلهنّ في سبيل اللّ?ه إلّا رجل عفّر وجهه في التراب.

(الحديث)

460/ (2) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري، نا محمّد بن إبراهيم العبدي، و أخبرنا أبو سعد بن أبي عثمان الزاهد، أنا أبو عمرو بن مطر، نا إبراهيم بن يوسف السنجاني قالا: نا محمّد بن عبد الرحمن العنبري، نا مسعود بن واصل، نا النهاس بن قهم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و سلم:

ما من أيّام من أيّام الدنيا العمل فيها أحبّ إلي اللّ?ه أن يتعبّد له فيها من أيّام العشر.

(الحديث)

461/ (3) - حدّثنا أبو بكر بن نافع البصري، حدّثنا مسعود بن واصل، عن نهّاس بن قهم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:


1- كشف الأستار عن زوائد البزار 2: 28/ 1128، كتاب الأمالي للشجري 2: 62، مشكل الآثار 4: 114 روي مختصراً، جامع الأحاديث للسيوطي 8: 319/ 29489 القسم الأوّل، مجمع الزوائد 4: 17، الترغيب و الترهيب 2: 199/ 4.
2- شعب الإيمان 3: 355/ 3756 و 3757.
3- سنن الترمذي 3: 131/ 758، سنن ابن ماجة 1: 551/ 1728، العلل المتناهية 2: 562/ 925 باسناده عن الترمذي، ميزان الاعتدال 4: 100/ 8478، نصب الراية لأحاديث الهداية 2: 157، الترغيب و الترهيب 2: 199/ 5، شرح السنّة 4: 346/ 1126، مشكاة المصابيح 1: 462/ 1471، اتحاف السادة المتّقين 4: 257، كتاب الترغيب و الترهيب 1: 246/ 368.

ص:165

ما من أيّامٍ أحبّ إلي اللّ?ه أن يُتعبّد له فيها من عشر ذي الحجّة.

(الحديث)

462/ (1) - أخبرنا محمّد بن عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ، نا عبد اللّ?ه بن محمّد بن وهب الدينوري، نا العبّاس بن الوليد الأزدي [الرملي]، نا يحيي بن عيسي الرملي، نا يحيي بن أيّوب البجلي، عن عديّ بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس- رضي اللّ?ه عنهما- قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّامٍ أفضل عند اللّ?ه و لا العمل فيهنّ أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من هذه الأيّام العشر، فأكثروا فيهنّ من التهليل و التكبير و ذكر اللّ?ه، فإنّها أيّام التهليل و التكبير و ذكر اللّ?ه.

(الحديث)

463/ (2) - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عمرو بن جبلة، حدّثنا محمّد بن مروان العُقيلي، حدّثنا هشام- هو الدّستواني-، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من أيّامٍ أفضل عند اللّ?ه من عشر ذي الحجّة، قال: فقال رجل: يا رسول اللّ?ه هنَّ أفضل أم من عدّتهنّ جهاداً في سبيل اللّ?ه؟ قال: هنّ أفضل من عدّتهنّ جهاداً في سبيل اللّ?ه.

(الحديث)

464/ (3) - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه إملاءً، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا يزيد بن هارون، نا أصبغ بن زيد الورّاق، عن القاسم بن أيّوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبي صلي الله عليه و آله:

ما من عملٍ أزكي? عند اللّ?ه و لا أعظم أجراً من خير يعمله في العشر الأضحي?،


1- شعب الإيمان 3: 356/ 3758، الترغيب و الترهيب 2: 199/ 6، كنز العمال 12: 318/ 35194.
2- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 164/ 3853، موارد الظمآن إلي زوائد ابن حبّان: 248/ 1006، مسند أبي يعلي 9: 69/ 2090 باختلاف يسير، الترغيب و الترهيب 2: 199 ذ 4 و 200/ 1، مجمع الزوائد 3: 253، كنز العمال 12: 318/ 35196.
3- شعب الإيمان 3: 354/ 3752.

ص:166

قيل: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه، قال: و لا الجهاد في سبيل اللّ?ه إلّا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشي ء.

الفصل الخامس عشر: الطواف بالبيت

علّة الحجّ و الطواف

465/ (1) - حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رحمه الله، و محمّد بن أحمد السناني، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّ?ه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا عليّ بن العباس، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل قال: حدّثنا هشام بن الحكم قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام فقلت له: ما العلّة التي من أجلها كلّف اللّ?ه العباد الحجّ و الطواف بالبيت؟ فقال: إنّ اللّ?ه تعالي خلق الخلق لا لعلّة إلّا أنّه شاء، ففعل فخلقهم إلي وقت مؤجّل، و أمرهم و نهاهم ما يكون من أمر الطاعة في الدين و مصلحتهم من أمر دنياهم، فجعل فيه الاجتماع من المشرق و المغرب ليتعارفوا، و ليتربّح كلّ قوم من التجارات من بلد إلي بلد، و لينتفع بذلك المكاري و الجمال، و لتعرف آثار


1- علل الشرائع: 405/ 6، الوسائل 11: 14/ 14124، البحار 99: 33/ 9.

ص:167

ص:168

رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، و تعرف أخباره، و يذكر و لا ينسي، و لو كان كلّ قوم إنّما يتّكلون علي بلادهم و ما فيها هلكوا، و خربت البلاد، و سقط الجلب (1) و الأرباح، و عميت الأخبار و لم يقفوا علي ذلك، فذلك علّة الحجّ.

فضل الطواف

466/ (2) - حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا جعفر بن عبيد اللّ?ه، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام قال:

صلّي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله ذات يوم بأصحابه الفجر، ثمّ جلس معهم يحدّثهم حتّي طلعت الشمس، فجعل الرّجل يقوم بعد الرّجل حتّي لم يبق معه إلّا رجلان:

أنصاريّ و ثقفيّ.

فقال لهما رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: قد علمت أنّ لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها، فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني، و إن شئتما فاسألاني.

قالا: بل تخبرنا أنت يا رسول اللّ?ه فإنّ ذلك أجلي? للعمي و أبعد من الارتياب و أثبت للإيمان.

فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: … و أمّا أنت يا أخا الأنصار فإنّك جئت تسألني عن حجّك و عمرتك و ما لك فيهما من الثواب، فاعلم أنّك إذا توجّهت إلي سبيل الحجّ ثمّ ركبت راحلتك و مضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفّاً و لم ترفع خفّاً إلّا كتب اللّ?ه لك حسنة و محي عنك سيّئة، فإذا أحرمت و لبّيك كتب اللّ?ه لك بكلّ تلبية عشر حسنات و محي عنك عشر سيّئات.


1- الجلب: ما يجلب من خيل و غيرها. القاموس المحيط 1: 47
2- أمالي الصدوق: 441/ 22، الفقيه 2: 130/ 551، البحار 99: 3/ 3 بتفاوت.

ص:169

فإذا طفت بالبيت أُسبوعاً كان لك بذلك عند اللّ?ه عزّ و جلّ عهداً و ذكراً يستحيي منك ربّك أن يعذّبك بعده، فإذا صلّيت عند المقام ركعتين كتب اللّ?ه لك بهما ألفي ركعة مقبولة.

فإذا سعيت بين الصفا و المروة سبعة أشواط، كان لك بذلك عند اللّ?ه عزّ و جلّ مثل أجر من حجّ ماشياً من بلاده، و مثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة.

فإذا وقفت بعرفات إلي غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج و زبد البحر لغفرها اللّ?ه لك.

فإذا رميت الجمار كتب اللّ?ه لك بكلّ حصاة عشر حسنات تكتب لك لما تستقبل من عمرك.

فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كتب اللّ?ه لك بكلّ قطرة من دمها حسنة فكتب لك لما تستقبل من عمرك.

فإذا طفت بالبيت أُسبوعاً للزيارة و صلّيت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم علي كتفيك، ثمّ قال: أمّا ما مضي? فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك و بين عشرين و مائة يوم.

467/ (1) - عبد اللّ?ه بن معاوية، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أتي النبيّ صلي الله عليه و آله رجلان: رجل من ثقيف، و رجل من الأنصار- إلي أن قال: - فقال الأنصاري: يا رسول اللّ?ه حاجتي قال: إن شئت سألتني و إن شئت بدأتك؟

فقال: يا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله تبدأني.

قال: جئت تسأل عن الحجّ، و عن الطواف و عن السعي بين الصّفا و المروة و رمي الجمار و حلق الرأس و يوم عرفة؟ قال الرجل: إي و الذي بعثك بالحقّ.


1- نوادر ابن عيسي: 139/ 360، البحار 99: 13/ 42.

ص:170

قال: لا ترفع ناقتك خفّاً إلّا كتب اللّ?ه لك به حسنة، و لا تضع خفّاً إلّا حطّ به عنك سيّئة، و طواف البيت و السّعي بين الصفا و المروة ينقيك كما ولدتك أُمّك من الذنوب، و رمي الجمار ذخر يوم القيامة، و حلق الرأس بكلّ شعرةٍ نور يوم القيامة، و يوم عرفة يباهي اللّ?ه بك الملائكة، فلو أحضرت ذلك اليوم برمل عالج، و قطر السماء، و أيّام العالم ذنوباً أذابه ذلك اليوم.

و قال: إنّه ليس من عبدٍ يتوضّأ ثمّ يستلم الحجر ثمّ يصلّي ركعتين عند مقام إبراهيم ثمّ يرجع فيضع يده علي باب الكعبة فيحمد اللّ?ه ثمّ لا يسأل اللّ?ه شيئاً إلّا أعطاه إن شاء اللّ?ه.

468/ (1) - حدّثنا ابن سنجر، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا العطّاف بن خالد المخزومي، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك قال:

كنت قاعداً مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم في مسجد مني?، فأتاه رجل من الأنصار و رجل من ثقيف، فسلّما عليه ودعيا له دعاء حسناً، فقالا: يا رسول اللّ?ه! جئناك لنسألك، فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، و إن شئتما أسكت و تسألاني فعلت.

قالا: أخبرنا يا رسول اللّ?ه نزدَدْ إيماناً أو يقيناً- الشكّ من إسماعيل، قال: لا أدري أيّهما قال: إيماناً أو يقيناً-، فقال الأنصاري للثقفيّ: سَلْ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم، فقال الثقفي: بل أنت فسله، فإنّي أعرف لك حقّك، فسأله، فقال: أخبرني يا رسول اللّ?ه!

قال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام و ما لك فيه، و عن طوافك بالبيت و ما لك فيه، و عن ركعتيك بعد الطواف و ما لك فيهما، و عن طوافك بالصفا و المروة و ما لك فيه، و عن وقوفك عشيّة عرفة و ما لك فيه، و عن طوافك


1- كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 9/ 1083، الترغيب و الترهيب 2: 178 ذ 33، المطالب العالية 1: 312/ 1057، الدرّ المنثور 1: 550- 551.

ص:171

بالبيت بعد ذلك، يعني طواف الإفاضة، فقال: و الذي بعثك بالحقّ عن هذا جئتُ أسألك.

قال: فإنّك إذا خرجت من بيتك تؤمّ البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفّاً و لا ترفعه إلّا كتب اللّ?ه لك به حسنة، و حطّ عنك به خطيئة، و رفعك درجة، و أمّا ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل، و أمّا طوافك بين الصفا و المروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة.

و أمّا وقوفك عشيّة عرفة، فإنّ اللّ?ه تبارك و تعالي يهبط إلي السماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة يقول: هؤلاء عبادي جاءوا شُعثاً غبراء من كلّ فجّ عميق، يرجون رحمتي و مغفرتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، و كعدد القطر و كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم و لمن شفّعتم له.

و أمّا رميك الجمار، فلك بكلّ حصاة ترميها تكفير كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات، و أمّا نحرك، فمذخور لك عند ربّك، و أمّا حلاقك رأسك، فلك بكلّ شعرة حلقتها حسنة، و تمحي عنك بها خطيئة، قال: يا رسول اللّ?ه فإن كانت الذنوب أقلّ من ذلك؟ قال: اذاً يُدّخر لك في حسناتك.

و أمّا طوافك بالبيت بعد ذلك- يعني الإفاضة- فإنّك تطوف و لا ذنب لك، يأتي ملك حتّي يضع يده بين كتفيك ثمّ يقول: اعمل فيما تستقبل فقد غُفر لك ما مضي?.

469/ (1) - عن أبي عبد اللّ?ه جعفر بن محمّد عليهما السلام، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أنّه قال:

من طاف بهذا البيت أُسبوعاً و أحسن صلاة ركعتيه غفر له.

470/ (2) - محمّد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن خاله عليّ بن محمّد، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن


1- دعائم الإسلام 1: 293، البحار 99: 49/ 41، مستدرك الوسائل 9: 376، 11114.
2- جامع الأحاديث: 85، البحار 99: 206/ 20، مستدرك الوسائل 9: 375/ 11111.

ص:172

أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: زين الإيمان الإسلام كما أنّ زين الكعبة الطواف.

471/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عمّن أخبره، عن العبد الصالح عليه السلام قال:

دخلت عليه و أنا أُريد أن أسأله عن مسائل كثيرة، فلمّا رأيته عظم عليّ كلامه فقلت له: ناولني يدك أو رجلك أُقبّلها، فناولني يده فقبّلتها، فذكرت قول رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فدمعت عيناي، فلمّا رآني مطأطئاً رأسي قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما من طائف يطوف بهذا البيت حين تزول الشمس، حاسراً عن رأسه حافياً، يقارب بين خطاه، و يغضّ بصره، و يستلم الحجر في كلّ طواف من غير أن يؤذي أحداً، و لا يقطع ذكر اللّ?ه عزّ و جلّ عن لسانه إلّا كتب اللّ?ه عزّ و جلّ له بكلّ خطوة سبعين ألف حسنة، و محي عنه سبعين ألف سيّئة، و رفع له سبعين ألف درجة، و أعتق عنه سبعين ألف رقبة، ثمن كلّ رقبة عشرة آلاف درهم، و شفّع في سبعين من أهل بيته، و قضيت له سبعون ألف حاجة إن شاء فعاجله، و إن شاء فآجله.

472/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريّا المؤمن، عن عليّ بن ميمون الصائغ قال:

قدم رجل علي عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال: قدمت حاجّاً؟ فقال: نعم، فقال:

أ تدري ما للحاجّ؟ قال: لا، قال: من قدم حاجّاً و طاف بالبيت و صلّي ركعتين كتب اللّ?ه له سبعين ألف حسنة، و محي عنه سبعين ألف سيّئة، و رفع له سبعين ألف درجة، و شفّعه في سبعين ألف حاجة، و كتب له عتق سبعين ألف رقبة، قيمة كلّ رقبة عشرة آلاف درهم.


1- الكافي 4: 412/ 3، الفقيه 2: 134/ 564، الوسائل 13: 306/ 17809، مرآة العقول 18: 30/ 3.
2- الكافي 4: 411/ 1، الفقيه 2: 133/ 564، الوسائل 13: 302/ 17801، مرآة العقول 18: 29/ 1.

ص:173

473/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريّا، عن عليّ بن ميمون الصائغ قال:

قدم رجل علي أبي الحسن عليه السلام، فقال له عليه السلام: قدمت حاجّاً؟ فقال: نعم، فقال:

تدري ما للحاجّ؟ قال: قلت: لا، قال: من قدم حاجّاً و طاف بالبيت و صلّي ركعتين، كتب اللّ?ه له سبعين ألف حسنة، و محي عنه سبعين ألف سيّئة، و شفّع في سبعين ألف حاجة، و كتب له عتق سبعين رقبة، كلّ رقبة عشرة آلاف درهم.

474/ (2) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثني سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمّار قال:

قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: يا إسحاق من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً كتب اللّ?ه له ألف حسنة، و محي عنه ألف سيّئة، و رفع له ألف درجة، و غرس له ألف شجرة في الجنّة، و كتب له ثواب عتق ألف نسمة، حتّي إذا صار إلي الملتزم (3) فتح اللّ?ه له ثمانية أبواب الجنّة، فقال له: أُدخل من أيّها شئت، قال: فقلت: جعلت فداك هذا كلّه لمن طاف؟ قال: نعم أ فلا أُخبرك بما هو أفضل من هذا؟ قلت: بلي?، قال: من قضي لأخيه المؤمن حاجة كتب اللّ?ه له طوافاً و طوافاً و طوافاً حتّي بلغ عشراً.

475/ (4) - موسي بن القاسم، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث- أنّه قال:

يا أبان هل تدري ما ثواب من طاف بهذا البيت أُسبوعاً؟ فقلت: لا و اللّ?ه ما


1- المحاسن 1: 139/ 181، الوسائل 13: 303 ذ 17801، البحار 99: 9/ 22.
2- ثواب الأعمال: 73/ 13، الوسائل 13: 304/ 17807، البحار 74: 303/ 46 و 99: 203/ 11.
3- الملتزم: ظهر البيت حيال الباب، يلتزمه الطائف في الطواف السابع و يدعو بما قدر عليه، و يَبُوءُ بذنوبه إلي اللّ?ه و يسأله المغفرة. البحار 99: 211/ 33
4- التهذيب 5: 120 ذ 392 و 393، الوسائل 13: 302/ 17798 و 17799.

ص:174

أدري، قال: يكتب له ستّة آلاف حسنة، و يمحي عنه ستة آلاف سيّئة، و يرفع له ستة آلاف درجة.

476/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان أبي يقول: من طاف بهذا البيت أُسبوعاً، و صلّي ركعتين في أيّ جوانب المسجد شاء، كتب اللّ?ه له ستّة آلاف حسنة، و محي عنه ستّة آلاف سيّئة، و رفع له ستّة آلاف درجة، و قضي له ستّة آلاف حاجة، فما عجّل منها فبرحمة اللّ?ه، و ما أخّر منها فشوقاً إلي دعائه.

477/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد اللّ?ه الخزّاز، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ للكعبة للحظة في كلّ يوم، يغفر لمن طاف بها، أو حنّ قلبه (3) إليها، أو حبسه عنها عذر.

478/ (4) - روينا عن جعفر بن محمّد صلوات اللّ?ه عليهما أنّه قال:

ما من عبدٍ مؤمن طاف بهذا البيت أُسبوعاً و صلّي ركعتين، و أحسن طوافه و صلاته إلّا غفر اللّ?ه له.

479/ (5) - حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثني عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن ابن أبي بشير، عن منصور، عن إسحاق بن عمّار، عن محمّد بن مسلم، عن أبي الحسن عليه السلام قال:


1- الكافي 4: 411/ 2، التهذيب 5: 120/ 393، الوسائل 13: 302 و 303/ 17799 و 17803 و 426/ 18120، مرآة العقول 18: 29/ 2.
2- الكافي 4: 240/ 3، الوسائل 13: 263/ 17701 و 303/ 17802، مرآة العقول 17: 102/ 3.
3- أي اشتاق و مال إليها.
4- دعائم الاسلام 1: 312، البحار 99: 209/ 14.
5- ثواب الأعمال: 72/ 12، الوسائل 11: 121/ 14407، البحار 99: 191/ 1 و 202/ 10.

ص:175

دخل عليه رجل فقال له: أقدمت حاجّاً؟ قال له: نعم، قال: تدري ما للحجّاج من الثواب؟ قلت: لا أدري جعلت فداك، قال: من قدم حاجّاً حتّي إذا دخل مكّة متواضعاً، فإذا دخل المسجد الحرام قصّر خطاه مخافة اللّ?ه عزّ و جلّ، فطاف بالبيت طوافاً و صلّي ركعتين كتب اللّ?ه له سبعين ألف حسنة، و حطّ عنه سبعين ألف سيّئة، و رفع له سبعين ألف درجة، و شفّعه في سبعين ألف حاجة، و حسب له عتق سبعين رقبة، قيمة كلّ رقبة عشرة آلاف درهم.

480/ (1) - روي أنّ من طاف بالبيت خرج من ذنوبه.

481/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ للّ?ه تبارك و تعالي حول الكعبة عشرين و مائة رحمة، منها ستّون للطائفين و أربعون للمصلّين، و عشرون للناظرين.

482/ (3) - حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن جعفر الحميري، عن أبيه الحسن بن موسي الخشّاب، عن جعفر بن محمّد بن حكيم، عن زكريّا المؤمن، عن المشمعلّ الأسدي قال:

خرجت ذات سنة حاجّاً، فانصرفت إلي أبي عبد اللّ?ه الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، فقال: من أين بك يا مشمعلّ؟ فقلت: جعلت فداك كنت حاجّاً، فقال:

أ وَ تدري ما للحاجّ من الثواب؟ فقلت: ما أدري حتّي تعلمني، فقال: إنّ العبد إذا طاف بهذا البيت أُسبوعاً و صلّي ركعتيه و سعي بين الصفا و المروة، كتب اللّ?ه له ستّة آلاف حسنة، و حطّ عنه ستّة آلاف سيّئة، و رفع له ستّة آلاف درجة، و قضي له


1- الفقيه 2: 134/ 566، الوسائل 13: 304/ 17805.
2- الكافي 4: 240/ 2، الفقيه 2: 134/ 565، ثواب الأعمال: 72/ 11، الوسائل 13: 263/ 17700 و 302/ 17800، البحار 99: 61/ 30 و 202/ 9، مرآة العقول 17: 101/ 2.
3- أمالي الصدوق: 398/ 11، الوسائل 13: 305/ 17808، البحار 74: 286/ 4 و 99: 3/ 1.

ص:176

ستّة آلاف حاجة، للدّنيا كذا، و ادّخر له للآخرة كذا.

(الحديث)

483/ (1) - أخبرنا سهل بن عبد اللّ?ه الغازي، حدثنا أحمد بن موسي الحافظ، حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّ?ه بن دليك، حدثنا إبراهيم بن فرقد، حدثنا بشر بن عبيد الداري، حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

يُنزل اللّ?ه كلّ يوم علي حجّاج بيته الحرام عشرين و مائة رحمة، ستّين للطائفين، أربعين للمصلّين، و عشرين للناظرين.

484/ (2) - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّ?ه بن عبيد بن عمير قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

طواف سبع يعدل رقبة.

485/ (3) - أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، نا بهلول بن إسحاق بن بهلول، حدّثني محمّد بن معاوية (ح).

و أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو بكر محمّد بن يحيي بن أبي زكريا الفقيه بهمدان، نا موسي بن إسحاق الأنصاري، نا محمّد بن معاوية.

و أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّ?ه الصفّار، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السراج، نا محمّد بن معاوية النيسابوري.

و نا أبو الحسن العلوي، أنا محمّد بن محمّد بن سعد الهروي، نا محمّد بن عبد الرحمن الشامي، نا محمّد بن معاوية، نا محمّد بن صفوان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:


1- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 23/ 1073، الترغيب و الترهيب 2: 192/ 6، اتحاف السادة المتّقين 4: 272 باختلاف يسير، شعب الإيمان 3: 454/ 4051 نحوه.
2- المصنّف لعبد الرزاق 5: 12/ 8824.
3- شعب الإيمان 3: 454/ 4051.

ص:177

يقول اللّ?ه تبارك و تعالي: كلّ يوم مائة رحمة: ستّين منها علي الطائفين بالبيت، و عشرين علي أهل مكّة، و عشرين علي سائر الناس.

486/ (1) - حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا يحيي بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّ?ه بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من طاف بالبيت خمسين مرّة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه.

487/ (2) - حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا حريث بن السائب، حدثنا محمّد بن المنكدر، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من طاف حول البيت أُسبوعاً لا يلغو فيه، كان كعدل رقبةٍ يعتقها.

الدعاء عند الطواف

488/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

طف بالبيت سبعة أشواط و تقول في الطواف: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشي? بِهِ عَلَي طَلَلِ الْمَاءِ (4) كَمَا يُمْشَي بِهِ عَلَي جَدَدِ (5) الْأَرْضِ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ


1- سنن الترمذي 3: 219/ 866، العلل المتناهية 2: 574/ 942، كتاب الترغيب والترهيب 2: 7/ 1038، الترغيب والترهيب 2: 192/ 8، كنز العمال 5: 49/ 11994.
2- المعجم الكبير للطبراني 20: 360/ 845، المستدرك على الصحيحين 3: 457، شعب الإيمان 3: 454/ 4049، المصنّف في الأحاديث والآثار 3: 123/ 12664، مجمع الزوائد 3: 245، الدرّ المنثور 6: 42، الترغيب والترهيب 2: 191/ 4.
3- الكافي 4: 406/ 1، التهذيب 5: 104/ 339 روى صدره، الوسائل 13: 333/ 17876، مرآة العقول 18: 21/ 1.
4- الطلل: الظهر و مشي علي طلل الماء أي علي ظهره. القاموس
5- الجَدَد: الأرض الغليظة المستوية.

ص:178

لَهُ عَرْشكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدَامُ مَلَائِكَتِكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ مُوسَي? مِنْ جَانِبِ الطُّورِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صلي الله عليه و آله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ، وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا» ما أحببت من الدعاء.

و كلّما انتهيت إلي باب الكعبة فصلّ علي النبي صلي الله عليه و آله و تقول فيما بين الركن اليماني و الحجر الأسود: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ» و قل في الطواف: «اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَ إِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ فَلَا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَ لَا تُبَدِّلْ اسْمِي».

489/ (1) - و روي عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال: من قال في طوافه عشر مرّات:

«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ أَحَداً فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً» كتب اللّ?ه له خمسة و أربعين حسنة.

490/ (2) - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو عبد اللّ?ه الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا المثني بن معاذ، نا أبي، عن المسعودي، حدّثني عبد الأعلي التميمي قال:

قالت خديجة بنت خويلد: يا رسول اللّ?ه ما أقول و أنا أطوف بالبيت؟ قال:

قولي: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَ خَطَايَايَ وَ عَمْدِي وَ إِسْرَافِي فِي أَمْرِي، إِنَّكَ إِنْ لَا تَغْفِرْ لِي تُهْلِكُنِي».

491/ (3) - قال أبو إسحاق (4) روي هذا الدعاء معاوية بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

و كلّما انتهيت إلي باب الكعبة فصلّ علي النبي صلي الله عليه و آله و تقول في الطواف: «اللَّهُمَّ إِنِّي


1- البحار 99: 343 عن بعض نسخ فقه الرضوي صلوات اللّ?ه عليه، مستدرك الوسائل 9: 388 ذ 11143.
2- شعب الايمان 3: 453/ 4044.
3- التهذيب 5: 104/ 339، الوسائل 13: 334 ذ 17876.
4- الظاهر انّه كنية لإبراهيم بن أبي سمال لأنّ الغالب إنّ إبراهيم كنيته أبو إسحاق، و إن كان غير مذكور بهذه الكنية في الرجال. هامش التهذيب

ص:179

إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَ إِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ فَلَا تُبَدِّلْ اسْمِي وَ لَا تُغَيِّرْ جِسْمِي».

فإذا انتهيت إلي مؤخّر الكعبة و هو المستجار دون الركن اليماني بقليل في الشوط السابع فابسط يديك علي الأرض و ألصق خدّك و بطنك بالبيت ثمّ قل:

«اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَ الْعَبْدُ عَبْدُكَ وَ ه?ذَا مَكَانُ الْعَائِذُ بِكَ مِنَ النَّارِ» ثمّ أقرّ لربّك بما عملت من الذنوب، فإنّه ليس من عبدٍ مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان إلّا غفر له إن شاء اللّ?ه- إلي أن قال عليه السلام: - و تستجير باللّ?ه من النار و تختار لنفسك من الدعاء، ثمّ استقبل الركن اليماني و الركن الذي فيه الحجر الأسود فاختم به، و إن لم تستطع فلا يضرّك و تقول: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَ بَارِكْ لِي فِيمَا آتَيْتَنِي».

ثمّ تأتي مقام إبراهيم فتصلّي ركعتين و اجعله أماماً و اقرأ فيهما بسورة التوحيد:

قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ و في الركعة الثانية قُلْ ي?ا أَيُّهَا الْك?افِرُونَ ثمّ تشهد و احمدِ اللّ?ه و اثْنِ عليه و صلّ علي النبي صلي الله عليه و آله و اسأله أن يتقبّل منك، فهاتان الركعتان هما الفريضة ليس يكره لك أن تصلّيهما في أيّ الساعات شئت، عند طلوع الشمس و عند غروبها، ثمّ تأتي الحجر الأسود فتقبّله و تستلمه أو تشير إليه، فإنّه لا بدّ من ذلك.

492/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار قال:

قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا فرغت من طوافك و بلغت مؤخّر الكعبة- و هو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل- فابسط يديك علي البيت، و ألصق بطنك و خدّك بالبيت و قل: «اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَ الْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَ هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ».


1- الكافي 4: 411/ 5، التهذيب 5: 107/ 349، الوسائل 13: 345/ 17912.

ص:180

ثمّ أقرَّ لربّك بما عملت فإنّه ليس من عبدٍ مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان إلّا غفر اللّ?ه له إن شاء اللّ?ه، و تقول: «اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوحُ وَ الْفَرَجُ وَ الْعَافِيَةُ، اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَ اغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَ خَفِيَ عَلَي خَلْقِكَ» ثمّ تستجير باللّ?ه من النّار و تخيّر لنفسك من الدّعاء، ثمّ استلم الرّكن اليماني ثمّ ائت الحجر الأسود.

493/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا كنت في الطواف السابع فائت المتعوّذ، و هو إذا قمت في دبر الكعبة حذاء الباب فقل: «اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَ الْعَبْدُ عَبْدُكَ وَ ه?ذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَ الْفَرَجُ» ثمّ استلم الرّكن اليماني ثمّ ائت الحجر فاختم به.

الصلاة علي النبي و آله

494/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: دخلت طواف الفريضة فلم يفتح لي شي ء من الدّعاء إلّا الصلاة علي محمّد و آل محمّد، و سعيت فكان كذلك، فقال: ما أُعطي أحدٌ ممّن سأل أفضل ممّا أعطيت.

495/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:


1- الكافي 4: 410/ 3، التهذيب 5: 107/ 347، الوسائل 13: 344/ 17909.
2- الكافي 4: 407/ 3، الوسائل 13: 336/ 17883.
3- الكافي 4: 409/ 16، الوسائل 13: 337/ 17885.

ص:181

إنّ في هذا الموضع- يعني حين يجوز الرّكن اليماني- ملكاً أُعطي سماع أهل الأرض، فمن صلّي علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حين يبلغه أبلغه إيّاه.

الدعاء عند الركن اليماني

496/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء بن المقعد قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

إنّ ملكاً موكّلًا بالرّكن اليماني منذ خلق اللّ?ه السماوات و الأرضين ليس له هجِير إلّا التأمين علي دعائكم، فلينظر عبد بما يدعو، فقلت له: ما الهَجِيْر؟ فقال: كلام من كلام العرب: أي ليس له عمل.

و في رواية أُخري? ليس له عمل غير ذلك.

497/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

يستحبّ أن تقول بين الرّكن و الحجر: «اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ» و قال: إنّ ملكاً موكّلًا يقول: آمين.

498/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن علي، عن ربعي، عن العلاء بن المقعد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ وكّل بالرّكن اليماني ملكاً هجيراً يؤمّن علي دعائكم.

499/ (4) - قال ابن مردويه: حدّثنا عبد الباقي، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور، حدّثنا سعيد بن سليمان، عن عبد اللّ?ه هرمز، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:


1- الكافي 4: 408/ 12، الوسائل 13: 342/ 17901 و 17902.
2- الكافي 4: 408/ 7، الوسائل 13: 334/ 17877.
3- الكافي 4: 408/ 11، الوسائل 13: 341/ 17900.
4- تفسير القرآن العظيم 1: 251- 252، الحبائك في أخبار الملائك: 125/ 459، الدرّ المنثور 1: 559.

ص:182

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما مررت علي الرّكن إلّا رأيت عليه ملكاً يقول آمين، فإذا مررتم عليه فقولوا:

«رَبَّن?ا آتِن?ا فِي الدُّنْي?ا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِن?ا عَذ?ابَ النّ?ارِ».

علّة التعلّق بأستار الكعبة

500/ (1) - محمّد بن عقيل، عن الحسن بن الحسين، عن عليّ بن عيسي?، عن عليّ بن الحسن، عن محمّد بن يزيد الرفاعي رفعه:

أنّه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام- في حديث: - التعلّق بأستار الكعبة لأيّ معني هو؟

قال: مثل رجل له عند آخر جناية و ذنب فهو يتعلّق بثوبه يتضرّع إليه و يخضع له أن يتجافي? عن ذنبه.

501/ (2) - حدّثنا الحسين بن علي بن أحمد الصائغ رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن الحجّال، عن سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الهمداني، عن ذي النون المصري، عن الصادق عليه السلام- في حديث: - قال: قلت له:

الرجل يتعلّق بأستار الكعبة ما يعني بذلك؟ قال: مثل ذلك مثل الرجل يكون بينه و بين الرجل جناية فيتعلّق بثوبه يستخذي (3) له رجاء أن يهب له جرمه.

502/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن الجراح العدل بمرو، نا عيسي بن عبد اللّ?ه القرشي، نا صدقة بن حرب الدينوري، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الدارمي عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة قال:


1- الكافي 4: 224/ 1، التهذيب 5: 448/ 1565، الوسائل 11: 225/ 14661.
2- علل الشرائع: 443/ 1، كنز الفوائد 2: 81، مناقب ابن شهرآشوب 2: 378 باختلاف يسير، البحار 99: 35 ذ 12.
3- يستخذي: أي يتّضع و ينقاد. المنجد
4- شعب الإيمان 3: 468/ 4084، الترغيب و الترهيب 2: 206/ 16.

ص:183

قيل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه- في حديث: - يا أمير المؤمنين فتعلّق الرجل بأستار الكعبة لأيّ معني هو؟ قال: هو مثل الرجل بينه و بين صاحبه جناية فيتعلّق بثوبه، و يبتهل إليه، و يتخدّع له ليهب له جنايته.

موضع الاستلام من الكعبة

503/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قلت له: من أين أستلم الكعبة إذا فرغت من طوافي؟ قال: من دبرها.

الإقرار بالذنوب عند الملتزم

504/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام، عن عليّ عليه السلام- في حديث أربعمائة- قال:

أقرّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم و ما لم تحفظوا، فقولوا: و ما حفظته علينا حفظتك، و نسيناه فاغفره لنا، فإنّه من أقرّ بذنبه في ذلك الموضع و عدّه و ذكره و استغفر اللّ?ه منه كان حقّاً علي اللّ?ه عزّ و جلّ أن يغفر له.

فضل الحطيم

505/ (3) - أبي رحمه الله قال: حدّثني محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد قال:


1- الكافي 4: 410/ 1، الوسائل 13: 345/ 17910.
2- الخصال: 617- 618، تحف العقول: 107- 108، الوسائل 13: 347/ 17916، البحار 10: 66 و 99: 194/ 3.
3- عقاب الأعمال: 250/ 16، الوسائل 1: 123/ 312.

ص:184

حدّثني إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن سليمان الدّيلمي، عن أبيه سليمان، عن ميسر بيّاع الزُّطّي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

يا ميسّر أيُّ البقاع أعظم حرمة؟ قال: قلت: اللّ?ه و رسوله و ابن رسوله أعلم، قال: يا ميسّر، ما بين الركن و المقام روضة من رياض الجنّة، و ما بين القبر و المنبر روضة من رياض الجنّة.

(الحديث)

506/ (1) - حدّثني محمّد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة بن خالد، عن ميسر قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السلام و عنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلًا، فجلس بعد سكوت منّا طويلًا- إلي أن قال: - ثمّ قال: أ تدرون أيّ بقعة في المسجد الحرام أعظم عند اللّ?ه حرمة؟ فلم يتكلّم أحدٌ منّا فكان هو الرادّ علي نفسه قال: ذاك ما بين الرّكن الأسود و المقام و باب الكعبة، و ذلك حطيم إسماعيل عليه السلام، ذاك الذي كان يزوّد فيه غنيماته و يصلّي فيه.

507/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أبان، عن زرارة قال:

سألته عن الرّجل يصلّي بمكّة يجعل المقام خلف ظهره و هو مستقبل القبلة، فقال: لا بأس يصلّي حيث شاء من المسجد بين يدي المقام أو خلفه، و أفضله الحطيم و الحجر و عند المقام، و الحطيم حذاء الباب (3).

508/ (4) - قال الصادق عليه السلام: إن تهيّأ لك أن تصلّي صلواتك كلّها الفرائض و غيرها


1- عقاب الأعمال: 244/ 3، الوسائل 1: 122/ 310.
2- الكافي 4: 526/ 9، الوسائل 5: 273/ 6526، مرآة العقول 18: 223/ 9.
3- حذاء البيت أي جنبه و يحتمل عطفه علي المواضع السابقة فيكون المراد به المستجار.
4- الفقيه 2: 135/ 579، خطّ الشهيد رحمه الله: 139 بتفاوت يسير، الوسائل 5: 275/ 6532، البحار 99: 231/ 7، مستدرك الوسائل 3: 421/ 3912.

ص:185

عند الحطيم فافعل، فإنّه أفضل بقعة علي وجه الأرض، و الحطيم ما بين باب البيت و الحجر الأسود، و هو الموضع الذي تاب اللّ?ه فيه علي آدم و بعده الصلاة في الحجر أفضل و بعد الحجر ما بين الركن العراقي (1) و باب البيت و هو الموضع الذي كان فيه المقام، و بعده خلف المقام حيث هو الساعة، و ما قرب من البيت فهو أفضل.

509/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال:

سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام عن أفضل موضع في المسجد يصلّي فيه، قال:

الحطيم ما بين الحجر و باب البيت، قلت: و الذي يلي ذلك في الفضل؟ فذكر أنّه عند مقام إبراهيم عليه السلام قلت: ثمّ الذي يليه في الفضل؟ قال: في الحِجر، قلت: ثمّ الذي يلي ذلك؟ قال: كلّما دني? من البيت.

لم سمّي الحطيم؟

510/ (3) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن معاوية قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الحطيم، فقال: هو ما بين الحجر الأسود و بين الباب، و سألته لم سمّي الحطيم؟ فقال: لأنّ الناس يحطم بعضهم بعضاً هناك.

علّة استلام الحجر و تقبيله

511/ (4) - أبي رحمه الله قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن


1- في الوسائل: الركن الشامي.
2- الكافي 4: 525/ 1، الوسائل 5: 273/ 6527، مرآة العقول 18: 221/ 1.
3- الكافي 4: 527/ 12، علل الشرائع: 400/ 1، التهذيب 5: 451/ 1575، الوسائل 5: 274/ 6531، البحار 99: 229/ 2، مرآة العقول 18: 224/ 12.
4- علل الشرائع 423/ 1، الوسائل 13: 319/ 17838، البحار 99: 219/ 4.

ص:186

أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد اللّ?ه، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته لم يستلم الحجر؟ قال: لأنّ مواثيق الخلائق فيه.

512/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد اللّ?ه بن بكير، عن الحلبي قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنّة، فأمره فالتقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة.

513/ (2) - عبد اللّ?ه بن الحسن العلويّ، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام- في حديث قال:

و سألته عن استلام الحجر لم يستلم؟ قال: لأنّ اللّ?ه تبارك و تعالي علوّاً كبيراً أخذ مواثيق العباد، ثمّ دعا الحجر من الجنّة فأمره فالتقم الميثاق، فالواقفون شاهدون ببيعتهم.

514/ (3) - حدّثنا عليّ بن محمّد قدس سره قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّ?ه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن عليّ بن عباس، عن القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان:

إنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علّة استلام الحجر: إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي لمّا أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن


1- الكافي 4: 184/ 2، تفسير العيّاشي 2: 39/ 106 و فيه قال: «سألته لم جعل؟»، علل الشرائع: 423 ذ 1، مستطرفات السرائر: 34/ 42، الوسائل 13: 317/ 17834 و 319/ 17839، تفسير البرهان 2: 50/ 24، البحار 99: 227/ 28.
2- قرب الإسناد: 237/ 930، الوسائل 13: 322/ 17848 و فيه: «فالموافون شاهدون»، البحار 99: 39/ 17 كما في الوسائل.
3- علل الشرائع: 424/ 2، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 91/ 1، الوسائل 13: 318/ 17837، البحار 6: 97 قطعة من 2 و 99: 219/ 6.

ص:187

ثمّ كلّف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، و من ثمّ يقال عند الحجر: «أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَ مِيْثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ».

و منه قول سلمان رضي الله عنه: ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل جبل أبي قبيس، له لسان و شفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة.

515/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن الوليد بن أبان، عن عليّ بن جعفر، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

طوفوا بالبيت و استلموا الركن فإنّه يمين اللّ?ه في أرضه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدخيل، و يشهد لمن استلمه بالموافاة.

قال مصنّف العلل معني يمين اللّ?ه: طريق اللّ?ه الذي يأخذ به المؤمنون إلي الجنّة، و لهذا قال الصادق عليه السلام: إنّه بابنا الذي ندخل منه الجنّة و لهذا قال عليه السلام: إنّ فيه باباً من أبواب الجنّة لم يغلق منذ فتح، و فيه نهر من الجنّة تلقي? فيه أعمال العباد و هذا هو الركن اليماني لا ركن الحجر.

516/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أحمد بن موسي?، عن عليّ بن جعفر، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

استلموا الركن، فإنّه يمين اللّ?ه في خلقه، يصافح به خلقه مصافحة العبد أو الرجل، و يشهد لمن استلمه بالموافاة.

517/ (3) - عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن


1- علل الشرائع: 424/ 3، الوسائل 13: 339/ 17894، البحار 99: 29/ 6.
2- الكافي 4: 406/ 9، المحاسن 1: 139/ 182، التهذيب 5: 102/ 331، الوسائل 13: 324/ 17852، البحار 99: 225/ 22.
3- الكافي 4: 184/ 1، المحاسن 2: 71/ 1200، الوسائل 13: 314/ 17827 و 322/ 17847، البحار 99: 226/ 25.

ص:188

شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي لمّا أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها (1)، و لذلك يقال:

«أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَ مِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ».

518/ (2) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسي?، عن حريز، عن أبي بصير، و زرارة، و محمّد بن مسلم كلّهم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه تعالي خلق الحجر الأسود ثمّ أخذ الميثاق علي العباد، ثمّ قال للحجر:

التقمه، و المؤمنون يتعاهدون ميثاقهم.

519/ (3) - روي و إنّما صار الناس يستلمون الحجر و الركن اليماني و لا يستلمون الركنين الآخرين، لأنّ الحجر الأسود و الركن اليمانيّ عن يمين العرش، و إنّما أمر اللّ?ه أن يستلم ما عن يمين عرشه.

520/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، رفعه، عن أحدهما عليهما السلام:

أنّه سئل عن تقبيل الحجر؟ فقال: إنّ الحجر كان درّة بيضاء في الجنّة، و كان آدم يراها، فلمّا أنزلها اللّ?ه تعالي إلي الأرض، نزل إليها آدم عليه السلام، فبادر فقبّلها، فأجري اللّ?ه تبارك و تعالي بذلك السنّة.

521/ (5) - أخبرني عليّ بن حاتم فيما كتب إليّ قال: حدّثنا جميل بن زياد قال:

حدّثنا أحمد بن الحسين النخّاس، عن زكريّا أبي محمّد المؤمن، عن عامر بن معقل،


1- كناية عن ضبطه و حفظه لها.
2- علل الشرائع: 424/ 5، الوسائل 13: 319/ 17840، البحار 99: 221/ 11.
3- الفقيه 2: 125 قطعة من 541، الوسائل 13: 338/ 17890.
4- المحاسن 2: 67/ 1188، الوسائل 13: 322/ 17846، البحار 99: 225/ 24.
5- علل الشرائع: 426/ 9، الوسائل 13: 321/ 17844، البحار 99: 221/ 13.

ص:189

عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

أ تدري لأيّ شي ء صار الناس يلثمون (1) الحجر؟ قلت: لا، قال: إنّ آدم عليه السلام شكا إلي ربّه عزّ و جلّ الوحشة في الأرض، فنزل جبرئيل عليه السلام بياقوتة من الجنّة كان آدم إذا مرّ عليها في الجنّة ضربها برجله، فلمّا رآها عرفها فبادر يلثمها، فمن ثمّ صار الناس يلثمون الحجر.

522/ (2) - روي عن النبي صلي الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام:

أنّه إنّما يقبّل الحجر و يستلم ليؤدّي إلي اللّ?ه العهد الذي أُخذ عليهم في الميثاق، و إنّما يستلم الحجر لأنّ مواثيق الخلائق فيه، و كان أشدّ بياضاً من اللّبن فاسودّ من خطايا بني آدم، و لو لا ما مسّه من أرجاس الجاهليّة ما مسّه ذو عاهة إلّا برئ.

523/ (3) - محمّد بن يحيي?، و غيره، عن محمّد بن أحمد، عن موسي بن عمر، عن ابن سنان، عن أبي سعيد القمّاط، عن بكير بن أعين قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام لأيّ علّة وضع اللّ?ه الحجر في الرّكن الذي هو فيه و لم يوضع في غيره؟ و لأيّ علّة تقبّل؟ و لأيّ علّة أُخرج من الجنّة؟ و لأيّ علّة وضع ميثاق العباد و العهد فيه و لم يوضع في غيره؟ و كيف السّبب في ذلك؟ تخبرني جعلني اللّ?ه فداك فإنّ تفكّري فيه لعجب، قال: فقال:

سألت و أعضلت في المسألة و استقصيت فافهم الجواب و فرّغ قلبك و اصغ سمعك، أُخبرك إن شاء اللّ?ه، إنّ اللّ?ه تبارك و تعالي وضع الحجر الأسود و هي جوهرة أُخرجت من الجنّة إلي آدم عليه السلام، فوضعت في ذلك الرّكن لعلّة الميثاق، و ذلك أنّه لمّا أُخذ من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم حين أخذ اللّ?ه عليهم الميثاق في ذلك المكان،


1- يلثمون: أي يقبّلون.
2- الفقيه 2: 124- 125 قطعة من 541، الوسائل 13: 318/ 17836.
3- الكافي 4: 184/ 3، علل الشرائع: 429/ 1، الوسائل 13: 317/ 17835، البحار 11: 205/ 7 و 99: 223/ 19 و روي ذيله في 26: 269/ 6 و قطعة منه في 52: 299/ 63.

ص:190

و في ذلك المكان تراءي? (1) لهم، و من ذلك المكان يهبط الطير علي القائم عليه السلام، فأوّل من يبايعه ذلك الطائر و هو و اللّ?ه جبرئيل عليه السلام، و إلي ذلك المقام يسند القائم ظهره و هو الحجّة و الدليل علي القائم، و هو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان، و الشاهد علي من أدّي? إليه الميثاق و العهد الذي أخذ اللّ?ه عزّ و جلّ علي العباد.

و أمّا القُبلة و الاستلام فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد و الميثاق و تجديداً للبيعة، ليؤدّوا إليه العهد الذي أخذ اللّ?ه عليهم في الميثاق، فيأتوه في كلّ سنة و يؤدّوا إليه ذلك العهد و الأمانة اللذين أُخذا عليهم، أ لا تري? أنّك تقول: «أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَ مِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ».

(الحديث)

524/ (2) - حدّثنا أحمد بن القاسم قال: حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال:

حدّثنا عبد اللّ?ه بن المؤمَّل قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدّث، عن عبد اللّ?ه بن عمرو قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان و شفتان، يشهدان لمن استلمه بالحقّ، و هو يمين اللّ?ه عزّ و جلّ التي يصافح بها خلقه.

525/ (3) - حدّثنا قتيبة، عن جرير، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم في الحجر:

و اللّ?ه ليبعثنّه اللّ?ه يوم القيامة له عينان يبصر بهما و لسان ينطق به، يشهد علي من استلمه بحقّ.


1- أي ظهر لهم حتّي رأوه.
2- المعجم الأوسط 1: 337/ 567، صحيح ابن خزيمة 4: 221/ 2737 باختلاف يسير، العلل المتناهية 2: 576/ 945، المستدرك علي الصحيحين 1: 457، مسند أحمد 2: 211 روي صدره، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 16/ 1058، مجمع الزوائد 3: 242، الترغيب و الترهيب 2: 194/ 14، الدرّ المنثور 1: 327.
3- سنن الترمذي 3: 294/ 961، مسند أحمد 1: 291 و فيه: «ليبعثنّ اللّ?ه الحجر»، كتاب الترغيب و الترهيب 2: 17/ 1059 روي مختصراً، الترغيب و الترهيب 2: 193/ 12، كنز العمال 12: 214/ 34723، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 26/ 3712، موارد الظمآن: 48 ذ 1005.

ص:191

526/ (1) - حدّثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي، حدثنا بكر بن محمّد القرشي، حدثنا الحارث بن غسان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- رضي اللّ?ه عنهما- قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

يبعث اللّ?ه الحجر الأسود و الرّكن اليماني يوم القيامة و لهما عينان و لسان و شفتان، يشهدان لمن استلمهما بالوفاء.

527/ (2) - حدّثنا قتيبة، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن الزبير بن عربي:

أنّ رجلًا سأل ابن عمر عن استلام الحجر؟ فقال: رأيت النبي صلي الله عليه و سلم يستلمه و يقبّله، فقال الرجل: أ رأيت إن غُلبت عليه؟ أ رأيت إن زوحِمتُ؟ فقال ابن عمر:

اجعل باليمن، رأيت النبيّ صلي الله عليه و سلم يستلمه و يقبّله.

مسح الحجر و الركن اليماني

528/ (3) - حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حمّاد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّ?ه بن عبيد بن عمير قال:

قال رجل لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما لي أراك تستلم الركنين و لا تتركهما؟

و كان ابن عمر يفعله، قال: إنّي سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول: إنّ مسحهما يحطّ الذنوب.

529/ (4) - عبد الرزاق، عن معمر و الثوري، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّ?ه


1- المعجم الكبير للطبراني 11: 146/ 11432، حلية الأولياء 6: 243، الترغيب والترهيب 2: 194/ 13، مجمع الزوائد 3: 242، كنز العمال 12: 219/ 34752.
2- سنن الترمذي 3: 215/ 861، سنن النسائي 5: 231/ 2946، صحيح البخاري 2: 296/ 202.
3- سنن الترمذي 3: 215/ 861، سنن النسائي 5: 231/ 2946، صحيح البخاري 2: 296/ 202. 3- المعجم الكبير للطبراني 12: 299/ 13446 و 13447، إتحاف السادة المتّقين 4: 273 و 459 روي ذيله، كنز العمال 5: 48/ 11995 و 52/ 12014 روي أيضاً ذيله.
4- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 29/ 8877، مسند أحمد 2: 89 باختلاف يسير، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 11/ 3698، المعجم الكبير للطبراني 12: 297/ 1343، المنتخب من مسند عبد بن حميد: 263/ 831، كنز العمال 12: 215/ 34732، الترغيب و الترهيب 2: 191/ 3، نيل الأوطار 5: 48/ 1.

ص:192

بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

إنّ مسح الحجر الأسود و الركن اليماني يحطّان الخطايا حطّاً.

علّة اسوداد الحجر

530/ (1) - عن المنذر الثوري، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

سألته عن الحجر، فقال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم، و مقام إبراهيم و حجر بني إسرائيل، قال أبو جعفر: إنّ اللّ?ه استودع إبراهيم الحجر الأبيض و كان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسودّ من خطايا بني آدم.

531/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثني سعد بن عبد اللّ?ه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن عبد اللّ?ه بن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا، و ما تناكر منها في الميثاق هو في هذا الحجر الأسود، أما و اللّ?ه إنّ له لعينين و أُذنين و فماً و لساناً ذلقاً، و لقد كان أشدّ بياضاً من اللّبن، و لكنّ المجرمين يستلمونه و المنافقين فبلغ كمثل ما ترون.

532/ (3) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن إسماعيل بن محمّد التغلبي، عن أبي طاهر الورّاق، عن الحسن بن أيّوب، عن عبد الكريم بن عمرو، عن عبد اللّ?ه بن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام:


1- تفسير العيّاشي 1: 59/ 93، البحار 99: 227/ 27، مستدرك الوسائل 9: 431/ 11270.
2- علل الشرائع: 426/ 7، الوسائل 13: 320/ 17842، البحار 61: 139/ 17 و 99: 220/ 9.
3- علل الشرائع: 428/ 2، البحار 99: 221/ 15.

ص:193

أنّه ذكر الحجر فقال: أما إنّ له عينين و أنفاً و لساناً، و لقد كان أشدّ بياضاً من اللبن، أما إنّ المقام كان بتلك المنزلة.

533/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، و الحسين بن سعيد جميعاً، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز بن عبد اللّ?ه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان الحجر الأسود أشدّ بياضاً من اللّبن، فلولا ما مسّه من أرجاس الجاهليّة ما مسّه ذو عاهة إلّا برئ.

534/ (2) - حدّثنا محمّد بن عبد اللّ?ه الحضرمي، حدثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلي، حدّثني أبي، عن ابن أبي ليلي، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:

الحجر الأسود من حجارة الجنّة، و ما في الأرض من الجنّة غيره، و كان أبيض كالمهاة (3) و لو لا ما مسّه من رجس الجاهليّة ما مسّه ذو عاهة إلّا برئ.

535/ (4) - حدّثنا قتيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

نزل الحجر الأسود من الجنّة و هو أشدّ بياضاً من اللّبن، فسوّدته خطايا بني آدم.

536/ (5) - حدثنا محمّد بن البصري، حدثنا أبو الجنيد، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد اللّ?ه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبي صلي الله عليه و آله قال:


1- علل الشرائع: 427/ 1، البحار 99: 221/ 14.
2- المعجم الكبير للطبراني 11: 118/ 11314، مجمع الزوائد 3: 242، الدرّ المنثور 1: 325، كنز العمال 12: 215/ 34727، الترغيب و الترهيب 2: 194/ 17، اتحاف السادة المتّقين 4: 276.
3- المها مقصوراً: جمع مهاة، و هي البلورة.
4- سنن الترمذي 3: 226/ 877، صحيح ابن خزيمة 4: 220/ 2733، الترغيب و الترهيب 2: 194/ 16، شعب الإيمان 3: 450/ 4036، الدرّ المنثور 1: 323.
5- صحيح ابن خزيمة 4: 220/ 2734، الدرّ المنثور 1: 326، الترغيب و الترهيب 2: 194/ 18، كنز العمال 12: 215/ 34728.

ص:194

الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنّة، و إنّما سوّدته خطايا المشركين، يُبعث يوم القيامة مثل أُحد، يشهد لمن استلمه، و قبّله من أهل الدنيا.

الصلاة بين الباب و الحجر

537/ (1) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن أبي عبيدة قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

الصلاة في الحرم كلّه سواء؟ فقال: يا أبا عبيدة ما الصلاة في المسجد الحرام كلّه سواء، فكيف يكون في الحرم كلّه سواء، قلت: فأيّ بقاعه أفضل؟ قال: ما بين الباب إلي الحجر الأسود.

فضل الركن و المقام

538/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الرّكن اليماني باب من أبواب الجنّة لم يغلقه اللّ?ه منذ فتحه.

و في رواية أُخري? بابنا إلي الجنّة الذي منه ندخل.

539/ (3) - محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن محمّد بن حسان السلمي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليه السلام قال:

نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا محمّد، السّلام (4) يقرأك السلام،


1- الكافي 4: 525/ 2، الوسائل 5: 274/ 6530.
2- الكافي 4: 409/ 13، الفقيه 2: 134/ 570 روى ذيله، الوسائل 13: 339/ 17891 و 342/ 17903 و 17904.
3- عقاب الأعمال 250/ 15، الوسائل 1: 123/ 311.
4- السلام: اسم من أسماء اللّ?ه سبحانه.

ص:195

و يقول: خلقت السماوات السبع و ما فيهنّ، و الأرضين السبع و ما عليهنّ، و ما خلقت موضعاً أعظم من الركن و المقام.

(الحديث)

540/ (1) - حدّثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب بن إبراهيم بن مهران الثقفي إملاءً من أصل كتابه، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن هشام بن مهرام المدائني، حدثنا داود بن الزبرقان قال: حدثنا أيّوب السختياني، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

الرّكن و المقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة.

عدد طواف المندوب

541/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

يستحبّ أن تطوف ثلاثمائة و ستّين أُسبوعاً عدد أيّام السنة، فإن لم تستطع فثلاثمائة و ستّين شوطاً، فإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف.

542/ (3) - أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

يستحبّ أن يطاف بالبيت عدد أيّام السنة، كلّ أُسبوع لسبعة أيّام، فذلك اثنان و خمسون أُسبوعاً.

543/ (4) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن الحسين بن


1- المستدرك على الصحيحين 1: 456، الدرّ المنثور 1: 291، كنز العمال 12: 217/ 34740، اتحاف السادة المتّقين 4: 276.
2- الكافي 4: 429/ 14، الفقيه 2: 255/ 1236، الخصال: 602/ 8، التهذيب 5: 135/ 445 و 471/ 1656، الوسائل 13: 308/ 17812، البحار 99: 201/ 5.
3- التهذيب 5: 471/ 1656، الوسائل 13: 309 ذ 17813.
4- الخصال: 602/ 7، البحار 99: 200/ 4.

ص:196

سعيد، عن الحسين بن عليّ بن يقطين، عن بكر بن عليّ بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

يستحبّ أن يطوف الرّجل في مقامه بمكّة عدد أيّام السّنة ثلاثمائة و ستّين أُسبوعاً، فإن لم يقدر علي ذلك طاف ثلاثمائة و ستّين شوطاً.

استحباب إحصاء الأسابيع

544/ (1) - روي معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال:

يستحبّ أن تحصي أُسبوعك في كلّ يوم و ليلة.

545/ (2) - زيد النرسي قال: سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الرجل يحوّل خاتمه ليحفظ به طوافه؟ قال: لا بأس إنّما يريد به التحفّظ.

546/ (3) - أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد اللّ?ه بن جعفر الأصبهاني، أنا يونس بن حبيب، أنا أبو داود الطيالسي، نا همام، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّ?ه بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

من طاف بالبيت سبعاً يحصيه، كتب اللّ?ه له بكلّ خطوة حسنة، و محيت عنه سيّئة، و رفعت له به درجة، و كان له عدل رقبة.

فضل الطواف قبل الحجّ

547/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عن ابن القدّاح،


1- الفقيه 2: 256/ 1242، الوسائل 13: 307/ 17811.
2- أصل زيد النرسي: 55، مستدرك الوسائل 9: 377/ 11119.
3- شعب الإيمان 3: 452 ذ 4041.
4- الكافي 4: 412/ 3، الفقيه 2: 134/ 567، الوسائل 13: 312/ 17822، مرآة العقول 18: 31/ 3.

ص:197

عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

طواف قبل الحجّ أفضل من سبعين طوافاً بعد الحجّ.

فضل الطواف علي الصلاة

548/ (1) - موسي بن القاسم، عن عبد الرحمن، عن حماد، عن حريز قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الطواف بغير أهل مكّة ممّن جاور بها أفضل أو الصلاة؟ فقال: الطواف للمجاورين أفضل، و الصلاة لأهل مكّة و القاطنين بها أفضل من الطواف.

549/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز بن عبد اللّ?ه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الطواف لغير أهل مكّة أفضل من الصلاة، و الصلاة لأهل مكّة أفضل.

550/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من أقام بمكّة سنة فالطواف أفضل له من الصلاة، و من أقام سنتين خلط من ذا و من ذا، و من أقام ثلاث سنين كانت الصلاة أفضل له من الطواف.

طواف النبي صلي الله عليه و آله بالبيت يوم الفتح

551/ (4) - حدّثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن علية، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة:


1- التهذيب 5: 446/ 1555، الوسائل 13: 311/ 17819 وفيه: «لغير أهل مكّة».
2- الكافي 4: 412/ 2، الفقيه 2: 134/ 568، الوسائل 13: 311/ 17818، مرآة العقول 18: 31/ 2.
3- الكافي 4: 412/ 1، الفقيه 2: 256/ 1241، التهذيب 5: 447/ 1556، الوسائل 13: 310/ 17816، مرآة العقول 18: 30/ 1.
4- المصنّف في الأحاديث والآثار 3: 170/ 13137.

ص:198

أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم طاف بالبيت علي بعير، فكان إذا أتي? علي الحجر الأسود أشار إليه.

552/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا يحيي بن أبي بكير، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدّثني خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

طاف رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم علي بعيره، فكلّما أتي? علي الركن أشار إليه و كبّر.

صلاة النبيّ صلي الله عليه و آله خلف المقام

553/ (2) - حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا سلام بن مسكين، حدّثنا ثابت البُناني، عن عبد اللّ?ه بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم لما دخل مكّة طاف بالبيت و صلّي ركعتين خلف المقام، يعني يوم الفتح.

الطواف في عصر القائم عليه السلام

554/ (3) - محمّد بن يحيي?، و غيره، عن أحمد بن [محمّد بن] هلال، عن أحمد بن محمّد، عن رجل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أوّل ما يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلّم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود و الطواف (4).


1- مسند أحمد 1: 264.
2- سنن أبي داود 2: 438/ 1871.
3- الكافي 4: 427/ 1، الفقيه 2: 310/ 1543، البحار 52: 374/ 169، الوسائل 13: 328/ 17865، مرآة العقول 18: 51/ 1.
4- أي يأمر الحجّاج بالاقتصار علي الطواف الواجب و ترك الطواف المستحبّ إفساحاً للمجال أمام الذين يؤدّون الطواف الواجب، لأنّ في زمانه عليه السلام يكون السفر ميسوراً لكلّ مستطيع فيتضاعف عدد الحجّاج.

ص:199

الطواف عن النبيّ و أهل بيته صلوات اللّ?ه عليهم أجمعين

555/ (1) - أبو عليّ الأشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن مهزيار، عن موسي بن القاسم قال:

قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك فقيل لي: إنّ الأوصياء لا يطاف عنهم، فقال لي: بل طف ما أمكنك فإنّه جائز، ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك و عن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّ?ه، ثمّ وقع في قلبي شي ء فعملت به، قال: و ما هو؟ قلت:

طفت يوماً عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، فقال ثلاث مرّات: صلّي اللّ?ه علي رسول اللّ?ه، ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين، ثمّ طفت اليوم الثالث عن الحسن عليهما السلام، و الرّابع عن الحسين عليه السلام، و الخامس عن عليّ بن الحسين عليهما السلام، و السادس عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، و اليوم السابع عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، و اليوم الثامن عن أبيك موسي عليه السلام، و اليوم التاسع عن أبيك عليّ عليه السلام، و اليوم العاشر عنك يا سيّدي، و هؤلاء الذين أدين اللّ?ه بولايتهم.

فقال: إذن و اللّ?ه تدين اللّ?ه بالدّين الذي لا يقبل من العباد غيره، قلت: و ربّما طفت عن أُمّك فاطمة عليها السلام و ربّما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّ?ه.

الطواف عن أقارب النبيّ صلي الله عليه و آله

556/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن حمدان بن سليمان، عن الحسن بن محمّد بن سلام، عن أحمد بن بكر بن عصام، عن داود الرقي قال:


1- الكافي 4: 314/ 2، التهذيب 5: 450/ 1572، الوسائل 11: 200/ 14620.
2- الكافي 4: 544/ 21، الفقيه 2: 307/ 1527، الوسائل 13: 397/ 18056.

ص:200

دخلت علي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام ولي علي رجل مال قد خفت تواه (1) فشكوت إليه ذلك، فقال لي: إذا صرت بمكّة فطف عن عبد المطلب طوافاً و صلّ عنه ركعتين، وطف عن أبي طالب طوافاً و صلّ عنه ركعتين، وطف عن عبد اللّ?ه طوافاً و صلّ عنه ركعتين، وطف عن آمنة طوافاً و صلّ عنها ركعتين، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافاً و صلّ عنها ركعتين، ثمّ ادع اللّ?ه أن يردّ عليك مالك.

قال: ففعلت ذلك، ثمّ خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف يقول: يا داود حبستني، تعال فاقبض مالك.

الطواف و الصلاة في الجاهليّة

557/ (2) - حدّثنا محمّد بن عليّ بن الشاه قال: حدّثنا أبو حامد قال: حدّثنا أبو يزيد قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا أنس بن محمّد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله:

أنّه قال في وصيّته له: يا عليّ إنّ عبد المطّلب سنَّ في الجاهلية خمس سنن أجراها اللّ?ه له في الإسلام- إلي أن قال: - و لم يكن للطواف عدد عند قريش، فسنّ فيهم عبد المطّلب سبعة أشواط، فأجري اللّ?ه ذلك في الإسلام. يا علي إنّ عبد المطّلب كان لا يستقسم بالأزلام، و لا يعبد الأصنام، و لا يأكل ما ذبح علي النصب، و يقول:

أنا علي دين أبي إبراهيم عليه السلام.

558/ (3) - عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري:


1- التوى: هلاك المال.
2- الخصال: 313 ذ 90، الفقيه 4: 264/ 824، الوسائل 13: 331/ 17873، البحار 99: 384 ذ 4.
3- تفسير القرآن 1: 228، جامع البيان 8: 120.

ص:201

إنّ العرب كانت تطوف بالبيت عراة إلّا الحمس- قريشاً و أحلافها- فمن جاء من غيرهم وضع ثيابه و طاف في ثوبي أحمس؛ فإنّه يحلّ له أن يلبس ثيابه، فإن لم يجد من يعيره من الحمس، فإنّه يلقي ثيابه و يطوف عرياناً، و إن طاف في ثياب نفسه ألقاها إذا قضي طوافه، يحرّمها فيجعلها حراماً عليه (1).

من دفن من الأنبياء عليهم السلام و غيرهم حول الكعبة

559/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

دفن في الحِجْر ممّا يلي الركن الثالث عذاري? بنات إسماعيل.

560/ (3) - بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحجر: بيت إسماعيل و فيه قبر هاجر و قبر إسماعيل عليه السلام.

561/ (4) - نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن الحجر؟ فقال: إنّكم تسمّونه الحطيم، و إنّما كان لغنم إسماعيل، و إنّما دفن فيه أُمّه و كره أن يوطأ قبرها فحجر عليه، و فيه قبور أنبياء.

562/ (5) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن النعمان، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:


1- وتمامه في الحج في القرآن 375/ 997.
2- الكافي 4: 210/ 16، الوسائل 13: 354/ 17930، البحار 12: 117/ 56.
3- الكافي 4: 210/ 16، الوسائل 13: 354/ 17930، البحار 12: 117/ 54.
4- مستطرفات السرائر 36: 52، الوسائل 13: 355/ 17937، البحار 99: 230/ 5.
5- الكافي 4: 210/ 13، علل الشرائع 37: 1 بتفاوت يسير، قصص الأنبياء: 111/ 108، الوسائل 13: 353/ 17929، البحار 12: 104/ 13.

ص:202

إنّ إسماعيل دفن أُمّه في الحجر و حجر عليها لئلّا يوطأ قبر أُمّ إسماعيل في الحجر.

563/ (1) - أخبرنا الأُستاذ أبو القاسم بن كمح، عن الشيخ جعفر الدوريستي، عن الشيخ المفيد، عن أبي جعفر بن بابويه، عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ البرقي، عن أحمد بن محمّد، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ إسماعيل عليه السلام توفّي و هو ابن مائة و ثلاثين سنة، و دفن بالحجر مع أُمّه، فلم يزل بنو إسماعيل ولاة الأمر يقيمون للناس حجّهم و أمر دينهم يتوارثونها كابر عن كابر حتّي كان زمن عدنان بن أُدد.

564/ (2) - أبي رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر أو أبي عبد اللّ?ه عليهما السلام- في حديث إبراهيم و إسماعيل قال:

و توفّي إسماعيل بعده و هو ابن ثلاثين و مائة سنة، فدفن في الحجر مع أُمّه.

565/ (3) - روي أنّ إبراهيم عليه السلام لمّا قضي مناسكه أمره اللّ?ه بالانصراف فانصرف، و ماتت أُمّ إسماعيل، فدفنها في الحجر و حجر عليها، لئلّا يوطأ قبرها.

566/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي، عن معاوية بن عمار الدّهني، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

دفن ما بين الركن اليماني و الحجر سبعون نبيّاً أماتهم اللّ?ه جوعاً و ضرّاً.


1- قصص الأنبياء 112: 112، البحار 12: 113/ 41.
2- علل الشرائع: 38/ 1، الوسائل 13: 355/ 17935، البحار 12: 79/ 8.
3- الفقيه 2: 149/ 658، الوسائل 13: 355/ 17934.
4- الكافي 4: 214/ 10، البحار 14: 464/ 34.

ص:203

567/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني عمّي أبو عبد اللّ?ه أحمد بن محمّد بن حنبل، نا يحيي بن سليمان، عن عبد اللّ?ه بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عبد اللّ?ه بن ضمرة السلولي قال:

ما بين المقام إلي الركن إلي بئر زمزم إلي الحجر قبر سبعة و سبعين نبيّاً، جاءوا حاجّين فماتوا فقبروا هنالك.

الحِجر ليس من البيت

568/ (2) - محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، و عبد اللّ?ه الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن الحجر هل فيه شي ء من البيت؟ فقال: لا، و لا قلامة ظفر.

569/ (3) - محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّي كنت أُصلّي في الحجر فقال لي رجل: لا تصلّ المكتوبة في هذا الموضع، فإنّ في الحجر من البيت، فقال: كذب، صلّ فيه حيث شئت.

570/ (4) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الحجر أ من البيت هو أو فيه شي ء من البيت؟ فقال:

لا و لا قلامة ظفر و لكن إسماعيل دفن أُمّه فيه فكره أن توطأ، فحجر عليه حجراً


1- شعب الايمان 3: 441/ 4006.
2- التهذيب 5: 469/ 1643، الوسائل 5: 276/ 6535.
3- التهذيب 5: 474/ 1670، الوسائل 5: 276/ 6534.
4- الكافي 4: 210/ 16، الوسائل 13: 353/ 28179، البحار 12: 117/ 55.

ص:204

و فيه قبور أنبياء.

571/ (1) - روي أنّ فيه قبور الأنبياء عليهم السلام، و ما في الحجر شي ء من البيت و لا قلامة ظفر.

(الحديث)

علّة تسمية مقام إبراهيم عليه السلام

572/ (2) - حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثني جدّي قال: حدّثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير قال: حدّثنا عبد اللّ?ه بن عباس قال:

لبث إبراهيم ما شاء اللّ?ه أن يلبث ثمّ جاء الثالثة فوجد إسماعيل عليه السلام قاعداً تحت الدّوحة التي بناحية البئر يبري نبلًا أو نبالًا له، فسلّم عليه و نزل إليه فقعد معه، فقال إبراهيم: يا إسماعيل إنّ اللّ?ه تعالي قد أمرني بأمر، فقال له إسماعيل: فأطع ربّك فيما أمرك، فقال إبراهيم: يا إسماعيل أمرني ربّي أن أبني له بيتاً- إلي أن قال: - و يبني الشيخ إبراهيم، فلمّا ارتفع البناء و شقّ علي الشيخ إبراهيم تناوله قرب له إسماعيل هذا الحجر- يعني المقام- فكان يقوم عليه و يبني و يحوله في نواحي البيت حتّي انتهي? إلي وجه البيت.

يقول ابن عباس: فلذلك سمّي مقام إبراهيم لقيامه عليه.

فضل الصلاة عند مقام إبراهيم عليه السلام

573/ (3) - من كتاب المسائل من مسائل داود الحضرمي قال:


1- الفقيه 2: 126/ 542، الوسائل 13: 355/ 17933.
2- أخبار مكّة 1: 59، وتمام الخبر في كتاب الحج في القرآن: 70/ 80.
3- مستطرقات السرائر: 66/ 5، الوسائل 5: 275/ 6533، البحار 99: 231/ 6.

ص:205

سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصلاة بمكّة في أيّ موضع أفضل؟ قال: عند مقام إبراهيم الأوّل (1)، فإنّه مقام إبراهيم و إسماعيل و محمّد صلي الله عليه و آله.

574/ (2) - قال أبو جعفر عليه السلام:

من صلّي عند المقام ركعتين عدلتا عتق ست نسمات.

فضل مقام جبرئيل عليه السلام

575/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

ائت مقام جبرئيل عليه السلام، و هو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فقل: «أَيْ جَوَادُ، أَيْ كَرِيمُ، أَيْ قَرِيبُ، أَيْ بَعِيدُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ».

(الحديث)

فضل ماء الميزاب

576/ (4) - عن يعقوب بن يزيد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن صارم قال:

اشتكي? رجل من إخواننا بمكّة، حتّي سقط للموت، فلقيت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام في الطريق، فقال لي: يا صارم ما فعل فلان؟ فقلت: تركته بحال الموت، فقال: أما لو كنت مكانكم لأسقيته من ماء الميزاب، قال: فطلبناه عند كلّ أحد فلم نجده، فبينا


1- أي عند موضعه الأوّل الذي كان لازقاً بالبيت.
2- الفقيه 2: 134/ 567، الوسائل 13: 304/ 17806.
3- الكافي 4: 557/ 1، التهذيب 6: 8/ 17، الوسائل 14: 346/ 19361، البحار 100: 147/ 8.
4- المحاسن 2: 401/ 2401، الكافي 6: 387/ 6، الوسائل 25: 262/ 31866.

ص:206

نحن كذلك إذا ارتفعت سحابة، ثمّ أرعدت و أبرقت و أمطرت، فجئت إلي بعض من في المسجد، فأعطيته درهماً و أخذت قدحاً، ثمّ أخذت من ماء الميزاب، فأتيته به فسقيته، فلم أبرح من عنده حتّي شرب سويقاً و برئ بعد ذلك.

ص:207

الفصل السادس عشر: في السعي بين الصفا و المروة

فضل السعي بين الصفا و المروة

577/ (1) - قال عليّ بن الحسين عليه السلام: السّاعي بين الصفا و المروة تشفع له الملائكة فتشفع فيه بالايجاب.

578/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله لرجل من الأنصار:

إذا سعيت بين الصفا و المروة سبعة أشواط كان لك عند اللّ?ه أجر من حجّ ماشياً من بلاده، و مثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة.

579/ (3) - روي أنّ الحاجّ إذا سعي? بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه.


1- الفقيه 2: 135/ 577، الوسائل 13: 469/ 18230.
2- المحاسن 1: 139/ 183، الوسائل 13: 471/ 18236، البحار 99: 235/ 10.
3- الفقيه 2: 135/ 576، الوسائل 13: 469/ 18229.

ص:208

علّة السعي

580/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا خلّف إسماعيل بمكّة عطش الصبيّ، فكان فيما بين الصفا و المروة شجر، فخرجتْ أُمّه حتّي قامت علي الصّفا، فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم تجبها أحد، فمضت حتّي انتهت إلي المروة، فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم تجب، ثمّ رجعت إلي الصفا و قالت ذلك، حتّي صنعت ذلك سبعاً، فأجري اللّ?ه ذلك سنّة، و أتاها جبرئيل فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أُمّ ولد إبراهيم، قال لها: إلي من ترككم؟ فقالت: أما لئن قلت ذاك لقد قلت له حيث أراد الذّهاب: يا إبراهيم إلي من تركتنا؟ فقال: إلي اللّ?ه عزّ و جلّ، فقال جبرئيل عليه السلام: لقد وكّلكم إلي كاف، قال: و كان الناس يجتنبون الممرّ إلي مكّة لمكان الماء، ففحص الصبيّ برجله فنبعت زمزم.

قال: فرجعت من المروة إلي الصبيّ و قد نبع الماء، فأقبلت تجمع التّراب حوله مخافة أن يسيح الماء و لو تركته لكان سيحاً، قال: فلمّا رأت الطير الماء حلقت عليه فمرّ ركب من اليمن يريد السفر، فلمّا رأوا الطير قالوا: ما حلقت الطير إلّا علي ماء، فأتوهم فسقوهم من الماء فأطعموهم الركب من الطعام، و أجري اللّ?ه عزّ و جلّ لهم بذلك رزقاً، و كان الناس يمرّون بمكّة فيطعمونهم من الطعام و يسقونهم من الماء.

581/ (2) - عبد اللّ?ه بن الحسن العلوي، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال:


1- الكافي 4: 202/ 2، علل الشرائع: 432/ 1، الوسائل 13: 470/ 18231، البحار 12: 106/ 19 و 99: 233/ 3، جامع الأحاديث 10: 418/ 1241.
2- قرب الإسناد: 237/ 923، الوسائل 13: 471/ 18237.

ص:209

و سألته عن السعي بين الصفا و المروة؟ فقال: جعل لسعي إبراهيم عليه السلام.

582/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم، عن يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

ما من بقعة أحبُّ إلي اللّ?ه من المسعي?، لأنّه يذلّ فيها كلّ جبّار.

و روي أنّه سئل لم جعل السعي؟ فقال: مذلّة للجبّارين.

583/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه قال:

ليس للّ?ه منسك أحبّ إليه من السعي، و ذلك أنّه يذلّ فيه الجبّارين.

584/ (3) - أحمد بن محمّد، عن التيملي، عن الحسين بن أحمد الحلبي، عن أبيه، عن رجل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

جعل السعي بين الصفا و المروة مذلّة للجبّارين.

585/ (4) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار؛ و أحمد بن ادريس جميعاً، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أسلم، عن يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

ما من بقعةٍ أحبّ إلي اللّ?ه عزّ و جلّ من المسعي?، لأنّه يذلّ فيه كلّ جبّار.

إطالة الوقوف علي الصفا و المروة

586/ (5) - موسي بن القاسم، عن النخعي أبي الحسين- يعني أيّوب بن نوح-،


1- الكافي 4: 434/ 3، الفقيه 2: 127/ 546، علل الشرائع 433/ 2، كنز الفوائد: 2/ 82، الوسائل 13: 467- 468/ 18223 و 18224 و 471/ 18235، مرآة العقول 18: 72/ 3، البحار 99: 45/ 34 و 234/ 7.
2- الكافي 4: 434/ 4، الوسائل 13: 468/ 18226، مرآة العقول 18: 72/ 4.
3- الكافي 4: 434/ 5، الوسائل 13: 468/ 18225، مرآة العقول 18: 72/ 5.
4- علل الشرائع 433/ 2، الوسائل 13: 471/ 18235، البحار 99: 234/ 7.
5- التهذيب 5: 147/ 483، الإستبصار 2: 238/ 827، الوسائل 13: 479/ 18249.

ص:210

عن عبيد بن الحارث، عن حمّاد المنقري قال: قال لي أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إن أردت أن يكثر مالك فأكثر الوقوف علي الصفا.

587/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن حمدان بن سليمان، عن الحسن بن عليّ بن الوليد رفعه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف علي الصفا و المروة.

الدعاء عند الوقوف علي الصفا و المروة

588/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي?، عن يعقوب بن شعيب قال: حدّثني جميل قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: هل من دعاء موقّت أقوله علي الصفا و المروة؟ فقال:

تقول إذا وقفت علي الصفا: «لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» ثلاث مرّات.

589/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن زرارة قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام كيف يقول الرّجل علي الصفا و المروة؟ قال: يقول: «لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٍ» ثلاث مرّات.

590/ (4) - في الفقيه: ثمّ أخرج إلي الصفا و قم عليه حتّي تنظر إلي البيت، و تستقبل


1- الكافي 4: 433/ 6، الفقيه 2: 135/ 578، الوسائل 13: 479/ 18250.
2- الكافي 4: 432/ 2، الوسائل 13: 480/ 18252، مرآة العقول 18: 68/ 2.
3- الكافي 4: 432/ 3، الوسائل 13: 478/ 18246، مرآة العقول 18: 68/ 3.
4- الفقيه 2: 318، مستدرك الوسائل 9: 442/ 11291.

ص:211

الركن الذي فيه الحجر الأسود، و احمد اللّ?ه و اثن عليه، و اذكر من آلائه و من حسن ما صنع إليك ما قدرت عليه، ثمّ قل:

«لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٍ» ثلاث مرّات، و تقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ، وَ الْيَقِينَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ» ثلاث مرّات و تقول:

«اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ» - ثلاث مرّات-، و قل: «الْحَمْدُ للّ?هِ» مائة مرّة، و «اللّ?هُ أَكْبَرُ» مائة مرّة، و «سُبْحَانَ اللّ?ه» مائة مرّة، و «لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ» مائة مرّة، و «أَسْتَغْفِرُ اللّ?هَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ» مائة مرّة، و «صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ» مائة مرّة، و تقول: «يَا مَنْ لَا يُخَيِّبُ سَائِلُهُ، وَ لَا يَنْفَدُ نَائِلُهُ، صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَعِذْنِي مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ»، و ادع لنفسك بما أحببت، و ليكن وقوفك علي الصفا أوّل مرّة أطول من غيرها، ثمّ انحدر وقف علي المرقاة الرابعة حيال الكعبة و قلْ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ فِتْنَتِهِ وَ غُرْبَتِهِ وَ وَحْشَتِهِ وَ ظُلْمَتِهِ وَ ضِيقِهِ وَ ضَنْكِهِ، اللَّهُمَّ أَظِلّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظَلّكَ» ثمّ انحدر عن المرقاة و أنت كاشف عن ظهرك و قل:

«يَا رَبِّ الْعَفْوُ، وَ يَا مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَفْو، وَ يَا مَنْ هُوَ أَوْلَي بِالْعَفْوِ، وَ يَا مَنْ يُثِيبُ عَلَي الْعَفْوِ، الْعَفْو الْعَفْو الْعَفْو، يَا جَوَادُ يَا كَرِيمُ، يَا قَرِيبُ يَا بَعِيدُ، ارْدُدْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، وَ اسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَ مَرْضَاتِكَ».

الدعاء عند السعي

591/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:


1- الكافي 4: 434/ 6، الوسائل 13: 482/ 18256، مرآة العقول 18: 72/ 6.

ص:212

انحدر من الصفا ماشياً إلي المروة و عليك السكينة و الوقار، حتّي تأتي المنارة و هي علي طرف المسعي?، فاسْع ملأ فروجك (1) و قل: «بِسْمِ اللّ?هِ وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ وَ صَلَّي اللّ?هُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ عَلَي? أَهْلِ بَيْتِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ وَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» حتّي تبلغ المنارة الأُخري، فإذا جاوزتها فقل: «يَا ذَا الْمَنِّ وَ الْفَضْلِ وَ الْكَرَمِ وَ النَّعْمَاءِ وَ الْجُودِ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».

ثمّ امش و عليك السكينة و الوقار حتّي تأتي المروة، فاصعد عليها حتّي يبدو لك البيت، و اصنع عليها كما صنعت علي الصفا، وطف بينهما سبعة أشواط، تبدأ بالصفا و تختم بالمروة.

592/ (2) - فقه الرضا عليه السلام: ثمّ تنحدر إلي المروة و أنت تمشي، فإذا بلغت حدّ السعي و هي بين الميلين الأخضرين هرول، واسع مل ء فروجك و قل: «رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» فإذا جزت حدّ السعي فاقطع الهرولة، و امش علي السكون و التُّؤَدَة و الوقار، و أكثر من التسبيح، و التكبير و التهليل، و التمجيد، و التحميد للّ?ه، و الصلاة علي رسوله، حتّي تبلغ المروة فاصعد عليه، و قل ما قلت علي الصفا و أنت مستقبل البيت.

ثمّ انحدر منها حتّي تأتي الصفا، تفعل ذلك سبع مرّات، يكون وقوفك علي الصفا أربع مرّات، و علي المروة أربع مرّات، و السعي ما بينهما سبع مرّات، تبدأ بالصفا و تختم بالمروة.

593/ (3) - بعض نسخ الفقه الرضوي صلوات اللّ?ه عليه قال:

ثمّ ائت متوجّهاً إلي المروة، و يكون وقوفك علي الصفا أربع مرار، و علي المروة


1- يعني أسرع في مسيرك.
2- فقه الرضا عليه السلام: 220، مستدرك الوسائل 9: 444/ 11297، البحار 99: 236/ 11.
3- البحار 99: 345، مستدرك الوسائل 9: 445/ 11298.

ص:213

أربع مرار، تفتح بالصفا، و تختم بالمروة، و ليكن آخر دعائك: «اسْتَعْمِلْنِي بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ تَوَفَّنِي عَلَي مِلَّتِهِ، وَ أَعِذْنِي مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ».

و علي المروة فليكن آخر دعائك: «أَخْتِمْ لِيَ اللَّهُمَّ بِخَيْرٍ، وَ اجْعَلْ عَاقِبَتِي إِلَي? خَيْرٍ، اللَّهُمَّ فَقِنِي مِنَ الذُّنُوبِ، وَ اعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، حَتَّي? لَا أَعُودَ بَعْدَهَا أَبَداً، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَاصِمُ الْمَانِعُ».

و إذا نزلت من الصفا و أنت تريد المروة فامش علي هنيأتك و قل: «اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بِطَاعَتِكَ، وَ أَحْيِنَا عَلَي سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ تَوَفَّنَا عَلَي مِلَّةِ رَسُولِكَ، وَ أَعِذْنَا مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ».

فإذا بلغت المسعي? و أنت في بطن الوادي- و هناك ميلان أخضران- فاسْع ما بينهما، و قل في سعيك: «بِسْمِ اللّ?هِ، وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ، وَ صَلَّي اللّ?هُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ عَلَي? آلِهِ، رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ، وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ، وَ اهْدِنِي الطَّرِيقَ الْأَقْوَم، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» حتّي تقطع و تجاوز الميلين، فإنّ النبيّ صلي الله عليه و آله كان يمشي حتّي تضرب قدماه في بطن المسيل، ثمّ يسعي? و يقول: و لا يقطع الأبطح إلّا سدّاً (1).

فتأتي المروة و قل في مشيك: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَة وَ الْأُولَي، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولي» فاصعد عليها حتّي يبدو لك البيت، و استقبل و ارفع يديك، و قل ما قلت علي الصفا، و تكبّر مثل ما كبّرت عليه، ثمّ انحدر من المروة، و امش حتّي تأتي بطن الوادي مثل ما سعيت من الصفا إلي المروة سبعة أشواط.

المواطن التي ليس فيها دعاء موقّت

594/ (2) - عن أبي جعفر عليه السلام، أنّه قال:


1- لعل الصواب: «إلّا شدّاً» كما في لسان العرب، ومنه حديث السعي: «لا يقطع الوادي إلّاشدّاً: أي عدواً».
2- الهداية: 40، مستدرك الوسائل 9: 443/ 11294.

ص:214

سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقّت: الصلاة علي الجنائز، و القنوت، و المستجار، و الصفا، و المروة، و الوقوف بعرفات، و ركعتا الطواف.

595/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، انّه قال:

و تدعو علي الصفا و المروة كلّما رقيت عليها بما قدرت عليه، و تدعو بينهما كذلك (كلّما سرت) (2).

قال صاحب المستدرك: و روينا عن أهل البيت عليهم السلام في ذلك دعاء كثيراً ليس منه شي ء موقّت.


1- دعائم الاسلام 1: 316، مستدرك الوسائل 9: 443/ 11293.
2- بين القوسين غير موجود في الدعائم.

ص:215

الفصل السابع عشر: ما ورد في عرفات

علّة تسمية عرفات

596/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن ثعلبة، عن معاوية قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن عرفات لم سمّيت عرفات؟ فقال: إنّ جبرئيل عليه السلام خرج بإبراهيم يوم عرفة، فلمّا زالت الشمس قال له جبرئيل: يا إبراهيم اعترف بذنبك و اعرف مناسكك، و قد عرّفه ذلك، فسمّيت عرفات، لقول جبرئيل عليه السلام اعترف و اعرف (2).

597/ (3) - حدّثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع بن مسلم القرشي، عن أبي طهفة، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس قال:


1- المحاسن 2: 64/ 1179، علل الشرائع: 436/ 1 باختلاف يسير، البحار 12: 108/ 27 و 99: 253/ 17 و 18، مستدرك الوسائل 10: 26/ 11372.
2- في الباب أحاديث أُخري? ذكرناها في كتاب «حج الأنبياء و الأئمة عليهم السلام» ص 37، و في «الحج في القرآن» ص 69.
3- جامع البيان 2: 167.

ص:216

إنّما سمّيت عرفات لأنّ جبرئيل عليه السلام كان يقول لإبراهيم: هذا موضع كذا، هذا موضع كذا، فيقول: قد عرفت فلذلك سمّيت عرفات.

598/ (1) - حدّثني المثني قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: إنّما سمّيت عرفة لأنّ جبرئيل كان يري إبراهيم عليهما السلام المناسك فيقول: عرفت عرفت، فسمّي عرفات.

حدّ عرفة

599/ (2) - روي معاوية بن عمّار و أبو بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

حدّ مني? من العقبة إلي وادي مُحسِّر (3) و حدّ عرفة من المأزمين (4) إلي أقصي الموقف.

600/ (5) - عدّة عن أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

حدّ عرفات من المأزمين إلي أقصي الموقف.

601/ (6) - عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

كلّ عرفة موقف، و كلّ مزدلفة موقف، و كلّ مني? منحر.

602/ (7) - قال الصادق عليه السلام: حدّ عرفة من بطن عرنة (8) 1 و ثويّة (9) 2 و نمرة (10) 3 إلي ذي


1- نفس المصدر 2: 167.
2- الفقيه 2: 280/ 1375، الوسائل 13: 527/ 18366 و 533/ 18383.
3- 3. وادي محسر: بكسر و تشديدها: واد معترض الطريق بين جمع و مني و هو الي مني أقرب و حد من حدودها.
4- 4. المأزمين: موضع بين عرفة و المشعر.
5- 5. الكافي 4: 462/ 6، التهذيب 5: 179/ 601، الوسائل 13: 531/ 18377.
6- 6. دعائم الاسلام 1: 322، البحار 99: 270/ 24، مستدرك الوسائل 10: 51/ 11428.
7- 7. الفقيه 2: 280/ 1376، الوسائل 13: 533/ 18384.
8- 8. عرنة كهمزة و في لغة بضمّتين: موضع بعرفات و ليس من الموقف. مجمع البحرين
9- 9. الثَّوِيَّة: حدّ من حدود عرفة، و في الحديث: ليست منها. مجمع البحرين
10- 10. نمرة: بفتح النون و كسر الميم و فتح الراء: هي الجبل الذي عليه أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجتَ المأزمين تريد الموقف، و هي أحد حدود عرفة دون عرفة. مجمع البحرين

ص:217

المجاز، و خلف الجبل موقف إلي وراء الجبل، و ليست عرفات من الحرم، و الحرم أفضل منها.

603/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و حدّ عرفة من بطن عُرنة و ثويّة و نمرة إلي ذي المجاز، و خلف الجبل موقف.

604/ (2) - حدّثني المثنّي قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:

عرفة كلّها موقف إلّا عرنة، و جمع كلّها موقف إلّا مُحسّراً.

605/ (3) - حدّثنا هشام بن عمّار، حدثنا القاسم بن عبد اللّ?ه العُمري، حدثنا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

كلّ عرفة موقف، و ارتفعوا عن بطن عرفة، و كلّ المزدلفة موقف، و ارتفعوا عن بطن محسّر، و كلّ مني? منحر إلّا ما وراء العقبة.

الدعاء عند التوجّه إلي عرفات

606/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان،


1- الكافي 4: 461/ 3، التهذيب 5: 179/ 600، الوسائل 13: 531/ 18376.
2- جامع البيان 2: 168.
3- سنن ابن ماجة 2: 1002/ 3012، نصب الراية لأحاديث الهداية 3: 60/ 39.
4- الكافي 4: 461/ 3، التهذيب 5: 179/ 600، الوسائل 13: 528- 529/ 18371 و 18372.

ص:218

عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا غدوت إلي عرفة فقل و أنت متوجّه إليها: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ وَ إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ وَ وَجْهكَ أَرَدْتُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُبَارِكَ لِي فِي رحلَتِي، وَ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَاجَتِي، وَ أَنْ تَجْعَلَنِيَ الْيَوْمَ مِمَّنْ تُبَاهِي بِهِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّي» ثمّ تلبّ و أنت غاد إلي عرفات.

فإذا انتهيت إلي عرفات فاضرب خباك بنمرة- و نمرة هي بطن عُرنة، دون الموقف و دون عرفة- فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل، و صلِّ الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين، و إنّما تعجّل العصر و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدّعاء، فإنّه يوم دعاء و مسألة.

(الحديث)

أفضل الموقف بعرفة

607/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

عرفة كلّها موقفٌ، و أفضل ذلك سفحُ الجبل، و نهي عن النزول و الوقوف بالأراك، و قال: الجبال أفضل.

608/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن مسمع، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

عرفات كلّها موقف، و أفضل الموقف سفح الجبل (3).

609/ (4) - موسي بن القاسم، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار قال:

سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الوقوف بعرفات فوق الجبل أحبّ إليك أم علي


1- دعائم الاسلام 1: 320، البحار 99: 248/ 8، مستدرك الوسائل 10: 22/ 11361.
2- الكافي 4: 463/ 1، الوسائل 13: 534/ 18388.
3- سفح الجبل: أسفله الذي يسفح فيه الماء.
4- التهذيب 5: 180/ 603، الوسائل 13: 532/ 18380.

ص:219

الأرض؟ فقال: علي الأرض.

ثواب الوقوف بعرفات

610/ (1) - أخبرنا محمّد، حدّثني موسي?، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من الذّنوب ذنوب لا تُغفر إلّا بعرفات.

611/ (2) - عبد اللّ?ه بن ضمرة، عن كعب، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، أنّه قال في حديث:

و من وافي? بعرفة فسلم من ثلاث: أُذنه لا تسمع إلّا إلي حقّ، وعيناه أن تنظر إلّا إلي حلال، و لسانه أن ينطق إلّا بحقّ، غفرت ذنوبه و إن كانت مثل زبد البحر.

612/ (3) - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- قال في حديث:

فإذا وقف بعرفات فلو كانت له ذنوباً عدد الثري رجع كما ولدته أُمّه.

613/ (4) - حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بابويه القمّي قال: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبي الحسن عليّ بن الحسين البرقي، عن عبد اللّ?ه بن جبلّة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله- في حديث:

و الذي بعثني بالحقّ بشيراً و نذيراً، إنّ للّ?ه باباً في سماء الدنيا يقال له: باب


1- الجعفريات: 65، دعائم الاسلام 1: 294، البحار 99: 50/ 46، مستدرك الوسائل 10: 30/ 11382.
2- درر اللآلي 1: 19، مستدرك الوسائل 10: 44/ 11408.
3- تفسير العياشي 1: 100 ذ 283، تفسير البرهان 1: 205/ 18، البحار 99: 315/ 6، نور الثقلين 1: 203/ 746.
4- أمالي الصدوق: 162/ 1، الوسائل 13: 550/ 18415، البحار 9: 299- 300 و 99: 249/ 1.

ص:220

الرحمة، و باب التوبة، و باب الحاجات، و باب التفضّل، و باب الإحسان، و باب الجود، و باب الكرم، و باب العفو، و لا يجتمع بعرفات أحد إلّا استأهل من اللّ?ه في ذلك الوقت هذه الخصال.

و إنّ للّ?ه مائة ألف ملك، مع كلّ ملك مائة و عشرون ألف ملك، و للّ?ه علي أهل عرفات رحمة ينزلها علي أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد اللّ?ه ملائكته بعتق أهل عرفات من النار، و أوجب لهم الجنّة، و نادي منادٍ: انصرفوا مغفورين، فقد أرضيتموني و رضيت عنكم.

614/ (1) - أخبرنا الشيخ الأجلّ المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن بن محمّد الطوسي رضي الله عنه قال: حدّثنا الشيخ السعيد الوالد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش بن نصر بن جعفر بن إبراهيم التميمي في بني فزارة قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الوهّاب الإسفرائني إملاءً في المسجد الحرام في ذي الحجّة من سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة قال: حدّثنا أبو سعيد المنذر بن محمّد بن المنذر بهراة قال: حدّثنا يوسف بن موسي المروزي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المغالي أبو عبد اللّ?ه العيني قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مالك، عن أبي زياد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إذا كان يوم عرفة غفر اللّ?ه تعالي للحاجّ الخُلّص، و إذا كان ليلة المزدلفة غفر اللّ?ه تعالي للتجّار الخلّص، و إذا كان يوم مني? غفر اللّ?ه تعالي للجمّالين، و إذا كان عند جمرة العقبة غفر اللّ?ه تعالي للسّؤال، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممّن قال: «لَا إل?هَ إِلَّا اللّ?هُ» إلّا غفر اللّ?ه له.

615/ (2) - زيد النرسي في أصله قال: سمعت عليّ بن مزيد قال: سمعت أبا عبد


1- أمالي الطوسي 1: 316، البحار 99: 16/ 58.
2- أصل زيد النرسي: 49، البحار 99: 262/ 42، مستدرك الوسائل 10: 30/ 11383.

ص:221

اللّ?ه عليه السلام يقول:

ما أحدٌ ينقلب من الموقف من برّ الناس و فاجرهم، مؤمنهم و كافرهم إلّا برحمة و مغفرة، يُغفر للكافر ما عمل في سنته، و لا يغفر له ما قبله و لا ما يفعل بعد ذلك، و يُغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره و جميع ما يعمله في سنته بعد ما ينصرف إلي أهله، من يوم يدخل إلي أهله، و يقال له بعد ذلك: قد غُفر لك، و طهرت من الدّنس، فاستقبل و استأنف العمل.

و حاجّ غفر له ما عمل في عمره، و لا يكتب عليه سيّئة فيما يستأنف، و ذلك أن تدركه العصمة من اللّ?ه، فلا يأتي بكبيرة أبداً، فما دون الكبائر مغفور له.

616/ (1) - قال الصادق عليه السلام: ما من رجل من أهل كورة وقف بعرفة من المؤمنين إلّا غفر اللّ?ه لأهل تلك الكورة من المؤمنين، و ما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين إلّا غفر اللّ?ه لأهل ذلك البيت من المؤمنين.

617/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام:

ما يقف أحدٌ علي تلك الجبال (3) برّ و لا فاجر إلّا استجاب اللّ?ه له، فأمّا البرّ فيستجاب له في آخرته و دنياه، و أمّا الفاجر فيستجاب له في دنياه.

618/ (4) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرّضا عليه السلام قال: و كان أبو جعفر عليه السلام يقول:


1- الفقيه 2: 136/ 584.
2- الكافي 4: 262/ 38، الفقيه 2: 136/ 583، الوسائل 11: 160/ 14526 و 13: 545/ 18405.
3- قال ابن أحمر: الجبال إذا وردت هكذا معرفة غير مضافة، فإنّما يراد بها جبال عرفة لا غير. معجم معالم الحجاز 2: 206
4- قرب الإسناد: 376 ذ 1330، الوسائل 13: 546 ذ 18405، البحار 99: 251/ 7، مستدرك الوسائل 10: 26/ 11371.

ص:222

ما من برّ و لا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو اللّ?ه إلّا استجاب اللّ?ه له، أمّا البرّ ففي حوائج الدُّنيا و الآخرة، و أمّا الفاجر ففي أمر الدّنيا.

619/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن الرّضا عليه السلام قال: سمعته يقول:

ما وقف أحد في تلك الجبال إلّا استجيب له، فأمّا المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم، و أمّا الكفّار لهم في دنياهم.

620/ (2) - حدّثني عن مالك، عن إبراهيم بن أبي عَبلَة، عن طلحة بن عبيد اللّ?ه بن كريز:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر و لا أدحر (3) و لا أحقر و لا أغيظ منه في يوم عرفة، و ما ذاك إلّا لما رأي? فيه من تنزّل الرّحمة، و تجاوز اللّ?ه عن الذّنوب العظام إلّا ما رأي? يوم بدر، قيل: ما رأي? يوم بدر يا رسول اللّ?ه؟ قال:

أما إنّه قد رأي? جبرائيل عليه السلام يزع الملائكة.

621/ (4) - أخبرنا عبد الرزّاق، عمّن سمع قتادة يقول: حدّثنا خلاس بن عمرو، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يوم عرفة:

أيّها الناس إنّ اللّ?ه تطوّل عليكم في هذا اليوم، فيغفر لكم إلّا التبعات فيما بينكم، و وهب مسيئكم لمحسنكم، و أَعطي مُحسنكم ما سأل، اندفعوا بسم اللّ?ه (5) 1.


1- الكافي 4: 256/ 19، عدّة الداعي: 47، البحار 99: 261/ 39، الوسائل 11: 160/ 14525 و 13: 546 ذ 54618.
2- الموطّأ 1: 422/ 245، شعب الإيمان 3: 461/ 4069، الترغيب و الترهيب 2: 201/ 2، المصنّف لعبد الرزّاق 5: 17/ 8832 بتفاوت يسير.
3- أدحر: بالدال و الحاء المهملتين بعدهما راء: أي أبعد و أذلّ.
4- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 17/ 8831، الترغيب و الترهيب 2: 201/ 3، مجمع الزوائد 3: 256، الدرّ المنثور 1: 552، نصب الراية لأحاديث الهداية 3: 65 ذ 44.
5- 1 تمام الحديث في كتابنا «حجّ الأنبياء و الأئمة عليهم السلام»: 141/ 337.

ص:223

622/ (1) - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن سلمان الفقيه، نا أحمد بن محمّد بن عيسي?، نا أبو نعيم، نا مرزوق، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إذا كان يوم عرفة، فإنّ اللّ?ه تبارك و تعالي يباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلي عبادي أَتوْني شُعثاً غُبراً ضاحين (2) من كلّ فجٍّ عميق، أُشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: إنّ فيهم فلاناً مرائياً و فلاناً قال: يقول اللّ?ه عزّ و جلّ: قد غفرت لهم، قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: فما من يومٍ أكثر عتيقاً من النّار من يوم عرفة.

623/ (3) - حدّثنا زياد بن أيّوب، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

إنّ اللّ?ه يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول: انظروا إلي عبادي جاءوني شعثاً غُبراً.

علّة الوقوف بعرفات

624/ (4) - محمّد بن عقيل، عن الحسن بن الحسين، عن عليّ بن عيسي?، عن عليّ بن الحسن، عن محمّد بن يزيد الرفاعيّ رفعه:

أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن الوقوف بالجبل لِمَ لمْ يكن في الحرم؟ فقال: لأنّ


1- شعب الإيمان 3: 460/ 4068، صحيح ابن خزيمة 4: 263/ 2840 باختلاف يسير، شرح السنّة 9: 156/ 1931 كما في ابن خزيمة، الترغيب والترهيب 2: 201 ذ 1.
2- ضاحين أي بارزين للشمس غير مستترين منها.
3- صحيح ابن خزيمة 4: 263/ 2839، مسند أحمد 2: 305 باختلاف يسير، المستدرك على الصحيحين 1: 465، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان: 284/ 1007، حلية الأولياء 3: 305 وفي آخره: «أُشهدكم أنّي قد غفرت لهم»، كتاب الأسماء والصفات: 210، الترغيب والترهيب 2: 188/ 14 و 203/ 8، كنز العمال 5: 65/ 12074، الدرّ المنثور 1: 547.
4- الكافي 4: 224/ 1، التهذيب 5: 448/ 1565، الوسائل 11: 225/ 14661.

ص:224

الكعبة بيته و الحرم بابه، فلمّا قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرّعون.

(الحديث)

625/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن الجراح العدل بمرو، نا عيسي بن عبد اللّ?ه القرشي، نا صدقة بن حرب الدينوري، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الدارمي عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة قال:

سئل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن الوقوف بالجبل، و لِمَ لمْ يكن في الحرم؟ قال:

لأنّ الكعبة بيت اللّ?ه، و الحرم باب اللّ?ه، فلمّا قصدوه وافدين وَقَفَهُم بالباب يتضرّعون.

علّة الوقوف بعد العصر

626/ (2) - حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبي الحسن عليّ بن الحسن البرقي، عن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:

جاء نفر من اليهود إلي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فسأله أعلمهم عن مسائل، و كان فيما سأله أن قال: أخبرني لأيّ شي ء أمر اللّ?ه بالوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: إنّ العصر هي التي عصي? آدم فيها ربّه، ففرض اللّ?ه عزّ و جلّ علي أُمّتي الوقوف و التضرّع و الدعاء في أحبّ المواضع إليه، و تكفّل لهم بالجنّة، و الساعة التي ينصرف بها الناس هي الساعة التي تلقّي? فيها آدم من ربّه كلمات فتاب عليه، إنّه هو التوّاب الرحيم.

(الحديث)


1- شعب الإيمان 3: 468/ 4084، الترغيب والترهيب 2: 206/ 16.
2- أمالي الصدوق: 162/ 1، الوسائل 13: 550/ 18415، البحار 9: 299/ 300 و 99: 249/ 1.

ص:225

فضل ليلة عرفة

627/ (1) - عن النبي صلي الله عليه و آله قال: إذا كانت عشيّة عرفة يقول اللّ?ه لملائكته: انظروا إلي عبادي و إمائي شعثاً غبراً، جاءوني من كلّ فجّ عميق، لم يرَوا رحمتي و لا عذابي- يعني الجنّة و النار- أُشهدِكُم ملائكتي إنّي قد غفرت لهم الحاجّ و غير الحاجّ، فلم يُر يوماً أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة و ليلتها.

628/ (2) - قال الصادق عليه السلام: إذا كان عشيّة عرفة بعث اللّ?ه عزّ و جلّ ملكين يتصفّحان وجوه الناس، فإذا فقدا رجلًا قد عوّد نفسه الحجّ قال لصاحبه: يا فلان ما فعل فلان؟ قال: فيقول: اللّ?ه أعلم، قال: فيقول أحدهما: اللّهمّ إن كان حبسه عن الحجّ فقر فاغنه، و إن كان حبسه دين فاقض عنه دينه، و إن كان حبسه مرض فاشفه، و إن كان حبسه موت فاغفر له و ارحمه.

629/ (3) - عن عليّ بن الحسين عليهما السلام- في حديث قال:

إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ إذا كان عشيّة عرفة و ضحوة (4) يوم مني? باهي? كرام ملائكته بالواقفين بعرفات و مني.

630/ (5) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا أزهر بن القاسم، حدثنا المثنّي?- يعني ابن سعيد-، عن قتادة، عن عبد اللّ?ه بن بابا، عن عبد اللّ?ه بن عمرو بن العاص، أنّ النبي صلي الله عليه و سلم كان يقول:

إنّ اللّ?ه عزّ و جلّ يُباهي ملائكته عشيّة عرفة بأهل عرفة فيقول: «انظروا إلي


1- مستدرك الوسائل 10: 32/ 11385 عن لبّ اللباب.
2- الفقيه 2: 137/ 588، الوسائل 11: 135/ 14453.
3- تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 608، البحار 99: 259/ 37، مستدرك الوسائل 10: 41.
4- ضَحْوَةُ النهار: بعد طلوع الشمس، قال الجوهري: ثمّ بعده الضُّحي و هي حين تشرق الشمس. مجمع البحرين
5- مسند أحمد 2: 224، المعجم الصغير 1: 208، الدرّ المنثور 1: 547، الترغيب و الترهيب 2: 204/ 9، كنز العمال 5: 65/ 12073.

ص:226

عبادي أتوني شُعثاً غُبراً».

الدعاء بعرفات

631/ (1) - في كتاب الدعوات: روي جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يرفعه إلي النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال: من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر اللّ?ه له، و الدعاء:

اللَّهُمَّ يَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَي، وَ مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَي، وَ عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَ مُنْتَهَي? كُلِّ حَاجَةٍ، يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَي الْعِبَادِ، يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ، يَا جَوَادُ، يَا مَنْ لَا يُوَارِي مِنْهُ لَيْلٌ دَاجٍ، وَ لَا بَحْرٌ عَجَّاجٌ، وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَ لَا ظُلَمٌ ذَاتُ ارْتِتَاجٍ، يَا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيَاءٌ، أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمُ، الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَ خَرَّ مُوسي? صَعِقاً، و بِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّمَاوَاتِ بِلَا عَمَدٍ، وَ سَطَحْتَ بِهِ الْأَرْضَ عَلَي وَجْهِ مَاءٍ جَمَدٍ.

وَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطَّاهِرِ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَ بِاسْمِكَ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ الْبُرْهَانِ، الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلَي كُلِّ نُورٍ، وَ نُورٌ مِنْ نُورٍ، يُضِي ءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ، إِذَا بَلَغَ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ، وَ إِذَا بَلَغَ السَّمَاوَاتِ فُتِحَتْ، وَ إِذَا بَلَغَ الْعَرْشَ اهْتَزَّ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرَائِصُ مَلَائِكَتِكَ.

وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَي? صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلَي جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ جَمِيعِ الْمَلَائِكَةِ، وَ بِالْاسْمِ الَّذِي مَشَي? بِهِ الخِضْرُ عَلَي قُلَلِ الْمَاءِ، كَمَا مَشَي? بِهِ عَلَي جَدَدِ الْأَرْضِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسَي، وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ، وَ أَنْجَيْتَ بِهِ مُوسَي بْنَ عِمْرَانَ وَ مَنْ مَعَهُ.

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ مُوسَي بْنُ عِمْرَانَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَ أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيي? عِيسَي بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتَي?، وَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً، وَ أَبْرَءَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَ جَبْرَئِيلُ


1- إقبال الأعمال: 325- 329.

ص:227

وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ، وَ حَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، وَ أَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ.

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ تَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَي? فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ نَجَّيتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذ?لِكَ تُنْجِي الْمُؤمِنِينَ.

وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ دَاوُدَ وَ خَرَّ لَكَ سَاجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلَاءُ فَعَافَيْتَهُ، وَ آتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَ ذِكْري? لِلْعَالَمِينَ.

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَ قُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ، وَ جَمَعْتَ شَمْلَهُ.

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ سُلَيْمَانُ، فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ الْبُرَاقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، إِذْ قَالَ تَعَالي?:

سُبْح?انَ الَّذِي أَسْري? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَر?امِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي (1) و قوله:

سُبْح?انَ الَّذِي سَخَّرَ لَن?ا ه?ذ?ا وَ م?ا كُنّ?ا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنّ?ا إِلي? رَبِّن?ا لَمُنْقَلِبُونَ (2).

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرئِيلُ عَلَي مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَ بِحَقِّ إِبْرَاهِيمَ، وَ بِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضَاءِ، وَ بِحَقِّ الْمَوَازِينِ إِذَا نُصِبَتْ، وَ الصُّحُفِ إِذَا نُشِرَتْ وَ بِحَقِّ الْقَلَمِ وَ مَا جَرَي?، وَ اللَّوْحِ وَ مَا أَحْصَي?، وَ بِحَقِّ الْاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلَي سُرَادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَ الدُّنْيَا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ بِأَلْفَيْ عَامٍ.


1- الاسراء 17: 1.
2- الزخرف 43: 13.

ص:228

وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ فِي خَزَائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَ لَا عَبْدٌ مُصْطَفًي، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ الْبِحَارُ، وَ قَامَتْ بِهِ الْجِبَالُ، وَ اخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ، وَ بِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ بِحَقِّ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، وَ بِحَقِّ طه وَ ي?س وَ ك?ه?يعص وَ ح?معسق، وَ بِحَقِّ تَوْرَاةِ مُوسي? وَ إِنْجِيلِ عِيسي? وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ فُرْقَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ علَي? جَمِيعِ الرُّسُلِ وَ بَاهِيّاً شَرَاهِيّاً.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُنَاجَاتِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مُوسَي بْنِ عِمْرَانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلَي الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النِّيرَانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ فَقُلْتَ يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلَاماً، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلَي سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ الْكَرَامَةِ، يَا مَنْ لَا يُخْفِيهِ سَائِلٌ وَ لَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ، يَا مَنْ بِهِ يُسْتَغَاثُ وَ إِلَيْهِ يُلْجَأُ، أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَ مُنْتَهَي الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ جَدِّكَ الْأَعْلَي وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ الْعُلَي?.

اللَّهُمَّ رَبَّ الرِّيَاحِ وَ مَا ذَرَتْ وَ السَّمَاءِ وَ مَا أَظَلَّتْ، وَ الْأَرْضِ وَ مَا أَقَلَّتْ، وَ الشَّيَاطِينَ وَ مَا أَضَلَّتْ، وَ الْبِحَارِ وَ مَا جَرَتْ، وَ بِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَ بِحَقِّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَ الرَّوْحَانِيِّينَ وَ الْكَرُّوبِيِّينَ وَ الْمُسَبِّحِينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ لَا يَفْتَرُونَ، وَ بِحَقِّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ، وَ بِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنَادِيكَ بَيْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ تَسْتَجِيبُ لَهُ دُعَاءَهُ يَا مُجِيبُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ ه?ذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِه?ذِهِ الدَّعَوَاتِ، أَنْ تَغْفِرَ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَ مَا أَخَّرْنَا، وَ مَا أَسْرَرْنَا وَ مَا أَعْلَنَّا، وَ مَا أَبْدَيْنَا وَ مَا أَخْفَيْنَا، وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا إِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

يَا حَافِظَ كُلِّ غَرِيبٍ، يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، يَا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ، يَا نَاصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ، يَا رَازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ، يَا مُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ، يَا صَاحِبَ كُلِّ مُسَافِرٍ، يَا عِمَادَ كُلِّ حَاضِرٍ، يَا غَافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِيئَةٍ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، يَا كَاشِفَ كَرْبِ

ص:229

الْمَكْرُوبِينَ، يَا فَارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومِينَ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ، يَا مُنْتَهَي? غَايَةَ الطَّالِبِينَ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، يَا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ، يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ، يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يَا أَقْدَرَ الْقَادِرِينَ.

اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّمَاءِ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشَّقَاءَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُظْلِمُ الْهَوَاءَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي لَا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ يَا اللّ?هُ، وَ احْمِلْ عَنِّي كُلَّ تَبِعَةٍ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ يُسْراً، وَ أَنْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي حَتَّي لَا أَرْجُوَ غَيْرَكَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَ عَافِنِي فِي مَقَامِي وَ اصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَ نَهَارِي، وَ مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَ مِنْ خَلْفِي، وَ عَنْ يَمِينِي وَ عَنْ شِمَالِي، وَ مِنْ فَوْقِي وَ مِن تَحْتِي، وَ يَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ، وَ أَحْسِنْ لِيَ التَّيْسِيرَ، وَ لَا تَخْذُلْنِي فِي الْعَسِيرِ، وَ اهْدِنِي يَا خَيْرَ دَلِيلٍ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَي? نَفْسِي فِي الْأُمُورِ، وَ لَقِّنِي كُلَّ سُرُورٍ، وَ اقْلِبْنِي إِلَي? أَهْلِي بِالْفَلَاحِ وَ النَّجَاحِ مَحْبُوراً فِي الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ، إِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٍ، وَ ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ، وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ، وَ أَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ وَ نَارِكَ، وَ اقْلِبْنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي إِلَي? جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَ مِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ، وَ مِنْ حُلُولِ نِقْمَتِكَ، وَ مِنْ نُزُولِ عَذَابِكَ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَ دَرَكَ الشَّقَاءِ، وَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ، وَ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَ مِنْ شَرِّ مَا فِي الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ.

اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْأَشْرَارِ وَ لَا مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، وَ لَا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الْأَخْيَارِ، وَ أَحْيِنِي حَيَاةً طَيِّبَةً، وَ تَوَفَّنِي وَفَاةً طَيِّبَةً، تُلْحِقنِي بِالْأَبْرَارِ، وَ ارْزُقْنِي مُرَافَقَةَ الْأَنْبِيَاءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.

ص:230

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَي حُسْنِ بَلَائِكَ وَ صُنْعِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَي الْإِسْلَامِ وَ اتِّبَاعِ السُّنَّةِ، يَا رَبِّ كَمَا هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَ عَلَّمْتَهُمْ كِتَابَكَ فَاهْدِنَا وَ عَلِّمْنَا، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَي حُسْنِ بَلَائِكَ وَ صُنْعِكَ عِنْدِي خَاصَّةً، كَمَا خَلَقْتَنِي فَأَحْسَنْتَ خَلْقِي، وَ عَلَّمْتَنِي فَأَحْسَنْتَ تَعْلِيمِي، وَ هَدَيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ هِدَايَتِي.

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَي إِنْعَامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَ حَدِيثاً، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ، وَ كَمْ مِنْ غَمٍّ يَا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ، وَ كَمْ منْ هَمٍّ يَا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ، وَ كَمْ مِنْ بَلَاءٍ يَا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ، وَ كَمْ مِنْ عَيْبٍ يَا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَي كُلِّ حَالٍ فِي كُلِّ مَثْويً وَ زَمَانٍ وَ مُنْقَلَبٍ وَ مَقَامٍ، وَ عَلَي? ه?ذِهِ الْحَالِ وَ كُلِّ حَالٍ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي منْ أَفْضَلِ عِبَادِكَ نَصِيباً فِي ه?ذَا الْيَوْمِ، مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ، أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ، أَوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ، أَوْ بَلَاءٍ تَدْفَعُهُ، أَوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ، أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، أَوْ عَافِيَةٍ تُلْبِسُهَا، فَإِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، وَ بِيَدِكَ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، وَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْكَرِيمُ، الْمُعْطِي الَّذِي لَا يُرَدُّ سَائِلُهُ، وَ لَا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، وَ لَا يَنْقُصُ نَائِلُهُ، وَ لَا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، بَلْ يَزْدَادُ كَثْرَةً وَ طِيباً وَ عَطَاءً وَ جُوداً، وَ ارْزُقْنِي مِنْ خَزَائِنِكَ الَّتِي لَا تَفْنَي، وَ مِنْ رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ، إِنَّ عَطَاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً وَ أَنْتَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

632/ (1) - دعاء آخر في عشيّة عرفة: يَا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِي لَا تَضُرُّكَ، وَ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِي لَا تَنْقُصُكَ، فَأَعْطِنِي مَا لَا يَنْقُصُكَ، وَ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَضُرُّكَ.

633/ (2) - و من الأدعية في عشيّة عرفة: «اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ، بِشَرِّ مَا عِنْدِي، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي بِتَعَبِي وَ نَصَبِي فَلَا تَحْرِمْنِي أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَي مُصِيبَتِهِ».

634/ (3) - يستحبّ أن يدعو ليلة الجمعة و يومها و ليلة عرفة و يومها بهذا الدعاء:


1- إقبال الأعمال: 420، البحار 98: 291، مستدرك الوسائل 10: 38/ 11400.
2- إقبال الأعمال: 420، البحار 98: 291، مستدرك الوسائل 10: 38/ 11401.
3- مصباح الكفعمي: 94- 95.

ص:231

اللَّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَ تَهَيَّأَ وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَي? مَخْلُوقٍ، رَجَاءَ رَفْدِهِ وَ طَلَبَ نَائِلِهِ وَ جَائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ تَعْبِيَتِي وَ اسْتِعْدَادِي رَجَاءَ عَفْوِكَ وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ جَائِزَتِكَ، فَلَا تُخَيِّبْ دُعَائِي، يَا مَنْ لَا يُخَيِّبُ عَلَيْهِ سَائِلٌ، وَ لَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلْتُهُ، وَ لَا لِوِفَادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ، أَتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلَي نَفْسِي بِالْإِسَاءَةِ وَ الظُّلْمِ، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِي وَ لَا عُذْرَ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَاطِئِينَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَي عَظِيمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ.

فَيَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَ عَفْوُهُ عَظِيمٌ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ، لَا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ، وَ لَا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لِي يَا إِل?هِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِهَا مَيْتَ الْبِلَادِ، وَ لَا تُهْلِكْنِي غَمّاً حَتَّي? تَسْتَجِيبَ لِي، وَ تُعَرِّفَنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي وَ أَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إِلَي? مُنْتَهَي? أَجَلِي وَ لَا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي.

اللَّهُمَّ إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي، وَ إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي، وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ، وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَ لَا فِي نِقْمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَ إِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ، وَ إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَي الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَ قَدْ تَعَالَيْتَ يَا إِل?هِي عَنْ ذ?لِكَ عُلُوّاً كَبِيراً.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي، وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَ أَسْتَنْصِرُكَ عَلَي عَدُوِّي فَانْصُرْنِي، وَ أَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَ أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِل?هِي فَاغْفِرْ لِي، آمِينَ آمِينَ آمِينَ.

635/ (1) - موسي بن القاسم، عن إبراهيم- يعني ابن أبي السماك-، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّما تعجّل الصلاة، و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء، فإنّه يوم دعاء و مسألة،


1- التهذيب 5: 182/ 611، الكافي 4: 464 ذ 4، الوسائل 13: 538/ 18394.

ص:232

ثمّ تأتي الموقف و عليك السكينة و الوقار، فاحمد اللّ?ه و هلّله و مجّده و أثن عليه و كبّره مائة مرّة، و احمده مائة مرّة، و سبّحه مائة مرّة، و اقرأ قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ مائة مرّة، و تخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، و اجتهد فإنّه يوم دعاء و مسألة، و تعوّذ باللّ?ه من الشيطان، فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، و إيّاك أن تشتغل بالنظر إلي الناس و أقبل قبل نفسك، و ليكن فيما تقوله:

«اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ فَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَخْيَبِ وَفْدِكَ، وَ ارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ مِنَ الْفَجِّ الْعَمِيقِ».

و ليكن فيما تقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشَاعِرِ كُلِّهَا، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ».

و تقول: «اللَّهُمَّ لَا تَمْكُرْ بِي، وَ لَا تَخْدَعْنِي، وَ لَا تَسْتَدْرِجْنِي».

و تقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَوْلِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ مَنِّكَ وَ فَضْلِكَ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تَفْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا».

و ليكن فيما تقول و أنت رافع رأسك إلي السماء: «اللَّهُمَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرُّنِي مَا مَنَعْتَنِي، وَ الَّتِي إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي، أَسْأَلُكَ خَلَاصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ».

و ليكن فيما تقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ مُلْكُ يَدِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، وَ أَجَلِي بِعِلْمِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي، وَ أَنْ تُسَلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكِيَ الَّتِي أَرَيْتَهَا خَلِيلَكَ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ، وَ دَلَلْتَ عَلَيْهَا نَبِيَّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

و ليكن فيما تقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلهُ، وَ أَطَلْتَ عُمْرَهُ، وَ أَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَيَاةً طَيِّبَةً» و يستحبّ أن يطلب عشيّة عرفة بالعتق و الصدقة.

ص:233

636/ (1) - روي زرعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت و سبّح اللّ?ه مائة مرّة، و كبّر اللّ?ه مائة مرّة، و تقول: «مَا شَاءَ اللّ?هُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّ?هِ» مائة مرّة، و تقول: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» مائة مرّة، ثمّ تقرأ عشر آيات من أوّل سورة البقرة ثمّ تقرأ قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ ثلاث مرّات و تقرأ آية الكرسي حتّي تفرغ منها.

ثمّ تقرأ آية السخرة: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّ?هُ الَّذِي خَلَقَ السَّم?او?اتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّ?امٍ ثُمَّ اسْتَوي? عَلَي الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّه?ارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً (2) إلي آخره، ثمّ تقرأ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّ?اسِ حتّي تفرغ منهما.

ثمّ تحمد اللّ?ه عزّ و جلّ علي كلّ نعمة أنعم عليك، و تذكر أنعمه واحدة واحدة ما أحصيت منها، و تحمده علي ما أنعم عليك من أهل أو مال، و تحمد اللّ?ه تعالي علي ما أبلاك، و تقول: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَي نَعْمَائِكَ الَّتِي لَا تُحْصَي بِعَدَدٍ، وَ لَا تُكَافَأُ بِعَمَلٍ» و تحمده بكلّ آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، و تسبّحه بكلّ تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، و تكبّره بكلّ تكبير كبّر به نفسه في القرآن، و تهلّله بكلّ تهليل هلّل به نفسه في القرآن، و تصلّي علي محمّد و آل محمّد و تكثر منه و تجتهد فيه، و تدعو اللّ?ه عزّ و جلّ بكلّ اسم سمّي به نفسه في القرآن، و بكلّ اسم تحسنه، و تدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر و تقول:

«أَسْأَلُكَ يَا اللّ?هُ يَا رَحْم?انُ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ عِزَّتِكَ، وَ بِجَمِيعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَ بِجَمْعِكَ وَ بِأَرْكَانِكَ كُلِّهَا، وَ بِحَقِّ رَسُولِكَ صَلَوَاتُ اللّ?هِ عَلَيْهِ، وَ بِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ، وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ لَا تَخَيِّبَهُ،


1- الفقيه 2: 322/ 1545، الوسائل 13: 540/ 18397.
2- الأعراف 7: 54.

ص:234

وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَيكَ أَنْ لَا تَرُدَّهُ وَ أَنْ تُعْطِيَه مَا سَأَلَ، أَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي فِي جَمِيعَ عِلْمِكَ فِيَّ» و تسأل اللّ?ه حاجتك كلّها من أمر الآخرة و الدنيا و ترغب إليه في الوفادة في المستقبل في كلّ عام، و تسأل اللّ?ه الجنّة سبعين مرّة، و تتوب إليه سبعين مرّة.

و ليكن من دعائك: «اللَّهُمَّ فُكَّنِي مِنَ النَّارِ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ» فإنْ نفد هذا الدعاء و لم تغرب الشمس فأعده من أوّله إلي آخره، و لا تملّ من الدعاء و التضرّع و المسألة.

637/ (1) - أخبرنا محمّد بن عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمدان، نا عليّ بن الحسين بن عبد الصمد الطيالسي علان الحافظ، نا أبو إبراهيم الترجماني، نا عبد الرحمن بن محمّد الطلحي، نا عبد الرحمن بن محمّد المحاربي، عن محمّد بن روقة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه- رضي اللّ?ه عنهما- قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من مسلمٍ يقف عشيّة عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه، ثمّ يقول: «لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ، وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» مائة مرّة، ثمّ يقرأ: قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ مائة مرّة، ثمّ يقول: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ عَلَي? آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَي إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» مائة مرّة، إلّا قال اللّ?ه تعالي: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبّحني و هلّلني، و كبّرني و عظّمني، و عرفني، و أثني عليّ، و صلّي علي نبيّي، اشهدوا ملائكتي أنّي قد غفرت له، و شفّعته في نفسه، و لو سألني عبدي هذا لشفّعته في أهل الموقف كلّهم.


1- شعب الإيمان 3: 463/ 4074، اللآلي المصنوعة 2: 126 عن الشعب و ابن النجّار، الدرّ المنثور 1: 548، الترغيب و الترهيب 2: 205/ 15، كنز العمال 5: 74/ 12110.

ص:235

أعظم الناس جرماً

638/ (1) - أخبرنا محمّد، حدّثني موسي?، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال:

قيل: يا رسول اللّ?ه أيّ أهل عرفات أعظم جرماً؟ قال: الذي ينصرف من عرفات و هو يظنّ أنّه لم يُغفر له، قال جعفر بن محمّد عليهما السلام: يعني الذي يقنط من رحمة اللّ?ه عزّ و جلّ.

639/ (2) - إدريس بن يوسف، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

قلت: أيّ أهل عرفات أعظم جرماً؟ قال: المنصرف من عرفات و هو يظنّ أنّ اللّ?ه لم يغفر له.

640/ (3) - روي أنّ أعظم الناس جرماً من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات و هو يظنّ أنّه لم يغفر له- يعني الذي يقنط من رحمة اللّ?ه عزّ و جلّ-.

استحباب سدّ الخلل

641/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عمر بن حفص، عن سعيد بن يسار قال:

قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام- عشيّة من العشيّات و نحن بمني? و هو يحثّني علي الحجّ و يرغّبني فيه-: يا سعيد أيّما عبد رزقه اللّ?ه رزقاً من رزقه فأخذ ذلك الرزق، فأنفقه علي نفسه و علي عياله، ثمّ أخرجهم قد ضحاهم بالشمس (5) حتّي يقدم بهم عشيّة


1- الجعفريات: 65، دعائم الاسلام 1: 320 روى مختصراً، مستدرك الوسائل 10: 30/ 11381 و 29/ 11379 كما في الدعائم، البحار 99: 248/ 10.
2- الغايات: 84، البحار 99: 263/ 44، مستدرك الوسائل 10: 29/ 11380.
3- الفقيه 2: 137/ 587، الوسائل 13: 547/ 18407.
4- الكافي 4: 263/ 44، الوسائل 13: 536/ 18392.
5- أي أبرزهم للشمس.

ص:236

عرفة إلي الموقف فيقيل، أ لم تر فرجاً تكون هناك فيها خلل (1) و ليس فيها أحد؟

فقلت: بلي جعلت فداك؟ فقال: يجي ء بهم قد ضحاهم حتّي يشعب (2) بهم تلك الفرج (3)، فيقول اللّ?ه تبارك و تعالي لا شريك له: عبدي رزقته من رزقي، فأخذ ذلك الرزق فأنفقه، فضحي? به نفسه و عياله، ثمّ جاء بهم حتّي شعّب بهم هذه الفرجة التماس مغفرتي، أغفر له ذنبه، و أكفيه ما أهمّه و أرزقه.

قال سعيد: مع أشياء قالها نحواً من عشرة.

دعاء الأنبياء عليهم السلام

642/ (4) - روي معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام:

أ لا أُعلّمك دعاء يوم عرفة، و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء؟ فقال عليّ عليه السلام: بلي? يا رسول اللّ?ه، قال: فتقول: «لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ، وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَمَا تَقُولُ، وَ خَيْرُ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِي، وَ دِينِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي، وَ لَكَ تُرَاثِي، وَ بِكَ حَوْلِي وَ مِنْكَ قُوَّتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَ مِنْ وَسْوَاسِ الصَّدْرِ، وَ مِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ، وَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا يَأْتِي بِهِ الرِّيَاحُ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يَأْتِي بِهِ الرِّيَاحُ، وَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ


1- الخلل: منفرج بين الشيئين.
2- الشعب: الرّتق والجمع والإصلاح، يعني عمّر تلك المواضع بعبادته وعبادة أهل بيته وملأها به وبهم وسدّها.
3- الفرج والفرجة بالضمّ: الثلمة في الحائط ونحوه.
4- الفقيه 2: 324/ 1546، التهذيب 5: 183/ 612، الوسائل 13: 539/ 18395.

ص:237

وَ خَيْرَ النَّهَارِ».

الدعاء عند غروب الشمس

643/ (1) - روي زرعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ وَ ارْزُقْنِيهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، وَ اقْلِبْنِي الْيَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي مَرْحُوماً مَغْفُوراً لِي، بَأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ، وَ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَ اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وَ أَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ، وَ بَارِكْ لِي فِيمَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلٍ وَ مَالٍ، أَوْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ، وَ بَارِكْ لَهُمْ فِيَّ» فإذا أفضتَ فاقتصد في السير، و عليك بالدعة، و اترك الوجيف الذي يصنعه كثير من الناس في الجبال و الأودية.

الدعاء لإخوان المؤمنين

644/ (2) - زيد قال: رأيت معاوية بن وهب البجلّي في الموقف و هو قائم يدعو، فتفقدت دعاءه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف واحد، و سمعته يعدّ رجلًا رجلًا من الآفاق يسمّيهم و يدعو لهم حتّي نفر الناس، فقلت له: يا أبا القاسم أصلحك اللّ?ه لقد رأيت منك عجباً، فقال: يا ابن أخي فما الذي أعجبك ممّا رأيت منّي؟ فقال: رأيتك لا تدعو لنفسك، و أنا أرمقك حتّي الساعة فلا أدري أيّ الأمرين أعجب، ما أخطأت من حظّك في الدعاء لنفسك في مثل هذا الموقف، أو عنايتك و إيثار إخوانك علي نفسك حتّي تدعو لهم في الآفاق؟

فقال: يا ابن أخي فلا تكثرنّ تعجّبك من ذلك، إنّي سمعت مولاي و مولاك و مولي كلّ مؤمنٍ و مؤمنة: جعفر بن محمّد عليهما السلام و كان و اللّ?ه في زمانه سيّد أهل السماء،


1- الفقيه 2: 325/ 1548، التهذيب 5: 187/ 622، الوسائل 13: 559/ 18441.
2- أصل زيد النرسي: 44، البحار 93: 388/ 21، مستدرك الوسائل 10: 28/ 11377.

ص:238

و سيّد أهل الأرض، و سيّد من مضي? منذ خلق اللّ?ه الدنيا إلي أن تقوم الساعة بعد آبائه رسول اللّ?ه و أمير المؤمنين و الأئمة من آبائه صلّي اللّ?ه عليهم- يقول: - و إلّا صمّت أُذنا معاوية و عميت عيناه، و لا نالته شفاعة محمّد و أمير المؤمنين صلوات اللّ?ه عليهما:

من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب، ناداه ملك من سماء الدّنيا: يا عبد اللّ?ه لك مائة ألف مثل ما سألت، و ناداه ملك من السماء الثانية: يا عبد اللّ?ه لك مائتا ألف مثل الذي دعوت، و كذلك ينادي من كلّ سماء تضاعف حتّي ينتهي إلي السماء السابعة، فيناديه ملك: يا عبد اللّ?ه لك سبعمائة ألف مثل الذي دعوت، فعند ذلك يناديه اللّ?ه:

عبدي أنا اللّ?ه الواسع الكريم الذي لا ينفد خزائني، و لا ينقص رحمتي شي ء، بل وسعت رحمتي كلّ شي ء، لك ألف ألف مثل الذي دعوت. فأيّ حظّ أكثر يا ابن أخي من الذي اخترته أنا لنفسي. (الخبر)

645/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن ابن أبي عمير قال:

كان عيسي بن أعين إذا حجّ فصار إلي الموقف أقبل علي الدعاء لإخوانه حتّي يفيض الناس، قال: فقلت له: تنفق مالك و تتعب بدنك، حتّي إذا صرت إلي الموضع الذي تبثّ فيه الحوائج إلي اللّ?ه عزّ و جلّ أقبلت علي الدعاء لإخوانك و تركت نفسك؟ فقال: إنّي علي ثقة من دعوة الملك، و في شكّ من الدعاء لنفسي.

646/ (2) - أحمد بن محمّد العاصمي، عن عليّ بن الحسين السلمي، عن عليّ بن أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد، أو عبد اللّ?ه بن جندب قال:


1- الكافي 4: 465/ 8، التهذيب 5: 185/ 616، الوسائل 13: 544/ 18403.
2- الكافي 4: 465/ 9، الاختصاص: 84، التهذيب 5: 185/ 617، الوسائل 13: 545/ 18404، البحار 48: 172/ 11 و 12 و 93: 392/ 26، مستدرك الوسائل 5: 245/ 3، العوالم 21: 417/ 2.

ص:239

كنت في الموقف فلمّا أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلّمت عليه، و كان مصاباً بإحدي? عينيه، و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنّها علقة دم. فقلت له: قد أصبت بإحدي? عينيك، و أنا و اللّ?ه مشفق علي الأُخري?، فلو قصّرت من البكاء قليلًا.

فقال: لا و اللّ?ه يا أبا محمّد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، فقلت: لمن دعوت؟

قال: دعوت لإخواني، لأنّي سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: من دعا لأخيه بظهر الغيب، وكّل اللّ?ه به ملكاً يقول: و لك مثلاه. فأردت أن أكون إنّما أدعو لإخواني، و يكون الملك يدعو لي، لأنّي في شكّ من دعائي لنفسي، و لست في شكٍّ من دعاء الملك لي.

647/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه قال:

رأيت عبد اللّ?ه بن جندب بالموقف، فلم أر موقفاً كان أحسن من موقفه، ما زال مادّاً يديه إلي السماء و دموعه تسيل علي خدّه حتّي تبلغ الأرض، فلمّا انصرف الناس قلت له: يا أبا محمّد ما رأيت موقفاً قطّ أحسن من موقفك.

قال: و اللّ?ه ما دعوت إلّا لإخواني، و ذلك أنّ أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السلام أخبرني: أنّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش: و لك مائة ألف ضعف مثله. فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا؟

الإفاضة من عرفات

648/ (2) - حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عمّن ذكره، عن أبان، عن إسحاق بن


1- الكافي 2: 508/ 6 و 4: 465/ 7، الفقيه 2: 137/ 589، أمالي الصدوق: 369/ 2، التهذيب 5: 184/ 615، روضة الواعظين: 328، عدّة الداعي: 171، فلاح السائل: 44، الوسائل 13: 544/ 18402، البحار 48: 171/ 10 و 93: 384/ 8 و 390/ 23، مستدرك الوسائل 5: 244/ 5789، العوالم 21: 418/ 1.
2- الكافي 4: 461/ 1، التهذيب 5: 178/ 598، الوسائل 13: 572/ 18368.

ص:240

عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من السنّة أن لا يخرج الإمام من مني? إلي عرفة حتّي تطلع الشمس.

649/ (1)

- الحسين بن سعيد، عن فضالة و حمّاد، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا غربت الشمس فأفِضْ مع الناس، و عليك السكينة و الوقار، و أفِضْ من حيث أفاض الناس، و استغفر اللّ?ه إنّ اللّ?ه غفور رحيم، فإذا انتهيت إلي الكثيب الأحمر عن يمين الطريق فقل: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي، وَ زِدْ فِي عَمَلِي، وَ سَلِّمْ لِي دِينِي، وَ تَقَبَّلْ مَنَاسِكِي» و إيّاك و الوضيف (2) الذي يصنعه كثير من الناس، فإنّه بلغنا أنّ الحجّ ليس بوضف الخيل و لا إيضاع (3) الإبل، و لكن اتّقوا اللّ?ه و سيروا سيراً جميلًا، و لا توطئوا ضعيفاً، و لا توطئوا مسلماً، و اقتصدوا في السير، فإنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كان يكفّ بناقته حتّي كان يصيب رأسه مقدم الرحل و يقول: «يا أيّها الناس عليكم بالدّعة» فسنّة رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله تتّبع.

قال معاوية بن عمّار: و سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: «اللَّهُمَّ أعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ» يكرّرها حتّي أفاض الناس، قلت: أ لا تفيض فقد أفاض الناس؟ قال: إنّي أخاف الزّحام و أخاف أنْ أُشرك في عنت (4) إنسان.


1- التهذيب 5: 187/ 623، الوسائل 14: 5/ 18448.
2- وضيف البعير: أي أسرع في سيره.
3- الإيضاع: أوضعت الناقة: أي سارت سيراً سهلًا سريعاً.
4- العنت بالتحريك: الوقوع في الإثم و الهلاك.

ص:241

الفصل الثامن عشر: ما ورد في المشعر الحرام

المرور بالمأزمين و الوقوف بالمشعر

650/ (1) - قال الصادق عليه السلام: و من مرّ بين مأزمي (2) مني? غير مستكبر غفر اللّ?ه له ذنوبه، و إنّ أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، لهم دويّ كدويّ النحل، يقول اللّ?ه عزّ و جلّ: أنا ربّكم و أنتم عبادي أدّيتم حقّي و حقّ عليّ أن أستجيب لكم، فيحطّ تلك الليلة عمّن أراد أن يحطّ عنه ذنوبه و يغفر لمن أراد أن يغفر له، فإذا ازدحم الناس فلم يقدروا علي أن يتقدّموا و لا يتأخّروا، كبّروا فإنّ التكبير يذهب بالضغاط.

و الحاجّ إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه، و الوقوف بعرفة سنّة و بالمشعر فريضة، و ما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك، أو مشي في برّ الوالدين أو


1- الفقيه 2: 137/ 589.
2- المأزم وزان مسجد: الطريق الضيّق بين الجبلين، متّسع ورائه و الميم زائدة، و يقال للموضع الذي بين عرفة و المشعر: مأزمان. مجمع البحرين

ص:242

ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل و يبدأه بالسلام، أو رجل أطعم من صالح نسكه ثمّ دعا إلي بقيّة جيرانه من اليتامي? و أهل المسكنة و المملوك و تعاهد الأُسراء.

651/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن يحيي بن إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السلام:

أما علمت أنّه إذا كان عشيّة عرفة برز اللّ?ه في ملائكته إلي سماء الدنيا، ثمّ يقول:

انظروا إلي عبادي أتوني شعثاً غبراً، أرسلت إليهم رسولًا من وراء وراء، فسألوني ودعوني، أُشهدكم أنّه حقّ عليّ أن أُجيبهم اليوم، قد شفّعت محسنهم في مسيئهم، و قد تقبّلت من محسنهم، فأفيضوا مغفوراً لكم، ثمّ يأمر ملكين، فيقومان بالمأزمين هذا من هذا الجانب و هذا من الجانب، فيقولان: «اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» فما تكاد تري? من صريع و لا كسير.

652/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن ابن فضّال، عن رجل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من مرّ بالمأزمين و ليس في قلبه كبر نظر اللّ?ه إليه، قلت: ما الكبر؟ قال: يغمص الناس (3) و يسفه الحقّ، و قال: و ملكان موكّلان بالمأزمين يقولان: «رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ».

653/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

يوكّل اللّ?ه عزّ و جلّ ملكين بمأزمي عرفة فيقولان: «سَلِّمْ سَلِّمْ».


1- المحاسن 1: 140/ 184، الوسائل 13: 551/ 18419، البحار 99: 254/ 23.
2- المحاسن 1: 141/ 188، الوسائل 14: 7/ 18451، البحار 99: 255/ 25.
3- يغمص، و غمص الناس: احتقرهم.
4- الكافي 4: 468/ 5، الوسائل 14: 7/ 18452.

ص:243

التكبير بين المأزمين

654/ (1) - محمّد بن أحمد السناني و عليّ بن محمّد بن موسي الدقّاق، عن أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان، عن بكر بن عبد اللّ?ه بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران- في حديث قال:

قلت لجعفر بن محمّد عليه السلام: فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط (2) هناك؟ قال:

لأنّ قول العبد «اللّ?ه أكبر» معناه: اللّ?ه أكبر من أن يكون مثل الأصنام المنحوتة، و الآلهة المعبودة من دونه، فإنّ إبليس في شياطينه يضيّق علي الحاجّ مسلكهم في ذلك الموضع، فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه و تبعتهم الملائكة حتّي يقعوا في اللجة الخضراء.

(الحديث)

علّة تسمية مزدلفة و جمع

655/ (3) - الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار،- في حديث قال:

و إنّما سمّيت المزدلفة لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات.

656/ (4) - عن النبيّ و الأئمة عليهم السلام:

أنّه إنّما سمّيت المزدلفة جمعاً لأنّه يجمع فيها بين المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين.


1- الفقيه 2: 154/ 668، علل الشرائع: 450 قطعة من 1، الوسائل 14: 8/ 18454.
2- الضغاط: الزّحام. مجمع البحرين
3- التهذيب 5: 190/ 633، علل الشرائع 436/ 2، الوسائل 14: 11/ 18460 و 17/ 18478، البحار 99: 266/ 2.
4- الفقيه 2: 127/ 546، الوسائل 14: 15/ 18473.

ص:244

حدّ المشعر الحرام

657/ (1) - الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز، و ابن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال للحكم بن عتيبة:

ما حدّ المزدلفة؟ فسكت، فقال أبو جعفر عليه السلام: حدّها ما بين المأزمين إلي الجبل إلي حياض محسّر.

658/ (2) - قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: حدّ المشعر الحرام من المأزمين إلي الحياض إلي وادي محسّر.

659/ (3) - الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار قال:

حدّ المشعر الحرام من المأزمين إلي الحياض إلي وادي محسّر.

(الحديث)

660/ (4) - عن أبي عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسين عليه السلام قال:

سألته عن حدّ جمع، فقال: ما بين المأزمين إلي وادي محسّر.

661/ (5) - محمّد بن يعقوب، عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار و حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و لا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة.

662/ (6) - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا يحيي بن سعيد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: أتينا جابر بن عبد اللّ?ه فحدّثنا:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: المزدلفة كلّها موقف.


1- التهذيب 5: 190/ 634، الوسائل 14: 17/ 18479.
2- الفقيه 2: 280/ 1376، الوسائل 14: 18/ 18483.
3- التهذيب 5: 190/ 633، الوسائل 14: 11/ 18460 و 17/ 18478، البحار 99: 266/ 2.
4- الكافي 4: 471/ 5، الوسائل 14: 18/ 18482.
5- الكافي 4: 468/ 1، الوسائل 14: 18/ 18480.
6- سنن النسائي 5: 265/ 3045.

ص:245

علّة الوقوف بالمشعر

663/ (1) - محمّد بن عقيل، عن الحسن بن الحسين، عن عليّ بن عيسي?، عن عليّ بن الحسن، عن محمّد بن يزيد الرفاعي رفعه:

أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن الوقوف بالجبل لِمَ لم يكن في الحرم؟ فقال: لأنّ الكعبة بيته و الحرم بابه، فلمّا قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرّعون، قيل له:

فالمشعر الحرام لم صار في الحرم؟ قال: لأنّه لمّا أُذن لهم بالدّخول وقفهم بالحجاب الثاني، فلمّا طال تضرُّعهم بها أُذن لهم لتقريب قربانهم، فلمّا قضوا تفثهم (2) تطهّروا بها من الذّنوب التي كانت حجاباً بينهم و بينه، أُذن لهم بالزّيارة علي الطهارة.

664/ (3) - حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن الحجّال، عن سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الهمداني قال:

سألت ذا النون المصري قلت: يا أبا الفيض لم صيّر الموقف بالمشعر و لم يصير بالحرم؟ قال: حدّثني من سأل الصادق عليه السلام ذلك فقال: لأنّ الكعبة بيت اللّ?ه و الحرم حجابه و المشعر بابه، فلمّا أن قصده الزائرون وقفهم بالباب حتّي أذن لهم بالدخول، ثمّ وقفهم بالحجاب الثاني و هو مزدلفة، فلمّا نظر إلي طول تضرّعهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلمّا قربوا قربانهم، و قضوا تفثهم، و تطهّروا من الذنوب التي كانت لهم حجاباً دونه، أمرهم بالزيارة علي طهارة.

(الحديث)

665/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن الجرّاح العدل بمرو، نا عيسي بن عبد اللّ?ه القرشي، نا صدقة بن حرب الدينوري، نا أحمد بن أبي


1- الكافي 4: 224/ 1، التهذيب 5: 448/ 1565، الوسائل 11: 225/ 14662.
2- التفث: ما يفعله المحرم عند إحلاله كقصّ الشارب و الظفر، و قيل: هو ذهاب الشعث و الدرن و الوسخ مطلقاً. مجمع البحرين
3- علل الشرائع: 443/ 1، كنز الفوائد: 2/ 81، مناقب ابن شهرآشوب 4: 378، البحار 99: 34/ 12.
4- شعب الإيمان 3: 468/ 4084، الترغيب و الترهيب 2: 206/ 16.

ص:246

الحواري قال: سمعت أبا سليمان الدارمي عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة- في حديث قال:

قيل (لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر الحرام؟ قال:

لأنّه لمّا أذن لهم بالدّخول إليه، وقفهم بالحجاب الثاني و هو المزدلفة، فلمّا أن طال تضرّعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمني?، فلمّا أن قضوا تفثهم و قرّبوا قربانهم فتطهّروا بها من الذّنوب التي كانت لهم، أذن لهم بالوفادة إليه علي الطهارة.

إكثار الدعاء في المشعر

666/ (1) - فقه الرضا عليه السلام: فإذا أصبحت فصلّ الغداة وقف بها كوقوفك بعرفة و ادع اللّ?ه كثيراً.

667/ (2) - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، و حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و لا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة، و تقول: «اللَّهُمَّ ه?ذِهِ جَمْع، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْمَعَ لِي فِيهَا جَوَامِعَ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ لَا تُؤْيِسْنِي مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي سَأَلْتُكَ أَنْ تَجْمَعَهُ لِي فِي قَلْبِي، وَ أَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تُعَرِّفَنِي مَا عَرَّفْتَ أَوْلِيَاءَكَ فِي مَنْزِلِي ه?ذَا، وَ أَنْ تَقِيَنِي جَوَامِعَ الشَّرِّ» و إن استطعت أن تُحيي تلك الليلة فافعل، فإنّه بلغنا أنّ أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، لهم دويّ كدويّ النّحل.

يقول اللّ?ه جلّ ثناؤه: أنا ربّكم و أنتم عبادي أدّيتم حقّي، و حقّ عليّ أن أستجيب لكم، فيحطّ تلك اللّيلة عمّن أراد أن يحطّ عنه ذنوبه، و يغفر لمن أراد أن يغفر له.


1- فقه الرضا عليه السلام: 223، البحار 99: 267/ 7، مستدرك الوسائل 10: 52/ 11430.
2- الكافي 4: 468/ 1، التهذيب 5: 188/ 626، الوسائل 14: 19/ 18488.

ص:247

668/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أصبح علي طهر بعد ما تصلّي الفجر، فقف إن شئت قريباً من الجبل، و إن شئت حيث شئت، فإذا وقفت فاحمد اللّ?ه عزّ و جلّ و أثن عليه، و اذكر من آلائه و بلائه ما قدرت عليه، و صلّ علي النبي صلي الله عليه و آله ثمّ ليكن من قولك:

«اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَطْلُوبٍ إِلَيْهِ، وَ خَيْرُ مَدْعُوٍّ وَ خَيْرُ مَسْئُولٍ، وَ لِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةٌ، فَاجْعَلْ جَائِزَتِي فِي مَوْطِنِي ه?ذَا أَنْ تُقِيلَنِي عَثْرَتِي، وَ تَقْبَلَ مَعْذِرَتِي، وَ أَنْ تَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي، ثُمَّ اجْعَلِ التَّقْوَي مِنَ الدُّنْيَا زَادِي».

ثمّ أفض حين يشرق لك ثبير، و تري الإبل مواضع أخفافها.


1- الكافي 4: 469/ 4، التهذيب 5: 191/ 635، الوسائل 14: 20/ 18489.

ص:248

الفصل التاسع عشر: ما ورد في مني?

علّة تسمية مني?

669/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ جبرئيل أتي? إبراهيم عليه السلام فقال: تمنَّ يا إبراهيم، فكانت تسمّي? مني?، فسمّاها الناس مني? (2).

670/ (3) - حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّ?ه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان:


1- علل الشرائع: 435/ 1، البحار 12: 108/ 25 و 99: 271/ 1.
2- مني? كإلي?: اسم موضع بمكّة علي فرسخ. مجمع البحرين
3- علل الشرائع: 435/ 2، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 91، البحار 12: 108/ 26 و 99: 272/ 4.

ص:249

إنّ أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه العلّة الّتي من أجلها سمّيت مني? مني?: إنّ جبرئيل عليه السلام قال: هناك يا إبراهيم، تمنّ علي ربّك ما شئت، فتمنّي إبراهيم في نفسه أن يجعل اللّ?ه مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءً له أعطي مناه.

الدّعاء عند التوجّه إلي مني?

671/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا توجّهت إلي مني? فقل: «اللَّهُمَّ إِيَّاكَ أَرْجُو، وَ إِيَّاكَ أَدْعُو، فَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَ أَصْلِحْ لِي عَمَلِي».

672/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا انتهيت إلي مني? فقل: «اللَّهُمَّ ه?ذِهِ مِنًي وَ هِيَ مِمَّا مَنَنْتَ بِهَا عَلَيْنَا مِنَ الْمَنَاسِك، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيْنَا بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَي أَنْبِيَائِكَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَ فِي قَبْضَتِكَ».

(الحديث)

فضل مني?

673/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا أخذ الناس منازلهم بمني? نادي? مناد: يا مني? قد جاء أهلك، فاتّسعي في


1- الكافي 4: 460/ 4، التهذيب 5: 177/ 595، الوسائل 13: 526/ 18364.
2- الكافي 4: 461/ 1، التهذيب 5: 177/ 596، الوسائل 13: 526/ 18365.
3- الكافي 4: 256/ 20، الوسائل 11: 99/ 14342.

ص:250

فجاجك (1) و اترعي في مثابك (2) و منادٍ ينادي: لو تدرون بمن حللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة.

674/ (3) - علي، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أخذ الناس منازلهم بمني? نادي? منادٍ: لو تعلمون بفناء من حللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة.

675/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن يوسف، عن زكريّا بن محمّد، عن مسعود الطائي، عن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

إذا اجتمع الناس بمني? نادي? مناد: أيّها الجمع لو تعلمون بمن أحللتم لأيقنتم بالمغفرة بعد الخلف، ثمّ يقول اللّ?ه تبارك و تعالي: إنّ عبداً إذا أوسعتُ عليه في رزقه لم يَفِدْ إليّ في كلّ أربعٍ لمحروم.

676/ (5) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أخذ الناس مواطنهم بمني? نادي? مناد من قبل اللّ?ه عزّ و جلّ: إن أردتم أن أرضي فقد رضيت.


1- فجاج بضمّ الفاء و كسرها: جمع فجّ و هو الطريق الواسع بين الجبلين.
2- حوض ترع- بالتحريك-: و كوز ترع أي مملئ و قد ترع الاناء- بالكسر- يترع ترعاً أي امتلأ، و مثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء إذا استفرغ. الصحاح
3- الكافي 4: 256/ 22 و 263/ 43، الفقيه 2: 136/ 580، الوسائل 11: 94/ 14329.
4- المحاسن 1: 140/ 185، الوسائل 11: 139/ 144466، البحار 99: 9/ 23 و 273/ 12.
5- الكافي 4: 262/ 42، خطّ الشهيد: 139 روي مرسلًا، البحار 99: 231/ 7 كما في خطّ الشهيد، الوسائل 11: 98/ 14338.

ص:251

لم جعلت أيّام مني? ثلاثاً؟

677/ (1) - حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

قال لي: أ تدري لم جعلت أيّام مني? ثلاثاً؟ قال: قلت: لأيّ شي ء جعلت فداك، و لما ذا؟ قال لي: من أدرك شيئاً منها أدرك الحجّ.

علّة تسمية أيّام التشريق

678/ (2) - حدّثنا أبو بكر قال: نا وكيع قال: نا سفيان، عن جابر، عن أبي جعفر قال:

إنّما سمّيت أيّام التشريق لأنّهم كانوا يشرقون في الشمس.

فضل يوم النحر

679/ (3) - حدثنا محمّد بن بشار، حدثنا يحيي بن سعيد، حدثنا ثور، عن راشد بن سعد، عن عبد اللّ?ه بن يحيي?، عن عبد اللّ?ه بن قرط قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

أعظم الأيّام عند اللّ?ه يوم النحر ثمّ يوم القرّ (4).


1- علل الشرائع: 450/ 1، التهذيب 5: 481/ 1706، الوسائل 14: 39/ 18534، البحار 99: 306/ 4 و 324/ 1.
2- المصنّف في الأحاديث والآثار 3: 445/ 15836.
3- صحيح ابن خزيمة 4: 273/ 2866 و 294/ 2917 و 315/ 2966.
4- يوم القَرّ بالفتح: اليوم الذي بعد يوم النّحر لأنّ الناس يَقَرُّون في منازلهم. مجمع البحرين

ص:252

الحجّ الأكبر

680/ (1) - أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن ذريح، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحجّ الأكبر يوم النحر (2).

التكبير في الأضحي?

681/ (3) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز بن عبد اللّ?ه، عن زرارة بن أعين قال:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: التكبير أيّام التشريق في دُبر (4) 1 الصلوات، قال: التكبير بمني? في دُبر خمس عشرة صلاة، و بالأمصار في دبر عشر صلوات، أوّل التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر تقول: «اللّ?هُ أَكْبَرُ، اللّ?هُ أَكْبَرُ، لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ، اللّ?هُ أَكْبَرُ، وَ للّ?هِ الْحَمْدُ، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا، وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ» و إنّما جعل في سائر الأمصار في دبر عشر صلوات التكبير لأنّه إذا نفر النّاس في النفر الأوّل أمسك أهل الأمصار عن التكبير، و كبّر أهل مني? ما داموا بمني? إلي النفر الأخير.

682/ (5) - محمّد بن أحمد بن يحيي?، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن حفص بن


1- الكافي 4: 290/ 2، معاني الأخبار: 295 روى بطريق آخر عن صفوان، الوسائل 14: 81/ 18647، البحار 99: 322/ 2.
2- في الباب روايات أُرى ذكرنا في كتابنا «الحجّ في القرآن».
3- الخصال: 502/ 4، علل الشرائع: 447/ 1، الكافي 4: 516/ 2، الفقيه 2: 128/ 548، التهذيب 3: 139/ 313 و 5: 269/ 921، الإستبصار 2: 299/ 1069، الوسائل 7: 458/ 9853، البحار 91: 124/ 17 و 99: 307/ 13.
4- 1 دُبْر الصّلاة بضمّ الدّال أشهر من فتحه: أي آخر الصلاة.
5- التهذيب 3: 289/ 869، الوسائل 7: 463/ 9868.

ص:253

غياث، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال:

علي الرجال و النساء أن يكبّروا أيّام التشريق في دبر الصلوات، و علي من صلّي وحده و علي من صلّي تطوّعاً.

683/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسي?، و فضالة، عن معاوية بن عمّار قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن التكبير أيّام التشريق لأهل الأمصار، فقال: يوم النحر صلاة الظهر إلي انقضاء عشر صلوات، و لأهل مني? في خمس عشرة صلاة، فإن أقام إلي الظهر و العصر كبّر.

684/ (2) - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضي الله عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال:

سأل المأمون عليّ بن موسي الرضا عليه السلام أن يكتب له محض الاسلام علي سبيل الإيجاز و الاختصار، فكتب عليه السلام له- في حديث: - و التكبير في العيدين واجب في الفطر- إلي أن قال: - و في الأضحي? في دبر عشر صلوات، يبدأ به من صلاة الظهر يوم النحر، و بمني في دبر خمس عشرة صلاة.

685/ (3) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

و التكبير أيّام التشريق بعقب كلّ صلاة مكتوبة بعد السلام يقول: «اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ، اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، و للّ?هِ الْحَمْدُ عَلَي مَا هَدَانَا، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ


1- الخصال: 502/ 5، الوسائل 7: 460/ 9859، البحار 91: 125/ 20 و 99: 307/ 14.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 125/ 1، الوسائل 7: 460/ 9858، البحار 10: 357 و 91: 128/ 28.
3- دعائم الإسلام 1: 187، مستدرك الوسائل 6: 138/ 6643.

ص:254

الْأَنْعَامِ» و يكبّر الإمام إذا صلّي في جماعة، فإذا سكت كبّر من خلفه يجهرون بالتكبير، و كذلك يكبّر من صلّي وحده، و من سبقه الإمام بالصلاة لم يكبّر حتّي يقضي ما فاته، ثمّ يكبّر بعد ذلك إذا سلّم.

686/ (1) - عبد اللّ?ه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال:

سألته عن القول في أيّام التشريق ما هو؟ قال: يقول: «اللّ?هَ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ، وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، و للّ?هِ الْحَمْدُ، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ».

687/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عن حريز بن عبد اللّ?ه، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

التكبير في أيّام التشريق في دبر الصلوات، فقال: التكبير بمني? في دبر خمس عشرة صلاة، و في سائر الأمصار في دبر عشر صلوات، و أوّل التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر، تقول فيه: «اللّ?هَ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ، وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، و للّ?هِ الْحَمْدُ عَلَي مَا هَدَانَا، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ» و إنّما جعل في سائر الأمصار في دبر عشر صلوات، لأنّه إذا نفر الناس في النفر الأوّل أمسك أهل الأمصار عن التكبير، و كبّر أهل مني? ما داموا بمني? إلي النفر الأخير.

688/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان


1- قرب الإسناد: 221/ 865، مسائل عليّ بن جعفر: 161/ 247، الوسائل 7: 461/ 9862، البحار 91: 129 قطعة من 29 و 99: 306/ 9.
2- الكافي 4: 516/ 2، الخصال: 502/ 4، علل الشرائع: 447/ 1، الفقيه 2: 128/ 548، التهذيب 3: 139/ 313 و 5: 269/ 921، الاستبصار 2: 299/ 1069، الوسائل 7: 458/ 9853، البحار 91: 124- 125/ 17 و 18 و 99: 307/ 13.
3- الكافي 4: 517/ 4، التهذيب 5: 269/ 922 فيه: «إلي صلاة الفجر»، الوسائل 7: 459/ 9855.

ص:255

جميعاً، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير جميعاً، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

التكبير أيّام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر إلي صلاة العصر من آخر أيّام التشريق، إن أنت أقمت بمني? و إن أنت خرجت فليس عليك التكبير، و التكبير أن تقول: «اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ، وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ اللّ?هُ أَكْبَرُ، و للّ?هِ الْحَمْدُ اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا، اللّ?هُ أَكْبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَ الْحَمْدُ للّ?هِ عَلَي مَا أَبْلَانَا».

في صيام أيّام التشريق

689/ (1) - روي عن معاوية بن عمّار قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن صيام أيّام التشريق؟ فقال: إنّما نهي? رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله عن صيامها بمني? فأمّا بغيرها فلا بأس.

690/ (2) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن أبي حمزة، عن معاوية بن عمّار قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن صيام أيّام التشريق؟ فقال: أمّا بالأمصار فلا بأس به، و أمّا بمني? فلا.

691/ (3) - محمّد بن عقيل، عن الحسن بن الحسين، عن عليّ بن عيسي?، عن عليّ بن الحسن، عن محمّد بن يزيد الرفاعيّ رفعه، عن أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث-

قيل له: فلم حرّم الصيام أيّام التشريق؟ قال: لأنّ القوم زوّار اللّ?ه و هم في ضيافته، و لا يجمل بمضيف أن يصوم أضيافه.

(الحديث)


1- الفقيه 2: 111/ 476، الوسائل 10: 517/ 13998.
2- التهذيب 4: 297/ 897، الاستبصار 2: 132/ 429، المقنع: 91، الوسائل 10: 516/ 13997.
3- الكافي 4: 224/ 1، التهذيب 5: 448/ 1565، الوسائل 11: 225/ 14661.

ص:256

692/ (1) - عن النبي صلي الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام:

إنّما كره الصيام في أيّام التشريق، لأنّ القوم زوّار اللّ?ه فهم في ضيافته، و لا ينبغي للضّيف أن يصوم عند من زاره و أضافه.

693/ (2) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا محمّد بن عبد اللّ?ه بن الجراح العدل بمرو، نا عيسي بن عبد اللّ?ه القرشي، نا صدقة بن حرب الدينوري، نا أحمد بن أبي الحوارية قال: سمعت أبا سليمان الدارمي عبد الرحمن بن أحمد بن عطية- في حديث-

قيل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، فمن أين حُرّم صيام أيام التشريق؟ قال: لأنّ القوم زوّار اللّ?ه، و هم في ضيافته، و لا يجوز للضّيف أن يصوم دون إذن مَن أضافه.

فضل رمي الجمار

694/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله لرجل من الأنصار:

إذا رميت الجمار كان لك بكلّ حصاة عشر حسنات، تكتب لك فيما تستقبل من عمرك.

695/ (4) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: رمي الجمار ذخر يوم القيامة.


1- الفقيه 2: 128/ 547، الوسائل 10: 517/ 14002.
2- شعب الإيمان 3: 468/ 4084، الترغيب والترهيب 2: 206/ 16.
3- الكافي 4: 480/ 6، الوسائل 14: 54/ 18567.
4- الفقيه 2: 138/ 593، الوسائل 14: 55/ 18570.

ص:257

696/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام في رمي الجمار قال:

له بكلّ حصاة يرمي بها تحطّ عنه كبيرة موبقة.

697/ (2) - قال الصادق عليه السلام: الحاجّ إذا رمي الجمار خرج من ذنوبه.

698/ (3) - قال الصادق عليه السلام: من رمي الجمار يحطّ عنه بكلّ حصاة كبيرة موبقة.

699/ (4) - حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسي بن عقبة، عن صالح مولي التّوأَمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إذا رميت الجمار كان لك نوراً يوم القيامة.

700/ (5) - حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي، حدثنا عبد المؤمن بن عليّ الزعفراني، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن حجّاج، عن القاسم بن الوليد و القاسم بن أبي بزة، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر قال:

سأل رجل النبيّ صلي الله عليه و سلم عن رمي الجمار ما له فيه؟ فسمعته يقول: تجدُ ذلك عند ربّك أحوج ما تكون إليه.

موضع أخذ الحصي?

701/ (6) - روينا عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام:


1- الكافي 4: 480/ 7، المحاسن 1: 142/ 189، الوسائل 14: 54/ 18566، البحار 99: 273/ 14.
2- الفقيه 2: 138/ 594، الوسائل 14: 55/ 18571.
3- الفقيه 2: 138/ 595، الوسائل 14: 55/ 18572.
4- كشف الأستار عن زوائد البزّار 2: 33/ 1140، مجمع الزوائد 3: 260، الترغيب والترهيب 2: 207/ 3، كنز العمال 5: 78/ 12130.
5- المعجم الكبير 12: 306/ 13479، الدرّ المنثور 1: 564، مجمع الزوائد 3: 260، الترغيب والترهيب 2: 207/ 1، كنز العمال 5: 80/ 12140.
6- دعائم الإسلام 1: 323، البحار 99: 275/ 19، مستدرك الوسائل 10: 58/ 11445.

ص:258

أنّه كان يستحبّ أنْ يأخذ حصي الجمار من المزدلفة.

702/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: خذ حصي الجمار من مزدلفة، و إن أخذتها من مني? أجزأك.

صفة الحصي?

703/ (2) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

تُلتقط حصي الجمار التقاطاً، كلّ حصاة منها بقدر الأنملة، و يُستحب أن تكون زُرْقاً كحيلةً و منقَّطةً، و يكره أن تكسّر من الحجارة كما يفعل كثير من الناس، و اغسِلْها، و إن لم تغسلها و كانت نقيّةً لم تضرّك.

704/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال:

حصي الجمار تكون مثل الأنملة، و لا تأخذها سوداء و لا بيضاء، و لا حمراء، خذها كحلية منقّطة تخذفهنّ خذفاً.

(الحديث)

705/ (4) - عن النبي صلي الله عليه و آله قال: يا أيّها الناس عليكم بحصي الخذف (5).

706/ (6) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام في حصي الجمار قال:


1- دعائم الاسلام 1: 323، البحار 99: 275/ 20، مستدرك الوسائل 10: 58/ 11446.
2- دعائم الاسلام 1: 323، البحار 99: 275/ 21.
3- الكافي 4: 478/ 7، التهذيب 5: 197/ 656، قرب الإسناد: 359/ 1284 بتفاوت يسير، الوسائل 14: 33/ 18519 و 61/ 18586 و 65/ 18598، البحار 99: 272/ 8.
4- عوالي اللآلي 1: 215/ 76، مستدرك الوسائل 10: 71/ 11488.
5- الخَذْف: رَميك بحصاة أو نواة تأخذها بين سبّابتيك. لسان العرب
6- الكافي 4: 477/ 6، التهذيب 5: 197/ 655، الوسائل 14: 33/ 18518.

ص:259

كره الصمّ (1) منها، و قال: خذ البرش (2).

استحباب الطهارة للرّمي

707/ (3) - عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام: أنّه استحبّ الغسل لرمي الجمار.

708/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

و يستحبّ أن ترمي الجمار علي طهر (5) 1.

709/ (6) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن البرقي، عن أبي جعفر، عن أبي غسّان، عن حميد بن مسعود قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن رمي الجمار علي غير طهور؟ قال: الجمار عندنا مثل الصفا و المروة حيطان، إنْ طفت بينهما علي غير طهور لم يضرّك، و الطّهر أحبّ إليّ، فلا تدعْه و أنت قادر عليه.

كيفيّة رمي الجمار

710/ (7) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

خذ حصي الجمار بيدك اليسري? و ارْم باليمني?.


1- الحجر الأسمّ: الصّلب المصمّت. مجمع البحرين
2- البرش بضمّ الباء وسكون الراء: المشتملة على ألوان مختلفة. مجمع البحرين
3- دعائم الاسلام: 323، البحار 99: 275/ 22، مستدرك الوسائل 10: 68 ذ 11478.
4- الكافي 4: 478/ 1، التهذيب 5: 198/ 661، الوسائل 14: 58/ 18579 و 56/ 18575.
5- 1 أي على وضوء أو غسل.
6- التهذيب 5: 198/ 660، الإستبصار 2: 258/ 912، الوسائل 14: 57/ 18577.
7- الكافي 4: 481/ 3، الوسائل 14: 68/ 18606.

ص:260

711/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

تُرمي? كلّ جمرة بسبع حصيات، و ترمي من أعلي الوادي، و تجعل الجمرة عن يمينك و لا ترم من أعلي الجمرة، و كبّر مع كلّ حصاة تكبيرة إذا رميتها، و لا تقدّم جمرةً علي جمرة، وقف بعد الفراغ من الرّمي، و ادعُ بما قُسم لك، ثمّ ارجع إلي رحلك من مني?، و لا ترم من الحصي? بشي ء قد رُمي به، فإن عجز عليك شي ء من الحصي? فلا بأس أن تأخذ من قرب الجمرة.

712/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام- في حديث قال:

و تضعها (3) علي الإبهام، و تدفعها بظفر السبّابة، و ارمها من بطن الوادي، و اجعلهنّ عن يمينك كلّهنّ، و لا ترم علي الجمرة، و تقف عند الجمرتين الأوليين، و لا تقف عند الجمرة العقبة (4).

713/ (5) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي?، عن يعقوب بن شعيب قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الجمار، فقال: قم عند الجمرتين و لا تقم عند جمرة العقبة، قلت: هذا من السنّة؟ قال: نعم، قلت: ما أقول إذا رميت؟ فقال: كبّر مع كلّ حصاة.

714/ (6) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن


1- دعائم الاسلام 1: 323، البحار 99: 276/ 23، مستدرك الوسائل 10: 73/ 11495.
2- الكافي 4: 478/ 7، التهذيب 5: 197/ 656، الوسائل 14: 33/ 18519 و 61/ 18586 و 65/ 18598، البحار 99: 272/ 8.
3- أي حصي الجمار.
4- أي لا تقف مقابل الجمرة، بل ينحدر إلي بطن الوادي و يجعلها عن يمينه فيرميها منحرفاً. مرآة العقول
5- الكافي 4: 481/ 2، التهذيب 5: 261/ 889، الوسائل 14: 64/ 18596 و 67/ 18603.
6- الكافي 4: 480/ 1، التهذيب 5: 261/ 888، الاستبصار 1: 169/ 1057، الوسائل 14: 65/ 18597 و 68/ 18605.

ص:261

الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إرم في كلّ يوم عند زوال الشمس، و قل كما قلت حين رميت جمرة العقبة، و ابْدأ بالجمرة الأُولي?، فارمها عن يسارها في بطن المسيل، و قل كما قلت يوم النحر، ثمّ قُم عن يسار الطريق، فاستقبل القبلة، و احمد اللّ?ه و أثنِ عليه، و صلّ علي النبيّ و آله، ثمّ تقدّم قليلًا فتدعو و تسأله أنْ يتقبّل منك، ثمّ تقدّم أيضاً، ثمّ افعل ذلك عند الثانية، و اصنع كما صنعت بالأُولي?، و تقف و تدعو اللّ?ه كما دعوت، ثمّ تمضي إلي الثالثة، و عليك السكينة و الوقار، فارْم و لا تقف عندها.

715/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

خذ حصي الجمار ثمّ ائت الجمرة القصوي? التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها، و لا ترمها من أعلاها، و تقول و الحصي في يدك: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ حَصَيَاتِي فَأَحْصِهنَّ لِي، وَ ارْفَعْهُنَّ فِي عَمَلِي» ثمّ ترمي فتقول مع كلّ حصاة:

«اللّ?هُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَدْحِرْ عَنِّي الشَّيْطَانَ، اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ، وَ عَلَي? سُنَّةِ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْرُوراً، وَ عَمَلًا مَقْبُولًا، وَ سَعْياً مَشْكُوراً، وَ ذَنْباً مَغْفُوراً» و ليكن فيما بينك و بين الجمرة قدر عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعاً، فإذا أتيت رحلك، و رجعت من الرمي فقل: «اللَّهُمَّ بِكَ وَثَقْتُ، وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، فَنِعْمَ الرَّبُّ، وَ نِعْمَ الْمَوْلَي? وَ نِعْمَ النَّصِيرُ».

وقت رمي الجمار

716/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن همام قال: سمعت


1- الكافي 4: 478/ 1، التهذيب 5: 198/ 661، الوسائل 14: 58/ 18579 و 56/ 18575 ذكر من قوله: «ويستحبّ أن ترمي الجمار على طهر» و 67/ 18604 ذكر شطراً منه.
2- الكافي 4: 482/ 7، الوسائل 14: 66/ 18600 و 70/ 18613، البحار 83: 116/ 35.

ص:262

أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول:

لا ترمي الجمرة يوم النحر حتّي تطلع الشمس، و قال: ترمي الجمار من بطن الوادي و تجعل كلّ جمرة عن يمينك، ثمّ تنفتل في الشقّ الآخر إذا رميت جمرة العقبة.

ذكر الأئمة عليهم السلام بمني?

717/ (1) - قال رجل لعليّ بن الحسين عليهما السلام: يا ابن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إنّا إذا وقفنا بعرفات و بمني، ذكرنا اللّ?ه و مجّدناه، و صلّينا علي محمّد و آله الطيّبين الطّاهرين- إلي أن قال: - فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: أ وَ لا أُنبّئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك؟ قالوا: بلي? يا بن رسول اللّ?ه، قال: أفضل من ذلك أن تجدّدوا علي أنفسكم ذكر توحيد اللّ?ه، و الشهادة به، و ذكر محمّد صلي الله عليه و آله رسول اللّ?ه، و الشهادة له بأنّه سيّد النبيّين، و ذكر عليّ عليه السلام وليّ اللّ?ه و الشهادة له بأنّه سيّد الوصيّين، و ذكر الأئمة الطاهرين من آل محمّد الطيّبين بأنّهم عباد اللّ?ه المخلصين.

فضل الأضحية

718/ (2) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أحمد بن محمّد، عن الحكم بن أيمن، عن ميمون البان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الإيمان: حسن الخلق، و إطعام الطّعام، و إراقة الدماء.

719/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه


1- تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 608- 609، البحار 99: 259/ 37.
2- المحاسن 2: 145/ 1380، الوسائل 24: 290/ 30575، البحار 71: 392/ 57 و 74: 365/ 39 و 99: 299/ 30.
3- علل الشرائع: 440/ 2، الوسائل 14: 210/ 19004، البحار 99: 297/ 22.

ص:263

البرقي، عن أحمد بن يحيي المقري، عن عبيد اللّ?ه بن موسي?، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شريح بن هاني، عن عليّ عليه السلام أنّه قال:

لو علم الناس ما في الأضحية لاسْتدانوا و ضحّوا، إنّه ليغفر لصاحب الأضحية عند أوّل قطرة تقطر من دمها.

720/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي?، عن ربعي بن عبد اللّ?ه، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال عليّ بن الحسين عليه السلام- في حديث له:

إذا ذبح الحاجّ كان فداؤه من النّار.

721/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أحمد بن محمّد، و ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إن اللّ?ه عزّ و جلّ يحبّ إطعام الطعام و إراقة الدّماء.

722/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن محمّد بن أحمد الأيادي، عن عبد اللّ?ه بن محمّد، عن عمرو بن شمر، عن أبان بن محمّد، عن محمّد بن عليّ عليهما السلام قال:

ما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك، أو مشي في برّ الوالدين، أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل و يبدؤه بالسلام (4)، أو رجل أطعم من صالح نسكه (5)، و دعا إلي بقيّتها جيرانه من اليتامي? و أهل المسكنة و المملوك، و تعاهد الأُسراء (6).


1- المحاسن 1: 142/ 190، الوسائل 14: 82/ 18650، البحار 99: 288/ 58.
2- الكافي 4: 51/ 8، المحاسن 2: 142/ 1370 روي بسند آخر بتفاوت يسير، و كذا في الوسائل 9: 469/ 12516 و 24: 287/ 30563، البحار 74: 361/ 8 و 99: 298/ 2 كما في المحاسن.
3- الخصال: 298/ 68، الغايات: 223، روضة الواعظين: 354، البحار 91: 127 و 99: 301/ 38.
4- أي يأخذ علي رحمه القاطع بالإحسان إليه و السلام عليه.
5- نسك: كعنق و قفل: الذبيحة.
6- تعاهده: أي تفقّده و تحفّظه.

ص:264

723/ (1) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن الحسن بن عليّ بن يوسف، عن سيف بن عميرة، عن عبيد اللّ?ه بن الوليد الوصّافي، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه يحبّ إراقة الدّماء، و إطعام الطعام، و إغاثة اللّهفان.

724/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن عبد اللّ?ه بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه يحبّ إهراق الدماء، و إطعام الطعام.

725/ (3) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن محمّد بن الحسين بن أحمد، عن خالد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ اللّ?ه يحبّ إطعام الطّعام و إراقة الدّماء بمني?.

أفضل الأضاحي

726/ (4) - موسي بن القاسم، عن صفوان بن يحيي?، عن حمّاد بن عيسي?، و ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام- في المتمتّع- قال:

و عليه الهدي، قلت: و ما الهدي؟ فقال: أفضله بدنة، و أوسطه بقرة، و أخفضه شاة، و قال: قد رأيت الغنم تقلّد بخيط أو بسير (5).


1- المحاسن 2: 143/ 1374، الوسائل 24: 290/ 30572، البحار 74: 365/ 34 و 75: 22/ 27 و 99: 299/ 29.
2- الكافي 4: 51/ 6، المحاسن 2: 143/ 1372 روى عن عليّ بن الحكم بتفاوت يسير، الوسائل 16: 330/ 21685 و 24: 289/ 30570، البحار 74: 361/ 10 و 99: 298/ 28.
3- المحاسن 2: 143/ 1373، الوسائل 24: 289/ 30571، البحار 74: 365/ 33، 99: 289/ 60.
4- التهذيب 5: 36/ 107، الوسائل 14: 101/ 18699 و 11: 255 ذ 14727.
5- السير: الذي يقلّد من الجلد، و الجمع سيور. مجمع البحرين

ص:265

727/ (1) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن أبي بصير قال:

سألته عن الأضاحي، فقال: أفضل الأضاحي في الحجّ الإبل و البقر، و قال:

ذوو الأرحام، و لا تضحّي بثور و لا جمل.

728/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الإبل و البقر، أيّهما أفضل أن يُضحّي? بها؟ قال: ذوات الأرحام، و سألته عن أسنانها، فقال: أمّا البقر فلا يضرّك بأيِّ أسنانها ضحّيت، و أمّا الإبل فلا يصلح إلّا الثنيّ فما فوق.

729/ (3) - موسي بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

تكون ضحاياكم سماناً، فإنّ أبا جعفر عليه السلام كان يستحبّ أن تكون أُضحيته سمينة.

730/ (4) - الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

أفضل البدن ذوات الأرحام من الإبل و البقر، و قد تجزي الذّكورة من البدن و الضحايا من الغنم الفحولة.

731/ (5) - حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيي


1- التهذيب 5: 204/ 682، الوسائل 14: 95/ 18686 و 99: 18693.
2- الكافي 4: 489/ 2، التهذيب 5: 204/ 681، الوسائل 14: 99/ 18694 و 104/ 18710.
3- التهذيب 5: 211/ 710، الوسائل 14: 109/ 18731.
4- التهذيب 5: 204/ 680، المقنعة: 451، الوسائل 14: 98/ 18690.
5- علل الشرائع: 438/ 1، الفقيه 2: 138/ 590، الوسائل 14: 209/ 19001، البحار 7: 276 و 99: 296/ 18.

ص:266

العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن موسي بن جعفر البغدادي، عن عبيد اللّ?ه بن عبد اللّ?ه، عن موسي بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: استفرهوا (1) ضحاياكم فإنّها مطاياكم علي الصراط.

الدّعاء عند الذبح

732/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا اشتريت هديك فاستقبل به القبلة و انحره أو اذبحه، و قل: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي للّ?هِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ بِذ?لِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَ لَكَ، بِسْمِ اللّ?هِ وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي»، ثمّ أمرّ السكّين و لا تنخعها (3) 1 حتي? تموت.

733/ (4) - عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال:

سألته عن الأضحية؟ فقال: ضحّ بكبش أملح أقرن فحلًا سميناً، فإن لم تجد كبشاً سميناً فمن فحولة المعزي?، أو موجأ من الضأن أو المعز، فإن لم تجد فنعجة من الضأن سمينة.

قال: و كان عليّ عليه السلام يقول: ضحّ بثنيّ فصاعداً، و اشتره سليم الأُذنين و العينين، و استقبل القبلة، و قل حين تريد أن تذبح: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ


1- دابّة فارهة: نشيطة حادّة قويّة. النهاية 3: 441
2- الكافي 4: 498/ 6، التهذيب 5: 221، 746، الفقيه 2: 299/ 1489 روى عن معاوية بن عمار، الوسائل 14: 152/ 18849.
3- 1 أي لا تقطع نخاعها.
4- مسائل عليّ بن جعفر: 141/ 161، الوسائل 14: 207/ 18997.

ص:267

وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي للّ?هِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ بِذ?لِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَ لَكَ، بِسْمِ اللّ?هِ وَ اللّ?هُ أَكْبَرُ وَ صَلَّي اللّ?هُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ عَلَي? أَهْلِ بَيْتِهِ» ثمّ كل و أطعم.

734/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال:

لا يذبح لك اليهوديّ و لا النصراني أُضحيتك، فإن كانت امرأة فلتذبح لنفسها، و تستقبل القبلة و تقول: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَ لَكَ».

735/ (2) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عيّاش، عن جابر بن عبد اللّ?ه الأنصاري:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم ذبح يوم العيد كبشين، ثمّ قال حين وجّههما: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي للّ?هِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذ?لِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، بِسْمِ اللّ?هِ اللّ?هُ أَكْبَرُ».

إخراج لحوم الأضاحي من مني?

736/ (3) - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار رضي الله عنه قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن يونس، عن جميل


1- الكافي 4: 497/ 4، الفقيه 2: 299/ 1486، الوسائل 14: 150/ 18843.
2- مسند أحمد 3: 375.
3- علل الشرائع: 439/ 2، المحاسن 2: 40/ 1128 روى بطريق آخر، الوسائل 14: 170/ 18897 و 18898 روى ذيله، البحار 99: 285/ 45.

ص:268

بن درّاج قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن حبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيّام بمني?، قال: لا بأس بذلك اليوم، إنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إنّما نهي? عن ذلك أوّلًا لأنّ الناس كانوا يومئذٍ مجهودين، فأمّا اليوم فلا بأس.

و قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام: كنّا ننهي? عن إخراج لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيّام لقلّة اللّحم و كثرة الناس، فأمّا اليوم فقد كثر اللّحم و قلّ الناس، فلا بأس بإخراجه.

737/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن إخراج لحوم الأضاحي من مني?، فقال: كنّا نقول: لا يخرج منها شي ء لحاجة الناس إليه، فأمّا اليوم فقد كثر النّاس فلا بأس بإخراجه.

738/ (2) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن إبراهيم الحذّاء، عن فضيل، عن عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّ?ه الأنصاري قال:

أمرنا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أن لا نأكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة، ثمّ أذن لنا أن نأكل و نقدّد و نهدي إلي أهالينا.

739/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام، و عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

نهانا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، ثمّ أذن فيها و قال: كلوا من


1- الكافي 4: 500/ 7، التهذيب 5: 227/ 768، الإستبصار 2: 275/ 977، الوسائل 14: 172/ 18904.
2- التهذيب 5: 225/ 762، الاستبصار 2: 274/ 971 و فيه: «عن فضيل بن عثمان»، الوسائل 14: 169/ 18894.
3- الكافي 4: 501/ 10، التهذيب 5: 226/ 763، الاستبصار 2: 274/ 972 بتفاوت يسير، الوسائل 14: 168/ 18893 بتفاوت يسير.

ص:269

لحوم الأضاحي بعد ثلاث و ادّخروا.

740/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمّد بن حمران، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان النبي صلي الله عليه و آله نهي? أن يحبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيّام من أجل الحاجة، فأمّا اليوم فلا بأس به.

كراهة غسل الرأس بالخطمي

741/ (2) - عبد اللّ?ه بن الحسن العلوي، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال:

سألته عن الرجل هل يصلح له أن يغسل رأسه يوم النحر بالخطمي قبل أن يحلقه؟ قال: كان أبي ينهي? ولده عن ذلك.

742/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن مفضّل بن صالح، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

للرّجل أن يغسل رأسه بالخطمي قبل أن يحلقه؟ قال: يقصّر و يغسله.

فضل الحلق

743/ (4) - روي أنّ من حلق رأسه بمني? كان له بكلّ شعرة نوراً يوم القيامة، و لا


1- علل الشرائع: 438/ 1، المحاسن 2: 40/ 1127، الوسائل 14: 169- 170/ 18896، البحار 99: 285/ 43 و 44.
2- قرب الإسناد: 238/ 936، المقنع: 89، الوسائل 14: 240/ 19091، البحار 99: 167/ 2.
3- الكافي 4: 502/ 2، المقنع: 89، الوسائل 14: 239/ 19089.
4- الفقيه 2: 139/ 598، الوسائل 14: 225/ 19048.

ص:270

يجوز للصّرورة أن يقصّر و عليه الحلق.

744/ (1) - قال الصادق عليه السلام: لا يزال العبد في حدّ الطائف بالكعبة ما دام شعر الحلق عليه.

دفن الشعر بمني?

745/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن مسلم، عن أبي شبل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ المؤمن إذا حلق رأسه بمني? ثمّ دفنه جاء يوم القيامة و كلّ شعرة لها لسان طلق تلبّي باسم صاحبها.

746/ (3) - كان أبو عبد اللّ?ه عليه السلام يكره أن يخرج الشعر من مني?؛ و كان يقول: علي من أخرجه أن يردّه.

حدّ الحلق

747/ (4) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

يبلغ بالحلق إلي العظمين الشاخصين تحت الصدغين.

748/ (5) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيي?، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام قال:

السنّة في الحلق أن يبلغ العظمين.


1- الفقيه 2: 139/ 601، الوسائل 14: 231/ 19065.
2- الكافي 4: 502/ 1، الفقيه 2: 139/ 596، المقنع: 89، الوسائل 14: 220/ 19031.
3- فقه الرضا عليه السلام: 73، البحار 099: 354/ 13، مستدرك الوسائل 10: 134 ذ 11684.
4- دعائم الاسلام 1: 329، مستدرك الوسائل 10: 137/ 11697، البحار 99: 301/ 43.
5- الكافي 4: 503/ 10، التهذيب 5: 244/ 827، الوسائل 14: 229/ 19058.

ص:271

الدعاء عند الحلق

749/ (1) - فقه الرضا عليه السلام:

و إذا أردت أن تحلق رأسك فاستقبل القبلة و ابدأ بالناصية، و احلق من العظمين، النابتين بحذاء الأُذنين، و قل: «اللَّهُمَّ أَعْطِنِي بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

الجمع بين الحلق و التقصير

750/ (2) - موسي بن القاسم، عن محمّد بن عمر، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا ذبحت أضحيتك فاحلق رأسك و اغتسل، و قلّم أظفارك و خذ من شاربك.

الصّلاة في مسجد الخيف

751/ (3) - روي أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال:

من صلّي في مسجد الخيف (4) بمني? مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً، و من سبّح اللّ?ه فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة، و من هلّل اللّ?ه فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة، و من حمد اللّ?ه فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج العراقين يتصدّق به في سبيل اللّ?ه عزّ و جلّ.


1- فقه الرضا عليه السلام: 225، الفقيه 2: 329 وفيه: «وادفن شعرك بمنى»، المقنع: 88، الهداية: 63 باختلاف يسير، البحار 99: 304/ 5 و 14، مستدرك الوسائل 10: 137/ 1169 و 11696.
2- التهذيب 5: 240/ 808، الوسائل 14: 211 و 19005.
3- الفقيه 1: 149/ 690، الوسائل 5: 269/ 6514.
4- الخيف: بفتح الخاء وسكون الياء: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء ومنه سمّي مسجدالخيف، ويقع في منى في سفح الجبل على يمين الذاهب إلى عرفة، ويستحبّ دخول المسجد عند النفر من منى قبل طواف الزيارة.

ص:272

752/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

صلّ ستّ ركعات في مسجد مني? في أصل الصومعة (2).

من صلّي من الأنبياء في مسجد الخيف

753/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

صلّ في مسجد الخيف و هو مسجد مني?، و كان مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله علي عهده عند المنارة التي في وسط المسجد و فوقها إلي القبلة نحواً من ثلاثين ذراعاً، و عن يمينها و عن يسارها و خلفها نحواً من ذلك، فقال: فتحرّ ذلك (4) 1 فإن استطعت أن يكون مصلّاك فيه فافعل، فإنّه قد صلّي فيه ألف نبيّ، و إنّما سمّي الخيف لأنّه مرتفع عن الوادي، و ما ارتفع عنه يسمّي? خيفاً.

754/ (5) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عن المفضّل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

صلّي في مسجد الخيف سبعمائة نبيّ، و إنّ ما بين الركن و المقام لمشحون من قبور الأنبياء، و إنّ آدم لفي حرم اللّ?ه عزّ و جلّ.


1- الكافي 4: 519/ 6، التهذيب 5: 274/ 940، الوسائل 5: 270/ 6515.
2- أي العمارة التي عند المنارة وهو داخل في التحديد السابق. مرآة العقول
3- الكافي 4: 519/ 4، التهذيب 5: 247/ 939 بتفاوت يسير وفيه: «قربها» بدل «فوقها»، الفقيه 1: 149/ 691، المحاسن 2: 71/ 1199 روى شطراً منه، علل الشرائع: 436/ 1 كما في المحاسن، الوسائل 5: 268/ 6511، البحار 99: 271/ 2.
4- 1 أي اقصد ذلك.
5- الكافي 4: 214/ 7، الفقيه 1: 149/ 689 و 2: 136/ 581 روى صدره، الوافي 14: 1266/ 14238، الوسائل 5: 269/ 6513، البحار 14: 464/ 33.

ص:273

الإفاضة من مني?

755/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا أفاض الرجل من مني? وضع يده ملك في كتفيه ثمّ قال: استأنف.

زيارة البيت

756/ (2) - موسي بن القاسم، عن محمّد بن عمر، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

ثمّ احلق رأسك و اغتسل و قلّم أظفارك، و خذ من شاربك، وزر البيت، وطف به أُسبوعاً تفعل كما صنعت يوم قدمت مكّة.

757/ (3) - عليّ، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

فإذا أتيت البيت يوم النحر فقمت علي باب المسجد قلت: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَي نُسُكِكَ، وَ سَلِّمْنِي لَهُ، وَ سَلِّمْهُ لِي، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْعَلِيلِ الذَّلِيلِ الْمُعْتَرِفِ بِذَنْبِهِ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، وَ أَنْ تُرْجِعَنِي بِحَاجَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَ الْبَلَدُ بَلَدُكَ، وَ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ، وَ أَؤُمُّ طَاعَتَكَ، مُتَّبِعاً لِأَمْرِكَ، رَاضِياً بِقَدَرِكَ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَيْكَ، الْمُطِيعِ لِأَمْرِكَ، الْمُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ، الْخَائِفِ لِعُقُوبَتِكَ، أَنْ تُبَلِّغَنِي عَفْوَكَ، وَ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ».


1- المحاسن 1: 141/ 187، الوسائل 11: 106/ 14366، البحار 99: 114/ 5.
2- التهذيب 5: 250/ 848، الوسائل 14: 247/ 19111.
3- الكافي 4: 511/ 4، التهذيب 5: 251/ 853، الوسائل 14: 249/ 19117.

ص:274

ثمّ تأتي الحجر الأسود فتستلمه و تقبّله، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك و قبّل يدك، فإن لم تستطع فاستقبله و كبّر و قل كما قلت حين طفت بالبيت يوم قدمت مكّة، ثمّ طف بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك يوم قدمت مكّة، ثمّ صلّ عند مقام إبراهيم ركعتين، تقرأ فيهما ب قُلْ هُوَ اللّ?هُ أَحَدٌ و قُلْ ي?ا أَيُّهَا الْك?افِرُونَ ثمّ ارجع إلي الحجر الأسود فقبّله إن استطعت و استقبله و كبّر.

ثمّ اخرج إلي الصفا فاصعد عليه و اصنع كما صنعت يوم دخلت مكّة، ثمّ ائت المروة فاصعد عليها، وطف بينهما سبعة أشواط، تبدأ بالصفا و تختم بالمروة، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كلّ شي ء أحرمت منه إلّا النساء، ثمّ ارجع إلي البيت وطف به أُسبوعاً آخر، ثمّ تصلّي ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام، ثمّ قد أحللت من كلّ شي ء، و فرغت من حجّك كلّه و كلّ شي ء أحرمت منه.

ص:275

الفصل العشرون: وداع البيت

من أين يودّع البيت

758/ (1) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن أبان، عن أبي إسماعيل قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه: هو ذا أخرج- جعلت فداك- فمن أين أُودّع البيت؟ قال:

تأتي المستجار بين الحجر و الباب فتودّعه من ثمّ، ثمّ تخرج فتشرب من زمزم، ثمّ تمضي، فقلت: أصبُّ علي رأسي؟ فقال: لا تقرب الصبّ.

759/ (2) - الحسين بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد اللّ?ه بن جبلة، عن قثم بن كعب قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إنّك لتدمن الحجّ؟ قلت: أجل، قال: فليكن آخر عهدك بالبيت أن تضع يدك علي الباب و تقول: «الْمِسْكِينُ عَلَي بَابِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ».


1- الكافي 4: 532/ 4، الوسائل 14: 290/ 19222.
2- الكافي 4: 532/ 5، التهذيب 5: 282/ 962، الوسائل 14: 290/ 19221.

ص:276

طواف الوداع

760/ (1) - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

ينبغي لمن أراد الخروج من مكّة بعد قضاء حجّه أن يكون آخر عهده بالبيت يطوف به بطواف الوداع، ثمّ يودّعه، يضع يده بين الحجر الأسود و الباب، و يدعو و يودّع و ينصرف.

761/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا أردت أن تخرج من مكّة و تأتي أهلك، فودّع البيت وطف بالبيت أُسبوعاً، و إن استطعت أن تستلم الحجر الأسود و الرّكن اليماني في كلّ شوط فافعل، و إلّا فافتتح به و اختم به، فإن لم تستطع ذلك فموسّع عليك، ثمّ تأتي المستجار فتصنع عنده كما صنعت يوم قدمت مكّة، و تخيّر لنفسك من الدّعاء، ثمّ استلم الحجر الأسود، ثمّ ألصق بطنك بالبيت تضع يدك علي الحجر و الأُخري ممّا يلي الباب، و احمد اللّ?ه و أثنِ عليه، و صلّ علي النبي صلي الله عليه و آله ثمّ قل:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ أَمِينِكَ وَ حَبِيبِكَ وَ نَجِيِّكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَاتِكَ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ أُوذِيَ فِي جَنْبِكَ وَ عَبَدَكَ حَتَّي? أَتَاهُ الْيَقِينُ، اللَّهُمَّ اقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِأَفْضَلِ مَا يَرْجِعُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْعَافِيَةِ، اللَّهُمَّ إِنْ أَمتَّنِي فَاغْفِرْ لِي وَ إِنْ أَحْيَيْتَنِي فَارْزُقْنِيهِ مِنْ قَابِل.

اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ، حَمَلْتَنِي عَلَي دَوَابِّكَ وَ سَيَّرْتَنِي فِي بِلَادِكَ حَتَّي? أَقْدَمْتَنِي حَرَمَكَ وَ أَمْنِكَ وَ قَدْ كَانَ فِي حُسْنِ ظَنِّي بِكَ


1- دعائم الاسلام 1: 333، البحار 99: 321/ 33 بتفاوت يسير، مستدرك الوسائل 1: 164/ 11763.
2- الكافي 4: 530/ 1، التهذيب 5: 280/ 957 بتفاوت يسير، الوسائل 14: 287/ 19218.

ص:277

أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي فَإِنْ كُنْتَ قَدْ غَفَرْتَ لِي ذُنُوبِي فَازْدَدْ عَنِّي رِضاً وَ قَرِّبْنِي إِلَيْكَ زُلْفَي? وَ لَا تُبَاعِدْنِي، وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِي فَمِنَ الْآنَ فَاغْفِرْ لِي قَبْلَ أَنْ تَنْأي (1) عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، فَهَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي إِنْ كُنْتَ أَذِنْتَ لِي، غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ وَ لَا عَنْ بَيْتِكَ وَ لَا مُسْتَبْدِلٌ بِكَ وَ لَا بِهِ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَ مِنْ خَلْفِي وَ عَنْ يَمِينِي، وَ عَنْ شِمَالِي حَتَّي تُبَلِّغَنِي أَهْلِي، فَإِذَا بَلَغْتَنِي أَهْلِي فَاكْفِنِي مَئُونَةَ عِبَادِكَ و عِيَالِي فَإِنَّكَ وَلِيُّ ذ?لِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ مِنِّي».

ثمّ ائت زمزم فاشرب من مائها ثمّ اخرج و قل: «آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، إِلَي? رَبِّنَا رَاغِبُونَ، إِلَي اللّ?هِ رَاجِعُونَ إِنْ شَاءَ اللّ?هُ».

(الحديث) (2)

أسماء زمزم

762/ (3) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أيمن بن محرز، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

أسماء زمزم: ركضة جبرئيل، و حفيرة إسماعيل، و حفيرة عبد المطّلب، و زمزم، و برّة، و المضمونة، و الرّواء، و شبعة، و طعام و مطعم، و شفاء سقم.

763/ (4) - عبد الرزّاق، عن الثوري، عن ابن خُثيم أو عن العلاء- شكّ أبو بكر-، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس قال: سمعته يقول:

كنا نسمّيها شُباعة (5) 1 يعني زمزم، و كنّا نجدها نعم العون علي العيال.


1- تنأى: أي تبعد.
2- ذكرنا ذيله في «حجّ الأنبياء والأئمة عليهم السلام»: 427/ 886.
3- الخصال: 455/ 3، التهذيب 5: 145/ 479 باختلاف يسير، الوسائل 13: 246/ 17663 كما في الخصال و 474/ 18242 كما في التهذيب، البحار 99: 243/ 7.
4- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 117/ 9120، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 273/ 14134، المعجم الكبير للطبراني 10: 271/ 10637، مجمع الزوائد 3: 286، الترغيب و الترهيب 2: 210/ 3.
5- 1 شباعة بضمّ الشين كقدامة، سمّيت بذلك لأنّ ماءها يروي و يشبع.

ص:278

فضل ماء زمزم

764/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أربعمائة قال:

الاطّلاع في بئر زمزم يذهب الدّاء، فاشربوا من مائها ممّا يلي الرّكن الذي فيه الحجر الأسود، فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة: الفرات، و النيل، و سيحان، و جيحان و هما نهران.

765/ (2) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:

ماء زمزم خير ماء علي وجه الأرض، و شرّ ماء علي وجه الأرض ماء برهوت التي بحضر موت ترده هامّ الكفّار باللّيل.

في شرب ماء زمزم

766/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا فرغت من الرّكعتين فائت الحجر الأسود و قبّله و استلمه أو أشر إليه فإنّه


1- الخصال 2: 625، الوسائل 13: 246/ 17664، البحار 10: 103 و 99: 243/ 8.
2- المحاسن 2: 399/ 2394، الكافي 6: 386/ 3، الوسائل 25: 260/ 31860، البحار 66: 448/ 7 و 99: 244/ 12.
3- الكافي 4: 430/ 1، التهذيب 5: 144/ 476، الوسائل 13: 472/ 18238.

ص:279

لا بدّ من ذلك، و قال: إن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلي الصفا فافعل، و تقول حين تشرب: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً، وَ رِزْقاً وَاسِعاً، وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ»، قال: و بلغنا أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال حين نظر إلي زمزم: لو لا أنّي أشقّ علي أُمّتي لأخذت منه ذنوباً أو ذنوبين (1).

767/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا فرغ الرّجل من طوافه و صلّي ركعتين فليأت زمزم، و ليستق منه ذنوباً أو ذنوبين، و ليشرب منه و ليصبّ علي رأسه و ظهره و بطنه و يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً، وَ رِزْقاً وَاسِعاً، وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ»، ثمّ يعود إلي الحجر الأسود.

768/ (3) - الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، و ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد اللّ?ه الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قالا:

يستحبّ أن تستقي من ماء زمزم دلواً أو دلوين، فتشرب منه و تصبّ علي رأسك و جسدك، و ليكن ذلك من الدلو الذي بحذاء الحجر.

769/ (4) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابنا، رفعه قال:

إذا شربت من ماء زمزم فقل: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً، وَ رِزْقاً وَاسِعاً، وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ»، و كان أبو الحسن عليه السلام يقول: إذا شرب من زمزم: «بِسْمِ اللّ?هِ، الْحَمْدُ للّ?هِ، الشُّكْرُ للّ?هِ».


1- الذّنوب: الدلو، و لا تسمّي? ذنوباً إلّا و فيها ماء. مجمع البحرين
2- الكافي 4: 430/ 2، التهذيب 5: 144/ 477، الوسائل 13: 473/ 18923.
3- التهذيب 5: 145/ 478، الوسائل 13: 474 ذ 18241.
4- المحاسن 2: 400/ 2400، الوسائل 13: 247/ 17665، البحار 99: 244/ 16.

ص:280

770/ (1) - و أخرج الحميدي، و ابن النجّار، عن جابر بن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من طاف بالبيت سبعاً، و صلّي خلف المقام ركعتين، و شرب من ماء زمزم، غفرت له ذنوبه كلّها بالغة ما بلغت.

771/ (2) - عبد الرزّاق، عن عبد اللّ?ه بن عمر، و لا أعلم الثوري إلّا قد حدّثنا عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال:

كنت عند ابن عبّاس، فجاءه رجل، فجلس إلي جنبه، فقال له ابن عبّاس: من أين جئت؟ قال: شربت من زمزم، قال: شربتها كما ينبغي؟ قال: و كيف ينبغي يا ابن عبّاس؟ قال: تستقبل القبلة و تسمّي اللّ?ه ثمّ تشرب و تتنفّس ثلاث مرّات، فإذا فرغت حَمِدتَ اللّ?ه تعالي و تتضلَّع (3) منها، فإنّي سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول: إنّ آية ما بيننا و بين المنافقين أنّهم لا يتضلّعون من زمزم.

الاستهداء من ماء زمزم

772/ (4) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن جعفر، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام:


1- الدرّ المنثور 1: 293، إتحاف السادة المتّقين 4: 259.
2- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 112/ 9111، سنن ابن ماجة 2: 1017/ 3061، المستدرك على الصحيحين 1: 472 باختلاف يسير، السنن الكبرى للبيهقي 5: 147 كما في المستدرك، سنن الدار قطني 2: 288/ 235 و 236 كما في المستدرك، الدرّ المنثور 4: 152 كما في الحاكم، تاريخ الكبير 1: 158، تاريخ الصغير 2: 163، والمعجم الكبير للطبراني 11: 101/ 11246، جامع الأحاديث للسيوطي 1: 24/ 38، كنز العمال 12: 226/ 34782، نيل الأوطار 5: 99 روى ذيله، البداية والنهاية 2: 247، اتحاف السادة المتّقين 4: 411.
3- التضلّع: الإكثار من الشرب حتّى يتمدّد جنبه وأضلاعه.
4- المحاسن 2: 400/ 2399، الفقيه 2: 135/ 575، التهذيب 5: 471/ 17658، الوسائل 13: 245/ 17661 و 25: 262/ 31865، البحار 99: 244/ 15.

ص:281

أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله كان يستهدي ماء زمزم و هو بالمدينة.

773/ (1) - ابن جريج قال: حدّثني ابن أبي حسين:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم كتب إلي سهيل بن عمرو: إن جاءك كتابي ليلًا فلا تُصبحنّ أو نهاراً فلا تُسمينّ حتّي تبعث إليّ ماءً من زمزم، فاستعانت امرأة سهيل أُثيلة الخزاعيّة جدّة أيّوب بن عبد اللّ?ه بن زهير، فأدلجتا و جوار معهما، فلم تصبحا حتّي فَرتا مزادتين، فزعبتاهما و جعلتاهما في كُرَّين غوطيّين، ثمّ ملأتهما ماءً، فبعثت بهما إلي النبي صلي الله عليه و سلم.

الاستشفاء بماء زمزم

774/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ماء زمزم دواء ممّا شُرب له.

775/ (3) - أروي عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال:

ماء زمزم شفاء لما شرب له.

776/ (4) - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:


1- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 119/ 9127.
2- الكافي 6: 387/ 5، المحاسن 2: 399/ 2395، طبّ الأئمة: ذ 52، الوسائل 25: 260/ 31861، البحار 66: 448 ذ 8 و 99: 244/ 13، مستدرك الوسائل 9: 348 ذ 11051 روي بطريق آخر.
3- فقه الرضا عليه السلام: 346، الفقيه 2: 135/ 573، مكارم الأخلاق: 155، الوسائل 13: 245/ 17659، البحار 66: 450 ذ 16 و 99: 245/ 18، مستدرك الوسائل 9: 347/ 1105.
4- المحاسن 2: 399/ 2396، الكافي 6: 387/ 4، طبّ الأئمّة عليهم السلام: 52، الوسائل 25: 261/ 31862، البحار 66: 448/ 8 و 99: 244/ 14 و 245/ 21، مستدرك الوسائل 9: 348 صدر 11051.

ص:282

زمزم شفاء من كلّ داء- و أظنّه قال: كائناً ما كان- قال: و عرضت أنا هذا الحديث علي يحيي بن المبارك.

777/ (1) - روي أنّ من رَوي? من ماء زمزم أحدث به شفاء، و صرف عنه داء.

778/ (2) - و في حديث آخر: ماء زمزم شفاء لمن استعمل.

779/ (3) - حدّثنا أبو كامل، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا خالد الحذّاء، عن حميد بن هلال، عن عبد اللّ?ه بن الصامت، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

زمزم طعام طعم (4)، و شفاء سُقم.

780/ (5) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا يحيي بن سعيد، عن سفيان قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن قيس بن كركم قال:

سألت ابن عبّاس فقلت: أخبرني عن ماء زمزم فقال: أخبرني بعلم لا تنزح و لا تنزف و لا تزم، طعام من طُعم و شفاء من سُقم.

781/ (6) - حدّثنا موسي بن هارون و عليّ بن سعيد الرازي قالا: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، حدثنا مسكين بن بكير، حدثنا محمّد بن مهاجر، عن إبراهيم بن أبي حُرّة، عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضي اللّ?ه عنهما قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم،


1- الفقيه 2: 135/ 574، الوسائل 13: 245/ 17660.
2- فقه الرضا عليه السلام: 346، البحار 99: 245/ 19، مستدرك الوسائل 9: 347 ذ 11050.
3- كشف الأستار 2: 47/ 1171، الترغيب و الترهيب 2: 209/ 2، المطالب العالية 1: 368/ 1241، كنز العمال 12: 225/ 34780، كشف الخفاء 1: 531/ 1422، مجمع الزوائد 3: 286، الدرّ المنثور 4: 151، المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 273/ 1432.
4- طعام طعم بضمّ الطاء و سكون العين: أي طعام يشبع منه الانسان و يستعمل من كلّ ما يساغ حتّي الماء.
5- المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 273/ 14136.
6- المعجم الكبير للطبراني 11: 80/ 11167، مجمع الزوائد 3: 286، الترغيب و الترهيب 2: 209/ 1، كنز العمال 12: 225/ 34779، الدرّ المنثور 4: 151.

ص:283

و شرّ ماء علي وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقيّة حضرموت (1) كرجل الجراد من الهوام يُصبح يتدفّق و يمسي لا بلال بها.

782/ (2) - حدثنا عمر بن الحسن بن عليّ، حدثنا محمّد بن هشام بن عيسي المروزي، حدثنا محمّد بن حبيب الجارودي، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك اللّ?ه، و إن شربته لشبعك أشبعك اللّ?ه به، و إن شربته ليقطع ظمأك قطعه اللّ?ه، و هي هزمة (3) جبريل وسقا اللّ?ه إسماعيل.

783/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ و محمّد بن موسي قالا: نا أبو العباس الأصم، نا هارون بن سليمان، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

زمزم خير ما يعلم طعام طعم و شفاء سقم.

784/ (5) - أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن أحمد بن الدهقان، نا سويد بن سعيد قال:


1- برهوت: بفتح الباء الموحدة و الراء، و ضمّ الهاء، آخره تاء مثناة. و حضرموت: بفتح الحاء المهملة: اسما بلد. قال أهل اللغة: و هما اسمان جعل اسماً واحداً، إن شئت بنيت حضر علي الفتح و أعربت موت إعراب ما لا ينصرف، و إن شئت أضفت الأوّل إلي الثاني فأعربت حضراً و خفضت موت.
2- سنن الدار قطني 2: 289/ 238، المستدرك علي الصحيحين 1: 473 و فيه: «و إن شربته مستعيذاً أعاذك اللّ?ه، و إن شربته ليقطع ظمأك قطعه، قال و كان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللّهمّ إنّي أسألك علماً نافعاً، و رزقاً واسعاً، و شفاء من كلّ داء»، الدرّ المنثور 4: 152، الترغيب و الترهيب 2: 210/ 4، كنز العمال 12: 224/ 34775، نيل الأوطار 5: 99/ 5.
3- 1 الهزمة بفتح الهاء، و سكون الزاي: هو أن تغمز موضعاً بيدك، أو رجلك فتصير فيه حفرة.
4- شعب الإيمان 3: 482/ 4130.
5- شعب الإيمان 3: 481/ 4128، تلخيص الحبير 2: 268، الترغيب و الترهيب 2: 210/ 5.

ص:284

رأيت ابن المبارك أتي? زمزم فملأ إناء ثمّ استقبل الكعبة فقال: اللّهمّ انّ ابن أبي الموالي نا عن ابن المنكدر، عن جابر أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال:

ماء زمزم لما شرب له و هو ذا أشرب هذا لعطش يوم القيامة ثمّ شربه.

785/ (1) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا سعيد بن زكريّا و زيد بن الحباب، عن عبد اللّ?ه بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ماء زمزم لما شرب له.


1- المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 273/ 14137 و 5: 63/ 23723، السنن الكبري? للبيهقي 5: 148، مسند أحمد 3: 357 و 372، سنن ابن ماجة 2: 1018/ 3062، شعب الإيمان 3: 481/ 4127، المعجم الأوسط 1: 469/ 853، البداية و النهاية 2: 247، الدرّ المنثور 4: 150، نيل الأوطار 5: 99/ 1.

ص:285

الفصل الحادي و العشرون: من مات في طريق الحجّ

من مات ذاهباً أو جائياً

786/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسي?، عن زكريّا المؤمن، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحاجّ و المعتمر في ضمان اللّ?ه، فإن مات متوجّهاً غفر اللّ?ه له ذنوبه، و إن مات محرماً بعثه اللّ?ه ملبّياً، و إن مات بأحد الحرمين بعثه اللّ?ه من الآمنين، و إن مات منصرفاً غفر اللّ?ه له جميع ذنوبه.

787/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من مات في طريق مكّة ذاهباً أو جائياً أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.


1- الكافي 4: 256/ 18، الفقيه 1: 84/ 379 روي قطعة منه، الوسائل 11: 99/ 14341.
2- الكافي 4: 263/ 45، التهذيب 5: 23/ 68، الوسائل 11: 100/ 14346 و 107/ 14372.

ص:286

788/ (1) - عن جعفر بن محمّد صلوات اللّ?ه عليهما أنّه قال:

ضمان الحاجّ المؤمن علي اللّ?ه، إن مات في سفره أدخله الجنّة، و إن ردّه إلي أهله لم يكتب عليه ذنب بعد وصوله إلي منزله بسبعين ليلة.

789/ (2) - قال أمير المؤمنين عليه السلام:

ضمنت لستّة الجنّة: رجل خرج بصدقة فمات فله الجنّة، و رجل خرج يعود مريضاً فمات فله الجنّة، و رجل خرج مجاهداً في سبيل اللّ?ه فمات فله الجنّة، و رجل خرج حاجّاً فمات فله الجنّة، و رجل خرج إلي الجمعة فمات فله الجنّة، و رجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنّة.

790/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن عليّ بن إسماعيل، عن عليّ بن الحكم، عن جعفر بن عمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحجّ و العمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللّازم لهما في ضمان اللّ?ه، إن أبقاه أدّاه إلي عياله و إن أماته أدخله الجنّة.

791/ (4) - أخبرنا أبو بكر محمّد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ أبو بكر بن أبي زكريّا إمام جامع بلخ، أنبأ إسحاق المستملي، حدثنا أبو بكر عبد اللّ?ه بن محمّد بن خلف الخواري بخوار، حدثنا أبو يزيد عصمة بن يزيد الهروي، حدثنا عمران بن سهل أبو سعيد البلخي، حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا أبو معشر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه رضي الله عنه قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من مات في طريق مكّة ذاهباً أو راجعاً لم يعرض و لم يحاسب أو غفر له.


1- دعائم الاسلام 1: 294، البحار 99: 49/ 43، مستدرك الوسائل 8: 36/ 9007.
2- الفقيه 1: 84/ 387، الوسائل 2: 416/ 2516 و 3: 143/ 3238 و 11: 102/ 14355 و 347/ 14982.
3- الكافي 4: 255/ 13، الفقيه 2: 142/ 622، الوسائل 11: 124/ 14414.
4- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 18/ 1063، الترغيب و الترهيب 2: 179/ 37، الدرّ المنثور 1: 510، كنز العمال 5: 16/ 11849.

ص:287

792/ (1) - حدّثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يزيد اللّيثي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من خرج حاجّاً فمات كتب اللّ?ه له أجر الحاجّ إلي يوم القيامة، و من خرج معتمراً فمات كتب اللّ?ه له أجر المعتمر إلي يوم القيامة، و من خرج غازياً في سبيل اللّ?ه فمات كتب له أجر الغازي إلي يوم القيامة.

793/ (2) - حدّثنا أبي، حدثنا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن إبراهيم بن سالم، حدثنا الحسن بن أبي الربيع، حدثنا الحسين بن عليّ الجعفيّ، عن محمّد بن السمّاك، عن عائذ، عن عطاء، عن عائشة قالت: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من خرج في هذا الوجه لحجّ أو عمرة، فمات فيه لم يعرض و لم يُحاسب، و قيل له: أدخل الجنّة؛ قالت: فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: إنّ اللّ?ه تعالي يباهي بالطائفين.

من مات في أحد الحرمين

794/ (3) - قال الصادق عليه السلام: من مات في أحد الحرمين أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.


1- مسند أبي يعلى 11: 238/ 6357، معجم شيوخ أبي يعلى: 140/ 101، نصب الراية لأحاديث الهداية 3: 159/ 4، شعب الإيمان 3: 474/ 4100 روى مختصراً، المطالب العالية 1: 326/ 1094 و 2: 148/ 1891، مجمع الزوائد 3: 208 و 5: 282- 283، الترغيب والترهيب 2: 178/ 34 و 271/ 8، الدرّ المنثور 2: 654، تفسير القرآن العظيم 1: 557.
2- ذكر أخبار أصبهان 2: 262، شعب الإيمان 3: 473/ 4096 وفيه: «من مات في هذا الوجه»، مسند أبي يعلى 8: 79/ 4608، تاريخ بغداد 5: 369 وفيهما: «من مات»، حلية الأولياء 8: 216 روى مختصراً، كتاب الترغيب والترهيب 2: 18/ 1062 كما في أبي يعلى، الترغيب والترهيب 2: 178/ 35، الدرّ المنثور 1: 510، مجمع الزوائد 3: 208، كنز العمال 5: 15/ 11848.
3- الفقيه 1: 84/ 380، الوسائل 3: 162 ذ 3291.

ص:288

795/ (1) - عن النبيّ صلي الله عليه و آله قال:

و من مات في أحد الحرمين بعثه اللّ?ه و لا حساب عليه.

796/ (2) - عليّ بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن سليمان الدّيلمي، عن أبي حجر الأسلمي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من أتي? مكّة حاجّاً و لم يزرني إلي المدينة جفوته يوم القيامة، و من أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، و من وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة، و من مات في أحد الحرمين مكّة و المدينة لم يعرض و لم يحاسب، و من مات مهاجراً إلي اللّ?ه عزّ و جلّ حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر.

797/ (3) - نقلًا عن كتاب المنبئ عن زهد النبي صلي الله عليه و آله، بإسناده عنه صلي الله عليه و آله أنّه قال لأبي ذر- في حديث:

و من مات في حرم اللّ?ه، آمنه اللّ?ه من الفزع الأكبر، و أدخله الجنّة. (الخبر)

798/ (4) - عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال:

من مات بمكّة فكأنّما مات في السماء الدنيا.

799/ (5) - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عليّ محمّد بن أحمد الصوّاف، نا الحسن بن عليّ بن الوليد الفارسي، أنا أبو الحسن خلف بن عبد الحميد، نا أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاريّ، عن أبي هاشم الرهان، عن زاذان، عن


1- مستدرك الوسائل 9: 362/ 11083 عن لبّ اللباب.
2- الكافي 4: 548/ 5، الفقيه 2: 338/ 1571، علل الشرائع: 460/ 7، التهذيب 6: 4/ 5، كامل الزيارات: 13/ 9، الوسائل 14: 333/ 19337، البحار 99: 387/ 3 و 100: 140/ 5 و 6.
3- مستدرك الوسائل 9: 363/ 11085 عن عدّة الدّاعي و لم نجد فيه.
4- مستدرك الوسائل 9: 363/ 11084 عن لبّ اللباب.
5- شعب الإيمان 3: 496/ 4180، المعجم الكبير للطبراني 6: 240/ 6104، الدرّ المنثور 2: 272، مجمع الزوائد 2: 319، كنز العمال 12: 271/ 35006، اتحاف السادة المتّقين 4: 271، الفوائد المجموعة: 114/ 31، جامع الأحاديث للسيوطي 6: 611/ 23118 القسم الأوّل.

ص:289

سلمان، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي و جاء يوم القيامة من الآمنين.

800/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن محمّد بن جعفر، حدثنا محمّد بن أحمد بن راشد، حدثنا محمّد بن خلف، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان، عن عبد اللّ?ه بن المؤمّل، عن محمّد بن عباد المخزومي، عن محمّد بن قيس بن مخرمة، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة ملبّياً.

801/ (2) - ذكر أبو بكر الطلحي قال: حدثنا أبو حصين القاضي، حدثنا أحمد بن عبد اللّ?ه بن يونس، حدثنا سفيان، عن عبد اللّ?ه بن المؤمّل، عن محمّد بن عباد بن جعفر، عن محمّد بن قيس بن مخرمة، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

من مات في أحد الحرمين بعثه اللّ?ه يوم القيامة آمناً.

802/ (3) - حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكوفي، حدّثنا موسي بن عبد الرحمن المسروقي، حدّثنا زيد بن الحباب، عن عبد اللّ?ه بن المؤمّل المكّي، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم قال:

من مات في أحد الحرمين بعث آمناً يوم القيامة.

803/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا عليّ بن عيسي?، نا أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار النيسابوري، نا أيّوب بن الحسن، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي


1- معرفة الصحابة لأبي نعيم 2: 123/ 693.
2- معرفة الصحابة لأبي نعيم 2: 122/ 692، أُسد الغابة في معرفة الصحابة 4: 329، الدرّ المنثور 1: 272، جامع الأحاديث للسيوطي 6: 614/ 23142 القسم الأوّل، الفوائد المجموعة: 114/ 31.
3- المعجم الصغير للطبراني 2: 22، شعب الإيمان 3: 497/ 4181، مجمع الزوائد 2: 319، كشف الخفاء 2: 368/ 2619، الفوائد المجموعة: 114/ 31، كنز العمال 12: 271/ 35005، تذكرة الموضوعات: 72، جامع الأحاديث للسيوطي 6: 608/ 23098 القسم الأوّل.
4- شعب الإيمان 3: 490/ 4158، الترغيب و الترهيب 2: 224/ 17، الدرّ المنثور 2: 272، كنز العمال 12: 272/ 35007.

ص:290

فديك بالمدينة، نا سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من مات في أحد الحرمين بُعث من الآمنين يوم القيامة، و من زارني محتسباً إلي المدينة كان في جواري يوم القيامة.

804/ (1) - حدّثنا أبو عبيد و القاضي أبو عبد اللّ?ه و ابن مخلّد قالوا: نا محمّد بن الوليد البسري، نا وكيع، نا خالد بن أبي خالد و أبو عون، عن الشعبي؛ و الأسود بن ميمون، عن هارون أبي قزعة، عن رجل من آل حاطب، عن حاطب قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني في حياتي، و من مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة.

805/ (2) - أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد، نا عبيد بن شريك و ابن ملحان- و اللفظ لابن ملحان-، نا يحيي بن بكير، نا اللّيث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّ?ه بن عبد اللّ?ه، عن الصميتة امرأة من بني اللّيث بن بكر كانت في حجر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم سمعتها تحدّث يعني عن صفيّة بنت أبي عبيد، أنّها سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه من يمت بها يشفع له أو يشهد له.

806/ (3) - أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الصبعي، نا الحسين بن عليّ بن زياد، حدّثني ابن أبي أويس، حدّثني عبد العزيز بن محمّد


1- سنن الدار قطني 2: 278/ 193.
2- شعب الإيمان 3: 497/ 4183.
3- نفس المصدر 3: 498/ 4184.

ص:291

الدراوردي.

و أخبرنا عبد اللّ?ه بن يوسف الأصبهاني، أنا عبد اللّ?ه بن محمّد بن إسحاق الفاكهي، نا أبو يحيي بن أبي مسرة، نا يحيي بن محمّد الحارثي، نا عبد العزيز بن محمّد، عن أُسامة بن زيد، عن عبد اللّ?ه بن عكرمة، عن عبيد اللّ?ه بن عبد اللّ?ه بن عمر، عن أبيه، عن سبيعة الأسلميّة أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال:

من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه لن يموت بها أحد إلّا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة.

807/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، أنا أبو عمرو بن السماك، نا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور، نا معاذ بن هشام، نا أبي، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإنّي أشفع لمن يموت بها.

808/ (2) - أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا عمرو بن مطر، نا أحمد بن الحسين بن نصر الحدا، نا الصلت بن مسعود، نا سفيان بن موسي- و كان ثقة-، قال أيّوب: عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإنّه من مات بالمدينة شفّعت له يوم القيامة.

809/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر القطّان، نا عليّ بن الحسن بن أبي عيسي الهلالي، نا عبد الغفّار بن عبيد اللّ?ه القرشي، حدّثني صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عبيد اللّ?ه بن عبد اللّ?ه أنّه حدّثه عن الصميتة أنّها


1- نفس المصدر 3: 498/ 4185.
2- نفس المصدر 3: 498/ 4186.
3- شعب الإيمان 3: 497/ 4182.

ص:292

سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت، فمن مات بالمدينة كنت له شفيعاً و شهيداً.

من مات بين الحرمين

810/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن زبيدة، عن جميل، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من مات بين الحرمين بعثه اللّ?ه في الآمنين يوم القيامة، أما إنّ عبد الرحمن بن الحجّاج و أبا عبيدة منهم.

811/ (2) - أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ الهيثم بن كليب الشاشي ببخارا، حدثنا أبو هشام القديدي محمّد بن سليمان بن الحكم بقديد، عن عمّه أيّوب بن الحكم، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن أبان بن صالح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

من مات بين الحرمين حشره اللّ?ه يوم القيامة من الآمنين و كتب شهيداً و شفيعاً يوم القيامة.

من دفن في الحرم

812/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن محمّد بن إسماعيل،


1- المحاسن 1: 146/ 205، البحار 47: 341/ 26 و 99: 387/ 1.
2- كتاب الترغيب والترهيب 2: 18/ 1061.
3- الكافي 4: 258/ 26، المحاسن 1: 148/ 212 بتفاوت يسير، الفقيه 2: 147/ 650 باختلاف، البحار 99: 387/ 2 كما في المحاسن، الوسائل 3: 162/ 3291 و 13: 287/ 17762 كما في الكافي.

ص:293

عن أبي إسماعيل السّراج، عن هارون بن خارجة قال:

سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت: من برّ الناس و فاجرهم؟ قال:

من برّ الناس و فاجرهم.

ص:294

الفصل الثاني و العشرون: ما ورد في المدينة المنوّرة

الاختتام بالمدينة

813/ (1) - عليّ بن محمّد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن أبيه قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام أبدأ بالمدينة أو بمكّة؟ قال: ابدأ بمكّة و اختم بالمدينة فإنّه أفضل.

814/ (2) - محمّد بن أحمد بن يحيي?، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام أبدأ بالمدينة أو بمكّة؟ قال: ابدأ بمكّة و اختم بالمدينة فإنّه أفضل.

815/ (3) - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي


1- الكافي 4: 550/ 2، الوسائل 14: 320/ 19309.
2- التهذيب 5: 439/ 1527، الاستبصار 2: 329/ 1166، الفقيه 2: 334/ 1554، الوسائل 14: 320/ 19308.
3- علل الشرائع: 459/ 1، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 262/ 28، الوسائل 14: 324/ 19316، البحار 99: 374 باب 66/ 1 و 100: 139/ 1، نور الثقلين 1: 183/ 652.

ص:295

بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّ?ه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، عن جعفر بن محمّد عليه السلام قال:

إذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا، لأنّ ذلك من تمام الحجّ.

816/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنّي?، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

ابدءوا بمكّة و اختموا بنا.

817/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث أربعمائة- قال:

أتمّوا برسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حجّكم إذا خرجتم إلي بيت اللّ?ه، فإنّ تركه جفاء و بذلك أُمرتم و أتمّوا بالقبور التي ألزمكم اللّ?ه عزّ و جلّ حقّها و زيارتها.

أدب دخول المدينة

818/ (3) - قال جعفر بن محمّد عليهما السلام- في حديث:

فإذا دخلت المدينة فاغتسل، و ائت المسجد، فابدأ بقبر النبي صلي الله عليه و آله، فقف به و سلّم علي النبيّ صلي الله عليه و آله، و اشهد له بالرسالة و البلاغ، و أكثر من الصلاة عليه، و ادع من الدّعاء بما فتح اللّ?ه لك فيه.


1- الكافي 4: 550/ 1، الفقيه 2: 344/ 1552، الوسائل 14: 321/ 19311.
2- الخصال 2: 616، الوسائل 14: 324/ 19319، البحار 10: 94 و 100: 139/ 3.
3- دعائم الاسلام 1: 296، البحار 99: 378/ 15، مستدرك الوسائل 3: 426/ 3925.

ص:296

فضل المقام بالمدينة

819/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن جهم قال: سألت أبا الحسن عليه السلام:

أيّما أفضل المقام بمكّة أو بالمدينة؟ فقال: أيّ شي ء تقول أنت؟ قال: فقلت: و ما قولي مع قولك؟ قال: إنّ قولك يردُّك إلي قولي، قال: فقلت له: أمّا أنا فأزعم أنّ المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكّة، قال: فقال: أما لئن قلت ذلك لقد قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام ذاك يوم فطر و جاء إلي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فسلّم عليه في المسجد ثمّ قال: قد فضّلنا الناس اليوم بسلامنا علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله.

820/ (2) - حدّثنا حمّاد بن إسماعيل بن عليّة، حدّثنا أبي، عن وهيب، عن يحيي بن أبي إسحاق، أنّه حدّث عن أبي سعيد مولي المَهْرِيّ:

أنّه أصابهم بالمدينة جهدٌ و شدّة، و أنّه أتي? أبا سعيد الخُدْرِي، فقال له: إنّي كثير العيال و قد أصابتنا شدّة فأردت أن أنقل عيالي إلي بعض الرّيف (3)، فقال أبو سعيد:

لا تفعل الزم المدينة، فإنّا خرجنا مع نبيّ اللّ?ه صلي الله عليه و سلم- أظنّ أنّه قال: - حتّي قدمنا عُسفان، فأقام بها ليالي، فقال الناس: و اللّ?ه! ما نحن هاهنا في شي ء و إنّ عيالنا لخلوف (4)، ما نأمن عليهم، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه و سلم فقال:

ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟- ما أدري كيف قال: - و الذي أحلف به، أو و الذي نفسي بيده! لقد هممت أو إن شئتم- لا أدري أيّتهما قال- لأمرنّ بناقتي تُرحل (5)، ثمّ لا أحلّ لها عقدة حتّي أقدم المدينة.

(الحديث)


1- الكافي 4: 557/ 1، التهذيب 6: 14/ 29، الوسائل 14: 347/ 19362.
2- صحيح مسلم 3: 170/ 475.
3- الريف: الزراعة و الخصب.
4- لخلوف: ليس لديهم من يرعاهم و يجمعهم.
5- ترحل: أي يشدّ رحلها.

ص:297

فضل الإقامة بالمدينة في شهر رمضان

821/ (1) - حدّثنا الحسن بن عليّ بن نصر الطوسي، حدثنا عبد اللّ?ه بن أيّوب المخرمي، حدثنا عبد اللّ?ه بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن بلال بن الحارث قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان، و جمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان.

الدعاء للإقامة بالمدينة

822/ (2) - قال الشيخ في المصباح: يستحب أن يقول في السجدة بين الأذان و الإقامة: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَلْبِي بَارّاً وَ رِزْقِي دَارّاً، وَ اجْعَلْ لِي عِنْدَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صلي الله عليه و آله مُسْتَقَرّاً وَ قَرَاراً».

المدينة حرم النبي صلي الله عليه و آله

823/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن حسّان بن مهران قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين صلوات اللّ?ه عليه:

مكّة حرم اللّ?ه، و المدينة حرم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، و الكوفة حرمي، لا يريدها جبّار بحادثة إلّا قصمه اللّ?ه.


1- المعجم الكبير للطبراني 1: 372/ 1144، تاريخ مدينة دمشق 8: 1017 مخطوط، الترغيب والترهيب 2: 216/ 11، كنز العمال 12: 234/ 34818، مجمع الزوائد 3: 145 و 301، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 7: 287.
2- مصباح المتهجّد: 30، مستدرك الوسائل 10: 208/ 11872.
3- الكافي 4: 563/ 1، التهذيب 5: 360/ 19386، الوسائل 14: 360/ 19386.

ص:298

824/ (1) - عن يعقوب بن يزيد، و محمّد بن عيسي?، جميعاً، عن زياد القندي، عن محمّد بن عمارة، عن فضيل بن يسار قال: سألته- إلي أن قال: - فقال:

إنّ اللّ?ه أدّب نبيّه فأحسن تأديبه، فلمّا ائتدب فوّض إليه، فحرّم اللّ?ه الخمر، و حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كلّ مسكر فأجاز اللّ?ه له ذلك، و حرّم اللّ?ه مكّة و حرّم رسول اللّ?ه المدينة فأجاز اللّ?ه ذلك كلّه له.

(الحديث)

825/ (2) - حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث قال:

إنّ اللّ?ه لما أدّب نبيّه ائتدب ففوّض إليه، و إنّ اللّ?ه حرّم مكّة، و إنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حرّم المدينة، فأجاز اللّ?ه له، و إنّ اللّ?ه حرّم الخمر، و إنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حرّم كلّ مسكر، فأجاز اللّ?ه له.

826/ (3) - حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد اللّ?ه أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال:

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن عاصم بن عبد الواحد المدائني قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

مكّة حرم إبراهيم، و المدينة حرم محمّد صلي الله عليه و آله، و الكوفة حرم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، إنّ علياً حرّم من الكوفة ما حرّم إبراهيم من مكّة، و ما حرّم محمّد صلي الله عليه و آله من المدينة.


1- بصائر الدرجات: 381 قطعة من 12، الاختصاص: 310، الوسائل 14: 366/ 19402، البحار 17: 8 قطعة من 9 و 25: 340 قطعة من 23 و 99: 377/ 8.
2- بصائر الدرجات: 381/ 13، الوسائل 14: 366/ 19403، البحار 17: 9/ 13.
3- أمالي الطوسي 2: 284، البحار 99: 85/ 46 و 100: 399/ 43.

ص:299

حدود المدينة

827/ (1) - أبو عليّ الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

إنّ مكّة حرم اللّ?ه حرّمها إبراهيم عليه السلام، و إنّ المدينة حرمي ما بين لابتيها حرم لا يعضد (2) شجرها، و هو ما بين ظلّ عائر إلي ظلّ وعير (3)، و ليس صيدها كصيد مكّة، يؤكل هذا و لا يؤكل ذلك، و هو بريد (4).

828/ (5) - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن أبي العبّاس قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله المدينة؟ قال: نعم حرّم بريداً في بريد، غضاها، قال: قلت: صيدها؟ قال: لا، يكذب الناس.

829/ (6) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

كنت عند زياد بن عبد اللّ?ه و عنده ربيعة الرأي فقال زياد: ما الذي حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله من المدينة؟ فقال له: بريد في بريد، فقال لربيعة: و كان علي عهد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أميال، فسكت و لم يجبه، فأقبل عليّ زياد فقال: يا أبا عبد اللّ?ه ما تقول أنت؟


1- الكافي 4: 564/ 5، التهذيب 6: 12/ 23، فقه الرضا عليه السلام: 75 طبع الحجر باختلاف يسير، الوسائل 14: 362/ 19391، البحار 99: 361/ 44، مستدرك الوسائل 10: 209/ 11875.
2- لا يعضد: أي لا يقطع.
3- عائر و عير: جبلان.
4- البريد: أربع فراسخ.
5- الكافي 4: 563/ 4، الفقيه 2: 337/ 1568، التهذيب 6: 13/ 24، الوسائل 14: 364/ 19394.
6- الكافي 4: 564/ 3، معاني الأخبار: 337/ 2، التهذيب 6: 13/ 26 نحوه، الوسائل 14: 363/ 19392، البحار 99: 376/ 4.

ص:300

فقلت: حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله من المدينة ما بين لابتيها، قال: و ما بين لابتيها؟ قلت: ما أحاطت به الحرار (1)، قال: و ما حرّم من الشجر؟ قال: من عير إلي وعير.

قال صفوان: قال ابن مسكان: قال الحسن: فسأله إنسان و أنا جالسٌ فقال له:

و ما بين لابتيها؟ فقال: ما بين الصورين (2) إلي الثنيّة (3).

830/ (4) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسي?، و فضالة، عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

ما بين لابتي المدينة ظلّ عائر إلي ظلّ وعير حرم، قلت: طائره كطائر مكّة؟

قال: لا، و لا يعضد شجرها.

831/ (5) - عن جعفر بن محمّد صلوات اللّ?ه عليه أنّه قال:

ما بين لابتي المدينة حرم، فقيل له: طيرها كطير مكّة؟ قال: لا و لا يعضد شجرها، قيل له: و ما لابتاها؟ قال: ما أحاطت به الحرّة، حرّم ذلك رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، لا يهاج صيدها و لا يُعضد شجرها.

832/ (6) - روي زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله المدينة ما بين لابتيها صيدها، و حرّم عليه السلام ما حولها بريداً في بريد أن يختلي خلاها أو يعضد شجرها إلّا عودي الناضح.


1- الحرار: جمع حرّة.
2- الصوران: موضع بالمدينة بالبقيع. معجم البلدان 3: 432
3- الثنيّة: هي العقبة في الجبل فيها طريق مسلوك و المراد هنا ثنيّة الوداع في المدينة المنوّرة من جهة مكّة. معجم البلدان 2: 86
4- معاني الأخبار: 338/ 4، الوسائل 14: 366/ 19400، البحار 99: 376- 377/ 5 و 6.
5- دعائم الاسلام 1: 296، البحار 99: 378/ 11، مستدرك الوسائل 10: 209/ 11874.
6- الفقيه 2: 336/ 1562، الوسائل 14: 365/ 19395.

ص:301

833/ (1) - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار قال: حدّثنا الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيي?، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

حدّ ما حرّم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله من المدينة من ذباب (2) إلي واقم (3) و العريض (4) و النقب (5) من قبل مكّة.

834/ (6) - حدّثنا يحيي بن أيّوب و قتيبة بن سعيد و ابن حجر جميعاً، عن إسماعيل، قال ابن أيّوب: حدّثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو- مولي المطّلب بن عبد اللّ?ه بن حنطب- أنّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم- في حديث:

فلمّا أشرف علي المدينة قال: اللّهمّ إنّي أُحرّم ما بين جبليها مثل ما حرّم به إبراهيم مكّة، اللّهمّ بارك لهم في مُدّهم و صاعهم.

835/ (7) - حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة و عمرو الناقد، كلاهما عن أبي أحمد، قال أبو بكر: حدّثنا محمّد بن عبد اللّ?ه الأسدي، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر


1- معاني الأخبار: 337/ 3، الكافي 4: 564/ 4، الفقيه 2: 336/ 1565، الوسائل 14: 363/ 19393، البحار 99: 375/ 2.
2- ذباب: جبل بالمدينة المنوّرة. مجمع البلدان 3: 3
3- واقم: حصن من حصون المدينة المنوّرة و حرّة واقم إلي جانبه. معجم البلدان 5: 354
4- العريض: وادٍ بالمدينة المنوّرة. معجم البلدان 4: 114
5- النقب: يعرف بنقب بني دينار بن النجّار و نقب المدينة و هو طريق العقيق بالحرّة الغربية و به السّقيا. من هامش البحار
6- صحيح مسلم 3: 166/ 462، صحيح البخاري 7: 138 ذ 51 و 8: 141 ذ 56، مسند أحمد 3: 159، الترغيب و الترهيب 2: 229 ذ 29، الدرّ المنثور 1: 296.
7- صحيح مسلم 3: 165/ 458، السنن الكبري? للبيهقي 5: 198، الدرّ المنثور 1: 296، كنز العمال 12: 242/ 34865، تلخيص الحبير 2: 279، جامع الأحاديث للسيوطي 2: 210/ 4864 القسم الأوّل.

ص:302

قال: قال النبي صلي الله عليه و سلم:

إنّ إبراهيم حرّم مكّة، و إنّي حرّمت المدينة ما بين لابتيها، لا يقطع عضاهها و لا يصاد صيدها.

836/ (1) - حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا بكر- يعني ابن مضر-، عن ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمّد، عن عبد اللّ?ه بن عمرو بن عثمان، عن رافع بن خديج قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إنّ إبراهيم حرّم مكّة، و إنّي أُحرّم ما بين لابتيها- يريد المدينة-.

دعاء النبي صلي الله عليه و سلم لأهل المدينة

837/ (2) - حدّثنا قتيبة، حدّثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عاصم بن عمر، عن عليّ بن أبي طالب قال:

خرجنا مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم حتّي إذا كنّا بحرّة السّقيا (3) التي كانت لسعد بن أبي وقاص، فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: ائتوني بوضوء، فتوضّأ ثمّ قام فاستقبل القبلة ثمّ قال:

اللّهمّ إنّ إبراهيم كان عبدك و خليلك و دعا لأهل مكّة بالبركة، و أنا عبدك و رسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مُدّهم و صاعهم مثل ما باركت لأهل مكّة مع البركة بركتين.


1- صحيح مسلم 3: 164/ 456، مسند أحمد 4: 141، السنن الكبرى للبيهقي 5: 197، 198، المعجم الكبير للطبراني 4: 258/ 4325 و 4326، الدرّ المنثور 1: 296، كنز العمال 12: 242/ 34861، جامع الأحاديث للسيوطي 2: 211/ 4865 القسم الأوّل.
2- سنن الترمذي 5: 674/ 3914، مسند أحمد: 115- 116، صحيح ابن خزيمة 2: 226/ 21، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 9: 61/ 3746، التاريخ الكبير 6: 480، السنن الكبري? للنسائي 2: 484/ 4270، تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف 7: 390/ 10147، الترغيب و الترهيب 2: 226/ 21، كنز العمال 14: 127/ 38130، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 5: 25، اتحاف السادة المتّقين 4: 427.
3- السقيا: بالضمّ موضع بقرب عن المدينة. مجمع البحرين

ص:303

838/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عمرو بن يحيي?، عن عباد بن تميم، عن عبد اللّ?ه بن زيد، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

إنّ إبراهيم حرّم مكّة و دعا لها، و حرّمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة، و دعوت لهم في مدّها و صاعها (2) مثل ما دعا به إبراهيم لمكّة.

839/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا عثمان بن عمر، أنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد اللّ?ه بن أبي قتادة، عن أبي قتادة:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم توضّأ، ثمّ صلّي بأرض سعد بأرض الحرّة عند بيوت السقيا، ثمّ قال: اللّهمّ إنّ إبراهيم خليلك و عبدك و نبيّك دعاك لأهل مكّة، و أنا محمّد عبدك و رسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك إبراهيم بمكّة، أدعوك أن تبارك لهم في صاعهم و مدّهم و ثمارهم، اللّهمّ حبّب إلينا المدينة كما حبّبت إلينا مكّة، و اجعل ما بها من وراء خمّ، اللّهمّ إنّي حرّمت ما بين لابتيها كما حرّمت علي لسان إبراهيم الحرم.

840/ (4) - حدّثنا يحيي?، عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، أبيه، عن أبي هريرة، أنّه قال:

كان الناس إذا رأوا أوّل الثمر جاءوا به إلي النبيّ صلي الله عليه و سلم، فإذا أخذه رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: اللّهمّ بارك لنا في ثمرنا، و بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدّنا، اللّهمّ إنّ إبراهيم عبدك و خليلك و نبيّك، و إنّي عبدك و نبيّك، و إنّه دعاك لمكّة، و إنّي أدعوك للمدينة، بمثل ما دعاك لمكّة و مثله معه، قال: ثمّ يدعو أصغر وليد له


1- مسند أحمد 4: 40، السنن الكبري? للبيهقي 5: 197، جامع الأحاديث للسيوطي 2: 211/ 4866 القسم الأوّل، كنز العمال 12: 241/ 34860، نيل الأوطار 5: 35/ 3.
2- أي فيما يكال بهما.
3- مسند أحمد 5: 309، الدرّ المنثور 1: 296، مجمع الزوائد 3: 304، الترغيب و الترهيب 2: 225/ 18، جامع الأحاديث للسيوطي 2: 82/ 4243 القسم الأوّل، كنز العمال 12: 244/ 34875.
4- الموطّأ للمالك 2: 885/ 2، صحيح مسلم 3: 170/ 473، سنن الترمذي 5: 472/ 3454، سنن ابن ماجة 2: 1105/ 3329 و سنن الدارمي 2: 107 رويا مختصراً، الدرّ المنثور 1: 296، الترغيب و الترهيب 2: 225/ 19.

ص:304

فيعطيه ذلك الثمر.

من أحدث بالمدينة حدثاً

841/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من أحدث بالمدينة حدثاً أو آوي? محدثاً فعليه لعنة اللّ?ه، قلت: و ما الحدث؟

قال: القتل.

842/ (2) - روينا عن عليّ صلوات اللّ?ه عليه أنّه خطب الناس و قال في خطبته: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

المدينة حرم ما بين عير إلي ثور، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوي? محدثاً فعليه لعنة اللّ?ه و الملائكة و النّاس أجمعين، لا يقبل اللّ?ه منه صرفاً و لا عدلًا.

المدينة قبّة الإسلام

843/ (3) - عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

المدينة قبّة الاسلام، و دار الايمان، و أرض الهجرة، و مثوي الحلال و الحرام.

بناء مسجد النبي صلي الله عليه و آله

844/ (4) - عليّ بن محمّد، و محمّد بن الحسن جميعاً، عن سهل بن زياد، عن أحمد


1- الكافي 4: 565/ 6، الوسائل 14: 360/ 19387.
2- دعائم الاسلام 1: 295، البحار 99: 377/ 10، مستدرك الوسائل 10: 202/ 11850.
3- الترغيب والترهيب 2: 227/ 26، مجمع الزوائد 3: 298، كنز العمال 12: 230/ 34802.
4- الكافي 3: 295/ 1، التهذيب 3: 261/ 738، الوسائل 5: 205/ 6339، البحار 99: 380/ 5.

ص:305

بن محمّد بن أبي نصر؛ و عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّ?ه بن المغيرة جميعاً، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: سمعته يقول:

إنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله بني? مسجده بالسميط، ثمّ إنّ المسلمين كثروا، فقالوا: يا رسول اللّ?ه، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه، و بناه بالسعيدة، ثمّ إنّ المسلمين كثروا، فقالوا: يا رسول اللّ?ه، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به، فزيد فيه، و بُني جداره بالأُنثي? و الذكر، ثمّ اشتدّ عليهم الحرّ، فقالوا: يا رسول اللّ?ه، لو أمرت بالمسجد فظلّ، فقال: نعم، فأمر به، فأقيمت فيه سواري من جذوع النخل، ثمّ طرحت عليه العوارض و الخصف و الإذخر، فعاشوا فيه حتّي أصابتهم الأمطار، فجعل المسجد يكف عليهم، فقالوا: يا رسول اللّ?ه، لو أمرت بالمسجد فطيّن.

فقال لهم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: لا، عريش (1) كعريش موسي? عليه السلام، فلم يزل كذلك حتّي قبض صلي الله عليه و آله، و كان جداره قبل أن يظلّل قامة، و كان إذا كان الفي ء ذراعاً و هو قدر مريض (2) عنز صلّي الظهر، فإذا كان ضعف ذلك صلّي العصر.

و قال: و السميط: لبنة لبنة، و السعيدة: لبنة و نصف، و الذكر و الأُنثي: لبنتان مخالفتان.

المسجد الذي أُسّس علي التقوي?

845/ (3) - حدّثني محمّد بن حاتم، حدّثنا يحيي بن سعيد، عن حميد الخرّاط قال:


1- العَرِيش: ما يُستظلّ به، يبنى من سعف النخل مثل الكرخ. مجمع البحرين
2- المربض: بفتح الميم وكسر الباء: موضع ربض الغنم وهو كالجلوس للإنسان وقيل: كاضطجاع له. مجمع البحرين
3- صحيح مسلم 3: 184/ 514، الترغيب و الترهيب 2: 215/ 8، البداية و النهاية 3: 219 روي مختصراً.

ص:306

سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال:

قلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أُسّس علي التقوي?؟ قال: قال أبي: دخلت علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول اللّ?ه! أيُّ المسجدين الذي أُسّس علي التقوي?؟ قال: فأخذ كفّاً من حصباء فضرب به الأرض ثمّ قال: هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة قال: فقلت: أشهد أنّي سمعت أباك هكذا يذكره.

846/ (1) - حدّثنا قتيبة، حدّثنا اللّيث، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:

تماري? رجلان (2) في المسجد الذي أُسّس علي التقوي? من أوّل يوم، فقال رجل:

هو مسجد قباء، و قال الآخر: هو مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم، فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم: هو مسجدي هذا.

847/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا ربيعة بن عثمان، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد قال: اختلف رجلان علي عهد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم في المسجد الذي أُسّس علي التقوي?، فقال أحدهما: هو مسجد الرّسول و قال الآخر:

هو مسجد قباء، فأتيا النبيّ صلي الله عليه و سلم فقال: هو مسجدي هذا.


1- سنن الترمذي 5: 261/ 3099، سنن النسائي 2: 36/ 697، مسند أحمد 3: 8 و 89، المستدرك علي الصحيحين 20: 334، البداية و النهاية 3: 219، الترغيب و الترهيب 2: 215 ذ 8، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 4: 483/ 1606.
2- تماري? رجلان: تجادلا و تناقشا في أمر المسجد.
3- مسند أحمد 5: 331 و في 335 روي مختصراً، المعجم الكبير للطبراني 6: 207/ 6025، المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 148/ 7522، موارد الظمآن: 256/ 1037، زاد المسير 3: 500- 501، البداية و النهاية 3: 219، الترغيب و الترهيب 2: 215/ 9، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 4: 482/ 1604 و 1605، مجمع الزوائد 4: 10 و 7: 34.

ص:307

أربعة من قصور الدنيا

848/ (1) - أخبرنا الشيخ المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد الطوسي قراءة عليه قال:

أخبرنا والدي رحمه الله قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال:

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن دعبل بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّ?ه بن زيد بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعي رضي الله عنه ببغداد سنة اثنين و سبعين و مائتين، عن عليّ بن موسي الرّضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنّه قال:

أربعة من قصور الجنّة في الدنيا: المسجد الحرام، و مسجد الرّسول، و مسجد بيت المقدّس و مسجد الكوفة.

حدّ مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله و حدّ الروضة

849/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي?، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال:

سألته عن حدّ مسجد الرسول قال: الأُسطوانة التي عند رأس القبر إلي الأُسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة، و كان من وراء المنبر طريق تمرّ فيه الشاة و يمرّ الرجل منحرفاً، و كان ساحة المسجد من البلاط إلي الصحن.

850/ (3) - أحمد بن إدريس و غيره، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن موسي بن أكيل، عن عبد الأعلي? مولي? آل سام قال:


1- أمالي الطوسي 1: 379، الوسائل 5: 282/ 6556، البحار 99: 240/ 4 و 380/ 4 و 102: 270/ 1.
2- الكافي 4: 554/ 4، الوسائل 5: 283/ 6557.
3- الكافي 3: 296/ 3 و 4: 555/ 7، التهذيب 3: 261/ 737، الفقيه 1: 147/ 682 و فيه: «طول مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله»، الوسائل 5: 283/ 6558.

ص:308

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: كم كان مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله؟ قال: كان ثلاثة آلاف و ستمائة ذراع مكسرة.

851/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن عبد اللّ?ه بن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

حدّ الروضة من مسجد الرسول صلي الله عليه و آله إلي طرف الظلال، و حدّ المسجد إلي الأُسطوانتين عن يمين المنبر إلي الطريق ممّا يلي سوق اللّيل.

852/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عمّا يقول الناس في الرّوضة، فقال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

فيما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنّة و منبري علي ترعة من ترع الجنّة، فقلت له: جعلت فداك فما حدّ الروضة؟ فقال: بُعد أربع أساطين من المنبر إلي الظّلال، فقلت: جعلت فداك من الصحن فيها شي ء؟ قال: لا.

853/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن جميل، عن أبي بكر الحضرميّ، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنّة، و منبري علي ترعة من ترع الجنّة، و قوائم منبري ربّت في الجنّة، قال: قلت: هي روضة اليوم؟ قال: نعم إنّه لو كشف الغطاء لرأيتم.

الصلاة في مسجد النبي صلي الله عليه و آله

854/ (4) - قد روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه صلوات اللّ?ه عليهم،


1- الكافي 4: 555/ 6، التهذيب 6/ 8/ 14 و 6/ 14/ 27، الوسائل 5: 284/ 6559، البحار 100: 146/ 3.
2- الكافي 4: 554/ 5، الوسائل 14: 345/ 19360، البحار 100: 146/ 2.
3- الكافي 4: 355/ 3، الوسائل 14: 345/ 19359، البحار 100: 146/ 1.
4- دعائم الاسلام 1: 296، البحار 99: 378/ 14، مستدرك الوسائل 3: 426 ذ 3925.

ص:309

عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أنّه قال:

صلاة في مسجد المدينة عشرة آلاف صلاة.

855/ (1) - عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام- في حديث قال: - يا سعيد أخبرني أبي الحسين، عن أبيه، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، عن جبرئيل، عن اللّ?ه جلّ جلاله أنّه قال:

ما من عبد من عبادي آمن بي، و صدّق بك، و صلّي في مسجدك ركعتين علي خلاء من الناس، إلّا غفرت له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر فلم أر شاهداً أفضل من عليّ بن الحسين عليه السلام حيث حدّثني بهذا الحديث.

856/ (2) - محمّد بن أحمد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار بن موسي?، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن الصلاة في المدينة، هل هي مثل الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه؟ قال:

لا، إنّ الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله ألف صلاة، و الصلاة في المدينة مثل الصلاة في سائر البلدان.

857/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن ابن مسكان، عن أبي الصامت قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

صلاة في مسجد النبي صلي الله عليه و آله تعدل بعشرة آلاف صلاة.


1- اختيار معرفة الرجال: 116- 117/ 186- 188، المسترشد: 11، مناقب ابن شهرآشوب 4: 134، الثاقب في المناقب: 356/ 295، مدينة المعاجز: 308/ 45، البحار 46: 149- 151/ 8 و 9، العوالم 18: 302/ 1.
2- التهذيب 3: 254/ 701، كامل الزيارات: 20/ 2، الوسائل 5: 281/ 6551.
3- الكافي 4: 556/ 12، كامل الزيارات: 21/ 3، الوسائل 5: 279/ 6545، البحار 99: 382/ 11.

ص:310

الفصل الثالث و العشرون: في الزيارة

زيارة النبي و الأئمة صلوات اللّ?ه عليهم أجمعين

858/ (1) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه، عن عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من أتي? مكّة حاجّاً و لم يزرني إلي المدينة جفاني، و من جفاني جفوته يوم القيامة، و من جاءني زائراً وجبت له شفاعتي، و من وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة.

859/ (2) - حكيم بن داود، عن سلمة، عن عليّ بن سيف، عن سليمان بن عمرو النخعي، عن عبد اللّ?ه بن الحسن، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:


1- علل الشرائع: 459/ 7، الوسائل 14: 333/ 19337.
2- كامل الزيارات: 13/ 12، البحار 100: 143/ 27.

ص:311

من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، و كنت له شهيداً و شافعاً يوم القيامة.

860/ (1) - محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي أحمد إسماعيل بن عيسي بن محمّد المؤدّب قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّ?ه القرشي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن الأشعث بن هيثم بمصر قال: حدّثنا أبو الحسن موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام فإنّه يبلغني.

861/ (2) - محمّد بن جعفر الرزاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إنّ زيارة قبر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله تعدل حجّة مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله مبرورة.

862/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن ابن أبي نجران قال:

قلت لأبي جعفر (4) عليه السلام: جعلت فداك ما لمن زار رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله متعمّداً؟ فقال: له الجنّة.


1- التهذيب 6: 3/ 1، المقنعة: 457، الجعفريات: 76، كامل الزيارات: 14/ 17، دعائم الاسلام 1: 296 بتفاوت يسير، الوسائل 14: 337/ 1934، البحار 99: 379/ 16، مستدرك الوسائل 10: 185/ 11808 و 188/ 11818 و 189/ 11820.
2- كامل الزيارات: 14/ 19، الوسائل 14: 335/ 19341، البحار 100: 144/ 30.
3- الكافي 4: 548/ 1، التهذيب 6: 3/ 3 و فيه: «قاصداً» بدل «متعمّداً»، كامل الزيارات: 12/ 2، الوسائل 14: 332/ 19335، البحار 100: 142- 143 و 22- 25 و 28.
4- أي أبي جعفر الثاني عليه السلام.

ص:312

863/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبان، عن السدوسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة.

864/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن سلمة، عن عليّ بن سيف بن عميرة، عن طفيل بن مالك النخعي، عن إبراهيم بن أبي يحيي?، عن صفوان بن سليمان، عن أبيه، عن النبيّ صلي الله عليه و آله قال:

من زارني في حياتي و بعد موتي كان في جواري يوم القيامة.

865/ (3) - هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال:

من زارني حيّاً أو ميّتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة.

866/ (4) - بعض نسخ الرضوي: روي عن النبيّ صلي الله عليه و آله أنّه قال:

من زار قبري حلّت له شفاعتي، و من زارني ميّتاً فكأنّما زارني حيّاً.

867/ (5) - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:

قلت لعليّ بن موسي الرضا عليه السلام: يا ابن رسول اللّ?ه ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة؟ فقال: يا أبا الصلت إنّ اللّ?ه فضّل نبيّه محمّداً صلي الله عليه و آله علي جميع خلقه من النبيّين و الملائكة، و جعل


1- الكافي 4: 548/ 3، التهذيب 6: 4/ 4، كامل الزيارات: 12/ 1، الوسائل 14: 333/ 19336، البحار 100: 142/ 18- 21.
2- التهذيب 6: 3/ 2، كامل الزيارات: 13/ 11، المقنعة: 458، الوسائل 14: 334/ 19339 و 336/ 19342، البحار 100: 143/ 26.
3- قرب الإسناد: 65/ 205، الوسائل 14: 336/ 19343، البحار 100: 139/ 2.
4- البحار 99: 334/ 4، مستدرك الوسائل 10: 186/ 11809.
5- التوحيد: 117/ 21، الوسائل 14: 325/ 19320، البحار 4: 3/ 4 و 31/ 6.

ص:313

طاعته طاعته، و متابعته متابعته، و زيارته في الدنيا و الآخرة زيارته، فقال: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَط?اعَ اللّ?هَ (1) و قال: إِنَّ الَّذِينَ يُب?ايِعُونَكَ إِنَّم?ا يُب?ايِعُونَ اللّ?هَ (2).

و قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّ?ه، و درجة النبيّ صلي الله عليه و آله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلي درجته في الجنّة من منزله فقد زار اللّ?ه تبارك و تعالي.

(الحديث)

868/ (3) - حدّثني محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا عدّة من أصحابنا، منهم أحمد بن إدريس و محمّد بن يحيي?، عن العمركي بن علي، عن يحيي- و كان خادماً لأبي جعفر الثاني عليه السلام- عن بعض أصحابنا رفعه، عن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من زارني أو زار أحداً من ذريّتي زرته يوم القيامة فأنقذته من أهوالها.

869/ (4) - سعد بن عبد اللّ?ه بن أبي خلف، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن محمّد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

بينا الحسن بن عليّ في حجر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله إذ رفع رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، و من أتي? أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، و من أتي? أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، و من أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة.


1- النساء 4: 80.
2- الفتح 48: 10.
3- كامل الزيارات: 11/ 4، الوسائل 14: 331/ 19332، البحار 100: 123/ 31.
4- التهذيب 6: 20/ 44، كامل الزيارات: 10/ 1، المقنعة: 465، الوسائل 14: 329/ 19326، البحار 100: 142/ 16.

ص:314

870/ (1) - أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عليّ رفعه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يا عليّ من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أُخلّصه من أهوالها و شدائدها حتّي أُصيّره معي في درجتي.

871/ (2) - الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسي?، عن العلاء بن المسيّب، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام لرسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يا أبه ما جزاء من زارك؟ فقال: من زارني أو زار أباك أو زار أخاك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّي أُخلّصه من ذنوبه.

872/ (3) - محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّ?ه الرازي قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الفارسي قال: حدّثنا محمّد بن منصور قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّ?ه بن حسين بن عثمان بن معلّي بن جعفر قال: قال الحسن بن عليّ عليه السلام:

يا رسول اللّ?ه ما لمن زارنا؟ قال: من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك حيّاً أو ميّتاً أو زار أخاك حيّاً أو ميّتاً أو زارك حيّاً أو ميّتاً كان حقّاً عليّ أن أستنقذه يوم القيامة.


1- الكافي 4: 579/ 2، كامل الزيارات: 11/ 3، الفقيه 2: 346/ 1581، الوسائل 14: 328/ 19325، البحار 100: 123/ 30 و 142/ 17.
2- أمالي الصدوق: 59، ثواب الأعمال: 107/ 1، الوسائل 14: 326 ذ 19333، البحار 100: 141/ 12.
3- التهذيب 6: 40/ 83، الوسائل 14: 330/ 19328.

ص:315

873/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه، عن عثمان بن عيسي?، عن المعلّي? أبي شهاب قال: قال الحسين عليه السلام لرسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة و أُخلّصه من ذنوبه.

874/ (2) - سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن محمّد بن خلف، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

بينا الحسين بن عليّ عليهما السلام في حجر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، إذ رفع رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، و من أتي? أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، و من أتي? أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، و من أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة.

875/ (3) - محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن الكوفي، عن محمّد بن عليّ بن معمّر قال: حدّثنا محمّد بن مسعدة قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عليّ بن شعيب، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

بينا الحسين بن عليّ عليه السلام قاعد في حجر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله ذات يوم إذ رفع رأسه فقال له: يا أبه، قال: لبّيك يا بنيّ، قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلّا زيارتك؟ فقال: يا بنيّ من أتاني بعد وفاتي زائراً لا يريد إلّا زيارتي فله الجنّة، و من أتي? أباك بعد وفاته زائراً لا يريد إلّا زيارته فله الجنّة، و من أتي? أخاك بعد وفاته


1- الكافي 4: 548/ 4، العلل: 460/ 5 و فيه: «قال الحسن بن علي عليهما السلام»، الفقيه 2: 345/ 1576، الهداية للصدوق: 68، أمالي الصدوق: 57/ 4، التهذيب 6: 4/ 7، كامل الزيارات: 11/ 2، الوسائل 14: 326/ 19333، البحار 91: 373/ 8 و 100: 140- 141/ 7- 11 و 99: 373/ 8.
2- التهذيب 6: 40/ 84.
3- التهذيب 6: 21/ 48، الوسائل 14: 329/ 19327.

ص:316

زائراً لا يريد إلّا زيارته فله الجنّة، و من أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلّا زيارتك فله الجنّة.

876/ (1) - حدّثني حمزة بن محمّد العلويّ رضي الله عنه قال: حدّثني أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثني عليّ بن حمدون الرواس قال: حدّثنا محمّد بن الحسين القواريريّ قرابة يعلي بن عبيد قال: حدّثنا جعفر بن أمين الثغري قال: حدّثنا عثمان بن عيسي الرّواسي، عن العلاء بن المسيّب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين بن عليّ عليهم السلام قال: قال الحسين صلوات اللّ?ه عليه:

يا أبتاه ما لمن زارنا؟ قال: يا بنيّ من زارني حيّاً و ميّتاً، و من زار أباك حيّاً و ميّتاً، و من زار أخاك حيّاً و ميّتاً و من زارك حيّاً و ميّتاً كان حقيقاً عليّ أن أزوره يوم القيامة و أُخلّصه من ذنوبه و أُدخله الجنّة.

877/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

ما لمن زار رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله؟ قال: كمن زار اللّ?ه عزّ و جلّ فوق عرشه، قال: قلت:

فما لمن زار أحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله.

878/ (3) - حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبد اللّ?ه محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو القاسم عليّ بن حبشي قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن


1- ثواب الأعمال: 107/ 2، الوسائل 14: 327/ 19333 بتفاوت يسير، البحار 100: 141/ 15.
2- الكافي 4: 585/ 5، المقنعة: 71، الفقيه 2: 347/ 1592 روي ذيله، التهذيب 6: 4/ 6 و 79/ 157 و 93/ 174، كامل الزيارات: 15/ 20 روي صدره، الوسائل 14: 335/ 19340 و 543/ 19783، البحار 100: 119/ 17 و 144/ 31.
3- أمالي الطوسي 2: 281، الوسائل 14: 331/ 19330، البحار 28: 80/ 40 و 44: 234/ 20 و 100: 118- 119/ 11- 13، العوالم 17: 123/ 2.

ص:317

محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا صفوان بن يحيي?، عن الحسين بن أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام- في حديث:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله بكي? بكاءً شديداً فقال له الحسين عليه السلام: لم بكيت؟ قال:

أخبرني جبرئيل أنّكم قتلي و مصارعكم شتّي، فقال له: يا أبه، فما لمن يزور قبورنا علي تشتّتها؟ فقال: يا بنيّ أُولئك طوائف من أُمّتي، يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، و حقيق عليّ أن آتيهم يوم القيامة حتّي أُخلّصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم و يسكنهم اللّ?ه الجنّة.

879/ (1) - روي عبد الرحمن بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام أنّه قال:

من زارنا في مماتنا فكأنّما زارنا في حياتنا، و من جاهد عدوّنا فكأنّما جاهد معنا، و من تولّي? لمحبّنا فقد أحبّنا، و من سرّ مؤمناً فقد سرّنا، و من أعان فقيرنا كان مكافأته علي جدّنا محمّد صلي الله عليه و آله.

880/ (2) - محمّد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن يوسف قال: حدّثنا هارون بن مسلم قال: حدّثني أبي عبد اللّ?ه الحراني قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال: من أتاه و زاره و صلّي عنده ركعتين كتبت له حجّة مبرورة، فإن صلّي عنده أربع ركعات كتبت له حجّة و عمرة، قلت: جعلت فداك و كذلك لكلّ من زار إماماً مفترضة طاعته؟ قال: و كذلك كلّ من زار إماماً مفترضة طاعته.


1- المزار الكبير للمشهدي: 19 مخطوط، البحار 100: 124/ 34، مستدرك الوسائل 10: 183/ 11801.
2- التهذيب 6: 79/ 156، كامل الزيارات: 251/ 3 و 4 روي فيه بسند آخر عنه عليه السلام، الوسائل 14: 330/ 19329، البحار 100: 120/ 19- 21 و 101: 83/ 11.

ص:318

881/ (1) - أبو عليّ الأشعري، عن عبد اللّ?ه بن موسي?، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:

إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه و شيعته، و إنّ من تمام الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم و تصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاء لهم يوم القيامة.

882/ (2) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله للحسن عليه السلام:

من زارك بعد موتك، أو زار أباك، أو زار أخاك، فله الجنّة.

883/ (3) - أبي و محمّد بن الحسن معاً، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير مولي أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

لو أنّ أحدكم حجّ دهره ثمّ لم يزر الحسين عليه السلام لكان تاركاً حقّاً من حقوق اللّ?ه و من حقوق رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، لأنّ حقّ الحسين عليه السلام فريضة من اللّ?ه واجبة علي كلّ مسلم.

884/ (4) - حدّثني محمّد بن عبد اللّ?ه الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّ?ه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن الأصمّ قال: حدّثنا هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام- في حديث طويل-


1- الكافي 4: 567/ 2، كامل الزيارات: 122/ 2، الفقيه 2: 345/ 1577، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 261/ 24، علل الشرائع: 459/ 3، التهذيب 6: 78/ 155 و 93/ 175، المقنعة: 474، الوسائل 14: 322/ 19314، البحار 100: 116- 117/ 1- 4.
2- الفصول المختارة من العيون و المحاسن: 95، البحار 100: 145/ 37، مستدرك الوسائل 10: 350/ 12157.
3- كامل الزيارات: 122، التهذيب 6: 42/ 87، الوسائل 14: 428/ 19524 و 444/ 19563 و فيه: «لأنّ حقّ رسول اللّ?ه فريضة من اللّ?ه»، البحار 101: 3/ 10 و 11.
4- كامل الزيارات: 123 صدر 2 و 194/ 7، البحار 83: 319 ملحق 13 و 100: 145/ 36 و 101: 5/ 19، مستدرك الوسائل 10: 350/ 12158.

ص:319

أنّه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: نعم، قال: فما لمن زاره؟ قال: الجنّة إن كان يأتمّ به، قال: فما لمن تركه رغبةً عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة.

885/ (1) - روي عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهم السلام أنّه قال:

من زار جعفراً أو أباه لم يشتك عينه و لم يصبه سقم، و لم يمت مبتلي.

886/ (2) - روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: من زارني غُفِرتْ له ذنوبه و لم يمت فقيراً.

887/ (3) - روي في بعض مؤلّفات أصحابنا، عن معلّي بن خنيس قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا، إلّا غشيته الرحمة، و غُفِرت له ذنوبه.

888/ (4) - حدّثني أبو القاسم بن [سعيد] قال: حدثنا [سعد] قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.

889/ (5) - أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، نا محمّد بن موسي الحلواني، نا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، نا موسي بن هلال، عن عبد اللّ?ه العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من زار قبري وجبت له شفاعتي.

890/ (6) - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو عبد اللّ?ه الصفّار، نا أبو بكر بن


1- التهذيب 6: 78/ 154، المقنعة: 474، الوسائل 14: 543/ 19785، البحار 100: 145/ 35.
2- التهذيب 6: 78/ 153، المقنعة: 474، الوسائل 14: 543/ 19784، البحار 100: 145/ 34.
3- البحار 102: 302/ 1، مستدرك الوسائل 10: 351/ 12163.
4- سنن الدار قطني 2: 278/ 192، شعب الايمان 3: 489/ 4154 و 4155، المعجم الكبير للطبراني 12: 310/ 13497، السنن الكبري? للبيهقي 5: 246، كنز العمّال 15: 651/ 42582، مجمع الزوائد 4: 2.
5- شعب الإيمان 3: 490/ 4159 و 4160، سنن الدارقطني 2: 278/ 194.
6- شعب الإيمان 3: 489/ 4157.

ص:320

أبي الدنيا، حدّثني سعيد بن عثمان الجرجاني، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني أبو المثني سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

من زارني بالمدينة محتسباً، كنت له شهيداً و شفيعاً يوم القيامة.

891/ (1) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو عبد اللّ?ه الصفّار إملاء، نا محمّد بن موسي البصري، نا عبد الملك بن قريب، نا محمّد بن مروان- و هو يتيم لبني السدي لقيته ببغداد-، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

ما من عبد يسلّم عليّ عند قبري إلّا وكّل اللّ?ه به ملك يبلغني، و كفي أمر آخرته و دنياه، و كنت له شهيداً و شفيعاً يوم القيامة.

زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام

892/ (2) - محمّد بن أحمد بن داود، عن عليّ بن حبشي بن قوني، عن عليّ بن سلمان الزراري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جدّه قال:

دخلت علي فاطمة عليها السلام فبدأتني بالسلام، ثمّ قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة، قالت: أخبرني أبي و هو ذا هو أنّه من سلّم عليه و عليّ ثلاثة أيّام أوجب اللّ?ه له الجنّة، قلت لها: في حياته و حياتك؟ قالت: نعم و بعد موتنا.

893/ (3) - عن أمير المؤمنين، عن فاطمة عليها السلام قالت: قال لي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

يا فاطمة من صلّي عليك غفر اللّ?ه له، و ألحقه بي حيث كنت من الجنّة.

894/ (4) - محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن وهبان البصري قال: حدّثنا أبو


1- نفس المصدر 3: 489/ 4156.
2- التهذيب 6: 9/ 18، الوسائل 14: 367/ 19404، البحار 100: 194/ 9.
3- مصباح الأنوار: 228، البحار 100: 194/ 10، مستدرك الوسائل 10: 211/ 11877.
4- التهذيب 6: 9/ 19، الوسائل 14: 367/ 19405، البحار 100: 194/ 11.

ص:321

محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن السيرافي قال: حدّثنا العبّاس بن الوليد بن العبّاس المنصوري قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عيسي العريضي قال: حدّثنا أبو جعفر عليه السلام ذات يوم قال: إذا صرت إلي قبر جدّتك فاطمة عليها السلام فقل:

«يَا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللّ?هُ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً، وَ زَعَمْنَا أَنَّا لَكِ أَوْلِيَاءٌ وَ مُصِدِّقُونَ وَ صَابِرُونَ لِكُلِّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ صلي الله عليه و آله وَ أَتَانَا بِهِ وَصِيُّهُ عليه السلام، فَإِنَّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنَّا صَدَّقْنَاكِ إِلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنَا لَهُمَا بِالْبُشْرَي لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنَا بِوِلَايَتِكَ».

في موضع قبرها الشريف

895/ (1) - ذكر جامع كتاب المسائل و أجوبتها من الأئمّة عليهم السلام، فيما سئل عن مولانا عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام فقال فيه ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال: كتبت إليه:

إن رأيت أن تخبرني عن بيت أُمّك فاطمة عليها السلام أ هي في طيبة أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: هي مع جدّي صلوات اللّ?ه عليه، قلت: و هذا النصّ كاف في أنّها عليها السلام مع النبي صلي الله عليه و آله.

(الحديث)

896/ (2) - عليّ بن محمّد و غيره، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت أبا الحسن عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام، فقال: دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو


1- اقبال الأعمال: 623، مصباح الأنوار: 264 مخطوط عن الصادق عن آبائه عليهم السلام، البحار 100: 198- 199/ 18 و 19، مستدرك الوسائل 10: 210/ 11876.
2- الكافي 1: 461/ 9، التهذيب 3: 255/ 705، الفقيه 1: 148/ 684 و 341/ 1575، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 311/ 76، معاني الأخبار: 268 ذ 1، مناقب ابن شهرآشوب 3: 365، الوسائل 14: 368/ 19406، البحار 100: 191/ 1.

ص:322

أُميّة في المسجد صارت في المسجد.

897/ (1) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، أي مكان دفنت؟ فقال:

سأل رجل جعفراً عليه السلام عن هذه المسألة- و عيسي بن موسي حاضر- فقال له عيسي: دفنت في البقيع. فقال الرجل: ما تقول؟ فقال: قد قال لك، فقلت له:

أصلحك اللّ?ه، ما أنا و عيسي بن موسي?، أخبرني عن آبائك، فقال: دفنت في بيتها.

898/ (2) - حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة و منبري علي ترعة من ترع الجنّة، لأنّ قبر فاطمة صلي الله عليه و آله بين قبره و منبره، قبرها روضة من رياض الجنّة، و إليه ترعة من ترع الجنّة.

899/ (3) - روي إنّ فاطمة عليها السلام توفّيت و لها ثمان عشرة سنة و شهران، و أقامت بعد النبي صلي الله عليه و آله خمسة و سبعين يوماً.

و روي: أربعين يوماً، و تولّي غسلها و تكفينها أمير المؤمنين عليه السلام و أخرجها و معه الحسن و الحسين عليهم السلام في الليل، و صلّوا عليها و لم يعلم بها أحد، و دفنها في البقيع.

900/ (4) - روي أنّه قال عليّ عليه السلام- في حديث وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام:

يا أسماء غسّليها و حنّطيها و كفّنيها، قال: فغسّلوها، و كفّنوها، و حنّطوها،


1- قرب الإسناد: 367/ 1314، البحار 100: 192/ 2، مستدرك الوسائل 10: 211/ 11878.
2- معاني الأخبار: 267/ 1، الوسائل 14: 369/ 19408، البحار 100: 192/ 3.
3- عيون المعجزات: 55، البحار 43: 212/ 41، عوالم العلوم 11: 525/ 1.
4- كشف الغمّة: 501، البحار 43: 187، عوالم العلوم 11: 509.

ص:323

و صلّوا عليها ليلًا، و دفنوها بالبقيع، و ماتت بعد العصر (1)

موضع بيت فاطمة عليها السلام

901/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: هل قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنّة؟ فقال: نعم، و قال: و بيت عليّ و فاطمة عليها السلام ما بين البيت الذي فيه النبيّ صلي الله عليه و آله إلي الباب الذي يحاذي الزقاق إلي البقيع، قال: فلو دخلت من ذلك الباب و الحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر ثمّ سمّي سائر البيوت.

(الحديث)

الصلاة في بيت علي و فاطمة عليهما السلام

902/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن جميل بن درّاج قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: ما بين منبري و بيوتي روضة من رياض الجنّة، و منبري علي ترعة من ترع الجنّة (4) 1، و صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من


1- في الفقيه: اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيّدة نساء العالمين عليها السلام. 1- فمنهم من روى أنّها دفنت في البقيع. 2- ومنهم من روى أنّها دفنت بين القبر والمنبر وأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله إنّما قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة لأنّ قبرها بين القبر والمنبر. 3- ومنهم من روى أنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أُمية في المسجد صارت في المسجد وهذا هو الصحيح عندي،- إلى أن قال:- وهو من عند الأُسطوانة التي يدخل إليها من باب جبرئيل عليه السلام إلى مؤخّر الحظيرة التي فيها النبي صلى الله عليه و آله. الفقيه 2: 341
2- الكافي 4: 555/ 8، التهذيب 6: 8/ 15، الوسائل 5: 279/ 6543.
3- الكافي 4: 556/ 10، التهذيب 6: 7/ 13، الوسائل 5: 280/ 6446، البحار 100: 146/ 4.
4- 1 التُرعَة بالضم: الباب الصغير، وهي في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصّة، فإذا كانت في الموضع المطمئنّ فروضة، والجمع ترع وترعات كغرفة وغرفات، فمعنى و «منبري على ترعة من تُرع الجنّة» أنّ الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤدّيان إلى الجنّة.

ص:324

المساجد إلّا المسجد الحرام؟ قال جميل: قلت له: بيوت النبي صلي الله عليه و آله و بيت عليّ منها؟

قال: نعم و أفضل.

903/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان، و ابن أبي عمير، و غير واحد، عن جميل بن درّاج قال:

قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام مثل الصلاة في الرّوضة؟

قال: و أفضل.

904/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام: الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام أفضل أو في الرّوضة؟ قال: في بيت فاطمة عليها السلام.

موضع مسجد فاطمة عليها السلام

905/ (3) - قال ابن الجهم: سمعت الرضا عليه السلام يقول:

موضع الأُسطوانة ممّا يلي صحن المسجد، مسجد فاطمة عليها السلام.

كيفية زيارة النبي صلي الله عليه و آله

906/ (4) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي


1- الكافي 4: 556/ 14، الوسائل 5: 285/ 6561، البحار 100: 193/ 6.
2- الكافي 4: 556/ 13، التهذيب 6: 8/ 16، الوسائل 5: 284/ 6560، البحار 100: 193/ 5.
3- قرب الإسناد 329: 1374، البحار 100: 149/ 14.
4- الكافي 4: 550/ 1، كامل الزيارات: 15/ 1، التهذيب 6: 5/ 8، الوسائل 14: 341/ 19353، البحار 100: 150/ 17.

ص:325

عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تدخلها، ثمّ تأتي قبر النبي صلي الله عليه و آله ثمّ تقوم فتسلّم علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، ثمّ تقوم عند الأُسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية القبر و أنت مستقبل القبلة، و منكبك الأيسر إلي جانب القبر، و منكبك الأيمن ممّا يلي المنبر، فإنّه موضع رأس رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، و تقول:

«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا اللّ?هُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللّ?هِ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللّ?هِ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّ?هِ، وَ عَبَدْتَ اللّ?هَ حَتَّي? أَتَاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَ أَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَ أَنَّكَ قَدْ رَؤفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَ غَلُظْتَ عَلَي الْكَافِرِينَ، فَبَلَغَ اللّ?هُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ.

الْحَمْدُ للّ?هِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ الضَّلَالَةِ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ، وَ مَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ عَلَي مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، وَ نَبِيِّكَ وَ أَمِينِكَ، وَ نَجِيِّكَ وَ حَبِيبِكَ، وَ صَفِيِّكَ وَ خَاصَّتِكَ، وَ صَفْوَتِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ج?اؤُكَ، فَاسْتَغْفَرُوا اللّ?هَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّ?هَ تَوّ?اباً رَحِيماً (1) وَ إِنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِي، وَ إِنِّي أَتَوجَّهُ إِلَي اللّ?هِ رَبِّي وَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ ذُنُوبِي».

و إن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي صلي الله عليه و آله خلف كتفيك، و استقبل القبلة،


1- النساء 4: 64.

ص:326

و ارفع يديك، و اسأل حاجتك، فإنّك أحري? أن تقضي إن شاء اللّ?ه.

907/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

قلت لأبي الحسن عليه السلام: كيف السلام علي رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله عند قبره؟ فقال: قل:

«السَّلَامُ عَلَي رَسُولِ اللّ?هِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللّ?هِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّ?هِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللّ?هِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّ?هِ، وَ عَبَدْتَهُ حَتَّي? أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَجَزَاكَ اللّ?هُ أَفْضَلَ مَا جَزَي? نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَي إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

زيارة الأئمّة عليهم السلام بالبقيع

908/ (2) - حدّثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد اللّ?ه بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام [هاشم]، عن بعض أصحابنا، عن أحدهم [أحدهما] عليهم السلام قال:

إذا أتيت قبور الأئمة بالبقيع فقف عندهم و اجعل القبلة خلفك و القبر بين يديك ثمّ تقول: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَي?، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبِرِّ وَ التَّقْوَي?، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ الْحُجَجُ عَلَي أَهْلِ الدُّنْيَا، السَّلَامُ عَلَيْكمُ الْقَوَّامُونَ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ رَسُولِ اللّ?هِ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوَي، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُمْ وَ صَبَرْتُمْ فِي ذَاتِ اللّ?هِ وَ كُذِّبْتُمْ وَ أُسِي ءَ إِلَيْكُم فَغَفَرْتُمْ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ وَ أَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَ أَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ وَ أَنَّكُمْ


1- الكافي 4: 552/ 3، كامل الزيارات: 18/ 6 و 20/ 10، التهذيب 6: 6/ 9، الوسائل 14: 343/ 19355، البحار 100: 155/ 25 و 28.
2- كامل الزيارات: 53/ 2، الكافي 4: 556 بتفاوت يسير، البحار 100: 303/ 1، مستدرك الوسائل 10: 350/ 12159 روي صدره.

ص:327

دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا، وَ أَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا.

وَ أَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ، لَمْ تَزَالُوا بِعَيْنِ اللّ?هِ يَنْسَخُكُمْ فِي أَصْلَابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ، وَ يَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ، وَ لَمْ تُشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ، طِبْتُمْ وَ طَابَتْ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنَا دَيَّانُ الدِّينِ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّ?هُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَ جَعَلَ صَلَوَاتَنَا عَلَيْكُمْ، رَحْمَةً لَنَا وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا، إِذْ اخْتَارَكُمُ اللّ?هُ لَنَا، وَ طَيَّبَ خَلْقَنَا بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ وِلَايَتِكُمْ، وَ كُنَّا عِنْدَهُ مُسَمَّينَ لِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ، وَ ه?ذَا مَقَامُ مَنْ أَسْرَفَ وَ أَخْطَأَ، وَ اسْتَكَانَ وَ أَقَرَّ بِمَا جَنَي?، وَ رَجَا بِمَقَامِهِ الْإِخْلَاصَ، وَ أَنْ يَسْتَنْقِذَ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكَي? مِنَ الرَّدَي?، فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا، وَ اتَّخَذُوا آيَاتِ اللّ?هِ هُزُواً، وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا.

يَا مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا يَسْهُو، وَ دَائِمٌ لَا يَلْهُو، وَ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَ لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي، وَ عَرَّفْتَنِي أَئِمَّتِي وَ بِمَا أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ، إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبَادُكَ، وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَ مَالُوا إِلَي? سِوَاهُ، فَكَانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقَامِي مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلَا تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ، وَ لَا تُخَيِّبْنِي فِيمَا دَعَوْتُ فِي مَقَامِي ه?ذَا، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ» و ادع لنفسك بما أحببت.

909/ (1) - حدّثني حكيم بن داود بن حكيم قال: حدّثني سلمة بن الخطاب، عن عمر بن علي، عن عمّه، عن عمر بن يزيد بيّاع السابري رفعه قال:

كان محمّد بن عليّ بن الحنفيّة يأتي قبر الحسن بن علي عليه السلام فيقول: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ أَوَّلِ الْمُسْلِمِينَ، وَ كَيْفَ لَا تَكُونُ كَذ?لِكَ وَ أَنْتَ سَلِيلُ الْهُدَي?، وَ حَلِيفُ التَّقْوَي، وَ خَامِسُ أَهْلِ الْكَسَاءِ، غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَ رُبِّيتَ فِي حِجْرِ الْإِسْلَامِ، وَ رُضِعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ، فَطِبْتَ حَيّاً وَ طِبْتَ مَيِّتاً، غَيْرُ أَنَّ النَّفْسَ غَيْرُ رَاضِيَةٍ بِفِرَاقِكَ، وَ لَا


1- كامل الزيارات: 53/ 1، التهذيب 6: 41/ 85، البحار 100: 205/ 2.

ص:328

شَاكَّة، فِي حَيَاتِكَ يَرْحَمُكَ اللّ?هُ» ثمّ التفت إلي الحسين عليه السلام فقال: «يَا أَبَا عَبْدِ اللّ?هِ الْحُسَيْنِ فَعَلَي? أَبِي مُحَمَّدٍ السَّلَامُ».

910/ (1) - حدّثني عليّ بن الحسين، و غيره، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق الأشعري، عن الحسن بن عطيّة، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

تقول عند قبر عليّ بن الحسين ما أحببت.

911/ (2) - روي أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصّيداوي هذه الزيارة لعثمان بن سعيد العمري و معه أبو القاسم بن روح، قال: عند زيارتهما لمولانا أبي عبد اللّ?ه جعفر بن محمّد عليهما السلام، وقفا علي باب السلام فقالا:

«السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ وَ أَبَا مَوَالِيَّ وَ رَحْمَةُ اللّ?هِ وَ بَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَهِيدَ دَارِ الْفَنَاءِ وَ زَعِيمَ دَارِ الْبَقَاءِ، إِنَّا خَالِصَتُكَ وَ مَوَالِيكَ، وَ نَعْتَرِفُ بِأولَاكَ وَ أُخْرَاكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَي? مُشَفِّعِكَ اللّ?ه تَعَالي? رَبِّنَا وَ رَبِّكَ، فَمَا خَابَ عَبْدٌ قَصَدَ بِكَ رَبَّهُ، وَ أَتْعَبَ فِيكَ قَلْبَهُ، وَ هَجَرَ فِيكَ أَهْلَهُ وَ صَحِبَهُ، وَ اتَّخَذَكَ وَلِيَّهُ وَ حَسْبُهُ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللّ?هِ».

وداع قبر النبي صلي الله عليه و آله

912/ (3) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال:

قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل، ثمّ ائت قبر النبي صلي الله عليه و آله بعد ما تفرغ من حوائجك، و اصنع مثل ما صنعت عند دخولك و قل: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ


1- كامل الزيارات: 55/ 3، البحار 100: 206/ 5، مستدرك الوسائل 10: 351/ 12160.
2- البحار 100: 211/ 9، مستدرك الوسائل 10: 351/ 12161.
3- الكافي 4: 563/ 1، التهذيب 5: 11/ 20، الوسائل 14: 358/ 19383.

ص:329

زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ، فَإِنَّ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذ?لِكَ فَإِنِّي فِي مَمَاتِي عَلَي مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي: أَنْ لَا إِل?هَ إِلَّا أَنْتَ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ».

913/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن وداع قبر النبيّ صلي الله عليه و آله قال: تقول: «صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْكَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ، لَا جَعَلَهُ اللّ?هُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ».

914/ (2) - جماعة من مشايخي، عن سعد بن عبد اللّ?ه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال:

رأيت أبا الحسن عليه السلام و هو يريد أن يودّع للخروج إلي العمرة، فأتي القبر من موضع رأس رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله بعد المغرب، فسلّم علي النبي صلي الله عليه و آله و لزق بالقبر، ثمّ أتي المنبر، ثمّ انصرف حتّي أتي القبر، فقام إلي جانبه فصلّي، و ألصق منكبه الأيسر بالقبر قريباً من الأُسطوانة التي دون الأُسطوانة المخلقة التي عند رأس النبيّ صلي الله عليه و آله، فصلّي? ستّ ركعات- أو ثماني ركعات- في نعليه.

قال: فكان مقدار ركوعه و سجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلمّا فرغ من ذلك سجد سجدة أطال فيها السجود حتّي بلّ عرقه الحصي?.

قال: و ذكر بعض أصحابنا أنّه رآه ألصق خدّه بأرض المسجد.


1- الكافي 4: 563/ 2، كامل الزيارات: 26/ 2، الوسائل 14: 359/ 19384، البحار 100: 157/ 33.
2- كامل الزيارات: 27/ 3، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 17/ 40، الوسائل 14: 359/ 19385، حلية الأبرار 4: 483/ 4، البحار 100: 149/ 15 و 157/ 35.

ص:330

الفصل الرابع و العشرون: ما ورد في المسجد الحرام و مساجد المدينة

فضل الصلاة في المسجد الحرام و مسجد الرسول صلي الله عليه و آله

915/ (1) - الحسين بن سعيد، عن صفوان و فضالة، و ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كم تعدل الصلاة فيه؟ فقال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام.

916/ (2) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الصلاة في مسجدي كألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام، فإنّ الصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي.


1- التهذيب 6: 15/ 33، الوسائل 5: 281/ 6549.
2- الفقيه 1: 147/ 681، الوسائل 5: 271/ 6518.

ص:331

917/ (1) - الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

صلاة في مسجدي مثل ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام، فإنّها خير من ألف صلاة.

918/ (2) - الحسين بن سعيد، عن حمّاد، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام فإنّه أفضل منه.

919/ (3) - أبي رحمه الله، عن عبد اللّ?ه بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

صلاة في مسجدي تعدل عند اللّ?ه عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد إلّا المسجد الحرام، فإنّ الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة.

920/ (4) - حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن رجاء بن يحيي بن الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد اللّ?ه بن أبي داود الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي، عن أبيه، عن أبي ذر، عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله في وصيّته له قال:


1- التهذيب 6: 15/ 32، الوسائل 5: 281/ 6550.
2- التهذيب 6: 15/ 31، الوسائل 5: 280/ 6547.
3- ثواب الأعمال: 50/ 1، الوسائل 5: 271/ 6520، البحار 99: 241/ 6 و 381/ 6.
4- أمالي الطوسي 2: 141، الوسائل 5: 272/ 6525، البحار 83: 369/ 27.

ص:332

يا أبا ذر، صلاة في مسجدي هذا تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد إلّا المسجد الحرام، و صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره.

921/ (1) - صحّ الحديث عن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أنّه قال:

الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة، و في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة، و قد روي خمسين ألف صلاة.

922/ (2) - حدّثنا محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسين الصفّار، عن سلمة، و حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن سيف، عن أبيه، عن جميل بن درّاج قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره.

923/ (3) - حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد اللّ?ه بن أبي خلف القمّي الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن موسي بن القاسم البجلّي، عمّن حدّثه، عن مرازم قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله؟ فقال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله: صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره، و صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي، ثمّ قال: إنّ اللّ?ه فضّل مكّة و جعل بعضها أفضل من بعض.

(الحديث) (4)

924/ (5) - حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن إسماعيل بن جعفر،


1- البحار 99: 334/ 1 و 2 عن بعض نسخ فقه الرضوي صلوات اللّ?ه عليه، مستدرك الوسائل 3: 421/ 3911 و 425/ 3924.
2- كامل الزيارات: 21، 22/ 50 و 7، الوسائل 5: 282/ 6553 و 6554، البحار 99: 382/ 13 و 14.
3- كامل الزيارات: 20/ 2، الوسائل 5: 281/ 6552، البحار 99: 241/ 8 و 381/ 10.
4- تمام الحديث في الحجّ في القرآن: 48/ 33.
5- كامل الزيارات: 22/ 8، الوسائل 5: 282/ 6555، البحار 99: 382/ 15.

ص:333

عن بعض أصحابه، عن مرازم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد.

925/ (1) - أبي رحمه الله قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام:

صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد.

926/ (2) - حدّثنا إسماعيل بن أسد قال: حدّثنا زكريّا بن عديّ قال: أنبأنا عبيد بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه، أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال:

صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام، و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه.

927/ (3) - عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيّوب، عن نافع: أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال:

صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام.

928/ (4) - عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة قال:

إنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام.

929/ (5) - عبد الرزّاق، عن ابن جريج قال: سمعت نافعاً مولي ابن عمر يقول:

حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّ?ه بن معبد، أنّ ابن عباس حدّث: أنّ ميمونة زوج النبيّ صلي الله عليه و سلم


1- ثواب الأعمال: 49/ 1، الوسائل 5: 271/ 6519، البحار 99: 241/ 5.
2- سنن ابن ماجة 1: 451/ 1406، مشكل الآثار 1: 246، مسند أحمد 3: 343 و 367، الترغيب و الترهيب 2: 214/ 3، الدرّ المنثور 2: 269.
3- المصنّف لعبد الرزاق 5: 122/ 9137.
4- نفس المصدر 5: 122/ 9138.
5- نفس المصدر 5: 121/ 9135.

ص:334

قالت: سمعت رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم يقول:

صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا مسجد الكعبة.

930/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن زيد بن راح و عبيد اللّ?ه بن أبي عبد اللّ?ه الأغرّ، عن أبي عبد اللّ?ه الأغرّ، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلي الله عليه و سلم قال:

صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام.

931/ (2) - حدّثنا أبو بكر قال: حدثنا هشيم بن بشير قال: حدثنا سفيان، عن محمّد بن طلحة بن ركانة المطلبي، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إنّ صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام.

932/ (3) - عبد الرزّاق، عن عبد اللّ?ه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام.

933/ (4) - أخبرنا أبو عبد اللّ?ه الحافظ، نا أبو عبد اللّ?ه الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي، نا أبو حاتم الرازي، نا محمّد بن بكّار بن بلال، حدّثني سعيد بن


1- صحيح البخاري 2: 136/ 213، صحيح مسلم 3: 181/ 506، مسند أحمد 2: 256 و في 485 باختلاف يسير، سنن الدارمي 1: 330، مشكل الآثار 1: 246، سنن ابن ماجة 1: 450/ 1404 و فيه: «أفضل»، سنن الدارمي 2: 147/ 325 و 5: 719 ذ 3916، المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 147/ 7513، الموطّأ 1: 196/ 9، الترغيب و الترهيب 2: 214/ 4، الدرّ المنثور 2: 269.
2- المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 147/ 7513، مسند أبي داود الطيالسي: 128/ 950، مسند أحمد 4: 80 و فيه: «أفضل» بدل «خير»، المعجم الكبير للطبراني 2: 132/ 155 و 133/ 1562 و 143/ 1604- 1606 كما في أحمد، الدرّ المنثور 2: 69 كما في أحمد.
3- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 121/ 9136، صحيح مسلم 3: 182/ 509، مسند أبي داود الطيالسي: 251/ 1826، سنن ابن ماجة 1: 451/ 1405، السنن الكبري? للبيهقي 5: 246، شرح السنّة 10: 30، ذكر أخبار أصبهان 1: 353، المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 147/ 7514، مسند أحمد 2: 29. 53 و 54 و 68 و 102، سنن الدارمي 2: 330، الترغيب و الترهيب 2: 213/ 1، الدرّ المنثور 2: 268.
4- شعب الايمان 3: 486/ 4145، مشكل الآثار 1: 248 روي صدره، الترغيب و الترهيب 2: 217/ 14، مجمع الزوائد 4: 7.

ص:335

بشير، عن قتادة، عن عبد اللّ?ه بن الصامت، عن أبي ذر:

أنّه سأل رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل، أو الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم؟ فقال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، و لنعم المصلّي?، هو أرض المحشر و المنشر.

(الحديث)

934/ (1) - عبد الرزّاق قال: سمعت إبراهيم المكّي يحدّث عن عطاء قال:

جاء الشريد إلي النبي صلي الله عليه و سلم يوم الفتح فقال: إنّي نذرت إن اللّ?ه فتح عليك مكّة أن أُصلّي في بيت المقدس، قال: فقال له النبي صلي الله عليه و سلم: هاهنا أفضل ثلاث مرّات،- إلي? أن قال: - صلاة في هذا المسجد أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد.

935/ (2) - حدّثنا إبراهيم بن جميل، حدثنا محمّد بن يزيد بن شدّاد، حدثنا سعيد بن سالم القدّاح، حدثنا سعيد بن بشير، عن إسماعيل بن عُبيد اللّ?ه، عن أُمّ الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

فضل الصلاة في المسجد الحرام علي غيره بمائة ألف صلاة، و في مسجدي ألف صلاة، و في مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة.

936/ (3) - حدّثنا هشام بن عمّار قال: حدّثنا أبو الخطاب الدمشقي قال: حدّثنا زريق أبو عبد اللّ?ه الألهانيّ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

صلاة الرّجل في بيته بصلاة، و صلاته في مسجد القبائل بخمس و عشرين صلاة، و صلاة في المسجد الذي يُجمع فيه بخمسمائة صلاة، و صلاة في المسجد


1- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 122/ 9140.
2- كشف الأستار عن زوائد البزّار 1: 212/ 422، مشكل الآثار 1: 248، التمهيد لما في الموطّأ من المعاني و الأسانيد 6: 30، شعب الايمان 3: 484/ 4140، الدرّ المنثور 2: 268، الترغيب و الترهيب 2: 216 ذ 10، كنز العمال 12: 195/ 34634.
3- سنن ابن ماجة 1: 453/ 1413، مشكاة المصابيح 1: 234/ 752، العلل المتناهية 2: 576/ 946، الترغيب و الترهيب 2: 215/ 7، كنز العمال 7: 554/ 20223، الدرّ المنثور 2: 268، إتحاف السادة المتّقين 4: 184- 185، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 1: 197- 198 و 4: 434.

ص:336

الأقصي? بخمسين ألف صلاة، و صلاة في مسجدي بخمسين ألف صلاة، و صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة.

937/ (1) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن يوسف، أنا أبو محمّد عبد اللّ?ه بن محمّد بن إسحاق الفاكهي، نا أبو يحيي بن أبي مسرة، نا أبي، نا إبراهيم بن أبي يحيي?، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، عن جابر بن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، و صلاة في مسجدي ألف صلاة، و في بيت المقدس خمسمائة صلاة.

فضل إكثار الصلاة في مسجد الرسول صلي الله عليه و آله

938/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن الكاهليّ قال:

كنّا عند أبي عبد اللّ?ه عليه السلام فقال: أكثروا من الصلاة و الدّعاء في هذا المسجد، أما إنّ لكلّ عبد رزقاً يجاز إليه جوزاً (3).

939/ (4) - حدّثني محمّد بن عبد اللّ?ه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال:

أمرني أبو عبد اللّ?ه عليه السلام أن أكثر الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله ما استطعت،


1- شعب الايمان 3: 486/ 4144.
2- الكافي 4: 526/ 4، الوسائل 5: 272/ 6524.
3- أي لا تشتغلوا في مكّة بالتجارة و طلب الرزق بل اكثروا له من الصلاة و الدّعاء فإنّ لكلّ عبد رزقاً مقدّراً يجاز إليه أي يجمع و يساق إليه، و يحتمل أن يكون الغرض أنّ الدّعاء و الصلاة فيه يصير سبباً لمزيد الرزق. مرآة العقول
4- كامل الزيارات: 12/ 5، المقنعة: 71، الوسائل 14: 338/ 19349، البحار 99: 381/ 8 و 100: 182/ 5.

ص:337

و قال: إنّك لا تقدر عليه كلّما شئت.

و قال لي: تأتي قبر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله؟ فقلت: نعم، فقال: أما إنّه يسمعك من قريب، و يبلغه عنك إذا كنت نائياً.

940/ (1) - حدّثني جماعة مشايخي، عن عبد اللّ?ه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان بن يحيي?، و ابن أبي عمير، و فضالة بن أيّوب جميعاً، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام لابن أبي يعفور:

أكثر الصلاة في مسجد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله فإنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال: صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة في مسجد غيره إلّا المسجد الحرام، فإنّ صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي.

941/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، و صفوان بن يحيي?، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا فرغت من الدّعاء عند قبر النبيّ صلي الله عليه و آله فائت المنبر فامسحه بيدك، و خذ برمّانتيه- و هما السفلاوان- و امسح عينيك و وجهك به، فإنّه يقال: إنّه شفاء العين، و قم عنده فاحمد اللّ?ه و أثن عليه وسل حاجتك، فإنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله قال: ما بين منبري و بيتي روضة من رياض الجنّة، و منبري علي ترعة من ترع الجنّة- و الترعة هي الباب الصغير-.

ثمّ تأتي مقام النبي صلي الله عليه و آله فتصلّي فيه ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد فصلّ علي النبي صلي الله عليه و آله و إذا خرجت فاصنع مثل ذلك، و أكثر من الصلاة في مسجد الرسول صلي الله عليه و آله.


1- كامل الزيارات: 21/ 4، التهذيب 6: 14/ 30، الوسائل 5: 280/ 6548، البحار 99: 241/ 9 و 382/ 12.
2- الكافي 4: 553/ 1، التهذيب 6: 7/ 12، كامل الزيارات: 16/ 2، الوسائل 14: 344/ 19358، البحار 100: 151/ 19.

ص:338

942/ (1) - الحسين بن سعيد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

الصيام بالمدينة و القيام عند الأساطين ليس بمفروض، و لكن من شاء فليصم فإنّه خير له، إنّما المفروض صلاة الخمس و صيام شهر رمضان، فأكثروا الصلاة في هذا المسجد ما استطعتم فإنّه خير لكم، و اعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا، فيقال: ما أكيس فلاناً، فكيف من كان كأس في أمر آخرته.

943/ (2) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم قال:

دخلت أنا و عمّار و جماعة علي أبي عبد اللّ?ه عليه السلام بالمدينة، فقال: ما مقامكم؟

فقال عمّار: قد سرحنا ظهرنا و أمرنا أن نؤتي به إلي خمسة عشر يوماً، فقال: أصبتم المقام في بلد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و الصلاة في مسجده و اعملوا لآخرتكم، و أكثروا لأنفسكم، إنّ الرجل قد يكون كيّساً في الدنيا، فيقال: ما أكيس فلاناً! و إنّما الكيّس كيّس الآخرة.

944/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه، حدّثني أبي، حدثنا الحكم بن موسي?، قال أبو عبد الرحمن عبد اللّ?ه: و سمعته أنا من الحكم بن موسي?، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن نبيط بن عمرو، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

من صلّي في مسجدي أربعين صلاة، لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار، و نجاة من العذاب، و برئ من النفاق.


1- التهذيب: 19/ 43، الوسائل 14: 351/ 19369، البحار 100: 148/ 11.
2- الكافي 4: 557/ 2، الوسائل 14: 347/ 19363.
3- مسند أحمد 3: 155/ مجمع الزوائد 4: 8، الترغيب و الترهيب 2: 214/ 6، كنز العمال 12: 259/ 34939، اتحاف السادة المتّقين 4: 415، مجمع الزوائد 4: 8.

ص:339

الصلاة عند قبر النبي صلي الله عليه و آله

945/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن وهب قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

صلّوا (2) إلي جانب قبر النبي صلي الله عليه و آله و إن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا.

مقام جبرئيل عليه السلام

946/ (3) - سئل الصادق جعفر بن محمّد صلي الله عليه و آله عن مقام جبرئيل عليه السلام فقال:

تحت الميزاب الذي إذا خرجت من الباب الذي يقال له: باب فاطمة بحيال الباب، و الميزاب فوقك، و الباب من وراء ظهرك.

فضل الصيام بالمدينة

947/ (4) - روي عن بعضهم عليهم السلام قال:

إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام فأتمّ الصلاة، و كذلك أيضاً بمكّة، و إن أقمت ثلاثة أيّام فأتمّ الصلاة، فإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام صمت ثلاثة أيّام (5)، صمت يوم الأربعاء، و صلّ ليلة الأربعاء عند أُسطوانة التوبة و هي أُسطوانة أبي لبابة التي كان ربط إليها نفسه.

(الحديث)


1- الكافي 4: 553/ 7، التهذيب 6: 7/ 11، الوسائل 14: 337/ 19345.
2- المراد بالصلاة في الموضعين أما الأركان والأفعال المخصوصة كما هو الظاهر، فيدلّ على استحباب الصلاة له صلى الله عليه و آله في جميع الأماكن، أو يعني الدعاء له عليه السلام، واحتمال كونها في الأوّل الأركان وفي الثاني الدعاء بعيد جدّاً واللَّه يعلم. مرآة العقول
3- المزار الكبير: 23، البحار 100: 180/ 45.
4- كامل الزيارات: 25/ 4، الوسائل 14: 352/ 19372، البحار 100: 156/ 31.
5- كامل الزيارات: 25/ 4، الوسائل 14: 352/ 19372، البحار 100: 156/ 31.

ص:340

948/ (1) - موسي بن القاسم قال: حدّثنا معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام صمت أوّل يوم الأربعاء، و تصلّي ليلة الأربعاء عند أُسطوانة أبي لبابة، و هي أُسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتّي نزل عذره من السّماء، و تقعد عندها يوم الأربعاء.

ثمّ تأتي ليلة الخميس الأُسطوانة التي تليها ممّا يلي مقام النبي صلي الله عليه و آله ليلتك و يومك، و تصوم يوم الخميس، ثمّ تأتي الأُسطوانة التي تلي مقام النبيّ صلي الله عليه و آله و مصلّاه ليلة الجمعة فتصلّي عندها ليلتك و يومك و تصوم يوم الجمعة، فإن استطعت أن لا تتكلّم بشي ء في هذه الأيّام فافعل إلّا ما لا بدّ لك منه، و لا تخرج من المسجد إلّا لحاجة، و لا تنام في ليل و لا نهار فافعل، لأنّ ذلك ممّا يعدّ فيه الفضل.

ثمّ احمد اللّ?ه في يوم الجمعة، و أثن عليه، و صلّ علي النبيّ صلي الله عليه و آله، وسل حاجتك، و ليكن فيما تقول: «اللَّهُمَّ مَا كَانَتْ لِي إِلَيْكَ مِنْ حَاجَةٍ شَرَعْتُ أَنَا فِي طَلَبِهَا وَ الْتِمَاسِهَا، أَوْ لَمْ أَشْرَعْ سَأَلْتُكَهَا، أَوْ لَمْ أَسْأَلكَهَا، فَإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّي اللّ?هُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا».

فإنّك حريّ أن تقضي? إليك حاجتك إن شاء اللّ?ه.

949/ (2) - عليّ بن إبراهيم، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا دخلت المسجد فإن استطعت أن تقيم ثلاثة أيّام: الأربعاء و الخميس و الجمعة، فصلّ ما بين القبر و المنبر يوم الأربعاء عند الأُسطوانة التي تلي القبر فتدعو اللّ?ه عندها، و تسأله كلّ حاجة تريدها في آخرة أو دنيا، و اليوم الثاني عند أُسطوانة التوبة، و يوم الجمعة عند مقام النبيّ صلي الله عليه و آله مقابل الأُسطوانة الكثيرة


1- التهذيب 6: 16/ 35، الوسائل 14: 350/ 191368، البحار 100: 157/ 32.
2- الكافي 4: 558/ 4، الوسائل 14: 351/ 19370، البحار 100: 147/ 6.

ص:341

الخلوق، فتدعو اللّ?ه عندهنّ لكلّ حاجة، و تصوم تلك الثلاثة الأيّام.

950/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال:

قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

صم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و صلّ ليلة الأربعاء و يوم الأربعاء عند الأُسطوانة التي تلي رأس النبيّ صلي الله عليه و آله و ليلة الخميس و يوم الخميس عند أُسطوانة أبي لبابة، و ليلة الجمعة و يوم الجمعة عند الأُسطوانة التي تلي مقام النبيّ صلي الله عليه و آله، و ادع بهذا الدعاء لحاجتك، و هو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ جَمِيعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا».

951/ (2) - أروي عن موسي بن جعفر عليهما السلام أنّه قال:

يستحبّ إذا قدم المرء مدينة الرسول صلي الله عليه و آله أن يصوم ثلاثة أيّام، فإن كان له بها مقام أن يجعل صومها في يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة.

952/ (3) - حدّثنا عبد اللّ?ه بن يوسف، أنا عبد الرحمن بن يحيي القاضي الزهري بمكّة، نا عبد اللّ?ه بن سعدويه المروزي، نا هارون بن موسي الفروي، نا عمر بن أبي بكر، عن القاسم بن عبد اللّ?ه، عن عمر، عن كثير بن عبد اللّ?ه المزني، عن نافع، عن عبد اللّ?ه بن عمر قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام، و صيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواه، و صلاة الجمعة بالمدينة كألف فيما سواه.

953/ (4) - أخبرنا عبد اللّ?ه بن يوسف، أنا أبو الحسن محمّد بن نافع بن إسحاق


1- الكافي 4: 558/ 5، الوسائل 14: 351/ 19371، البحار 100: 147/ 7.
2- البحار 99: 334/ 3 عن بعض نسخ فقه الرضوي صلوات اللّ?ه عليه، مستدرك الوسائل 10: 197/ 11836.
3- شعب الايمان 3: 487/ 4148.
4- شعب الإيمان 3: 486/ 4147، الدرّ المنثور 2: 268، الترغيب و الترهيب 2: 217/ 15، كنز العمال 12: 236/ 34826.

ص:342

الخزاعي، أنا المفضّل بن محمّد، نا هارون بن موسي الفروي، نا جدّي أبو علقمة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّ?ه رضي اللّ?ه عنهما قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام، و الجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام، و شهر رمضان في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه إلّا المسجد الحرام.

أسف الإمام الصادق عليه السلام علي ما غيّر من الآثار

954/ (1) - أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

هل أتيتم مسجد قبا أو مسجد الفضيخ أو مشربة أُمّ إبراهيم؟ فقلت: نعم، فقال: أما إنّه لم يبق من آثار رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله شي ء إلّا و قد غيّر غير هذا.

في إتيان مساجد المدينة و قبور الشهداء

955/ (2) - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل، عن صفوان؛ و ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

لا تدع إتيان المشاهد كلّها، مسجد قبا فإنّه المسجد الذي أُسّس علي التقوي? من أوّل يوم، و مشربة أُمّ إبراهيم عليه السلام، و مسجد الفضيخ، و قبور الشهداء، و مسجد الأحزاب: و هو مسجد الفتح (3).


1- الكافي 4: 561/ 6، الوسائل 14: 355/ 19375، البحار 100: 216/ 14.
2- الكافي 4: 560/ 1، كامل الزيارات: 24/ 1، التهذيب 6: 17/ 38، الفقيه 2: 343، الوسائل 5: 285/ 6562 و 14: 352/ 19373، البحار 100: 214/ 6.
3- سمّي بذلك لأنّ النبي صلى الله عليه و آله دعا فيه يوم الأحزاب، فاستجاب اللَّه تعالى بالفتح على يد أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليه السلام. الجواهر 20: 109

ص:343

قال: و بلغنا أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله كان إذا أتي? قبور الشهداء قال: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي الدَّارِ» و ليكن فيما تقول عند مسجد الفتح: «يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ، وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، اكْشِفْ هَمِّي وَ غَمِّي وَ كَرْبِي كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَ غَمَّهُ و كَرْبَهُ و كَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فِي هَذَا الْمَكَانِ».

956/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد اللّ?ه بن هلال، عن عقبة بن خالد قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام إنّا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيّها أبدأ؟ فقال: (2) ابدأ بقبا فصلّ فيه و أكثر، فإنّه أوّل مسجد صلّي فيه رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله في هذه العرصة، ثمّ ائت مشربة أُمّ إبراهيم عليه السلام (3) فصلّ فيها، و هي مسكن رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و مصلّاه، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه، فقد صلّي فيه نبيّك.

فإذا قضيت هذا الجانب أتيت جانب أُحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحرَّة فصلّيت فيه، ثمّ مررت بقبر حمزة بن عبد المطّلب عليه السلام فسلّمت عليه، ثمّ مررت بقبور الشهداء فأقمت عندهم، فقلت: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ إِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ»، ثمّ تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلي جنب الجبل عن يمينك حين تدخل أُحداً فصلّ فيه، فعنده خرج النبيّ صلي الله عليه و آله إلي أُحد حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتّي حضرت الصلاة فصلّي? فيه، ثمّ مر أيضاً حتّي ترجع فتصلّي عند قبور الشهداء ما كتب اللّ?ه لك.


1- الكافي 4: 560/ 2، كامل الزيارات: 26/ 5 و 23/ 2، التهذيب 6: 18/ 39، الوسائل 14: 353/ 19374، البحار 1: 213/ 4.
2- قال صاحب الجواهر: ينبغي ملاحظة الترتيب الذي رواه عقبة بن خالد في اتيان تلك المساجد و قبور الشهداء. الجواهر 20: 108
3- مشربة أُمّ إبراهيم عليه السلام: أي غرفتها التي كانت فيها و هي مارية القبطية، و يقال: إنّها ولدت إبراهيم فيها. الجواهر 20: 108

ص:344

ثمّ امض علي وجهك حتّي تأتي مسجد الأحزاب فتصلّي فيه و تدعو اللّ?ه فيه، فإنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله دعا فيه يوم الأحزاب و قال: «يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَ يَا مُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ، اكْشِفْ غَمِّي وَ هَمِّي وَ كَرْبِي، فَقَدْ تَرَي? حَالِي و حَالَ أَصْحَابِي».

957/ (1) - محمّد بن يحيي?، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن مفضّل بن صالح، عن ليث المرادي قال:

سألت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام عن مسجد الفضيخ لم سمّي مسجد الفضيخ؟ قال: النخل يسمّي الفضيخ، فلذلك سمّي مسجد الفضيخ.

958/ (2) - حدّثنا محمّد بن المثنّي?، و عمرو بن عليّ، و محمّد بن معمر قالوا: حدثنا أبو عامر، عن كثير بن زيد، حدّثني عبد اللّ?ه بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، حدّثني جابر بن عبد اللّ?ه قال:

دعا رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم في مسجد الفتح ثلاثاً: يوم الاثنين، يوم الثلاثاء، يوم الأربعاء، فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعُرف البشر في وجهه، قال جابر: فلم ينزل بي أمر إلّا توخّيت تلك الساعة، فأدعو فيها فأعرف الإجابة.

و قال محمّد بن المثنّي? في حديثه: في مسجد قبا.

959/ (3) - حدّثني أبي، و محمّد بن عبد اللّ?ه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسن، عن عبد اللّ?ه بن يحيي?، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:


1- الكافي 4: 561/ 5، المحاسن 2: 66/ 1186، علل الشرائع: 459/ 1، التهذيب 6: 18/ 40، الوسائل 14: 354، البحار 100: 214/ 5.
2- كشف الأستار عن زوائد البزّار 1: 216/ 431، مجمع الزوائد 4: 12، الترغيب و الترهيب 2: 219/ 24.
3- كامل الزيارات: 24/ 2، الفقيه 1: 148/ 685، الوسائل 5: 286/ 6564 و 14: 355/ 19377، البحار 100: 215/ 9.

ص:345

من أتي? مسجد قبا فصلّي? فيه ركعتين رجع بعمرة.

960/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

سألته عن المسجد الذي أُسّس علي التقوي?؟ فقال: مسجد قبا.

961/ (2) - حدّثنا هشام بن عمّار، حدثنا حاتم بن إسماعيل، و عيسي بن يونس قال:

حدثنا محمّد بن سليمان الكرماني قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول:

قال سهل بن حنيف رضي الله عنه: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من تطهّر في بيته، ثمّ أتي مسجد قباء، فصلّي فيه صلاة كان له كأجر عمرة.

962/ (3) - حدّثنا محمّد بن العلاء أبو كريب و سفيان بن وكيع قالا: حدّثنا أبو أُسامة، عبد الحميد بن جعفر قال: حدّثنا أبو الأبرد مولي بني خطمة أنّه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري، و كان من أصحاب النبي صلي الله عليه و سلم، يحدّث عن النبي صلي الله عليه و سلم أنّه قال:

صلاة في مسجد قباء كعمرة.

963/ (4) - حدّثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدّثني أبي، حدثنا يحيي بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن


1- الكافي 3: 296/ 2، تفسير العيّاشي 2: 111/ 135، التهذيب 3: 261/ 736، الوسائل 5: 285/ 6563 و 14: 356/ 19379، البحار 91: 120/ 6.
2- شعب الإيمان 3: 499/ 4191، سنن النسائي 2: 37/ 699 باختلاف يسير، سنن ابن ماجة 1: 453/ 412 باختلاف يسير، مسند أحمد 3: 487، المستدرك علي الصحيحين 3: 12، المعجم الكبير للطبراني 6: 74/ 5558 كما في النسائي، التاريخ الكبير 1: 96، الترغيب و الترهيب 2: 217/ 17، كنز العمال 12: 263/ 34963 عن ابن ماجة.
3- سنن الترمذي 2: 145/ 324، سنن ابن ماجة 2: 453/ 1411، المستدرك علي الصحيحين 1: 487، المعجم الكبير للطبراني 1: 210/ 570، المصنّف في الأحاديث و الآثار 2: 149/ 7529 و 6: 416/ 32524، شعب الايمان 3: 499/ 4190، البداية و النهاية 3: 209، الدرّ المنثور 4: 288، الترغيب و الترهيب 2: 217/ 16، كشف الخفاء و مزيل الإلباس 2: 36/ 1608.
4- المعجم الكبير للطبراني 19: 146/ 319، الترغيب و الترهيب 2: 218/ 19.

ص:346

جدّه:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: من توضّأ فأسبغ الوضوء ثمّ عمد إلي مسجد قباء لا يريد غيره، و لم يحمله علي الغدوّ إلّا الصلاة في مسجد قباء، فصلّي? فيه أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة بأُمّ القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلي بيت اللّ?ه تعالي.

964/ (1) - حدّثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح).

و حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا عبد اللّ?ه بن نمير، حدثنا موسي بن عبيدة، أخبرني يوسف بن طهمان، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من توضّأ فأحسن وضوءه ثمّ دخل مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل رقبة.

965/ (2) - حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا يحيي?، عن عبيد اللّ?ه قال: حدّثني نافع، عن ابن عمر قال: كان النبي صلي الله عليه و سلم يأتي قباء راكباً و ماشياً.

زاد ابن نمير قال: حدّثنا عبيد اللّ?ه، عن نافع: فيصلّي فيه ركعتين.

966/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن حريز، عن فضيل بن يسار قال:

إنّ زيارة قبر رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و زيارة قبور الشهداء (4) و زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حجّة مع رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله.


1- المعجم الكبير للطبراني 6: 75/ 5560، المنتخب من مسند عبد بن حميد: 171/ 496، الترغيب و الترهيب 2: 218/ 18، مجمع الزوائد 4: 11، كنز العمال 12: 264/ 34968.
2- صحيح البخاري 2: 137/ 216، سنن أبي داود 2: 533/ 2040، صحيح مسلم 3: 184/ 516 و 517 و 518 مختصراً، سنن النسائي 2: 37/ 698 مختصراً، مسند أحمد 2: 80 و 155.
3- الكافي 4: 548/ 2، كامل الزيارات: 156/ 1 و 157/ 5- 7، الوسائل 14: 326/ 19332 و 355/ 19378، البحار 100: 30/ 15- 18.
4- يعني شهداء أُحد.

ص:347

967/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: سمعته يقول:

عاشت فاطمة عليها السلام بعد رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله خمسة و سبعين يوماً لم تر كاشرة و لا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرّتين: الاثنين و الخميس، فتقول: هاهنا كان رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله و هاهنا كان المشركون.

فضل الصلاة في مسجد الغدير

968/ (2) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال:

سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم و أنا مسافر، فقال: صلّ فيه فإنّ فيه فضلًا كثيراً و قد كان أبي يأمر بذلك.

969/ (3) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

تستحبّ الصلاة في مسجد الغدير، لأنّ النبي صلي الله عليه و آله أقام فيه أمير المؤمنين عليه السلام و هو موضع أظهر اللّ?ه عزّ و جلّ فيه الحقّ.

970/ (4) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن الحسين، عن الحجّال، عن عبد الصمد بن


1- الكافي 4: 561/ 4 و 3: 228/ 3، الوسائل 3: 223/ 3467 و 14: 356/ 19380، البحار 43: 195/ 24 و 100: 216/ 12، العوالم 11: 231/ 11.
2- الكافي 4: 566/ 1، التهذيب 6: 18/ 41، الفقيه 2: 559/ 3143، الوافي 14: 1345/ 14377، الوسائل 5: 287/ 6567 و 14: 374/ 19418.
3- الكافي 4: 567/ 3، الفقيه 2: 335/ 1556، التهذيب 5: 18/ 42، الوافي 14: 1344/ 14376، الوسائل 5: 287/ 6568.
4- الكافي 4: 566/ 2، الفقيه 1: 149/ 688، التهذيب 3: 263/ 746، الوسائل 5: 286/ 6566، البحار 37: 172/ 55.

ص:348

بشير، عن حسّان الجمّال قال:

حملت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام من المدينة إلي مكّة قال: فلمّا انتهينا إلي مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله حيث قال: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ».

(الحديث)

971/ (1) - أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي?، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال:

سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار و أنا مسافر، فقال: صلّ فيه فإنّ فيه فضلًا و قد كان أبي يأمر بذلك.


1- الكافي 4: 566/ 1، الفقيه 2: 335/ 1557، التهذيب 6: 18/ 41، الوسائل 5: 287/ 6567 و 14: 374/ 19418.

ص:349

الفصل الخامس و العشرون: ما ورد بعد قضاء المناسك

علامة قبول الحجّ

972/ (1) - أخبرنا عبد اللّ?ه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي?، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

آية قبول الحجّ ترك ما كان عليه العبد مقيماً من الذنوب.

973/ (2) - أخبرنا عبد اللّ?ه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي?، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من علامة قبول الحجّ: إذا رجع الرجل رجع عمّا كان عليه من المعاصي، هذا علامة قبول الحجّ، و إن رجع من الحجّ ثمّ انهمك فيما كان عليه من زنا، أو خيانة، أو


1- الجعفريات: 66، مستدرك الوسائل 10: 165/ 11766.
2- الجعفريات: 66، مستدرك الوسائل 10: 165/ 11767.

ص:350

معصية، فقد ردّ عليه حجّه.

الحاجّ و عدم كتابة الذنب

974/ (1) - جعفر بن أحمد، عن عليّ بن محمّد بن شجاع قال: روي أصحابنا: قيل لأبي عبد اللّ?ه عليه السلام:

لم صار الحجّ لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال: إنّ اللّ?ه جلّ ذكره أمر المشركين فقال: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (2) و لم يكن يقصر بوفده عن ذلك.

975/ (3) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن خالد قال:

كتبت لأبي الحسن عليه السلام: كيف صار الحاجّ لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه؟ فقال: إنّ اللّ?ه أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر، إذ يقول:

فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فأباح للمؤمنين إذا زاروه حلا من الذنوب أربعة أشهر، و كانوا أحقّ بذلك من المشركين.

976/ (4) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال:

قلت لأبي الحسن عليه السلام: لأيّ شي ء صار الحاجّ لا تكتب عليه الذنب أربعة


1- تفسير العيّاشي 2: 75/ 11، البحار 99: 11/ 35، تفسير البرهان 2: 102/ 13، مستدرك الوسائل 8: 39/ 9018.
2- التوبة 9: 2.
3- المحاسن 2: 64/ 1177، البحار 99: 10/ 29.
4- الكافي 4: 255/ 10، علل الشرائع: 443/ 1، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 83/ 23، الفقيه 2: 128/ 548، الوسائل 11: 97/ 14335، البحار 99: 17/ 6.

ص:351

أشهر؟ قال: إنّ اللّ?ه أباح للمشركين الحرم في أربعة أشهر إذ يقول: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ثمّ وهب لمن يحجّ من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر.

الحاجّ و نور الحجّ

977/ (1) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد، عن أبي محمّد الحجّال، عن داود بن أبي يزيد، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

الحاجّ لا يزال عليه نور الحجّ ما لم يلمّ (2) بذنب.

بعد قضاء المناسك

978/ (3) - روي أنّ منادياً ينادي بالحاجّ إذا قضوا مناسكهم: قد غفر لكم ما مضي? فاستأنفوا العمل.

979/ (4) - روي أنّ الحاجّ و المعتمر يرجعان كمولودين، مات أحدهما طفلًا لا ذنب له، و عاش الآخر ما عاش معصوماً.

980/ (5) - الحسن بن طريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

للحاجّ و المعتمر إحدي? ثلاث خصال: إمّا يقال له: قد غفر لك ما مضي? و ما بقي، و إمّا أن يقال له: قد غُفر لك ما مضي? فاستأنف العمل، و إمّا أن يقال له: قد حُفظت


1- الكافي 4: 255/ 11، المحاسن 1: 147/ 208، الفقيه 2: 145 ذ 639، الوسائل 11: 98/ 14339، البحار 99: 10/ 27 و 386/ 15.
2- ألمّ الرجل من الّمم، وهي صغار الذنوب، ويقال: هو مقاربة المعصية. قاموس المحيط
3- فقه الرضا عليه السلام: 214، البحار 99: 11/ 32، مستدرك الوسائل 8: 10 ذ 8924 و 35/ 9004.
4- الفقيه 2: 145/ 641، الوسائل 11: 102/ 14353.
5- قرب الإسناد: 108/ 369، الوسائل 11: 106/ 14367، البحار 99: 6/ 9.

ص:352

في أهلك ولدك، و هي أحسنهنَّ.

981/ (1) - عن جابر بن عبد اللّ?ه قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من قضي نسكه، و قد سلم المسلمون من لسانه و يده، غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

982/ (2) - عبد الرزّاق قال: حدّثني الأسلمي قال: حدّثني ابن المنكدر قال:

سئل رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم ما برّ الحاجّ؟ قال: إطعام الطعام و ترك الكلام، قال الأسلمي: و حدّثني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

من حجّ البيت فقضي? مناسكه، و سَلِمَ المسلمون من لسانه و يده غفر له ما تقدّم من ذنبه.

983/ (3) - حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسي بن عقبة، عن صالح مولي التوأمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم:

إذا قضيت حجّك فأنت مثل ما ولدتك أُمّك.

الحاجّ و تعجيل الرحلة

984/ (4) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، بإسناده قال:

قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:


1- المطالب العالية 1: 324/ 1087، تفسير القرآن العظيم 1: 246، الدرّ المنثور 1: 530، كنز العمال 5: 8/ 11810.
2- المصنّف لعبد الرزّاق 5: 10/ 8817.
3- جامع البيان 2: 180.
4- المحاسن 2: 127: 1350، الفقيه 2: 197/ 894 وفيه: «السفر» بدل «السير»، الوسائل 11: 450/ 15231، البحار 76: 272/ 29.

ص:353

السير قطعة من العذاب، و إذا قضي أحدكم سفره، فليسرع الإياب إلي أهله.

985/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن ذريح، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إذا فرغت من نسكك فارجع، فإنّه أشوق لك إلي الرجوع.

986/ (2) - حدثنا محمّد بن مخلّد، نا إبراهيم بن محمّد بن العتيق، نا أبو مروان العثماني، نا أبو حمزة الليثي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و سلم قال: إذا قضي أحدكم حجّه فليعجّل الرحلة إلي أهله، فإنّه أعظم لأجره.

نيّة العود إلي الحجّ

987/ (3) - محمّد بن يحيي?، عن محمّد بن أحمد، عن حمزة بن يعلي، عن بعض الكوفيّين، عن أحمد بن عائذ، عن عبد اللّ?ه بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللّ?ه عليه السلام يقول:

من رجع من مكّة و هو ينوي الحجّ من قابل زيد في عمره.

من ينوي عدم العود

988/ (4) - قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:

من أراد الدنيا و الآخرة فليؤمّ هذا البيت، و من رجع من مكّة و هو ينوي الحجّ


1- الكافي 4: 230/ 2، الفقيه 2: 165/ 716، الوسائل 13: 234/ 17628.
2- سنن الدارقطني 2: 300/ 289، المستدرك على الصحيحين 1: 477، السنن الكبرى للبيهقي 5: 259، الدرّ المنثور 1: 568، كنز العمال 5: 24/ 11890.
3- الكافي 4: 281/ 3، الوسائل 11: 150/ 14497.
4- الفقيه 2: 141/ 614، الوسائل 11: 151/ 14499.

ص:354

من قابل زيد في عمره، و من خرج من مكّة و لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله، و دنا عذابه.

989/ (1) - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من خرج من مكّة و هو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله و دنا عذابه.

990/ (2) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن الحسن بن علي، عن محمّد بن أبي حمزة، رفعه قال:

من خرج من مكّة و هو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله، و دنا عذابه.

991/ (3) - أحمد بن محمّد بن عيسي?، عن الحسن بن عليّ، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

إنّ يزيد بن معاوية حجّ فلما انصرف قال:

إذا جعلنا ثافلًا (4) يميناً فلن نعود بعدها سنينا

للحجّ و العمرة ما بقينا

فنقّص اللّ?ه عمره، و أماته قبل أجله.

992 (5) - محمّد بن الحسين، عن محمّد بن خالد، عن أبي الجهم، عن أبي حذيفة قال:

كنّا مع أبي عبد اللّ?ه عليه السلام و نزلنا الطريق فقال: ترون هذا الجبل ثافلًا؟ إنّ يزيد بن معاوية لمّا رجع من حجّه مرتحلًا إلي الشام، أنشأ يقول:


1- الكافي 4: 270/ 1 و 2، الوسائل 11: 151/ 14498.
2- التهذيب 5: 444/ 1545، الوسائل 11: 151/ 14500.
3- التهذيب 5: 444/ 1546، الوسائل 11: 152/ 14501.
4- ثافل: اسم جبل. مجمع البحرين
5- التهذيب 5: 462/ 1612، الفقيه 2: 142/ 615، الوسائل 11: 152/ 14502.

ص:355

إذا تركنا ثافلًا يميناً فلن نعود بعده سنينا

للحجّ و العمرة ما بقينا

فأماته اللّ?ه قبل أجله.

كراهة إتيان المسافر أهله ليلًا

993/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّ?ه الأنصاري قال:

نهي? رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله أن يطرق الرجل أهله ليلًا إذا جاء من الغيبة حتّي يؤذنهم.

994/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن صفوان، عن عبد اللّ?ه بن سنان، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

يكره للرجل إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلًا حتّي يصبح.

مصافحة الحاجّ

995/ (3) - الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن عليّ بن أسباط، عن سليمان الجعفري، عمّن رواه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول:

بادروا بالسّلام علي الحاجّ و المعتمر و مصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذّنوب.

996/ (4) - في رواية أبي الحسين الأسدي رضي الله عنه قال: قال الصادق عليه السلام:

من عانق حاجّاً بغباره كان كأنّما استلم الحجر الأسود.


1- المحاسن 2: 127/ 1351، الفقيه 2: 197/ 893، الوسائل 11: 448/ 15228، البحار 76: 272/ 29.
2- الكافي 5: 499/ 4، التهذيب 7: 412/ 1645، الوسائل 20: 131/ 25220.
3- الكافي 4: 256/ 17، الفقيه 2: 147/ 648، الوسائل 11: 445/ 15218.
4- الفقيه 2: 196/ 892، الوسائل 11: 446/ 15222.

ص:356

997/ (1) - قال الصادق عليه السلام:

من عانق حاجّاً بغباره كان كمن استلم الحجر الأسود.

998/ (2) - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن عثمان، عن عليّ بن عبد اللّ?ه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول:

يا معشر من لم يحجّ، استبشروا بالحاجّ، و صافحوهم و عظّموهم، فإنّ ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الأجر.

999/ (3) - محمّد بن موسي بن المتوكّل، عن محمّد بن جعفر الأسدي، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي حمزة، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال:

من لقي حاجّاً فصافحه كان كمن استلم الحجر.

1000/ (4) - أخبرنا أبو محمّد التميمي و محمّد بن إسحاق الباقرجي قالا: أنبأ ابن المتيم، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا خالد بن نافع قال: حدّثني حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم قال:

كان يقال: صافحوا الحاجّ قبل أن يتلطَّخوا بالذنوب.

1001/ (5) - حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا وكيع، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن حبيب بن أبي ثابت قال:


1- مكارم الأخلاق: 300، البحار 76: 282 قطعة من 2.
2- الكافي 4: 264/ 48، المحاسن 1: 147/ 207، الفقيه 2: 147/ 647، الوسائل 11: 445/ 15219، البحار 99: 386/ 14.
3- أمالي الصدوق: 469/ 5، ثواب الأعمال: 74/ 1، الوسائل 11: 446/ 15223، البحار 99: 384/ 5.
4- كتاب الترغيب و الترهيب 2: 19/ 1064.
5- المصنّف في الأحاديث و الآثار 3: 121/ 12654، الدرّ المنثور 1: 568.

ص:357

كنّا نلتقي الحجّاج بالقادسيّة فنصافحهم قبل أن يقارفوا.

توقير الحاجّ

1002/ (1) - قال أبو جعفر عليه السلام:

وقّروا الحاجّ و المعتمرين، فإنّ ذلك واجب عليكم.

استحباب الوليمة

1003/ (2) - حدّثنا محمّد بن عليّ بن الشاه قال: حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا أنس بن محمّد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال في وصيّته له:

يا عليّ لا وليمة إلّا في خمس: في عرس أو خرس أو عِذار أو وِكار أو ركاز، و العرس التزويج، و الخُرس النفاس بالولد، و العذار الختان، و الوكار في شراء الدار، الرّكاز الذي يقدم من مكّة.

1004/ (3) - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي، عن سجّادة العابد و اسمه الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسي بن بكر قال: قال أبو الحسن الأوّل عليه السلام: قال رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله:


1- الفقيه 2: 147/ 649، الوسائل 11: 446/ 15220.
2- الخصال: 313/ 92، الفقيه 4: 261/ 5762، الوسائل 20: 95 ذ 25125 و 24: 311/ 30632، البحار 76: 158/ 2 و 99: 385/ 7 و 103: 275/ 33.
3- الخصال: 313/ 91، الفقيه 3: 263/ 444، معاني الأخبار: 272/ 1، التهذيب 7: 409/ 1634، الوسائل 20: 95/ 25125 و 24: 311 ذ 30632، البحار 76: 157/ 1 و 99: 384/ 6 و 103: 275/ 34.

ص:358

لا وليمة إلّا في خمس: في عرس أو خُرس أو عذار، أو وِكار أو ركاز، فأمّا العرس فالتزويج، و الخرس النفاس بالولد، و العذار الختان، و الوكار الرّجل يشتري الدار، و الرّكاز الذي يقدم من مكّة.

تهنئة القادم

1005/ (1) - أحمد بن أبي عبد اللّ?ه البرقي قال: حدّثني أبي مرسلًا، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام:

أنّ رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله كان يقول للقادم من مكّة: «تَقَبَّلَ اللّ?هُ مِنْكَ، وَ أَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ وَ غَفَرَ ذَنْبَكَ».

1006/ (2) - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّ?ه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيي?، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّ?ه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام:

أنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه- إلي أن قال:

إذا قدم أخوك من مكّة فقبّل بين عينيه و فاه الذي قبّل به الحجر الأسود الذي قبّله رسول اللّ?ه صلي الله عليه و آله، و العين التي نظر بها إلي بيت اللّ?ه، و قبّل موضع سجوده و وجهه، و إذا هنّأتموه فقولوا له: «قَبَّلَ اللّ?هُ نُسكَكَ، وَ رَحِمَ سَعْيَكَ، وَ أَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ، وَ لَا جَعَلَهُ آخِرَ عَهْدِكَ بِبَيْتِهِ الْحَرَامِ».


1- المحاسن 2: 127/ 1352، الفقيه 2: 196/ 891، مكارم الأخلاق: 300، الوسائل 11: 446/ 15221، البحار 76: 282/ 2 و 99: 386/ 16.
2- الخصال: 635 قطعة من 10، الوسائل 11: 447/ 15224، البحار 99: 385/ 9.

ص:359

1007/ (1) - جامع البزنطي، عن صدقة الأحدب قال: قال أبو عبد اللّ?ه عليه السلام:

إذا لقيت أخاك و قد قدم من الحجّ فقل: «الْحَمْدُ للّ?هِ الَّذِي يَسَّرَ سَبِيلَكَ، وَ هَدَي? دَلِيلَكَ، وَ أَقْدَمَكَ بِحَالِ عَافِيَةٍ، قَدْ قَضَي الْحَجّ وَ أَعَانَ عَلَي السَّفَرِ، تَقَبَّلَ اللّ?هُ مِنْكَ، وَ أَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ، وَ جَعَلَهَا لَكَ حِجَّةً مَبْرُورَةً، وَ لِذُنُوبِكَ طَهُوراً».

1008/ (2) - الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الوهّاب بن الصباح، عن أبيه قال:

لقي مسلم مولي? أبي عبد اللّ?ه عليه السلام صدقة الأحدب و قد قدم من مكّة، فقال له مسلم: «الْحَمْدُ للّ?هِ الَّذِي يَسَّرَ سَبِيلَكَ، وَ هَدَي? دَلِيلَكَ، وَ أَقْدَمَكَ بِحَالِ عَافِيَةٍ، وَ قَدْ قَضَي الْحَجَّ وَ أَعَانَ عَلَي السَّعَةِ، فَقَبَّلَ اللّ?هُ مِنْكَ، وَ أَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ، وَ جَعَلَهَا حِجَّةً مَبْرُورَةً، وَ لِذُنُوبِكَ طَهُوراً».

فبلغ ذلك أبا عبد اللّ?ه عليه السلام فقال له: كيف قلت لصدقة؟ فأعاد عليه، فقال: من علّمك هذا؟ فقال: جعلت فداك مولاي أبو الحسن عليه السلام، فقال له: نعم ما تعلّمت، إذا لقيت أخاً من إخوانك فقل له هكذا، فإنّ الهدي بنا هدي، و إذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون.

و الحمد للّ?ه ربّ العالمين

و صلّي اللّ?ه علي محمد و آله الطيّبين الطاهرين


1- مستطرفات السرائر: 58/ 23، الوسائل 11: 448 ذ 15226، البحار 99: 374/ 1.
2- التهذيب 5: 444/ 1547، الوسائل 11: 447/ 15226.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.